سجلت العملة المحلية تراجعاً لافتاً أمام العملات الصعبة خلال الساعات الماضية في أسواق الصرف بالمناطق المحررة، وسط شكوك من وجود دوافع سياسية وراء ذلك.

وسجل سعر صرف الدولار الأميركي مساء السبت، بالعاصمة عدن 1717 ريالاً للبيع و1727 ريالاً للشراء، في حين بلغ سعر الريال السعودي 452 ريالاً للشراء، و454 في عملية البيع.

وقالت مصادر مصرفية بأن تراجع العملة المحلية خلال الساعات الماضية، تجاوز مستوى أكبر تراجع شهدته العملة أواخر 2021م، وسط شكوك وتساؤلات حول أسباب هذا التراجع.

حيث أنه يأتي بعد يوم واحد فقط من المزاد الأخير للبنك المركزي بعدن الذي أعلن عن نتائجه الخميس، لبيع 30 مليون دولار، وبلغ أعلى سعر عطاء 1702 وأدنى سعر عطاء 1677.

وعلى الرغم من أن المبلغ المعروض في المزاد بلغ 30 مليون دولار، إلا أن مبلغ العطاءات المقدمة بلغت 21 مليوناً و874 ألف دولار أمريكي وبنسبة 73%، كما أعلن البنك عن عرض مزاد آخر يوم الخميس القادم.

عدم تقديم عروض شراء للمبلغ المعروض من قبل البنك المركزي من العملة الصعبة كما يحدث في أغلب مزادات البنك، يُعيد طرح التساؤلات حول أسباب استمرار تراجع قيمة العملة المحلية بالمناطق المحررة، والتشكيك بوجود طلب حقيقي على العملة الصعبة.

وما يعزز من ذلك، التصريحات الرسمية من الحكومة والبنك المركزي خلال السنوات الماضية تؤكد عدم دقة أسعار الصرف للعملة المحلية أمام العملات الصعبة بالمناطق المحررة.

وفي منتصف 2021م الذي شهد تجاوز سعر الصرف لحاجز الألف الريال مقابل الدولار، أكد رئيس الوزراء السابق معين عبدالملك في تصريحات له حينها بأن ذلك "لا يتفق مع حجم الكتلة النقدية المتداولة".

معين أكد بأن مؤشرات البنك المركزي اليمني تُفيد بأن السعر الحقيقي للدولار الأمريكي أقل من 800 ريال، مؤكداً في تصريحات أخرى بأن تدهور العملة "معركة موجهة من قبل مضاربين ومستفيدين"، وتحدث بأن الحكومة تمكنت من السيطرة على المضاربات في سوق العملة وأن ذلك عمل على تحسين قيمتها بنسبة 40%.

البنك المركزي في عدن من جانبه، أكد في آخر تقرير صادر عنه في الـ7 من الشهر الجاري، وقوف مليشيات الحوثي الإرهابية خلف عملية المضاربة بالعملة المحلية بالمناطق المحررة.

وقال البنك بأن مليشيات الحوثي قامت منذ ديسمبر 2019م بتنفيذ عمليات اقتحام متكررة لنهب العملة الجديدة ومصادرتها من مقرات البنوك والمؤسسات المالية والشركات التجارية في مناطق سيطرتها، ومصادرتها من المواطنين بذريعة إتلافها في حين أنها تعمل بعد ذلك على مصارفة تلك الأموال بعملات أجنبية والمضاربة بأسعار الصرف في مناطق الحكومة الشرعية.

هذا الاتهام جاء في سياق تقرير مطول للبنك سرد فيه الإجراءات التدميرية التي قامت بها مليشيات الحوثي الإرهابية بحق القطاع المصرفي والمالي في اليمن، وختم تقريره بالإشارة إلى أن ذلك دفعه إلى اتخاذ "سياسات وإجراءات حمائية للحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي".

أحدث وأهم هذه السياسات التي اتخذها البنك كان قراره الذي أصدره مطلع أبريل الماضي، نقل مقرات البنوك التجارية من صنعاء إلى العاصمة عدن خلال مهلة لا تتجاوز 60يوماً، وهو القرار الذي أثار غضب مليشيات الحوثي الإرهابية.

ومع اقتراب هذه المهلة التي تنتهي مطلع يونيو القادم، تُثار المخاوف من أن تلجأ مليشيات الحوثي المدعومة من إيران للتأثير على سوق الصرف بالمناطق المحررة والتسبب بانهيار قيمة العملة المحلية كما حصل بالساعات الماضية، كمحاولة ضغط أخيرة لوقف قرار نقل مقرات البنوك إلى عدن.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: بالمناطق المحررة العملة المحلیة ملیشیات الحوثی البنک المرکزی

إقرأ أيضاً:

البنك الدولي يتوقع تراجع أسعار السلع الأولية لمستويات ما قبل كورونا

توقع البنك الدولي اليوم الثلاثاء أن يؤدي ضعف النمو العالمي، والذي يعود لأسباب منها اضطرابات التجارة، إلى انخفاض أسعار السلع الأولية العالمية 12% في 2025، و5% أخرى في 2026، لتصل إلى أدنى مستوياتها في عشرينيات القرن الحادي والعشرين بالقيمة الحقيقية.

