إسرائيليون من أصول إثيوبية.. مساواة على خط الجبهة وواقع مختلف بالحياة اليومية
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
سلط تقرير مطول نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية الضوء على المعاناة المستمرة لليهود من أصل إثيوبي، مشيرا إلى أنهم يلقون التقدير والترحيب جراء مشاركتهم في الحرب بغزة، دون أن ينالوا ذات المعاملة في فترات السلم أو بعد الانتهاء من المهام القتالية.
ويشكل الإسرائيليون من أصل إثيوبي 1.5 بالمئة من سكان البلاد، وقد قضى منهم 22 جنديا من أصل 626 جنديا ماتوا منذ هجمات حماس غير المسبوقة في السابع من أكتوبر.
ويشكل عدد قتلاهم حوالي 3 بالمئة من قتلى الجيش الإسرائيلي، وهي نسبة كبيرة مقارنة بعددهم، وقد عزا خبراء ارتفاعها إلى إقبال اليهود من أصول الإثيوبي على الخدمة العسكرية خلال السبعة أشهر أخيرة.
ووفقًا لإحصائيات الجيش الإسرائيلي، فإن 67 بالمئة من جميع الرجال في البلاد الذين يبلغون من العمر 22 عامًا اليوم وكانوا مؤهلين للتجنيد، أدوا بالفعل خدمتهم العسكرية، في حين أن النسبة بين ذوي الأصول الإثيوبية وصلت إلى 83 بالمئة، حسب الصحيفة.
وقد خدم نحو 55 بالمئة من جميع النساء الإسرائيليات المؤهلات للتجنيد، فيما وصلت النسبة إلى 67 في المئة في المجتمع الإثيوبي.
"انتماء".. ولكنوفي كريات ملاخي، وهي مدينة صغيرة في جنوب إسرائيل، يشكل اليهود من أصول إثيوبية أكثر من 15 بالمئة من السكان، وقد عبر الكثير منهم عن "فخرهم بشعورهم بالانتماء إلى إسرائيل عقب اندلاع الحرب"، لكنهم في نفس الوقت تحدثوا عن "استمرار الممارسات التي لا تزال تنطوي على تمييز بحقهم"، وفق "هآرتس".
وفي هذا الصدد، تحدثت والدتان شابتان في الثلاثينيات من العمر، شيران وساريت، عن التناقض الذي يلف مجتمعهما حاليًا، فمن ناحية، "هناك شعور بالوطنية الحقيقية والتعبئة الهائلة بسبب الحرب، ناهيك عن جمع التبرعات والأموال لمساعدة الضحايا ودعم المجهود الحربي".
لكن تلك المشاعر، وفقا لشيران وساريت، "يرافقها إحساس بأن أبناء مجتمعهم يدفعون أثمانا باهظة في سبيل بلادهم، دون أن يحصلوا على التقدير والامتنان بما يكفي".
وأضافت شيران: "لا يتحدث الناس بما فيه الكفاية عن أفراد الجالية الإثيوبية الذين سقطوا في المعارك، ولا توجد تغطية إعلامية كبيرة عنهم".
وزادت: "يرجع ذلك جزئيًا إلى أن أهالي الضحايا ليسوا نافذين بما يكفي، وفي بعض الأحيان لا يريدون الدعاية، كما أن المجتمع ليس قويًا بما يكفي لرفع مستوى الوعي بقصتهم".
من جانبه، قال آشر سيوم (40 عامًا)، والذي يعمل قائد سرية في وحدة احتياط في لواء مشاة، وسبق أن قاتل في قطاع غزة: "نسمع كل بضعة أيام عن مقتل جندي من مجتمعنا، ومنذ اندلاع الحرب اعتقدنا أننا بالفعل جزء من المجتمع في البلاد".
وتابع: "في غزة شعرنا بنوع من الطمأنينة والانسجام لأننا كنا نواجه عدوا مشتركا، لكن يبدو أننا عدنا إلى سابق عهدنا لاحقا".
وفي نفس السياق، رأت زفيا أربيف، وهي معلمة في مدرسة ثانوية في كريات ملاخي، أن الدافع لأداء الخدمة العسكرية بين الشباب من أصل إثيوبي "زاد" منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، بسبب "ارتفاع المشاعر الوطنية".
