الاقتصاد نيوز - بغداد

طالما كان استقرار الدينار العراقي في السنوات الماضية يواجه تحديات كبيرة، حيث يشهد تقلبات سعرية ناهيك عن فجوة بين ما يحدده البنك المركزي مع ما يباع في السوق الموازية.

ولتلافي متلازمة "التقلب" و"الفجوة" في سعر الدينار العراقي أمام العملات الأجنبية، يرى بعض الخبراء أن الحل يكمن في نوع من العمليات "الجراحية" للنظام النقدي في البلاد التي قد تكون مؤلمة، ولكنها تحقق الاستقرار النقدي على المدى البعيد للعملة الوطنية من خلال "التعويم".

ويبلغ سعر البيع النقدي بحسب البنك المركزي 1305 دنانير لكل دولار، فيما يبلغ السعر للحوالات إلى الخارج بـ1310 دنانير مقابل الدولار، ويبلغ السعر في السوق الموازية حوالي 1450 دينار مقابل الدولار في منتصف مايو بحسب وسائل إعلام محلية، فيما وصل إلى مستويات 1600 دينار مقابل الدولار في فترات سابقة.

ومنذ أشهر تفرض السلطات العراقية قيودا في سعيها لضبط أسعار الصرف، وحصر جميع التعاملات التجارية داخل البلاد بالدينار العراقي، ووضعت آلية جديدة تخضع الحوالات الخارجية لمزيد من التدقيق.

محللون اقتصاديون عراقيون تحدثوا لموقع "الحرة" حذر بعضهم من اتخاذ قرار يفضي إلى تعويم الدينار، فيما يرى بعضهم أنه يمكن اتخاذ سياسة وسطية تناسب الاقتصاد العراقي قائمة على "التعويم" و"التثبيت" في الوقت ذاته.

هل تتناسب سياسة التعويم مع الاقتصاد العراقي؟

مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، مظهر صالح، يرى أن التعويم لسعر العملة لا يناسب الاقتصاد العراقي، خاصة وأنه "اقتصاد ريعي، تهيمن عليه الاحتياطيات بالعملة الأجنبية".

ويشرح في تصريحات لموقع "الحرة" أن "الرؤية الاقتصادية التي ترغب بتعويم الدينار العراقي لإنهاء الفجوة بين السعر الرسمي والسعر الموازي قد تكون ممكنة في اقتصاد يكون السوق الحر لوحده الموثر في حركة ميزان المدفوعات، وليس في اقتصاد يكون فيه القطاع الحكومي الريعي المهيمن، والمولد لاحتياطيات العملة الأجنبية".

وأضاف أن "السلطة النقدية في العراق لوحدها هي المصدر الرئيس لعرض العملة الأجنبية والملبية للطلب المرغوب على النقد الأجنبي في السوق المحلية".

ويرى صالح أن المطالبات بالتعويم  تعني حكما "اعتماد سعر الصرف السائد في السوق الموازية، لبلوغ هدف الاستقرار والتوازن في  السعر الرسمي للصرف نفسه عند نقطة  جديدة للصرف تبلغها السوق عند نهاية سياسة التعويم المفترضة والعودة إلى الثبات ثانية".

وسيناريو التعويم يعني أيضا "انسحاب السلطة النقدية كعارض مركزي أساسي للعملة الأجنبية، وتحل محلها قوى جديدة من صناع  السوق الحر، والتي بالتأكيد لا تمتلك إلا عرضا واهنا محدودا من النقد الأجنبي" بحسب صالح.

ويلفت إلى أن هذه القوى تحمل "حزمة غير مسيطر عليها من التوقعات التضخمية، وتسمى في الأدبيات الاقتصادية (القوى المولدة للتوقعات التضخمية)، وهو ما سيمنح هيمنة قوى عرض من مضاربين" يمتلكون كميات محدودة من النقد الأجنبي، يقابلها "طلب مفتوح على العملة الأجنبية من جانب السوق"، يفوق المطروح بـ"أكثر من عشر أضعاف على الأقل في تقديرنا".

