قال الباحث في قضايا العالم العربي والإسلامي صلاح القادري إن الإجراءات التي تحدثت عنها حكومة السويد بشأن منع حرق الكتب المقدسة هي مجرد خطاب نوايا تحتاج 6 أشهر أو سنة لكي تتحول إلى قوانين.

جاء ذلك في تعليق القادري على ما أعلنه رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون اليوم الثلاثاء أن حكومته ستبحث إجراء تغييرات تسمح للشرطة بوقف حرق الكتب المقدسة علنا إذا كان في ذلك تهديد واضح للأمن القومي، وذلك بعد خطوة مشابهة أعلنتها الدانمارك أول أمس الأحد.

ودعا القادري -في حديثه لحلقة (2023/8/1) من برنامج "ما وراء الخبر"- إلى ضرورة التعامل مع هذه التطورات بحذر والانتظار حتى تتحول إلى إجراءات قانونية قابلة للتنفيذ بشكل مباشر.

ورأى أن الإجراءات المحتملة من طرف الحكومتين السويدية أو الدانماركية تنطلق من حسابات مصالح، وهي بالأساس رد فعل على التحركات الدبلوماسية، خصوصا اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الإسلامي، والذي طالب السويد والدانمارك بوقف التصرفات العدائية ضد القرآن الكريم.

وأشار إلى ما سماها إشكالية داخلية تتعلق بالسلم الاجتماعي، فعندما تحصل توترات بين المجتمع السويدي أو المجتمع الدانماركي وبين أقلية من المواطنين من أصحاب الديانة المسلمة الذين يشعرون بأن هناك إجراءات عنصرية تستهدفهم سيؤدي ذلك إلى ضرب السلم الاجتماعي داخل الدولتين.

كما تحدث ضيف برنامج "ما وراء الخبر" عن ازدواجية معايير تمارسها حكومات هذه الدول، فبينما تسمح بحرق المصحف الشريف تمنع حرق علمها ودستورها، وحتى أنها تمنع حرق علم المثليين.

لا إسلاموفوبيا في السويد

أما ستين فيدمالم أستاذ العلوم السياسية المتخصص في تسوية النزاعات بجامعة أوبسالا فرفض أن تكون السويد دولة معادية للمسلمين، وقال "إن هذا غير صحيح، لا توجد إسلاموفوبيا في السويد"، مؤكدا وجود حملات إعلامية ودعائية تستهدف بلاده لخلق صدام بين أفراد المجتمع.

ومن جهة أخرى، اتهم بالإرهاب من قال إنهم ينشرون أخبارا كاذبة بشأن أخذ أطفال من عائلاتهم المسلمة في السويد، قائلا إنها تستقبل لاجئين من دول أغلب سكانها من المسلمين، فكيف تفعل ذلك؟

بالمقابل، أكد القادري وجود تحقيقات وشهادات كبيرة من الصحافة الاستقصائية تشير إلى تعرض المئات والآلاف من العائلات المسلمة في السويد إلى إجراءات ظالمة، حيث تحول أبناؤها إلى تجارة مع المصلحة الاجتماعية، وأن هناك إرادة لتهديد المسلمين الذين يعيشون هناك.

وبشأن مسألة الضغط على حكومات هذه الدول في قضايا تهم المسلمين، قال الباحث في قضايا العالم العربي والإسلامي إن الدول الغربية تفكر بمنطق المصلحة، وإذا رأت أن مصلحتها مهددة فستتراجع عن قراراتها، مؤكدا أن حفظ مصالح الدول الإسلامية يكون عبر التهديد بسحب الممثليات الدبلوماسية وقطع وإلغاء العقود التجارية والاقتصادية مع هذه الدول مع الإبقاء على قنوات الحوار والدبلوماسية.

يذكر أن السويد والدانمارك شهدتا في الأسابيع القليلة الماضية عددا من حوادث حرق المصحف الشريف تحت مسمى حرية التعبير والرأي، وهو ما أثار موجة احتجاجات شعبية في دول إسلامية ومطالبة حكومات عربية وإسلامية دول الشمال الأوروبي بوضع حد للإساءة إلى المصحف الشريف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المصحف الشریف فی السوید

إقرأ أيضاً:

في مرمى النيران: هل تتحول العقوبات على إيران إلى كارثة كهربائية؟

7 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: في خطوة تصعيدية جديدة، وقَّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مذكرة تضمنت عقوبات مشددة على صادرات النفط الإيرانية، مستهدفة أيضاً أنشطة اقتصادية وصفت بـ«المشبوهة» في المنطقة.