وأردفت: "لدي طالب فقد ابن عمه في الحرب، وأخبرني أنه يريد أن يصبح جنديًا، وسألته عما إذا كان ذلك بسببه وفاة قريبه فأجاب بأنه كان يريد أن يفعل ذلك مسبقًا أيضًا، لكنه الآن يسعى إلى ذلك أكثر".
وأضافت أربيف أن شقيقها أنهى دورة عسكرية، لافتة إلى أنه يريد الالتحاق بدورة الضباط، موضحة: "لكن لو سُئل قبل الحرب عن ذلك، لما كان قادرا على أن يطمح إلى ذلك".
وذكّرت صحيفة "هآرتس" بتقرير نشره مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست هذا الشهر، والذي تم إعداده بناء على طلب عضو الكنيست، تسيغا ميلاكو، المولود في إثيوبيا.
وأشار التقرير إلى أن "9 بالمئة من جميع الأشخاص الذين تم اعتقالهم في إسرائيل بين عامي 2019 و2023 كانوا من أصل إثيوبي، وهذا يعني أنها أكبر فئة تتعرض لهذه الأمور، مقارنة بأعدادهم القليلة في البلاد".
ووجدت دراسة أجريت عام 2022 في جامعة بن غوريون، أن نسبة حاملي الشهادات الأكاديمية حتى سن 27 عامًا بين المنحدرين من أصل إثيوبي ضئيلة، خاصة بين الرجال.
وبالإضافة إلى ذلك، ورغم أن نسبة الشباب من أصل إثيوبي الذين يعملون أعلى منها في المجموعات السكانية الأخرى، فإن القليل منهم ينتمون إلى فئات الدخل المرتفع.
ووجد تقرير صدر عام 2021 عن مركز أدفا لتحليل السياسات، ومقره تل أبيب، الذي فحص معدل توظيف النساء من أصل إثيوبي، ارتفاعًا حادًا في الفئة العمرية 25-64 عامًا: من 20.3 بالمائة في عام 1995، إلى 75.1 بالمائة في عام 2016.
لكن تقرير صدر عام 2016 تحت رعاية المدير العام السابق لوزارة العدل، إيمي بالمور، وجد أنه "على الرغم من ارتفاع معدل التوظيف بين الأشخاص من أصل إثيوبي، فإن العديد منهم يعملون في وظائف لا تتطلب مهارات معقدة، أو شهادات أكاديمية، مثل العمال المتعاقدين في مجال التنظيف والأمن، دون أفق عمل واضح ومستقر".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: بالمئة من من أصول إلى أن
إقرأ أيضاً:
عودة الحرب على غزة.. إسرائيل تتوعد "بالجحيم" وأول تعليق من واشنطن
استأنفت إسرائيل حربها على أنحاء عدة من قطاع غزة، فجر اليوم الثلاثاء، بسلسلة من الغارات العنيفة، أدت إلى مقتل وجرح مئات المدنيين بينهم أطفال.
وأعلن المكتب الاعلامي في القطاع أن أكثر من 200 مدني سقطوا جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف وسط وشمال وجنوب غزة.
وشنت إسرائيل ضربات جوية جديدة في أنحاء قطاع غزة، متوعدةً بـ"تصعيد القوة العسكرية" بعد تعثر المحادثات بشأن الإفراج عن مزيد من الأسرى.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "يتم تنفيذ موجة غارات جوية واسعة النطاق في أنحاء القطاع بهدف القضاء على مسلحين، واستهداف البنية التحتية لحماس، وتسليحها".
وأضافت: "تشارك عشرات طائرات سلاح الجو في عملية القصف، التي تستهدف عشرات الأهداف في القطاع"، معتبرة أن "العنصر الرئيسي في الهجمات هو عنصر المفاجأة"، في إشارة إلى أن الهجمات تمت دون إنذار مسبق أو حتى تسريب للإعلام عنها.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن "العملية العسكرية غير محددة المدة ومن المتوقع أن تتوسع".