ووصف المستشار صالح هذه السياسة بـ"المنفلتة"، إذ طالما أن "العرض الحكومي المركزي للعملة الأجنبية سيكون غائبا عن السوق، لن نحصل على أي نقطة توازن في سعر صرف يبحث عنه التعويم إلا بتدهور واسع للصرف طالما تتولاه قوى مولدة للتوقعات التضخمية في اقتصاد ريعي شديد الأحادية".

 

ويحذر أن تحرك سعر الصرف في "سوق غير مكتملة الأركان، من الناحية الإنتاجية في تعويضها للعرض السلعي والخدمي المطلوب" فلا أحد "سيعلم كم سيبلغ سعر الصرف الجديد الناجم عن التعويم"، والذي سيترافق "بموجة مسبقة من التوقعات التضخمية"، يصعب السيطرة على اتجاهاتها، ما قد يدفع صناع السياسة النقدية لـ"التدخل باحتياطيات أجنبية فائقة وتبذير غير مبرر في النقد الأجنبي لفرض حالة الاستقرار".

ووفقا للبنك الدولي،  يمتلك العراق 145 مليار برميل من الاحتياطي النفطي المؤكد، وهو من بين أكبر احتياطيات النفط الخام في العالم.

لكن العراق يأمل أن يتجاوز احتياط البلاد النفطي 160 مليار برميل، وفق ما أعلن وزير النفط، حيان عبد الغني، أخيرا.

ماذا لو تم تعويم الدينار العراقي؟

المطالبات التي تظهر كل فترة منذ سنوات وتنادي بتعويم سعر صرف الدينار العراقي "غريبة" وغالبيتها تطلق من أشخاص "غير متخصصين بالاقتصاد أو بالسياسة النقدية" بحسب ما يؤكد أستاذ العلاقات الاقتصادية الدولية، عبد الرحمن المشهداني لموقع "الحرة".

ويؤكد بنبرة حاسمة "أن العراق لا يمكنه أن يمضي في تعويم سعر صرف الدينار، والدليل على ذلك جميع الاتفاقيات التي عقدت مع صندوق النقد الدولي منذ 2004، والمراجعات كانت تشيد بتثبيت سعر الصرف من قبل البنك المركزي العراقي".

وأردف المشهداني أنه كانت هناك دراسة من خبراء في البنك الدولي خلال السنوات الماضية كانت توصي "برفع سعر الصرف"، مشيرا إلى أنه حتى مع ذلك "لا يمكن الأخذ بهذه التوصيات لأن البنك الدولي معني فيما يرتبط بالتنمية الاقتصادية ولكن متابعة التوصيات للسياسات النقدية يؤخذ بها إذا كانت من صندوق النقد الدولي".

وفي مراجعته الأخيرة الخميس أشاد صندوق النقد الدولي بجهود البنك المركزي العراقي في تشديد السياسة النقدية وتعزيز إطار إدارة السيولة لديه.

ويشرح أن "الفجوة الحقيقية في عجلة الإنتاج في الاقتصاد العراقي، فغالبية السلع مستوردة من الخارج، ما يعني أن التعويم سيحدث دوامة في معدلات الأسعار لتصبح مرتفعة بشكل كبير وتؤثر على الطبقات المهمشة"، مشيرا إلى أن مثل هذا القرار لا يمكن أخذه من "باب السياسة النقدية" فقط، إذ يجب "النظر إلى الأعباء التي سيفرضها على المواطنين".

ويؤكد المشهداني أن ما تم تطبيقه في دول عربية أخرى لا "يعني إمكانية تطبيقه على الاقتصاد العراقي"، مرجحا أن يصبح "سعر الصرف عند مستويات 5000 دينار مقابل الدولار" إذ فقد "البنك المركزي السيطرة على أسعار الصرف، وتركها للتعويم".

وتخوف من انعكاس "التعويم" على إحداث مشاكل "اجتماعية" إذ ستتآكل "الرواتب بشكل كبير"، ما قد يهدد "بانزلاق طبقات جديدة إلى الفقر"، بينما سيستفيد "طبقة من التجار والسياسيين ورجال الأعمال، الذين سيستفيدون من حالة عدم الاستقرار التي ستنتج عن هذا الامر".