هذه الإجراءات من شأنها التأثير على العراق، الذي يعتمد على الغاز الإيراني لتشغيل محطاته الكهربائية، ما يضع بغداد أمام تحديات صعبة في تأمين مصادر بديلة للطاقة.

الحكومة العراقية، التي تدرك خطورة تداعيات هذه العقوبات، تؤكد أنها تعمل على «تنويع مصادر الطاقة» ضمن استراتيجية تستهدف تقليل الاعتماد على إيران، والتكيف مع أي متغيرات إقليمية ودولية قد تطرأ مستقبلاً. ورغم ذلك، يبقى العراق في وضع حرج، خاصة أن ملف الطاقة فيه يعاني من مشكلات متراكمة منذ سنوات، أبرزها الفشل في تطوير البنية التحتية للكهرباء، وعدم إتمام مشاريع الربط الكهربائي مع دول الخليج العربي.

العقوبات.. ضغط أميركي متزايد

لم تكتفِ بحظر النفط الإيراني، الإدارة الأميركية بل شدّدت أيضاً على ضرورة «ضمان عدم استخدام إيران النظام المالي العراقي للتحايل على العقوبات». وهذا يعني أن العراق سيكون أمام إجراءات أكثر صرامة فيما يتعلق بالتعاملات المالية، ما قد يؤثر على قطاع المصارف والتبادل التجاري بين البلدين.

بحسب مصادر حكومية عراقية، فإن العقوبات الأميركية قد تكون ضمن الأجندة غير المعلنة لاجتماعات بغداد مع المسؤولين الأميركيين، رغم عدم التصريح بذلك رسمياً. ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه الضغوط إلى تعقيد المشهد الاقتصادي والسياسي العراقي، خاصة أن بعض الفصائل المسلحة المتورطة في حوادث اختطاف سابقة لأميركيين قد تكون أيضاً هدفاً لهذه الإجراءات.

زيارة ظريف إلى بغداد.. رسالة إيرانية

بالتزامن مع إعلان العقوبات، قام نائب الرئيس الإيراني، محمد جواد ظريف، بزيارة إلى بغداد، حيث التقى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد. وفق بيان رسمي، شدد رشيد على أن «سياسة العراق الخارجية تستند إلى مصالح شعبه»، مؤكداً على ضرورة «الحوار البناء» لحل أزمات المنطقة.

يرى مراقبون أن تداعيات العقوبات الأميركية لن تتوقف عند القطاع المالي أو المصارف، بل ستؤثر أيضاً على قطاع الطاقة العراقي.  ويحذر الشمري من أن التأخر في مشاريع الربط الكهربائي مع دول الخليج يجعل العراق في موقف صعب، إذ لا يزال يعتمد بشكل كبير على الغاز الإيراني. كما أن العقوبات قد تؤدي إلى تعطل بعض المشاريع التنموية نتيجة تعقيدات مالية وتقنية ستنتج عن انقطاع الإمدادات الإيرانية.

مستقبل العراق وسط التصعيد

العراق يجد نفسه مرة أخرى في قلب الصراع بين واشنطن وطهران. وبينما تحاول الحكومة العراقية تحقيق توازن دبلوماسي يحمي مصالحها، فإن الضغوط المتزايدة قد تدفعها إلى اتخاذ قرارات صعبة تتعلق بمستقبل علاقاتها مع الطرفين.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • في مرمى النيران: هل تتحول العقوبات على إيران إلى كارثة كهربائية؟
  • حكم قراءة القرآن للحائض من الهاتف وهل يجوز مس المصحف؟ اعرف آراء المذاهب الفقهية
  • هل يجوز حمل المصحف أو لمسه بدون وضوء؟.. دار الإفتاء تجيب
  • حكم العمل في بناء مقابر غير المسلمين وترميمها
  • انتصار غزة.. حين تتحول التضحيات إلى حرية
  • بوغالي يعبر عن أسفه لحادثة إحراق المصحف الشريف بالدنمارك
  • سبب نزول سورة الإخلاص وفضلها.. وهل قراءتها تعادل ثلث القرآن؟
  • «إعادة إعمار الشمال».. كذبة إسرائيلية تهدد بانفجار أزمة في الأراضي المحتلة
  • خلافات تتحول إلى رصاص ودم في بغداد
  • محمد بن راشد: الإمارات يد تبني ويد تحمي