وأفاد شهود عيان بأن القصف تركز على شمال ووسط القطاع، حيث سُمع دوي انفجارات متتالية، فيما تواجه طواقم الإسعاف والدفاع المدني صعوبات في الوصول إلى المناطق المستهدفة بسبب كثافة الهجمات، حسب رويترز.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فجر اليوم، بمهاجمة أهداف تابعة لحركة حماس في جميع أنحاء قطاع غزة.
وقال مكتب نتانياهو في بيان إن إسرائيل "تستأنف عملياتها العسكرية ضد حماس في غزة بعد رفض الحركة مقترحات أمريكية لتمديد وقف إطلاق النار".
وأردف: "من الآن فصاعداً ستعمل إسرائيل ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة"، مضيفاً "الخطة العملياتية عُرضت من قِبل الجيش وصادق عليها المستوى السياسي".
PM: IDF launching strikes throughout Gaza after Hamas refused repeated hostage deal offers https://t.co/bb0QN3HFiC
— The Times of Israel (@TimesofIsrael) March 18, 2025ووفق مكتب نتانياهو فإن "رئيس الوزراء ووزير الدفاع أصدرا تعليمات للجيش باتخاذ (إجراء قوي) ضد حماس في غزة".
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن "جيش الدفاع وجهاز الأمن العام (الشاباك) ينفذ غارات واسعة النطاق على أهداف تابعة لحماس في قطاع غزة".
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن "القيادة الداخلية أمرت بتقييد النشاط المدني بالقرب من قطاع غزة في أعقاب الضربات على حماس".
وأمرت إسرائيل تأمر بوقف التدريس اليوم في المناطق المتاخمة لقطاع غزة.
BREAKING: Israel launches new strikes in Gaza after it said talks with Hamas on further hostage releases stalled. https://t.co/d3khoecyVa
— CBS News (@CBSNews) March 18, 2025 إسرائيل تتوعد بالجحيموذكر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس أن إسرائيل "استأنفت القتال" ضد حماس، مؤكداً أن العمليات العسكرية ستستمر حتى يتم الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة.
وفي بيان مقتضب، قال كاتس: "ستُفتح أبواب الجحيم في غزة" إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن.
وأضاف: "لن نتوقف عن القتال حتى يعود جميع رهائننا إلى ديارهم ونحقق جميع أهداف الحرب".
Live: Israel launches full-scale strikes against Hamas in Gaza after talks stall
➡️ https://t.co/WTzqrWs5RZ pic.twitter.com/pEheB8qPEL
وفي واشنطن، أفادت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت أن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غاراتها على غزة.
وقالت ليفيت في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز: "تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة".
ومن جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، بريان هيوز، إن حركة "حماس كان بإمكانها إطلاق سراح الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها اختارت الرفض والحرب بدلا من ذلك".
ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن "إسرائيل أبلغت إدارة ترامب مسبقاً بالهجمات المخطط لها وأهداف العملية العسكرية الجديدة في غزة".
وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض "مثلما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين وإيران، وكل من يسعى لإرهاب ليس إسرائيل فحسب، وإنما الولايات المتحدة أيضاً، سيدفع ثمناً باهظاً. ستُفتح أبواب الجحيم".
⚡️????????????????BREAKING: White House Press Sec. Karoline Leavitt:
The Trump administration and the White House were consulted by the Israelis regarding their attacks on Gaza tonight.
All those who seek to terrorize not just Israel but America will pay a price. All hell will break loose. pic.twitter.com/1ETQukSZRY
في المقابل، قال قيادي في حماس لرويترز إن إسرائيل أنهت اتفاق وقف إطلاق النار من جانب واحد.
وذكر مسعفون وشهود أن الغارات الإسرائيلية أصابت 3 منازل في دير البلح وسط غزة، إلى جانب مبنى في مدينة غزة وأهداف في خان يونس ورفح.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن إسرائيل نفذت ما لا يقل عن 35 غارة جوية على غزة
تأتي هذه الهجمات بعد قرابة شهرين من وقف إطلاق النار الذي أوقف الحرب المستمرة منذ 17 شهراً، والذي تم خلاله تبادل عشرات الأسرى مقابل ما يقرب من ألفي أسير فلسطيني.