ويتفق المشهداني بأن التعويم بالنهاية يعني "أن تتحكم السوق الموازية بأسعار الصرف"، ولكن لن يحقق "الاستقرار النقدي المنشود"، إذ سيحتاج البنك المركزي حينها إلى "طباعة المزيد من العملة المحلية لمجاراة الطلب في الأسواق"، وستحتاج الحكومة إلى زيادة الرواتب ومخصصات حزم المساعدات الاجتماعية.

"تعويم بضوابط" للوصول إلى "تحرير" كامل

أزمة سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار مستمرة. أرشيفية

الخبير الاقتصادي، منار العبيدي، يوصي باتباع سياسة "تعويم العملة" ولكن وفق ضوابط بحيث يتم استخدام "سياسة التعويم المدار إلى تحرير العملة بشكل تدريجي لحين الوصول إلى تحرير كامل لسعر الصرف".

وقال في منشور عبر حسابه في فيسبوك إن مثل "هذه السياسة يمكن أن تكون بديلا ناجحا في العراق من خلال اتباع سياسة تعويم مدار يتحكم البنك المركزي بنطاق التقلب والعمل على زيادته تدريجيا لحين الوصول إلى تحرير العملة بالكامل".

وضرب العبيدي مثالا "سياسة التعويم المدار التي اتبعتها المغرب في 2018"، مشيرا إلى أنه ترافقت بإلغاء التعريفة الجمركية على مواد أساسية و"دعم صناديق الطبقات الهشة"، مؤكدا أنه يمكن الاستفادة من هذه التجربة للتأثير على "التضخم".

أسباب "فجوة" أسعار الصرف

ويعزو مستشار الحكومة العراقية، صالح سبب وجودة "فجوة" في أسعار صرف الدينار مقابل الدولار بين السوق الرسمية والموازية إلى "عوامل خارجية فرضته منصة الامتثال والقيود الإدارية التدقيقية على حركات التحويل الخارجي، وهو أمر لا يتعلق بعجز احتياطيات السلطة النقدية"، مشيرا إلى أن احتياطي العراق من العملات الأجنبية يعتبر الأعلى في تاريخ البلاد، إذ يلامس مستويات تغطية المستوردات لـ16 شهرا، مقارنة بالمقياس العالمي الذي لا يتجاوز تغطية مستوردات ثلاثة أشهر.

ارتفعت التحويلات المالية بالدولار عبر القنوات الرسمية بشكل ملحوظ في العراق، فيما يواصل العراق اصلاحاته للقطاع المالي بما يتلاءم مع المعايير الدولية بحسب تقرير سابق لوكالة فرانس برس.

وأواخر العام 2022، اعتمد القطاع المصرفي العراقي نظام سويفت الإلكتروني للتحويلات بهدف إتاحة رقابة أفضل على استخدام الدولار، وضمان الالتزام بالعقوبات الأميركية على طهران، وكذلك من أجل الحد من ازدهار الاقتصاد غير الرسمي. 

وشجعت المعايير المالية التي اعتمدت، ظهور سوق موازية للعملات، جذب الباحثين عن الحصول على الدولار خارج القنوات الرسمية.

ولفت صالح إلى وجود تشوه في دعم أسعار بعض السلع "من جانب السياسة المالية، وهو دعم يحظى فيه الأغنياء والفقراء في الغالب على حد سواء دون تمييز، ويمثل دخل حقيقي مضاف غير محسوس، وهو نتاج سياسة مالية موروثة لدولة الرفاهية الاستهلاكية للمورد الريعي".

وتابع أنه "لا يعقل حتى اللحظة  أن 90 في في المئة من سكان العراق يتلقى دعما للمواد الغذائية المقدمة من الدولة كامتداد لمرحلة الحصار الاقتصادي التسعيني في ظل تبدل مستويات المعيشة وطراز الحياة وارتفاع اعداد الميسورين وتنامي الطبقة الوسطى".