وأظهر أحدث تقرير للبنك الدولي عن (آفاق أسواق السلع الأولية) أن أسعار هذه السلع، والمعدلة في ضوء التضخم، سوف تتراجع إلى متوسطها في الفترة بين عامي 2015 و2019 خلال العامين المقبلين، وهو ما يمثل نهاية طفرة الأسعار التي غذاها التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية عام 2022.

وقد يؤدي هذا الانخفاض إلى تخفيف مخاطر التضخم في الأجل القريب، وهي مخاطر ناشئة عن  الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة المرتفعة والحواجز التجارية المتزايدة على مستوى العالم، ولكن قد تكون له أيضا عواقب سلبية على الاقتصادات النامية التي تصدر السلع الأولية.

الدول النامية الأكثر تضررا

وقال رئيس الخبراء الاقتصاديين بمجموعة البنك الدولي، إندرميت جيل في بيان: "كان ارتفاع أسعار السلع الأولية هبة للعديد من الاقتصادات النامية، التي يعد ثلثاها دولا مصدرة لهذه السلع".

وتابع: "لكننا نشهد الآن أعلى تقلب في الأسعار منذ أكثر من 50 عاما.. اقتران التقلب الشديد في الأسعار مع انخفاضها ينذر بالمتاعب".

إعلان

وأضاف أنه ينبغي على هذه البلدان أن تحرر التجارة كلما أمكن، وتستعيد الانضباط المالي، وتوفر بيئة أكثر ملاءمة للأعمال لجذب رأس المال الخاص.

وذكر تقرير البنك الدولي أن ارتفاع أسعار الطاقة زاد التضخم عالميا بأكثر من نقطتين مئويتين في عام 2022، لكن انخفاض الأسعار في عامي 2023 و2024 ساعد في تخفيفه.

وأفاد التقرير بأن من المتوقع أن تتراجع أسعار الطاقة 17% إلى أدنى مستوى في 5 سنوات قبل أن تنخفض 6% في 2026.

وفيما يلي توقعات أسعار أبرز السلع الأولية:

النفط: توقع أن يبلغ متوسط أسعار خام برنت 64 دولارا للبرميل في عام 2025، بانخفاض 17 دولارا عن عام 2024، و60 دولارا فقط للبرميل في عام 2026 وسط وفرة المعروض وانخفاض الطلب، وهو ما يُعزى لأسباب منها التوجه السريع نحو السيارات الكهربائية في الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم. وجرى تداول خام برنت عند 64.80 دولار للبرميل في وقت مبكر اليوم الثلاثاء.

الفحم: يتوقع انخفاض أسعاره 27% في 2025، و5% إضافية في 2026، مع تباطؤ نمو استهلاك الفحم لتوليد الطاقة في الاقتصادات النامية.

المواد الغذائية: من المتوقع أن تتراجع أسعارها بنسبة 7% في 2025 و1% إضافية في 2026، ولكن هذا لن يسهم كثيرا في تخفيف انعدام الأمن الغذائي في بعض البلدان الأكثر عرضة لهذا الخطر مع تقلص المساعدات الإنسانية وتأجيج الصراعات المسلحة للجوع الحاد.

الذهب: يتوقع تقرير البنك الدولي أن تسجل أسعار الذهب مستوى قياسيا مرتفعا جديدا في 2025 مع بحث المستثمرين عن ملاذات آمنة لرؤوس الأموال وسط تزايد حالة عدم اليقين، لكن السعر سيستقر في عام 2026.

مقالات مشابهة

  • أسبوعان على انتهاء مهلة الداخلية لمخالفي الإقامة في قطر
  • نقابة الصرافين تُحمّل الحكومة وبنك عدن المركزي مسؤولية انهيار العملة المحلية
  • اليوم.. انتهاء مهلة سحب ورقة الـ50 دينارا
  • البنك الدولي يتوقع تراجع أسعار السلع الأولية لمستويات ما قبل كورونا
  • إعلامي: اقتراب انتهاء أزمة كولر مع الأهلي بشأن الشرط الجزائي
  • لماذا انهارت العملة في مناطق الشرعية؟.. متخصص في الإقتصاد يشرح وضع الريال اليمني والحلول الممكنة لتجاوز الأزمة
  • تراجع أسعار الذهب وسط تحسن التوقعات التجارية
  • تراجع النفط وسط تأثير التوترات التجارية على توقعات الطلب
  • تراجع أسعار النفط وسط تأثير التوترات التجارية على توقعات الطلب
  • الذهب يخسر والنفط يرتفع مع تراجع التوترات التجارية