ليبيا – أجرى قسم الأخبار الإنجليزية في مركز أنباء الأمم المتحدة مقابلة صحفية مع المبعوث الأممي المنصرف عبد الله باتيلي تمحورت حول رؤيته للأزمة في ليبيا.

المقابلة التي تابعتها وترجمتها صحيفة المرصد حث خلالها باتيلي قادة البلاد على إنهاء الجمود وإعادة ليبيا إلى طريق السلام والاستقرار، داعيًا إياهم مرة أخرى إلى أن يكون لديهم إحساس بالتاريخ وأن يفكروا في مستقبل بلادهم في ظل اهتمام جيوسياسي متجدد من جانب بعض القوى الإقليمية والدولية.

وبحسب باتيلي تشهد ليبيا أنظمة انتقالية مختلفة منذ العام 2011 فيما قرر الجميع في مرحلة أو أخرى تهيئة الظروف لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية ليعم السلام والاستقرار في البلاد، مبينًا أن العقد الفائت أظهر الحقيقة ومفادها نوايا حسنة تم الإعلان عنها ولكن لم يتم تنفيذها.

ووفقًا لباتيلي ليبيا ليست دولة فقيرة لوجود موارد كافية لكل ليبي ليعيش في رخاء في وقت استمر فيه كل القادة الانتقاليين في التنافس ولم يكونوا مهتمين فعلياً بإجراء الاستحاقات الانتخابية لأنهم ليسوا مهتمين بالاستقرار ما جعلهم يغذون باستمرار التوترات بدعم من مجاميع مسلحة مؤيدة لهم.. وفيما يلي نصر المقابلة:

س/ لقد حذرتم من أن التدافع المتجدد على ليبيا بين اللاعبين الداخليين والخارجيين يجعل الحل بعيد المنال لماذا نرى هذا التدافع يتجدد في الآونة الأخيرة؟

ج/ في مرحلة ما خلال الصراع كانت هناك درجة معينة من الإجماع بين اللاعبين الدوليين والإقليميين على أنه ينبغي عليهم مساعدة الليبيين في التوصل إلى اتفاق للتوافق من أجل تسوية سياسية والتي ستجمع جميع القادة الليبيين وتوحيد ليبيا وبطبيعة الحال إعادة السلام والاستقرار.

ومع ذلك ما رأيته خلال الأشهر الماضية هو أنه بسبب تأثير الأزمة الأوكرانية على ليبيا سواء من حيث الثروة والنفط والغاز ولكن أيضًا الموقع العسكري والجيوسياسي للبلااد في وسط البحر الأبيض المتوسط فإن هذه الجغرافيا لقد جدد موقف ليبيا نوعا من الاهتمام الجيوسياسي لعدد من القوى الإقليمية والدولية.

وأضافت الأزمة الأوكرانية بعدا جديدا للأزمة الليبية بسبب تداعياتها الاقتصادية والجيوسياسية وفي الوقت نفسه كان للحرب في السودان أيضا تأثير خلال الأشهر الأخيرة على الوضع الأمني والوضع الاقتصادي وبعيدا عن الحدود الجنوبية المباشرة لليبيا.

وهناك الأزمة في منطقة الساحل والتي تفاقمت أيضاً خلال الأشهر الأخيرة في مالي وبوركينا فاسو وبطبيعة الحال وضع اللاجئين في تشاد وقد أثر كل هذا بشكل كبير على الوضع الداخلي في ليبيا.

س/ في بيان صدر هذا الشهر أعرب أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن امتنانهم لكم وأكدوا من جديد التزامهم بعملية سياسية شاملة يقودها ويملكها الليبيون وتيسرها الأمم المتحدة ما رأيك في هذا؟

أرحب به وآمل أن يتم تنفيذ ما نسميه عملية يقودها ويمتلكها الليبيون من قبل جهات فاعلة ليبية حسنة النية وهذه مشكلة نواجهها دائما لأنه طالما أن هؤلاء القادة لم يكونوا مستعدين للانخراط بعملية تفاوض شاملة للتوصل إلى تسوية سلمية يمكنهم الاستمرار باحتكار العملية السياسية أخشى أنه لا يمكننا التوصل إلى حل.

س/ ما هي آخر الجهود التي بذلتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لعكس التحدي المتعمد للانخراط الجاد والمثابر لتأخير الانتخابات في ليبيا؟

المجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية والجيش الوطني الليبي هي الهياكل اليوم التي يمكنها صنع السلام أو الحرب في ليبيا وهم في قلب المشكلة في البلاد ولهذا السبب بالنسبة لنا كان يُنظر إلى ذلك على أنه آلية شاملة يمكن أن تحقق تسوية سلمية، إذا كانوا على استعداد للقيام بذلك.

وللأسف بعضهم وضع شروطا مسبقة كما أنهم للأسف حظوا بدعم بعض اللاعبين الخارجيين الذين اتخذوا مبادرات موازية كانت تميل إلى تحييد مبادراتنا وطالما أن هؤلاء اللاعبين أنفسهم مدعومون بطريقة أو بأخرى من قبل لاعبين خارجيين فلن يكون لدينا حل.

ولهذا السبب قلت للمجلس إنه من المهم ألا يتحدث جميع اللاعبين الدوليين وجميع اللاعبين الإقليميين نفس اللغة فحسب بل يتصرفوا أيضا وفقا لذلك لدعم عملية سلمية وشاملة في ليبيا.

س/ في حين يستمر الجمود السياسي في ليبيا أصبح الوضع الاقتصادي متوترا بشدة. وما هي آخر ملاحظاتك في هذا الصدد؟

تدهور الوضع الاقتصادي واضح للجميع لقد انخفض الدينار الليبي بالفعل مقابل الدولار والقوة الشرائية للمواطنين تتضاءل أكثر فأكثر وهناك الكثير من الشكاوى بين المواطنين حول هذا الأمر وعلى الرغم من ثروة البلاد الهائلة فإن غالبية السكان لا يستفيدون منها.

اليوم ليبيا تراجعت إلى الوراء وهناك المزيد من الفقر وانعدام الأمن وديموقراطية وأمن أقل بالنسبة للجزء الأكبر من السكان وهذا هو الواقع في ليبيا اليوم للأسف.

س/ أعربتم أيضًا عن قلقكم بشأن وجود جهات مسلحة وأسلحة ثقيلة في العاصمة طرابلس هل يمكنك أن تخبرنا المزيد عن الوضع الأمني هناك وفي ليبيا بشكل عام؟

نحن نعلم جميعا أن ليبيا اليوم تكاد تكون بمثابة سوبر ماركت مفتوح للأسلحة وأصبحت ليبيا على نحو متزايد نوعا من دولة المافيا وتستخدم الأسلحة بالمنافسة السياسية الداخلية بين الجماعات المسلحة ولكنها تستخدم أيضا في صفقات الأسلحة وفي سباق التسلح وفي تجارة الأسلحة مع جيرانها وخارجها.

أصبح الوضع الأمني يثير قلق المواطنين بشكل متزايد لأن كل هذه المجموعات تتنافس على المزيد من السلطة والوصول إلى ثروات البلاد وبالتالي فإن منافستها تزيد من حدة التوترات في جميع أنحاء ليبيا وخاصة في الغرب.

س/ هناك قضية أخرى تعاني منها ليبيا وهي الوضع المزري للمهاجرين واللاجئين هل لك أن تخبرنا أكثر عن هذا؟

الهجرة هي إحدى القضايا الساخنة في ليبيا اليوم وكما نعلم هناك الكثير من الاتجار بالبشر ولسوء الحظ وبسبب الوضع الأمني ليس هناك أمل في أن نفكر في تحسن هذا الوضع على المدى المتوسط أو حتى على المدى الطويل وتتحول ليبيا بشكل متزايد إلى نوع من دولة المافيا التي يهيمن عليها عدد من المجموعات.