وفي منتصف مايو أعلنت السلطات العراقية شراء 1.5 مليون طن من القمح منذ بداية العام.

وبحسب وزارة الزراعة فإن العراق، الذي يتجاوز عدد سكانه 43 مليون نسمة، يحتاج ما بين 4.5 مليون وخمسة ملايين طن من القمح سنويا.

قال صندوق النقد الدولي الخميس إن الاختلالات الداخلية في العراق تفاقمت بسبب التوسع المالي الكبير وانخفاض أسعار النفط.

وأضاف الصندوق أن العراق بحاجة لتصحيح أوضاع المالية العامة تدريجيا في العراق لتحقيق الاستقرار في الديون على المدى المتوسط وإعادة بناء الاحتياطيات المالية.

ولضمان الالتزام بالمعايير الأميركية في ما يتعلق بتبييض الأموال والعقوبات على إيران، منع نحو 20 مصرفاً عراقياً من القيام بتحويلات بالدولار.

وفي سبتمبر الماضي، أقرت الحكومة العراقية أن التجار الذين يتعاملون مع إيران يصبحون مرغمين على التحول إلى السوق الموازية للحصول على العملة، نظرا لأن طهران خاضعة لعقوبات "وغير مسموح له تسيير تحويلات مالية" وفقا لفرانس برس.

خطوة إيجابية "للاقتصاد" ولكن!!

الأكاديمي الاقتصادي العراقي، نبيل المرسومي يرى أن حل معالجة التباين في سعر صرف العملة من خلال "تعويم حر للدينار العراقي" قد يكون له "بعض الايجابيات الاقتصادية".

واستدرك في حديث لموقع "الحرة" أنه "ينبغي آلا يؤخذ الاقتصاد بجانبه التجريدي، وإنما بقدر صلته بالناس، وخاصة الفقراء منهم".

ويحذر المرسومي من أن "الدينار العراقي قد يشهد انهيارا عنيفا وتضخما جامحا يقفز بالأسعار في السوق العراقية لمستويات قياسية تلحق ضرا بالمواطنين، خاصة الطبقات محدودة الدخل".

ويشرح بأن العراق يفتقد "لقطاع خاص وطني، يمكن أن يسهم في زيادة المعروض من الدولار في السوق المحلية، وبسبب كبر حجم الاستيرادات التي تصل إلى 67  مليار دولار سنويا  فالحكومة هي الجهة الوحيدة التي تمتلك الدولار".

ويلفت أنه "إذا ما قررت الحكومة عدم التدخل في سوق الصرف، يتوقع أن نشهد تبعات تلحق ضررا فادحا بمستويات معيشة المواطنين، ليزداد الفقراء بؤسا، قد تدفع بتوترات اجتماعية وتصدع كبير في السلم الاجتماعي".

من جانبه حدد الخبير الاقتصادي العبيدي الهدف الأساسي من تحرير العملة بـ"خلق اقتصاد قادر على الوقوف أمام مختلف الهزات الاقتصادية، وتقليل الاعتماد على الاحتياطات التي تستنزف بشكل كبير من أجل المحافظة على سعر صرف ثابت، وهو الأمر الذي من الممكن أن يتوقف بمجرد انتهاء الاحتياطيات".

وأضاف أن هذا أيضا "يساهم في دعم الناتج المحلي وتغيير نمط الاستهلاك، وبالتالي تقليل فاتورة الاستيراد للعراق، والتي ترتفع سنويا كسبب غير مباشر نتيجة المحاولة على الحفاظ على سعر صرف ثابت".

ناهيك عن "أن الاستمرار بمحاولة الحفاظ على سعر صرف ثابت يستنزف الاحتياطيات" بما سيؤدي في مرحلة معينة "ترافق انخفاض الاحتياطيات إلى اتباع إما تحرير العملة، بالكامل أو تخفيض سعر السعر بشكل كبير، الأمر الذي سيكون له انعكاسات كبيرة على المواطن، وستحدث بلبلة كبيرة في سوق يعاني أصلا من قلة الاستقرار الاقتصادي".

ما البديل لتعويم العملة؟

الخبير الاقتصادي العراقي، محمود داغر يؤكد لموقع "الحرة" أن ما قد يكون الحل للعراق نظاما "ما بين التعويم والتثبيت"، للمساعدة في استقرار أسعار صرف العملة.

ويشرح الخبير داغر وهو مسؤول سابق في البنك المركزي العراقي أن "الأصل في نظام الصرف هو التعويم وهو الذي تتبناه الدول الحرة".

ويوضح أن "استمرارية الفجوة يستدعي الوصول إلى نظام وسط في يحل المشكلة بين التعويم الحر والتثبيت، وهو نظام تسير عليه دول نامية كثيرة، ويساعد في حل مشاكل تقلب العملة".

ويطرح الخبير المالي صالح بدائل للتعويم، بما يخدم أهداف السياسة النقدية ويحد من المخاطر التضخمية، من خلال استخدام أدوات مالية مثل "الضرائب والرسوم الجمركية التي تعمل بمثابة وسيط للتأثير في سعر الصرف لتحقيق التوازن والاستقرار السعري".

وأردف بقوله "عوضا عن اللجوء إلى تخفيض سعر الصرف لأحداث تجانس في السوق من خلال التعويم، يكون من خلال تعديل جداول التعريفة الجمركية، وفرض ضوابط دقيقة مدروسة حامية للاقتصاد الوطني".

ودعا صالح إلى إصلاح الخلل في هيكل الاقتصاد العراقي ككل، إذ لا يمكن الاستمرار بـ"إنفاق تشغيلي عال في الموازنات العامة السنوية، والذي بات يولد على الدوام دخول نقدية من مصادر ريعية لا تقابلها سوى إنتاجية محدوة جدا من التدفقات السلعية والخدمية، وهو ما جعل البلاد تعتمد في الأساس على السلع الاستهلاكية المستوردة على نطاق واسع".

وكشف المستشار صالح، الخميس، أن القروض التي قدمها صندوق النقد الدولي للعراق منذ عام 2003، مجموعها لم يتجاوز 8 مليارات دولار، مؤكدا تسديدها بالكامل بحسب تقرير نشرته وكالة "واع".

وفي مارس الماضي أكد صندوق النقد الدولي على "حاجة الاقتصاد العراقي لإجراء هيكلية واسعة لتعزيز تنمية القطاع الخاص والتنوع الاقتصادي، ورفع معدلات النمو في القطاع غير النفطي وبشكل مستدام لاستيعاب القوى العاملة التي تتزايد أعدادها بشكل سريع، وإلى زيادة الصادرات غير النفطية والإيرادات الحكومية، إضافة إلى الحد من تعرض الاقتصاد لصدمات أسعار النفط".

ودعا إلى "تسريع وتيرة الإصلاحات في القطاع المالي لتحسين فرص الوصول إلى التمويل، بتحديث القطاع المصرفي ودعم قدرة البنوك على إقامة علاقات مصرفية مع البنوك الأخرى، واتخاذ خطوات تهدف إلى دمج المصارف الخاصة صغيرة الحجم"، ناهيك عن الحاجة "إلى إعادة هيكلة أكبر مصرفين حكوميين".

وأعلن محافظ البنك المركزي، علي العلاق في تصريحات مطلع مايو "أن القطاع المصرفي يشهد تطورات نوعية كبيرة، فيما دعا إلى التعاون والتنسيق بين البنوك المركزية العربية والمصارف والمؤسسات المالية غير المصرفية لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي" وفقا لوكالة "واع".

وتابع أن "البنوك المركزية تواجه تحديات جديدة في التفاعل بين الاستقرار المالي والنقدي، في ظل هيمنة السياسة المالية العامة واضطرار البنوك المركزية الى تسهيل ديون الحكومات المفرطة، على حسب الضبط المالي الذي يستلزم تقليص الإنفاق أو زيادة الإيرادات المحلية أو كليهما".

وبدأ العراق بالتعافي بشكل نسبي بعد سنوات من الحروب والاحتلال والعنف الطائفي الذي أعقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار صندوق النقد الدولی الاقتصاد العراقی السیاسة النقدیة الدینار العراقی العملة الأجنبیة السوق الموازیة النقد الأجنبی مقابل الدولار البنک المرکزی تحریر العملة مشیرا إلى أن أسعار الصرف صرف الدینار الوصول إلى فی العراق بشکل کبیر سعر الصرف فی السوق سعر صرف لا یمکن من خلال فی سعر

إقرأ أيضاً:

عاجل|بنك الخرطوم يبدأ دراسة دخول السوق المصري عبر شركة التقنية للاستشارات الاقتصادية والمالية

في خطوة تعكس ثقة متزايدة في الاقتصاد المصري وخبرة شركة التقنية للاستشارات الاقتصادية والمالية، باعتبارها أحد شركات الاستشارات الرائدة على المستوى المحلي والإقليمي، أعلن بنك الخرطوم، أكبر بنك في السودان، عن اختياره لشركة "التقنية" المصرية لتكون المستشار المالي والاقتصادي لإطلاق فروعه في السوق المصري. 
ويُعد هذا التعاون علامة فارقة في القطاع المصرفي، إذ تُعد شركة التقنية للاستشارات الاقتصادية والمالية أول شركة استشارات مصرية متخصصة في مجال ترخيص البنوك الأجنبية في مصر.
من جانبه قال أحمد الشريف الرئيس التنفيذي لشركة التقنية للاستشارات الاقتصادية والمالية: "إن هذا الاختيار يُعد شهادة ثقة في إمكانيات الشركة وخبراتها في مجال الاستشارات المالية والاقتصادية، ونشعر بالفخر والاعتزاز باختيار بنك الخرطوم لنا، ونعمل جاهدين على تحقيق أهداف هذه الشراكة وتقديم قيمة مضافة تلبي تطلعات البنك." 
وأضاف الشريف: "لقد أتممنا جميع الملفات والمتطلبات اللازمة وفقًا لمعايير البنك المركزي المصري، بما يزيل أي عقبات أمام دخول بنك الخرطوم إلى السوق المصري، ويضمن تسهيل جميع الإجراءات التنظيمية وامتثالها لأعلى مستويات الحوكمة المصرفية."

ويمثل هذا التعاون إضافة مهمة إلى العلاقات المالية المتنامية بين مصر والسودان، ويعكس تطلع الشركات والمؤسسات المالية الكبرى في السودان نحو الاستفادة من الفرص الواعدة في السوق المصري، ومع تزايد الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، يشكل دخول بنك الخرطوم إلى السوق المصري خطوة هامة في دعم هذا الاتجاه وتعزيز التعاون الإقليمي في القطاع المالي.

أهمية دخول بنك الخرطوم للسوق المصري

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة التقنية للاستشارات الاقتصادية والمالية، أن السوق المصرفية المصرية تتيح العديد من الفرص الواعدة للنمو والتوسع، نظرًا للنمو المستمر في قطاعات اقتصادية متنوعة والحاجة المتزايدة للخدمات المصرفية التي تلبي تطلعات مختلف الشرائح من الأفراد والشركات.

وأشار الشريف، إلى إن دخول بنك الخرطوم إلى السوق المصري من خلال شراكة مع "التقنية" يمكن أن يساهم في تقديم خدمات مصرفية مبتكرة، تعزز من تجربة العملاء وتدعم مسيرة التنمية الاقتصادية في مصر.

وولفت الرئيس التنفيذي لشركة التقنية للاستشارات الاقتصادية والمالية، إلى أن هذا التعاون يأتي في وقت يضع فيه البنك المركزي المصري المزيد من التسهيلات التي تشجع البنوك الأجنبية على دخول السوق المصري والمشاركة في النمو الاقتصادي، مما يسهم في تعزيز البيئة التنافسية في القطاع المصرفي.

