هل توسع إسرائيل الحرب على لبنان بعد وقف إطلاق النار في غزة؟
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
تمكنت إسرائيل في الايام الماضية من طيّ صفحة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حتى مسألة التفاوض مع حماس باتت مؤجلة في المدى المنظور، وهذا ما يظهر من خلال إشتداد حدة المواجهات في معظم مناطق القطاع، ومن خلال اخذ القرار النهائي بإجتياح رفح بغطاء اميركي واضح إذ عادت شحنات الأسحلة والذخائر الاميركية تصل إلى تل ابيب بشكل منتظم بحسب التقارير المنشورة، وعليه بات وقف الحرب مؤجلاً أقله لعدة أسابيع مقبلة مع ما يحمله ذلك من مخاطر وتبعات بدأ بعضها يظهر علناً.
وفق تصريحات قيادة "حزب الله" فإن الجبهة الجنوبية في لبنان ستبقى مشتعلة حتى وقف اطلاق النار في غزة، وأن وقف الحرب في القطاع سيؤدي تلقائياً إلى وقف الحزب لاعماله القتالية ضدّ إسرائيل إنطلاقاً من الجنوب، وعليه فإن المرحلة المقبلة التي من الواضح أنها ستشهد تصعيداً عملياً ستمهد لمرحلة ما بعد الهدنة أو وقف إطلاق النار داخل فلسطين، لكن بالرغم من ذلك، هناك من بدأ يتحدث في الاعلام الاسرائيلي بأن الحرب لن تتوقف في لبنان حتى لو توقفت في غزة، وهذا ما ألمح إليه بعض قادة العدو.
ترى إسرائيل أنه وبغض عن النظر عن شكل التسوية التي سيتم التوصل إليها مع حماس، وبغض النظر عن موعد التوصل إلى هذه التسوية فقد إستطاعت إسرائيل تحقيق انجازات تكتيكية مهمة وأنهت الخطر الداهم على الداخل الاسرائيلي الآتي من غزة، وعليه حتى لو كان الإتفاق لمصلحة حماس يمكن لإسرائيل التعايش معه مهما كان سيئاً، غير أن التعايش مع خطر "حزب الله" بات مستحيلاً في ظل الإمكانيات التي أظهرها الحزب في الاسابيع الماضية، وعليه فإن أي إتفاق مع "حزب الله"، مهما كان جيداً، لا يمكن لإسرائيل التعايش معه.
لا يمكن لتل ابيب الذهاب إلى وقف إطلاق نار مع "حزب الله" وفق التوازنات الحالية، وعليه قد تلجأ، وفق إحد السينايوهات، إلى اكمال عملياتها العسكرية حتى بعد إنتهاء الحرب في غزة، وهذا سيشكل ضغطاً جدياً على الحزب ويجعله يقدم تنازلات وإن كانت شكلية، تستفيد منها تل ابيب وتراكم عليها مكتسبات ميدانية، لكن مثل هذا السيناريو لم يلتفت لفكرة ان المعركة يومها ستصبح ذات طابع لبناني كامل، وعليه سيتمكن الحزب من المناورة بشكل كبير نظراً للغطاء الداخلي الذي سيتمتع به عندها.
وفق هذا السيناريو لن تكتفي إسرائيل بمدى المعركة الحالي، بل ستوسع الاشتباك مع الحزب ليطال عمق الجنوب، اذ ان فتح معركة شاملة وقصف الضاحية وبيروت سيؤدي حتماً إلى إستهداف "حزب الله" لتل ابيب ومنطقة غوش دان وهذا ما لا تريده اسرائيل ابدا، لذلك من المتوقع ان توسع اسرائيل، وفق هذا السيناريو، حملتها لتطال غالبية الجنوب اللبناني مما سيؤدي إلى رد من قبل الحزب، ليتحول الكباش العسكري الى مستوى أكثر خطورة وعندها يصبح التوصل إلى تسوية أكثر واقعية وإلحاحاً.
علما ان مؤشرات توسع الاشتباك باتت واضحة، فـ"حزب الله" يستهدف نقاطا بعيدة نحو ٤٠ كلم عن الحدود وكذلك اسرائيل عادت لتنفيذ غارات في عمق الجنوب في الوقت الذي بات فيه استهداف الجولان السوري المحتل امرا روتينيا في المعركة اليومية. إذن، بات الميدان جاهزاً لمستوى اعلى من التصعيد وهذا ما يفتح الباب امام التطورات الكبيرة في الايام المقبلة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وقف إطلاق حزب الله وهذا ما فی غزة
إقرأ أيضاً:
أيّ أوراق قوّة يملكها لبنان لدفع إسرائيل إلى الانسحاب؟
كتبت سابين عويس في" النهار": إن كان الزخم العربي والدولي نجح في إنتاج سلطة جديدة، فإن التحدي الأبرز، الاستثمار في هذا الزخم لاستكمال تنفيذ القرار الدولي. وعند هذه النقطة، يصبح السؤال مبرراً حول أوراق القوة التي يمتلكها لبنان للمضيّ في هذا القرار، الذي يشترط أولاً إلزام إسرائيل باستكمال انسحابها، لكي يصبح في الإمكان بعدها الالتفات إلى الداخل وسحب ذريعة السلاح من يد الحزب.في أولى الخطوات التي أراد فيها العهد إظهار التضامن السياسي بين مكوّنات الدولة، جاء اجتماع الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا، وإرفاقه ببيان ليعكس الحرص على ترجمة موقف رسمي موحّد، خصوصاً أن الحكومة لم تنل بعد ثقة المجلس لتنطق بالموقف الرسمي. وأهم ما فيه أن لبنان قرر السير بالطرق الديبلوماسية للضغط على إسرائيل لاستكمال انسحابها، وذلك عبر التوجّه إلى مجلس الأمن للمطالبة بوقف الخروق، وعبر اللجنة التقنية العسكرية للبنان و"الآلية الثلاثية" اللتين نصّ عليهما إعلان ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤. ولم يغفل المجتمعون ربط هذه التوجهات بما يشبه التهديد المبطن وذلك من خلال التذكير بحق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي.
ترافق البيان مع ما كان أعلنه الرئيس أمام نقابة المحررين "أننا سنعمل بالطرق الديبلوماسية، لأن خيار الحرب لا يفيد ولبنان لم يعد يحتمل حرباً جديدة، وسلاح الحزب سيأتي ضمن حلول يتفق عليها اللبنانيون". فعن أي خيارات سيلجأ إليها لبنان؟
الأكيد أن لبنان لا يملك الكثير من أوراق الضغط والقوة وهو الخارج من حرب مدمّرة ومنهك اقتصادياً واجتماعياً ومالياً. لكنه حتماً يملك القرار السياسي بمراقبة حدوده ومنع إعادة تسليح الحزب، كما يتمتع بامتياز استثناء الجيش من وقف برامج المساعدات الأميركية، ما يستدعي العمل للحصول على الدعم الذي يؤهّل الجيش لاستكمال انتشاره وضمان حدوده شمالاً وجنوباً.
في المقابل، يواجه لبنان تحدياً داخلياً يتمثل بالمخاوف الكامنة في تحويل الاستفتاء الشعبي المنتظر في تشييع الأمين العام السابق للحزب إلى استفتاء على دور المقاومة واستمرار الحاجة إليها لتحرير النقاط المحتلة، ما يمكن أن يعيد الأمور إلى مربعها الأول!