شتائم انتخابية متبادلة بين ترامب وبايدن
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
اشتعلت "الشتائم الانتخابية" المتبادلية بين الرئيسين الأميركيين السابق دونالد ترامب، والحالي جو بايدن؛ فبينما وصف السابق منافسه الديمقراطي بأنه "محتال مليء بالهراء"، قال بايدن إن سلفه "مضطرب ويشكل تهديدا للديمقراطية الأميركية".
وفي خطاب ألقاه أمس أمام آلاف من أعضاء "الرابطة الوطنيّة للبنادق" في مدينة دالاس بولاية تكساس قال ترامب إن بايدن "هو أسوأ رئيس في تاريخ بلدنا"، ووصفه بأنه "رجل "مليء بالهراء".
وأضاف "أنت مطرود، اخرج من هنا جو!"، مثيرا ضحك الحاضرين ومحذرا إياهم من أن بايدن يريد حرمانهم من أسلحتهم الناريّة.
واغتنم ترامب فرصة تعليق محاكمته لمدة أسبوع أمام محكمة في نيويورك في قضيّة جنائية لإلقاء خطاب أمس أمام المؤتمر السنوي للرابطة الوطنية للبنادق (إن آر إيه)، سعيا لحشد التأييد لحملته الرئاسية، وكيل الشتائم لمنافسه بايدن قائلا أمام الحشد "إن بايدن محتال"، واعتبره "تهديدا للديمقراطية".
وتتمتع الرابطة الوطنية للبنادق بنفوذ سياسي كبير في الولايات المتحدة و تضمّ 5 ملايين عضو، ولها تأثير قوي جدا على أعضاء في الكونغرس وعلى السياسة الأميركية.
وكان بايدن قد دعا مرارا إلى إعادة فرض حظر طويل الأمد على الأسلحة الهجومية، إضافة إلى قيود أخرى بشأن حمل السلاح.
واستغل ترامب هذا الموقف وقال خلال مأدبة عشاء لجمع التبرعات في مينيسوتا أول أمس الجمعة إن مناصري حق حمل الأسلحة "يجب أن يصوتوا للجمهوريين لأن الديمقراطيين يريدون سحب أسلحتهم، وسيحرمونهم منها". وتعهد بإلغاء اللوائح التي أقرها بايدن فيما يتعلق بحيازة الأسلحة.
واحتج ترامب مجددا على محاكمته قائلا "يا لها من احتيال هذه العملية برمتها"، مضيفا "أنا هنا منذ قرابة 4 أسابيع، وما زال أمامنا طريق طويل لنجتازه"، واصفا خصمه بأنه "إنسان فظيع" و"رهيب" وغير ذلك من التوصيفات البذيئة.
وقبل نحو 6 أشهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية أعاد ترامب التشديد على نظريته التي لم تُثبت أبدا، ومفادها أن الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2020 وفاز بها منافسه بايدن، "كانت مزورة".
ترامب يتعهد بإلغاء اللوائح التي أقرها بايدن فيما يتعلق بحيازة الأسلحة (غيتي) بايدن يردوبينما سعي ترامب لحشد تأييد أنصار حمل الأسلحة توجه بايدن أمس السبت إلى جورجيا التي تعد واحدة من الولايات المتأرجحة والتي فاز فيها خلال انتخابات 2020. حيث يسعى لحشد تأييد الأميركيين من أصول أفريقية.
ورد بايدن على تصريحات ترامب، قائلا "ترامب لا يترشح لقيادة أميركا. إنه يترشح للانتقام. لا يمكننا أن نسمح لهذا الرجل بأن يصبح رئيسا. مستقبل أطفالنا على المحك… علينا أن نفوز بهذا السباق، ليس من أجلي بل من أجل أميركا".
وأضاف "خصمي ليس خاسرا جيدا. لكنه خاسر إنه ليس مهووسا بالخسارة في عام 2020 فحسب. من الواضح أنه مضطرب"، مضيفا أنّ شيئا ما قد "حدث" لترامب بعد تلك الانتخابات.
من جهتها، قالت نائبة الرئيس كامالا هاريس في بيان لها أمس "سنواصل أنا والرئيس بايدن مواجهة لوبي السلاح للحفاظ على سلامة الأميركيّين، بينما يواصل دونالد ترامب التضحية بسلامة أطفالنا ومجتمعاتنا، لتلبية مصالحه الخاصة.
بايدن في جورجيا سعيا لكسب أصوات الناخبين من أصول أفريقية (الفرنسية) الأسلحةوأطلق البيت الأبيض الشهر الماضي حملة ضد مبيعات الأسلحة النارية في معارض الأسلحة وعلى الإنترنت التي تتهرب من عمليات التحقق من وجود مخالفات فدرالية للراغبين بالشراء، وسارعت عدة ولايات يقودها جمهوريون إلى رفع دعاوى قضائية ضدّ الإجراء الرئاسي.
وبعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس الجمهوري السابق أمام الرابطة الوطنية للبنادق، اتهمت حملة بايدن ترامب بإعطاء الأولوية لرغبات لوبي الأسلحة على السلامة العامة.
وقال المتحدث باسم حملة بايدن عمار موسى " أكد دونالد ترامب أنه سيفعل بالضبط ما يطلبه منه الاتحاد الوطني للأسلحة حتى لو كان ذلك يعني المزيد من القتلى، والمزيد من عمليات إطلاق النار، والمزيد من المعاناة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب
من المتوقع أن يغادر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد المقبل في زيارة سياسية إلى الولايات المتحدة، حيث ستكون النقطة الأهم فيها هي لقاء شخصي مع الرئيس دونالد ترامب.
وجاء في تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أعده مراسلها السيسي إيتمار آيخنر، أنه وفي هذا اللقاء المرتقب "سيحاول الزعيمان وضع سياسة مشتركة بشأن العديد من المواضيع، بما في ذلك إيران ومستقبل قطاع غزة".
وذكر التقرير أنه "في إسرائيل يُعطى هذا الاجتماع أهمية كبيرة ويُنظر إليه كفرصة لصياغة سياسة تجاه المنطقة، حيث أن ترامب على الرغم من أن له غريزته الخاصة ويتحدث عن الشرق الأوسط قبل توليه المنصب وبعده، إلا أن العديد من القرارات لم تُتخذ بعد في إدارته، لذلك، يأمل نتنياهو أن يتمكن من التأثير على صياغة سياسة ترامب خلال الاجتماع".
وأوضح أن "الموضوع الأول من حيث الأهمية بالنسبة لإسرائيل هو التهديد الوجودي من إيران، بينما بالنسبة لترامب، فإن القضية الإيرانية تُدرج ضمن الهيكلية الإقليمية، وفي الوقت نفسه، تعتبر وضعية طهران وأوضاعها مهمة أيضًا بالنسبة لدول أخرى في الشرق الأوسط، مثل السعودية والإمارات والبحرين، ولدى الولايات المتحدة التزامات بشأن هذه القضية لا تتعلق فقط بإسرائيل".
ويذكر أن "إسرائيل" ترغب في رؤية عقوبات أمريكية قاسية ضد إيران، مع وجود خيار عسكري موثوق.
خلال ولايته السابقة، فرض ترامب عقوبات صارمة على إيران، ولكن لم يُقِم تهديدا عسكريا موازيا، في الوقت نفسه، الرسالة التي أرسلها ترامب هي أن طهران لن تحصل على قنبلة نووية، والنقاش يدور حول كيفية ضمان تحقيق هذا الهدف.
وأكد التقرير إنه "من غير المتوقع أن يبدأ ترامب في القيام بعمل عسكري ضد إيران، لأنه في رؤيته لا يريد فتح حروب وإيران ليست حربه، لكنه بالتأكيد يمكنه مساعدتهم في حروب الآخرين، وبذلك يحرر ترامب نفسه من التناقض بين الرغبة في أن يكون صانع سلام وقدرته على مساعدة إسرائيل في الفوز في حروبها".
وأضاف أنه "في إسرائيل، يتوقعون سماع خطط ترامب بشأن القضية الإيرانية، وهل ينوي الدخول في حوار دبلوماسي معهم في محاولة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، والقضية الإيرانية مرتبطة أيضًا بخطط ترامب بشأن السعودية، وفقًا لرغبة الأمريكيين في توسيع اتفاقات أبراهام، ومندوب ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، زار السعودية هذا الأسبوع، بعد أسبوع من تنصيبه".
وأشار التقرير إلى أن "الموضوع المركزي الآخر الذي سيُطرح هو الأسرى ومستقبل قطاع غزة، إذ يُعتبرون قضية ملحة، مقارنة برؤية عامة حول غزة، لأنه من الواضح للجميع أن قضية القطاع لن تُحل في غضون 19 يومًا، وهي الفترة المخصصة للمفاوضات حول المرحلة الثانية من صفقة الأسرى، من اليوم الـ16 حتى اليوم الـ35 من قرار وقف إطلاق النار، وحتى ويتكوف لم يحدد موقفه بعد بشأن الموضوع، ويكرر الأمريكيون موقفهم بأنه يجب التأكد من أن غزة لن تكون ملاذًا آمنًا للإرهابيين، في ظل الحاجة الملحة لإنقاذ جميع الأسرى".
من المتوقع أن يحاول ترامب ونتنياهو التوصل إلى تفاهم حول التوتر بين الموضوعين خلال اجتماعهما.
ويذكر أن الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، والرئيس الجديد ترامب تعهدا أمام نتنياهو (شفهيًا وكتابيًا) أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن استمرار صفقة الأسرى، فلن تُعتبر العودة إلى القتال انتهاكًا للاتفاق.
ومع ذلك، من الواضح لجميع الأطراف أن الموضوع أكثر تعقيدًا: الأمريكيون منشغلون ببناء أعمدة السياسة الاستراتيجية، حيث أن كل قضية تتداخل مع الأخرى، ويريد ترامب التحدث مع نتنياهو بشأن الأمور لتشكيل السياسة العامة، ومن المحتمل جدا أن يطلب منه عدم العودة إلى القتال، على الأقل لفترة زمنية معينة.
وأكد التقرير "في إسرائيل تفاجأوا جدًا من تصريحات ترامب حول إمكانية نقل نصف سكان غزة إلى الأردن أو مصر لإعادة إعمار القطاع، ولم تتم مناقشة هذا السيناريو بجدية في إسرائيل، وليس من الواضح مدى إيمان ترامب بأن هذه الخيار واقعي، وربما هو يطلق بالون اختبار ليرى ردود الفعل على الفكرة، والتي قوبلت في العالم العربي والإسلامي ببرود شديد حتى الآن، بينما يعتزم ترامب مناقشة موضوع ما بعد القتال مع نتنياهو، ومن المتوقع أن يسأله بشكل صريح: "ما هي خططك؟".
وأضاف التقرير "أوضح السعوديون لإسرائيل أنهم لن يتمكنوا من المضي قدمًا في التطبيع دون وقف إطلاق النار، والآن بعد أن تم التوصل إلى وقف إطلاق نار هش، سيكون السعوديون في موقف صعب إذا عادت إسرائيل إلى القتال، وسط توقعات إسرائيلية من ترامب تحرك وفريقه حول وضع الموضوع السعودي بالتحديد، بينما يعتقد كبار المسؤولين في إسرائيل أنه قد يكون من الصعب إغلاق التطبيع قبل إتمام المرحلة الأولى من الصفقة".
ومن المتوقع أن يناقش ترامب ونتنياهو أيضًا أوامر الاعتقال الصادرة ضده وضد وزير الحرب السابق، يوآف غالانت، من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وكذلك فرض العقوبات على المدعي العام، كريم خان، وأعضاء فريقه.
وسيناقش الطرفان أيضا استمرار نقل الأسلحة من الولايات المتحدة إلى "إسرائيل"، ووقف إطلاق النار في لبنان، وكذلك الحكومة الجديدة في سوريا.