وأكد الشريف أن رؤية "التقنية" تتماشى مع توجهات البنك المركزي، إذ تحرص على تطبيق أحدث المعايير الدولية في تقديم خدمات الاستشارات المصرفية، وتدرك مدى أهمية استقطاب استثمارات مصرفية جديدة للسوق المصري.

توسيع آفاق التعاون المصري السوداني
وتابع الرئيس التنفيذي لشركة التقنية للاستشارات الاقتصادية والمالية: "إن التعاون بين شركة "التقنية" وبنك الخرطوم ليس مجرد خطوة تجارية، بل هو خطوة استراتيجية تسهم في تعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية بين مصر والسودان، وقد ساهمت السياسات الاقتصادية الداعمة في مصر خلال السنوات الأخيرة في استقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية، مما يجعل البلاد وجهة جاذبة للتوسعات المالية والمصرفية، ومع سعي العديد من المؤسسات السودانية الكبرى للاستفادة من هذه البيئة، يظهر بنك الخرطوم كمثال حي على هذا التوجه، إذ يرى في مصر بوابة للتوسع الإقليمي.

وأكد رئيس شركة التقنية، على استعدادها لتقديم كامل دعمها لبنك الخرطوم من أجل ضمان نجاح هذه الخطوة الطموحة، حيث أن الشركة تمتلك فريقًا متكاملًا من الخبراء والمختصين في الاستشارات المالية والاقتصادية، القادرين على توفير حلول مهنية شاملة تلبي كافة احتياجات البنك وتساعده في التكيف مع المتطلبات التنظيمية.

دعم الاقتصاد المصري من خلال جذب الاستثمارات
وأضاف الشريف، إن فتح فروع جديدة لبنك الخرطوم في مصر يعكس بشكل مباشر ثقة المؤسسات المالية الدولية في الاقتصاد المصري، ويعزز من استقرار النظام المصرفي ويتيح المزيد من الخدمات والمنتجات التي تلبي احتياجات العملاء.

ومن جانبه، يسعى بنك الخرطوم إلى أن يكون شريكًا فعالًا يسهم في دعم البيئة المالية بمصر، ويتطلع إلى تفعيل دوره من خلال تقديم خدمات بنكية متقدمة تلبي متطلبات السوق المحلي.

وشدد الشريف، على أن شركة "التقنية" تعزز التزامها بدورها في تطوير القطاع المالي المصري من خلال استقطاب بنوك أجنبية إلى السوق، بما يساهم في خلق المزيد من فرص العمل ودعم الاقتصاد الوطني، فوجود بنوك ذات سمعة قوية مثل بنك الخرطوم في مصر يساهم في تعزيز ثقافة التنافسية ويزيد من الخيارات المتاحة للعملاء، مما يعزز من ثقتهم في القطاع المصرفي المصري.

مقالات مشابهة

  • «العدل للدراسات الاقتصادية»: مصر اتخذت إجراءات عززت من صمود الاقتصاد
  • ارتفاع أسعار “الأورو” و”الدولار” في السكوار
  • الغرب يتنبأ بحدوث اضطرابات في جميع أنحاء العالم بسبب سياسة ترامب الاقتصادية
  • سياسة ترامب الاقتصادية ترخي بظلالها اضطرابات على الاقتصاد العالمي
  • مع فشل حكومة المرتزقة في ضبط سعر الصرف: توقعات انهيار العملة المحلية إلى مستويات غير مسبوقة في عدن والمحافظات المحتلة
  • بـ30 مليون جنيه.. ضربة جديدة لتجار العملة في السوق السوداء
  • تهريب مقنّع.. استيراد سلع غير ضرورية لنقل العملة الصعبة
  • عاجل|بنك الخرطوم يبدأ دراسة دخول السوق المصري عبر شركة التقنية للاستشارات الاقتصادية والمالية
  • FT: وعود ترامب الاقتصادية التي لا أساس لها من الصحة
  • 2024 يقترب من نهايته: ما هي التحديات الاقتصادية التي تواجه تركيا؟