وهذه المجموعات متورطة في تهريب البنزين والمهاجرين والمعادن مثل الذهب والمخدرات وكل هذا الاتجار مترابط ويتم تنفيذه من قبل نفس المجموعات من الأفراد الذين تم تحديدهم بوضوح في مناطق مختلفة من ليبيا وفي البلدان المجاورة وعبر البحر الأبيض المتوسط.

س/ بينما تستعد لترك منصبك ما هي رسالتك الأخيرة إلى أصحاب المصلحة الليبيين الرئيسيين الذين كما قلت من قبل، لم يتزحزحوا عن شروطهم المسبقة لحضور المحادثات التي دعوتهم إليها العام الماضي؟

أدعوهم مرة أخرى إلى التحلي بحس التاريخ والتفكير في مستقبل بلادهم وعليهم أن يتحملوا المسؤولية الأخلاقية أمام وطنهم وأود أيضًا أن أوجه نداءً إلى معلميهم وإلى أولئك الذين يدعمونهم في الاستمرار في الحفاظ على هذا المأزق الذي يضر بمصالح الشعب الليبي والمنطقة ليس فقط شمال أفريقيا، بل منطقة الساحل أيضًا.

لقد حان الوقت للشعب الليبي الذي كان يطمح إلى السلام والاستقرار أن يتمكن من الوصول لما كان يتوق إليه.

ترجمة المرصد – خاص

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: السلام والاستقرار الوضع الأمنی فی لیبیا من قبل

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي يتلقى اتصالا من العاهل الأردني لبحث تطورات الوضع في غزة

تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالاً هاتفياً من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين.

وأشار المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية إلى أن الاتصال تناول تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وما يشمله من تبادل لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين ونفاذ المساعدات الانسانية إلى أهالى القطاع، حيث أكد الزعيمان في هذا الصدد على ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاق، وحتمية سرعة إعادة إعمار قطاع غزة.

وذكر السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الزعيمين أكدا في هذا الصدد على أهمية التوصل إلى السلام الدائم في المنطقة القائم على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك كضمان وحيد لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وشددا على ضرورة الأخذ بالموقف العربي الموحد المطالب بالتوصل إلى السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط بما يحقق الاستقرار والرخاء الاقتصادي المنشودين.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس والعاهل الأردني قد تناولا أيضاً تطورات الوضع في سوريا، حيث شدّدا على أهمية تحقيق الاستقرار في سوريا، وضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها الشقيق، وأهمية بدء عملية سياسية شاملة لا تقصي طرفاً، وتشمل كافة مكونات وأطياف الشعب السوري.

كما ناقش الزعيمان الأوضاع في لبنان، حيث أكدا  على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الامن رقم ١٧٠١، وحرصهما على أمن وسيادة واستقرار لبنان الشقيق.

وأوضح المتحدث الرسمي أن الاتصال أكد على ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور الثنائي وتأكيد الدولتين على استمرار التعاون في مختلف المجالات.

مقالات مشابهة

  • التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط تُلامس 57 مليار دولار قريبًا
  • المبعوث الأممي لسوريا يرحب بالتأكيدات حول مستقبل شامل في البلاد
  • الرئيس السيسي يتلقى اتصالا من العاهل الأردني لبحث تطورات الوضع في غزة
  • “الشؤون الخارجية” بالبرلمان لوفد بريطاني: هناك ارتباط وثيق بين أمن واستقرار ليبيا وأوروبا
  • نجم الأهلي السابق: أتمنى أن يكون هناك استثناء خاص لـ علي معلول
  • عادل مصطفى: أتمنى أن يكون هناك استثناء خاص لـ علي معلول في الأهلي
  • ملف دعم الحكومة اليمنية على طاولة مؤتمر لسفراء الإتحاد الأوروبي ينطلق اليوم في بروكسل
  • السفير نبيل فهمي: يجب أن يكون هناك خطط لمواجهة مقترح ترامب بتهجير الفلسطينيين
  • إسرائيل: "لن يكون هناك حزب الله" في هذه الحالة
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: لن يكون هناك حزب الله إذا استمر إطلاق المسيرات