من منبر القمع إلى واجهة للسياحة: الخيارات المتضاربة للشعبة الخامسة في العراق
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
19 مايو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: تثير القرارات المتعلقة بتحويل منطقة “الشعبة الخامسة للاستخبارات” إلى منتجع سياحي وترفيهي جدلاً وانقسامات في الشارع العراقي.
والمنطقة كانت تعرف سابقًا بـ “معسكر العدالة” وكانت تحمل تسمية “شعبة الاستخبارات الخامسة” في عهد النظام السابق. هذا الموقع يعتبر تاريخيًا وشهد أحداثًا هامة في تاريخ العراق المعاصر، بما في ذلك أعمال القتل والسجن والاغتيال للآلاف من العراقيين، وشهد أيضًا إعدام الدكتاتور صدام حسين.
هناك عراقيون يرون أن المنطقة يجب أن تُحتفظ بها كموقع تاريخي يشهد على “عمليات التعذيب والإعدامات التي شهدتها”.
ويتمثل اقتراحهم في الحفاظ على جزء من المساحة الشاسعة لتكون شاهدة على الماضي المظلم للبلاد. ومن جانب آخر، ترى الحكومة العراقية أنه يمكن تحويل المنطقة إلى متحف كبير يحتفظ بالوثائق والأدلة التاريخية وأدوات التعذيب والشواهد الأخرى.
وتستند القرارات الحكومية إلى توجيهات رئيس الوزراء العراقي الصادرة في فبراير 2023، وتشمل خطة إعمارية متكاملة للمدينة. تتضمن الخطة إقامة مرافق خدمية ومراكز ثقافية ودينية ومدن استراحة للزائرين. سيتم أيضًا ربط المنطقة الجديدة بالمنطقة المحيطة بضريح الإمامين الكاظمين بواسطة جسر معلق وسكة قطار.
وتحويل المبنى الذي كان يستخدم سابقًا كمقر للشعبة الخامسة إلى متحف يعكس التاريخ العراقي المعاصر ويحتفظ بالوثائق والأدلة التاريخية وأدوات التعذيب والشواهد الأخرى يعكس رؤية الحكومة للاستفادة من الموقع بشكل مختلف.
تجارب الدول
هناك عدة دول قامت بتحويل أماكن الدكتاتورية والتعذيب إلى متاحف تاريخية، ومن بين هذه الدول:
الأرجنتين: في العام 2001، تحوّل مقر البحث والتحقيق في تعذيب وقتل النظام العسكري الأرجنتيني، المعروف بـ “إس آي إيه”، في بوينس آيرس إلى متحف ومركز ثقافي يُعرف بـ “متحف الذاكرة” (Museo de la Memoria). يعرض المتحف معلومات ووثائق توثق الانتهاكات التي ارتكبتها الحكومة العسكرية خلال فترة الاستبداد.
تشيلي: تم تحويل مبنى المباحث السرية ومركز التعذيب في سانتياغو، المعروف بـ “فيلا غريمالدي” (Villa Grimaldi)، إلى متحف ومركز لحقوق الإنسان والذاكرة. يسمى المتحف حاليًا “بارك فيلا غريمالدي” (Parque por la Paz)، ويعرض الوثائق والمعلومات عن انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت خلال حكم الجنرال بينوشيه.
ألمانيا: بعد انهيار جدار برلين وانتهاء النظام الشيوعي السابق في ألمانيا، تم تحويل العديد من أماكن التعذيب والقمع السياسي إلى متاحف تاريخية. على سبيل المثال، تم تحويل مقر وزارة الأمن الدولة الشرق الألمانية (سانتازي) في برلين إلى متحف شهداء الاستبداد والمقاومة (Gedenkstätte Berlin-Hohenschönhausen). يعرض المتحف الوثائق والمعلومات حول انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الدولة الشيوعية السابقة.
الأردن: تم تحويل مركز التحقيق والتعذيب السابق في عمان، المعروف بـ “المخابرات العامة”، إلى متحف لحقوق الإنسان والذاكرة. يعرض المتحف الوثائق والأدلة التاريخية عن انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في الأردن خلال الفترة السابقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: إلى متحف
إقرأ أيضاً:
مخاوف أسعار النفط تُشعل القلق.. هل تتكرر سيناريوهات التقشف؟
6 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: في ظهيرة هادئة، كان الموظف حسن الجنابي ينتظر رسالة الراتب المعتادة، لكن الرسالة لم تأتِ. في أحد الأحياء المكتظة في بغداد، جلس حسن أمام شاشة هاتفه يقلب الأخبار، وعيناه تتنقل بين التغريدات والتحليلات، تحاول أن تلتقط أي خبر يطمئنه. كتب على صفحته في فيسبوك: “الليلة الثالثة بلا راتب.. هل عدنا إلى أيام التقشف؟”.
وهذه القصة لم تحدث الى الان لكنها مثال على احتمال وقوع مثل هذا الحدث في ظل تراجع أسعار النفط العالمية.
ما يحدث لحسن ليس حالة فردية.
آلاف الموظفين في القطاع العام العراقي يعيشون اليوم قلقاً مماثلاً، مع تصاعد التحذيرات من أن الموازنة العامة لم تعد قادرة على تأمين رواتب ملايين العاملين في الدولة.
وتراجعت أسعار النفط العالمية بنسبة 7% في يوم واحد، لتغلق عند أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ومع هذا التراجع، ارتفعت المخاوف من انهيار قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها الأساسية.
وأفادت تحليلات اقتصادية أن العراق، الذي يعتمد على النفط في تمويل أكثر من 90% من موازنته، بات أمام مأزق مالي حاد.
ووفق معلومات تم تداولها في أوساط اقتصادية مطلعة، فإن العجز في الموازنة قد يتجاوز 24 تريليون دينار خلال النصف الثاني من السنة، ما لم تتعافَ أسعار النفط بشكل عاجل.
وقال الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي في منشور له على فيسبوك: “الإيرادات النفطية الصافية لن تكفي سوى لتغطية الرواتب فقط، وإذا استمر هذا الانخفاض في الأسعار، فقد نصل إلى لحظة حرجة يتوقف فيها صرف الرواتب نهائياً”.
وأصدر ترامب تعريفة كمركية شملت العراق بنسبة بلغت 39%، ضمن ما سماه “يوم التحرير التجاري”.
وقال المحلل الاقتصادي بلال الخليفة إن هذه الخطوة ستكون لها تداعيات مباشرة على الصادرات النفطية، وستقلل من قدرة الحكومة العراقية على التفاوض مستقبلاً، مضيفاً أن “الضغط الأميركي لم يكن اقتصادياً فقط، بل يحمل أبعاداً سياسية عميقة”.
في السياق ذاته، اعتبر باحث اجتماعي أن الأزمة القادمة لن تكون مالية فقط، بل اجتماعية بامتياز، إذ إن فقدان الاستقرار الاقتصادي لدى الموظف الحكومي يعني اضطراباً في دورة الحياة العامة، من المدارس حتى المستشفيات.
وذكرت آراء محللين أن الحكومة، حتى لو لجأت للاقتراض الداخلي أو الخارجي، فإن ذلك لن يكون حلاً مستداماً في ظل بنية اقتصادية ريعية عاجزة عن توليد إيرادات غير نفطية.
وقال تحليل نشرته مجلة “ذا إيكونوميست” مؤخراً إن العراق سيكون من أكثر الدول هشاشة أمام تقلبات أسعار النفط مستقبلاً، خاصة مع استمرار السياسات المحاصصية التي تعرقل إصلاح البنية الاقتصادية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts