سياسة منفلتة أم حاجة ضرورية؟.. تعويم العملة بين المنفعة الاقتصادية ومساوئ التأثير
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
طالما كان استقرار الدينار العراقي في السنوات الماضية يواجه تحديات كبيرة، حيث يشهد تقلبات سعرية ناهيك عن فجوة بين ما يحدده البنك المركزي مع ما يباع في السوق الموازية.
ولتلافي متلازمة "التقلب" و"الفجوة" في سعر الدينار العراقي أمام العملات الأجنبية، يرى بعض الخبراء أن الحل يكمن في نوع من العمليات "الجراحية" للنظام النقدي في البلاد التي قد تكون مؤلمة، ولكنها تحقق الاستقرار النقدي على المدى البعيد للعملة الوطنية من خلال "التعويم".
ويبلغ سعر البيع النقدي بحسب البنك المركزي 1305 دنانير لكل دولار، فيما يبلغ السعر للحوالات إلى الخارج بـ1310 دنانير مقابل الدولار، ويبلغ السعر في السوق الموازية حوالي 1450 دينار مقابل الدولار في منتصف مايو بحسب وسائل إعلام محلية، فيما وصل إلى مستويات 1600 دينار مقابل الدولار في فترات سابقة.
ومنذ أشهر تفرض السلطات العراقية قيودا في سعيها لضبط أسعار الصرف، وحصر جميع التعاملات التجارية داخل البلاد بالدينار العراقي، ووضعت آلية جديدة تخضع الحوالات الخارجية لمزيد من التدقيق.
محللون اقتصاديون عراقيون تحدثوا لموقع "الحرة" حذر بعضهم من اتخاذ قرار يفضي إلى تعويم الدينار، فيما يرى بعضهم أنه يمكن اتخاذ سياسة وسطية تناسب الاقتصاد العراقي قائمة على "التعويم" و"التثبيت" في الوقت ذاته.
هل تتناسب سياسة التعويم مع الاقتصاد العراقي؟مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، مظهر صالح، يرى أن التعويم لسعر العملة لا يناسب الاقتصاد العراقي، خاصة وأنه "اقتصاد ريعي، تهيمن عليه الاحتياطيات بالعملة الأجنبية".
ويشرح في تصريحات لموقع "الحرة" أن "الرؤية الاقتصادية التي ترغب بتعويم الدينار العراقي لإنهاء الفجوة بين السعر الرسمي والسعر الموازي قد تكون ممكنة في اقتصاد يكون السوق الحر لوحده الموثر في حركة ميزان المدفوعات، وليس في اقتصاد يكون فيه القطاع الحكومي الريعي المهيمن، والمولد لاحتياطيات العملة الأجنبية".
وأضاف أن "السلطة النقدية في العراق لوحدها هي المصدر الرئيس لعرض العملة الأجنبية والملبية للطلب المرغوب على النقد الأجنبي في السوق المحلية".
ويرى صالح أن المطالبات بالتعويم تعني حكما "اعتماد سعر الصرف السائد في السوق الموازية، لبلوغ هدف الاستقرار والتوازن في السعر الرسمي للصرف نفسه عند نقطة جديدة للصرف تبلغها السوق عند نهاية سياسة التعويم المفترضة والعودة إلى الثبات ثانية".
وسيناريو التعويم يعني أيضا "انسحاب السلطة النقدية كعارض مركزي أساسي للعملة الأجنبية، وتحل محلها قوى جديدة من صناع السوق الحر، والتي بالتأكيد لا تمتلك إلا عرضا واهنا محدودا من النقد الأجنبي" بحسب صالح.
ويلفت إلى أن هذه القوى تحمل "حزمة غير مسيطر عليها من التوقعات التضخمية، وتسمى في الأدبيات الاقتصادية (القوى المولدة للتوقعات التضخمية)، وهو ما سيمنح هيمنة قوى عرض من مضاربين" يمتلكون كميات محدودة من النقد الأجنبي، يقابلها "طلب مفتوح على العملة الأجنبية من جانب السوق"، يفوق المطروح بـ"أكثر من عشر أضعاف على الأقل في تقديرنا".
ووصف المستشار صالح هذه السياسة بـ"المنفلتة"، إذ طالما أن "العرض الحكومي المركزي للعملة الأجنبية سيكون غائبا عن السوق، لن نحصل على أي نقطة توازن في سعر صرف يبحث عنه التعويم إلا بتدهور واسع للصرف طالما تتولاه قوى مولدة للتوقعات التضخمية في اقتصاد ريعي شديد الأحادية".
ويحذر أن تحرك سعر الصرف في "سوق غير مكتملة الأركان، من الناحية الإنتاجية في تعويضها للعرض السلعي والخدمي المطلوب" فلا أحد "سيعلم كم سيبلغ سعر الصرف الجديد الناجم عن التعويم"، والذي سيترافق "بموجة مسبقة من التوقعات التضخمية"، يصعب السيطرة على اتجاهاتها، ما قد يدفع صناع السياسة النقدية لـ"التدخل باحتياطيات أجنبية فائقة وتبذير غير مبرر في النقد الأجنبي لفرض حالة الاستقرار".
ووفقا للبنك الدولي، يمتلك العراق 145 مليار برميل من الاحتياطي النفطي المؤكد، وهو من بين أكبر احتياطيات النفط الخام في العالم.
لكن العراق يأمل أن يتجاوز احتياط البلاد النفطي 160 مليار برميل، وفق ما أعلن وزير النفط، حيان عبد الغني، أخيرا.
ماذا لو تم تعويم الدينار العراقي؟المطالبات التي تظهر كل فترة منذ سنوات وتنادي بتعويم سعر صرف الدينار العراقي "غريبة" وغالبيتها تطلق من أشخاص "غير متخصصين بالاقتصاد أو بالسياسة النقدية" بحسب ما يؤكد أستاذ العلاقات الاقتصادية الدولية، عبد الرحمن المشهداني لموقع "الحرة".
ويؤكد بنبرة حاسمة "أن العراق لا يمكنه أن يمضي في تعويم سعر صرف الدينار، والدليل على ذلك جميع الاتفاقيات التي عقدت مع صندوق النقد الدولي منذ 2004، والمراجعات كانت تشيد بتثبيت سعر الصرف من قبل البنك المركزي العراقي".
وأردف المشهداني أنه كانت هناك دراسة من خبراء في البنك الدولي خلال السنوات الماضية كانت توصي "برفع سعر الصرف"، مشيرا إلى أنه حتى مع ذلك "لا يمكن الأخذ بهذه التوصيات لأن البنك الدولي معني فيما يرتبط بالتنمية الاقتصادية ولكن متابعة التوصيات للسياسات النقدية يؤخذ بها إذا كانت من صندوق النقد الدولي".
وفي مراجعته الأخيرة الخميس أشاد صندوق النقد الدولي بجهود البنك المركزي العراقي في تشديد السياسة النقدية وتعزيز إطار إدارة السيولة لديه.
ويشرح أن "الفجوة الحقيقية في عجلة الإنتاج في الاقتصاد العراقي، فغالبية السلع مستوردة من الخارج، ما يعني أن التعويم سيحدث دوامة في معدلات الأسعار لتصبح مرتفعة بشكل كبير وتؤثر على الطبقات المهمشة"، مشيرا إلى أن مثل هذا القرار لا يمكن أخذه من "باب السياسة النقدية" فقط، إذ يجب "النظر إلى الأعباء التي سيفرضها على المواطنين".
ويؤكد المشهداني أن ما تم تطبيقه في دول عربية أخرى لا "يعني إمكانية تطبيقه على الاقتصاد العراقي"، مرجحا أن يصبح "سعر الصرف عند مستويات 5000 دينار مقابل الدولار" إذ فقد "البنك المركزي السيطرة على أسعار الصرف، وتركها للتعويم".
وتخوف من انعكاس "التعويم" على إحداث مشاكل "اجتماعية" إذ ستتآكل "الرواتب بشكل كبير"، ما قد يهدد "بانزلاق طبقات جديدة إلى الفقر"، بينما سيستفيد "طبقة من التجار والسياسيين ورجال الأعمال، الذين سيستفيدون من حالة عدم الاستقرار التي ستنتج عن هذا الامر".
ويتفق المشهداني بأن التعويم بالنهاية يعني "أن تتحكم السوق الموازية بأسعار الصرف"، ولكن لن يحقق "الاستقرار النقدي المنشود"، إذ سيحتاج البنك المركزي حينها إلى "طباعة المزيد من العملة المحلية لمجاراة الطلب في الأسواق"، وستحتاج الحكومة إلى زيادة الرواتب ومخصصات حزم المساعدات الاجتماعية.
"تعويم بضوابط" للوصول إلى "تحرير" كاملأزمة سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار مستمرة. أرشيفية
الخبير الاقتصادي، منار العبيدي، يوصي باتباع سياسة "تعويم العملة" ولكن وفق ضوابط بحيث يتم استخدام "سياسة التعويم المدار إلى تحرير العملة بشكل تدريجي لحين الوصول إلى تحرير كامل لسعر الصرف".
وقال في منشور عبر حسابه في فيسبوك إن مثل "هذه السياسة يمكن أن تكون بديلا ناجحا في العراق من خلال اتباع سياسة تعويم مدار يتحكم البنك المركزي بنطاق التقلب والعمل على زيادته تدريجيا لحين الوصول إلى تحرير العملة بالكامل".
وضرب العبيدي مثالا "سياسة التعويم المدار التي اتبعتها المغرب في 2018"، مشيرا إلى أنه ترافقت بإلغاء التعريفة الجمركية على مواد أساسية و"دعم صناديق الطبقات الهشة"، مؤكدا أنه يمكن الاستفادة من هذه التجربة للتأثير على "التضخم".
أسباب "فجوة" أسعار الصرفويعزو مستشار الحكومة العراقية، صالح سبب وجودة "فجوة" في أسعار صرف الدينار مقابل الدولار بين السوق الرسمية والموازية إلى "عوامل خارجية فرضته منصة الامتثال والقيود الإدارية التدقيقية على حركات التحويل الخارجي، وهو أمر لا يتعلق بعجز احتياطيات السلطة النقدية"، مشيرا إلى أن احتياطي العراق من العملات الأجنبية يعتبر الأعلى في تاريخ البلاد، إذ يلامس مستويات تغطية المستوردات لـ16 شهرا، مقارنة بالمقياس العالمي الذي لا يتجاوز تغطية مستوردات ثلاثة أشهر.
ارتفعت التحويلات المالية بالدولار عبر القنوات الرسمية بشكل ملحوظ في العراق، فيما يواصل العراق اصلاحاته للقطاع المالي بما يتلاءم مع المعايير الدولية بحسب تقرير سابق لوكالة فرانس برس.
وأواخر العام 2022، اعتمد القطاع المصرفي العراقي نظام سويفت الإلكتروني للتحويلات بهدف إتاحة رقابة أفضل على استخدام الدولار، وضمان الالتزام بالعقوبات الأميركية على طهران، وكذلك من أجل الحد من ازدهار الاقتصاد غير الرسمي.
وشجعت المعايير المالية التي اعتمدت، ظهور سوق موازية للعملات، جذب الباحثين عن الحصول على الدولار خارج القنوات الرسمية.
ولفت صالح إلى وجود تشوه في دعم أسعار بعض السلع "من جانب السياسة المالية، وهو دعم يحظى فيه الأغنياء والفقراء في الغالب على حد سواء دون تمييز، ويمثل دخل حقيقي مضاف غير محسوس، وهو نتاج سياسة مالية موروثة لدولة الرفاهية الاستهلاكية للمورد الريعي".
وتابع أنه "لا يعقل حتى اللحظة أن 90 في في المئة من سكان العراق يتلقى دعما للمواد الغذائية المقدمة من الدولة كامتداد لمرحلة الحصار الاقتصادي التسعيني في ظل تبدل مستويات المعيشة وطراز الحياة وارتفاع اعداد الميسورين وتنامي الطبقة الوسطى".
وفي منتصف مايو أعلنت السلطات العراقية شراء 1.5 مليون طن من القمح منذ بداية العام.
وبحسب وزارة الزراعة فإن العراق، الذي يتجاوز عدد سكانه 43 مليون نسمة، يحتاج ما بين 4.5 مليون وخمسة ملايين طن من القمح سنويا.
قال صندوق النقد الدولي الخميس إن الاختلالات الداخلية في العراق تفاقمت بسبب التوسع المالي الكبير وانخفاض أسعار النفط.
وأضاف الصندوق أن العراق بحاجة لتصحيح أوضاع المالية العامة تدريجيا في العراق لتحقيق الاستقرار في الديون على المدى المتوسط وإعادة بناء الاحتياطيات المالية.
ولضمان الالتزام بالمعايير الأميركية في ما يتعلق بتبييض الأموال والعقوبات على إيران، منع نحو 20 مصرفاً عراقياً من القيام بتحويلات بالدولار.
وفي سبتمبر الماضي، أقرت الحكومة العراقية أن التجار الذين يتعاملون مع إيران يصبحون مرغمين على التحول إلى السوق الموازية للحصول على العملة، نظرا لأن طهران خاضعة لعقوبات "وغير مسموح له تسيير تحويلات مالية" وفقا لفرانس برس.
خطوة إيجابية "للاقتصاد" ولكن!!الأكاديمي الاقتصادي العراقي، نبيل المرسومي يرى أن حل معالجة التباين في سعر صرف العملة من خلال "تعويم حر للدينار العراقي" قد يكون له "بعض الايجابيات الاقتصادية".
واستدرك في حديث لموقع "الحرة" أنه "ينبغي آلا يؤخذ الاقتصاد بجانبه التجريدي، وإنما بقدر صلته بالناس، وخاصة الفقراء منهم".
ويحذر المرسومي من أن "الدينار العراقي قد يشهد انهيارا عنيفا وتضخما جامحا يقفز بالأسعار في السوق العراقية لمستويات قياسية تلحق ضرا بالمواطنين، خاصة الطبقات محدودة الدخل".
ويشرح بأن العراق يفتقد "لقطاع خاص وطني، يمكن أن يسهم في زيادة المعروض من الدولار في السوق المحلية، وبسبب كبر حجم الاستيرادات التي تصل إلى 67 مليار دولار سنويا فالحكومة هي الجهة الوحيدة التي تمتلك الدولار".
ويلفت أنه "إذا ما قررت الحكومة عدم التدخل في سوق الصرف، يتوقع أن نشهد تبعات تلحق ضررا فادحا بمستويات معيشة المواطنين، ليزداد الفقراء بؤسا، قد تدفع بتوترات اجتماعية وتصدع كبير في السلم الاجتماعي".
من جانبه حدد الخبير الاقتصادي العبيدي الهدف الأساسي من تحرير العملة بـ"خلق اقتصاد قادر على الوقوف أمام مختلف الهزات الاقتصادية، وتقليل الاعتماد على الاحتياطات التي تستنزف بشكل كبير من أجل المحافظة على سعر صرف ثابت، وهو الأمر الذي من الممكن أن يتوقف بمجرد انتهاء الاحتياطيات".
وأضاف أن هذا أيضا "يساهم في دعم الناتج المحلي وتغيير نمط الاستهلاك، وبالتالي تقليل فاتورة الاستيراد للعراق، والتي ترتفع سنويا كسبب غير مباشر نتيجة المحاولة على الحفاظ على سعر صرف ثابت".
ناهيك عن "أن الاستمرار بمحاولة الحفاظ على سعر صرف ثابت يستنزف الاحتياطيات" بما سيؤدي في مرحلة معينة "ترافق انخفاض الاحتياطيات إلى اتباع إما تحرير العملة، بالكامل أو تخفيض سعر السعر بشكل كبير، الأمر الذي سيكون له انعكاسات كبيرة على المواطن، وستحدث بلبلة كبيرة في سوق يعاني أصلا من قلة الاستقرار الاقتصادي".
ما البديل لتعويم العملة؟الخبير الاقتصادي العراقي، محمود داغر يؤكد لموقع "الحرة" أن ما قد يكون الحل للعراق نظاما "ما بين التعويم والتثبيت"، للمساعدة في استقرار أسعار صرف العملة.
ويشرح الخبير داغر وهو مسؤول سابق في البنك المركزي العراقي أن "الأصل في نظام الصرف هو التعويم وهو الذي تتبناه الدول الحرة".
ويوضح أن "استمرارية الفجوة يستدعي الوصول إلى نظام وسط في يحل المشكلة بين التعويم الحر والتثبيت، وهو نظام تسير عليه دول نامية كثيرة، ويساعد في حل مشاكل تقلب العملة".
ويطرح الخبير المالي صالح بدائل للتعويم، بما يخدم أهداف السياسة النقدية ويحد من المخاطر التضخمية، من خلال استخدام أدوات مالية مثل "الضرائب والرسوم الجمركية التي تعمل بمثابة وسيط للتأثير في سعر الصرف لتحقيق التوازن والاستقرار السعري".
وأردف بقوله "عوضا عن اللجوء إلى تخفيض سعر الصرف لأحداث تجانس في السوق من خلال التعويم، يكون من خلال تعديل جداول التعريفة الجمركية، وفرض ضوابط دقيقة مدروسة حامية للاقتصاد الوطني".
ودعا صالح إلى إصلاح الخلل في هيكل الاقتصاد العراقي ككل، إذ لا يمكن الاستمرار بـ"إنفاق تشغيلي عال في الموازنات العامة السنوية، والذي بات يولد على الدوام دخول نقدية من مصادر ريعية لا تقابلها سوى إنتاجية محدوة جدا من التدفقات السلعية والخدمية، وهو ما جعل البلاد تعتمد في الأساس على السلع الاستهلاكية المستوردة على نطاق واسع".
وكشف المستشار صالح، الخميس، أن القروض التي قدمها صندوق النقد الدولي للعراق منذ عام 2003، مجموعها لم يتجاوز 8 مليارات دولار، مؤكدا تسديدها بالكامل بحسب تقرير نشرته وكالة "واع".
وفي مارس الماضي أكد صندوق النقد الدولي على "حاجة الاقتصاد العراقي لإجراء هيكلية واسعة لتعزيز تنمية القطاع الخاص والتنوع الاقتصادي، ورفع معدلات النمو في القطاع غير النفطي وبشكل مستدام لاستيعاب القوى العاملة التي تتزايد أعدادها بشكل سريع، وإلى زيادة الصادرات غير النفطية والإيرادات الحكومية، إضافة إلى الحد من تعرض الاقتصاد لصدمات أسعار النفط".
ودعا إلى "تسريع وتيرة الإصلاحات في القطاع المالي لتحسين فرص الوصول إلى التمويل، بتحديث القطاع المصرفي ودعم قدرة البنوك على إقامة علاقات مصرفية مع البنوك الأخرى، واتخاذ خطوات تهدف إلى دمج المصارف الخاصة صغيرة الحجم"، ناهيك عن الحاجة "إلى إعادة هيكلة أكبر مصرفين حكوميين".
وأعلن محافظ البنك المركزي، علي العلاق في تصريحات مطلع مايو "أن القطاع المصرفي يشهد تطورات نوعية كبيرة، فيما دعا إلى التعاون والتنسيق بين البنوك المركزية العربية والمصارف والمؤسسات المالية غير المصرفية لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي" وفقا لوكالة "واع".
وتابع أن "البنوك المركزية تواجه تحديات جديدة في التفاعل بين الاستقرار المالي والنقدي، في ظل هيمنة السياسة المالية العامة واضطرار البنوك المركزية الى تسهيل ديون الحكومات المفرطة، على حسب الضبط المالي الذي يستلزم تقليص الإنفاق أو زيادة الإيرادات المحلية أو كليهما".
وبدأ العراق بالتعافي بشكل نسبي بعد سنوات من الحروب والاحتلال والعنف الطائفي الذي أعقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار صندوق النقد الدولی الاقتصاد العراقی السیاسة النقدیة الدینار العراقی العملة الأجنبیة السوق الموازیة النقد الأجنبی مقابل الدولار البنک المرکزی تحریر العملة مشیرا إلى أن أسعار الصرف صرف الدینار الوصول إلى فی العراق بشکل کبیر سعر الصرف فی السوق سعر صرف لا یمکن من خلال فی سعر
إقرأ أيضاً:
وزير النقل العراقي يتحدث للجزيرة نت عن رؤية بلاده لقطاع النقل
بغداد– يشهد قطاع النقل في العراق تحولات جذرية بفضل المشاريع العملاقة التي يتم تنفيذها، مثل طريق التنمية وميناء الفاو الكبير ومطار الموصل الدولي. وقد واجهت هذه المشاريع تحديات كثيرة، من بينها الحظر الجوي المفروض على الأجواء العراقية وتعقيدات الوضع الإقليمي، وكيفية تمويل هذه المشاريع الضخمة.
ولتسليط الضوء على جميع هذه المشاريع وتحدياتها، التقت الجزيرة نت وزير النقل العراقي رزاق محيبس السعداوي للحديث حول آخر المستجدات في هذه المشاريع، والتحديات والرؤية المستقبلية لقطاع النقل.
كيف أثرت الأحداث الجارية بسوريا على حركة الطيران المدني العراقي؟ ومتى يتوقع استئنافها بشكل طبيعي بين البلدين؟أثرت الأحداث الجارية في سوريا بشكل كبير على حركة الطيران المدني العراقي كما هو الحال مع جميع دول المنطقة، حيث أدت التوترات الأمنية والاضطرابات المستمرة في المنطقة إلى اتخاذ إجراءات احترازية لتأمين سلامة المسافرين والطائرات، وقد تسبب ذلك في تقليص أو إيقاف الملاحة الجوية العراقية لرحلاتها إلى إشعار معين، خاصة تلك المتجهة إلى وجهات قريبة من مناطق الصراع.
ومع ذلك تنتعش الآمال، حيث تستأنف الملاحة الجوية العراقية نشاطاتها ومساراتها المعتادة في كل مرة بعد ساعات من أي غلق للأجواء.
أما بشأن عودة الرحلات إلى سوريا، فهناك تواصل مع الجهات ذات الصلة أبرزها وزارة الخارجية والشركة العامة لإدارة المطارات والملاحة الجوية وكذلك شركات التأمين المختصة، فالموضوع لا يقتصر على وزارة النقل فحسب، بل يتطلب إجراءات متعددة لمؤسسات قطاعية مختلفة.
السعداوي: عام 2025 سيشهد استكمال مرحلة التصاميم التفصيلية الخاصة بمشروع طريق التنمية (الجزيرة) ما التقديرات النهائية لتكاليف مشروع طريق التنمية وما نسبة إنجازه الحالية؟ وكيف سيؤثر على الاقتصاد العراقي والإقليمي لا سيما مجال التجارة مع أوروبا؟ إعلانتكلفة مشروع طريق التنمية تقدّر بـ17 مليار دولار تقسم إلى 10.5 مليارات للخط السككي، و6.5 مليارات للطريق البري السريع، مع فتح المجال أمام الشركات العالمية للاستثمار على طول المسار, وقد وصلت نسب الإنجاز في مرحلة التصاميم التفصيلية للخط السككي إلى 64%، والطريق البري 60% بينما بلغت نسب الإنجاز التراكمي للتصاميم التفصيلية للمشروع 63%، وهذه المرحلة تختلف عن سابقتها مرحلة التصاميم الأولية من حيث المحددات أي أنها تستهدف البنى الموجودة وكذلك بعض النقاط الخاصة بالمشروع مثل الجسور والأبنية والمحطات وغيرها.
إن عام 2025 سيشهد استكمال مرحلة التصاميم التفصيلية ثم الانتقال إلى عرض المشروع أمام كبرى الشركات العالمية للمنافسة على الفرص الاستثمارية الواعدة في هذا المشروع، وبما يخدم مصلحة العراق ويتوافق مع رؤية الحكومة.
ويتضمن طريق التنمية مسارات جديدة خارج المدن الحالية على امتداد 11 محافظة عراقية من البصرة جنوبا إلى الحدود التركية شمالًا مما يعزز حركة التجارة والاقتصاد لهذه المحافظات، وكذلك سيصنع فرص عمل واستثمارات كبيرة جدًا تخرج العراق من الاقتصاد الريعي والاعتماد على الإيرادات النفطية.
وهذا المشروع من المشاريع الكبرى التي ستنفذ في العراق، وباكتمال مكونات هذا المشروع سيتعزز الاقتصاد العراقي من خلال الحركة الكبيرة للموانئ العراقية وطرق المواصلات البرية، فضلا عن أن العراق سيصبح أحد الممرات التجارية العالمية وصولا إلى أوروبا وكذلك سيصنع فرصًا لاستثمارات صناعية وزراعية وتجارية كبيرة.
ما آخر تطورات مشروع ميناء الفاو الكبير؟ وما التكلفة الإجمالية المتوقعة؟ وكيف تعمل الحكومة على حل الخلافات مع الكويت بشأنه؟ وما الأهداف الإستراتيجية التي يسعى العراق لتحقيقها؟شهد مشروع ميناء الفاو الكبير تطورات كبيرة خلال الفترة الأخيرة، حيث بلغت نسبة الإنجاز في العديد من مكوناته مستويات متقدمة. فقد تم الانتهاء من هياكل الرصيف لمحطة الحاويات بنسبة 100%، كما وصلت نسبة الإنجاز في الطريق الرابط بين ميناءي الفاو وأم قصر إلى 92.43%.
نسبة الإنجاز في مكونات ميناء الفاو 81% (الفرنسية)وشهد النفق المغمور تقدماً ملحوظاً حيث تم غمر القطع العشر في المياه استعداداً لنقلها في قناة خور الزبير. كذلك، بلغت نسبة الإنجاز بالمرحلة الأولى لأعمال الحفر البحري والردم 79.33%، وتقدمت الأعمال في القناة الملاحية بنسبة 77.41%. أما الأرصفة الخمسة وساحة الحاويات فقد بلغت نسبة الإنجاز فيهما 100% و88% على التوالي. وبشكل عام، بلغت نسبة الإنجاز في مكونات الميناء 81%.
إعلانوفي خطوة مهمة، وافقت الحكومة على توقيع عقد مع شركة "دايو" الكورية الجنوبية لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، والتي ستستوعب 3 ملايين حاوية. وقد قامت الشركة بتنفيذ أعمال البناء التي شملت تشييد 5 أرصفة وتفريغ شحنات السفن وفناء للحاويات، بالإضافة إلى أعمال التجريف والحفر لشق قناة ملاحية. وقد تم تسليم الأرصفة الخمسة إلى وزارة النقل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وبالنسبة للتكلفة الإجمالية للمشروع، فلم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي حتى الآن. إلا أن حجم الاستثمارات الضخمة التي يتم ضخها في المشروع يشير إلى تكلفة إجمالية مرتفعة.
وبخصوص الخلافات الحدودية مع الكويت، فقد أكدت الحكومة التزامها بسيادة الكويت وسلامة أراضيها واحترام الاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، لا سيما قرار مجلس الأمن رقم 833 بشأن ترسيم الحدود بين البلدين. وأشارت إلى أن المفاوضات والحلول تسير وفقاً لالتزام الطرفين بالقوانين الدولية.
أما عن الأهداف الإستراتيجية التي يسعى العراق لتحقيقها من خلال هذا المشروع، فيأتي في مقدمتها تحويل ميناء الفاو إلى مركز تجاري ولوجستي رئيسي في المنطقة، وتعزيز مكانة العراق كدولة لعبور البضائع بين الشرق والغرب. كما يسعى المشروع إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، وإيجاد فرص عمل جديدة، وتنمية المناطق المحيطة بالميناء.
وبما أن مشروع ميناء الفاو الكبير هو العمود الفقري لمشروع طريق التنمية، فإن الأهداف الإستراتيجية لكلا المشروعين تتكامل وتدعم بعضها البعض، حيث يسعى طريق التنمية إلى ربط الميناء بباقي أنحاء العراق وبشبكة الطرق الدولية، مما يعزز من أهمية الميناء ويزيد من قدرته على جذب الاستثمارات.
ما الإجراءات التي تتخذها الحكومة لرفع الحظر الجوي المفروض على أجوائه الأوروبية؟ وما التكاليف الاقتصادية التي يتحملها العراق؟تسعى الحكومة العراقية جاهدة لرفع الحظر الجوي المفروض على أجوائها من قبل الدول الأوروبية. وقد تم تشكيل لجنة متخصصة تتابع هذا الملف بشكل دقيق، كما تم التعاقد مع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) لتقديم الدعم اللازم والحصول على الشهادات الدولية المطلوبة، مثل شهادة أيوسا وشهادة مشغل البلد الثالث "تي سي أو" (TCO).
الحكومة العراقية تعمل جاهدة لرفع الحظر الجوي المفروض على أجوائها من قبل الدول الأوروبية (رويترز)وتعتمد عملية رفع الحظر على خطوتين رئيسيتين: الأولى معالجة جميع الملاحظات التي أثيرت من قبل الجهات الأوروبية، والتي تمثل مرحلة متقدمة في عملية رفع الحظر. والثانية الحصول على "تي سي أو" وهي شهادة دولية تؤكد التزام الناقل الجوي بمعايير السلامة والأمن الجوي الدولية.
إعلانوقد حققت الخطوط الجوية العراقية تقدماً ملحوظاً في معالجة هذه الملاحظات. فقد قامت بتشخيص وتصحيح العديد من الأخطاء، وتنفيذ العديد من المتطلبات الفنية والإدارية التي طلبها الاتحاد الأوروبي، ومنها تطوير نظام متكامل لإدارة السلامة، ونظام مراقبة أداء الطائرات، وتحسين نظام ضمان الجودة، وتحديث دلائل عمل الشركة، وتطبيق نظام الحقيبة الإلكترونية، والاستخدام الأمثل للأنظمة العالمية في مجال صيانة الطائرات، والتعاقد مع شركات أجنبية متخصصة لتقديم الخدمات الأرضية والشحن، واستقدام الكوادر المؤهلة من الطيارين والفنيين.
وبالرغم من التحديات التي يواجهها قطاع الطيران العراقي نتيجة الحظر الجوي، فإن الخطوط العراقية حققت أرباحاً كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث بلغت الأرباح 74 مليارا و642 مليونا و893 ألفا و964 دينارا عراقيا (نحو 56 مليونا و547 ألفا و727 دولارا) عام 2022، و104 مليارات و716 مليونا و812 ألفا و186 دينارا (نحو 79 مليون دولار) عام 2023، و141 مليارا و755 مليونا و139 ألفا و446 دينارا (نحو 107 ملايين و352 ألف دولار) عام 2024. ومع ذلك، فإن هذه الأرباح كانت أقل مما يمكن تحقيقه لو لم يكن هناك حظر جوي، حيث إن رفع الحظر سيتيح للشركة زيادة إيراداتها بشكل كبير نظراً للطلب المتزايد على الرحلات الجوية نحو أوروبا.
ما آخر المستجدات في تحديث أسطول الطائرات المدنية العراقية؟ وما عدد الطائرات التي تم شراؤها حتى الآن؟ وما الخطط المستقبلية لتطوير قطاع الطيران؟شهدت الخطوط الجوية العراقية تطورات ملحوظة في مشروع تحديث وتطوير أسطولها. فقد نجحت الشركة في إعادة 13 طائرة عاطلة من أصل 24 طائرة إلى الخدمة، مع وجود خطط لاستعادة 7 طائرات أخرى خلال عام 2025.
كما تم التعاقد مع شركتي بوينغ وإيرباص لتزويد الأسطول بـ31 طائرة حديثة، حيث تم بالفعل استلام 13 طائرة من هذه الطائرات، وتشمل طائرتي دريملاينر و6 طائرات ماكس من بوينغ، و5 طائرات من إيرباص. ومن المتوقع استلام باقي الطائرات بحلول عام 2027.
وزارة النقل تعمل على توسيع شبكة الوجهات التي تخدمها الخطوط الجوية العراقية (شترستوك)بالإضافة إلى تحديث الأسطول، تعمل وزارة النقل على توسيع شبكة الوجهات التي تخدمها الخطوط العراقية، حيث تم افتتاح العديد من الوجهات الجديدة، ويتم العمل على زيادة عدد الوجهات الأوروبية من خلال التشغيل المشترك مع شركات طيران أخرى. كما تعمل الوزارة على تحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين من خلال تطوير الوجبات الغذائية وتبسيط إجراءات الحجز وتقديم خدمات إلكترونية.
إعلانوتسعى وزارة النقل إلى تحقيق التحول الرقمي في قطاع الطيران المدني من خلال إدخال أنظمة حجز مؤتمتة بالكامل وتبسيط الإجراءات في المطارات، مما يساهم في تقليل الضغط على الموارد البشرية وزيادة كفاءة العمليات.
يهدف هذا التطوير الشامل إلى تحسين تجربة السفر للمسافرين، وزيادة إيرادات الخطوط العراقية، وتعزيز مكانة العراق في قطاع النقل الجوي الإقليمي والدولي. ومع ذلك، يتطلب تحقيق هذه الأهداف التخطيط الدقيق وتطوير الكوادر البشرية وتنفيذ إستراتيجيات تسويقية فعالة.
ما أهمية افتتاح مطار نينوى الجديد وما الخدمات التي سيقدمها للمسافرين والشحن الجوي وكيف سيساهم في تطوير قطاع الطيران؟مطار الموصل يعد مشروعاً إستراتيجياً كبيراً سيغير وجه المنطقة الشمالية. وهذا المطار سيكون نافذة المحافظة على العالم وسيعكس إيجاباً على اقتصاد البلاد. وقد وصلت نسبة إنجاز المشروع إلى مراحل متقدمة ويتضمن المدرج بطول 3 آلاف متر وساحة وقوف طائرات للمسافرين بمساحة 60 ألف متر مربع وأخرى للشحن الجوي بمساحة 35 ألف متر مربع.
كما يشمل أبنية للمسافرين وكبار الشخصيات ومحطة شحن جوي وبرج مراقبة بارتفاع 33 متراً ومحطات وقود وكهرباء ومياه وبناية للدفاع المدني، ومركزاً صحياً وصيانة آليات والجمارك. كل ذلك وفقاً للمواصفات العالمية ومعايير منظمة الطيران المدني الدولي.
كيف سيساهم المطار في تطوير قطاع الطيران المدني؟إنشاء مطارات جديدة أو إعادة تأهيل القائمة يساهم بشكل كبير في تطوير القطاع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياحي. والمطار يربط البلاد بالدول الأخرى ويخدم الإنسان في جميع القطاعات الاقتصادية.
إن افتتاح مطار الموصل الدولي يتوافق مع هذه الأهداف حيث يتميز بموقعه الإستراتيجي وخدماته عالية الجودة للمسافرين والمستثمرين وشركات الطيران. وهذا المطار سيطور البنية التحتية ويحقق الأهداف التنموية والاجتماعية والثقافية وهو ثمرة جهود الحكومة العراقية.
ويتميز هذا المطار بإمكانياته العالية وأنظمته وتجهيزاته الحديثة وقدرته على استيعاب أعداد كبيرة من المسافرين. وهذا يجعله صرحا اقتصاديا وسياحيا واستثماريا للعراق. إن إنشاءه يؤكد استمرار مشاريع التنمية الشاملة والاهتمام بجميع القطاعات وتحديث المرافق الحكومية والخدمات العامة.
إعلان