دليل المبتدئين لفن التصوير الفوتوغرافي تحت الماء
تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT
التصوير تحت الماء عالم من الاحتمالات والفرص الفريدة التي تنتظر الشخص المناسب لالتقاطها. ورغم أن كثيرا من المصورين قد يخافون من الفكرة للوهلة الأولى، لكن هناك عديدا من الإمكانيات التي يسهل استغلالها لتحقيق درجة عالية من المهنية والمهارة. كل ما يتطلبه الأمر هو معرفة الأساسيات اللازمة للبدء، والشجاعة الكافية للتجربة.
بداية من الشعاب المرجانية وتوثيق الحياة البحرية الغنية بالعجائب، وصولا إلى مرافقة الغواصين والهواة ممن يرغبون في تخليد رحلاتهم الاستثنائية في قاع البحر، يوفر التصوير المائي فرصة مذهلة للمصورين لالتقاط مشاهد فنية فريدة من نوعها في عالم قليل هم من تمكنوا من اقتحامه.
ولتحقيق بصمة مميزة في المجال، سواء كنت مصورا هاويا أو محترفا يرغب في توسيع مجالاته، نستعرض حقائق مهمة من الضروري أخذها في الاعتبار عند الرغبة في اقتحام عالم التصوير تحت الماء:
امتصاص الألوانيمتص الماء الألوان مثل الأحمر والبرتقالي والأصفر. هذا هو السبب في أن الصور تحت الماء عادة ما تبدو زرقاء إذا لم يتم استخدام الفلاش أو الوامض. وكلما كنت على عمق أكبر، أصبح امتصاص الألوان أشد، وكانت هناك حاجة لوميض أقوى لتعزيز الصورة.
تأتي الكاميرات الصغيرة الحجم مزودة بفلاش داخلي يمكن استخدامه لإضافة ألوان إلى الصور، وغالبا ما يشتري المصورون تحت الماء مصباحا ضوئيا أو وامضا خارجيا من أجل إضافة اللون إلى اللقطات.
يقلل الماء من التباين واللون والحدة لتفاصيل الكادر، ولهذا السبب يجب التقاط الصور تحت الماء في حدود متر واحد من الكاميرا، ويفضل أن يكون المصور قريبا جدا من المشهد الذي يريد التقاطه.
التصوير المائي يوفر فرصة مذهلة للمصورين لالتقاط مشاهد فنية فريدة من نوعها (شترستوك) أهمية اختيار الكاميرا المناسبةقد يكون اختيار الكاميرا المتخصصة للتصوير تحت الماء أمرا صعبا ومربكا، إذ يتم إصدار كاميرات جديدة باستمرار. وما بين الأجهزة من النوع المدمج المضغوط، وهي كاميرات رقمية صغيرة وخفيفة الوزن تتميز بإعدادات تلقائية مما يجعلها ملائمة للتصوير غير الرسمي والاستخدام اليومي، إلى كاميرات "دي إس إل آر" (DSLR) أو الكاميرا ذات "انعكاس العدسة الرقمية المفردة" التي تتيح للمصور رؤية المشهد مباشرة من خلال العدسة وتحديد خصائصه، قد تصبح عملية اختيار الكاميرا في حد ذاتها عقبة أمام الراغبين وحتى المحترفين في بدء مشروع التصوير تحت الماء.
ولاتخاذ القرار الملائم، من الضروري معرفة خصائص وإمكانيات الكاميرات المتوفرة في الأسواق، فهناك كاميرات مدمجة وعديمة المرايا وكاميرات "دي إس إل آر"، ولكل منها مزاياها وعيوبها. أولا، تحتوي الكاميرات المدمجة على عدسة واحدة متصلة، بينما تستخدم كل من الكاميرات عديمة المرآة والكاميرات الرقمية ذات العدسة الأحادية العاكسة عدسات قابلة للتبديل.
لكن بعد التصوير بكاميرا صغيرة الحجم تحت الماء، يفكر عديد من الأشخاص في التبديل إلى كاميرا رقمية عديمة المرآة أو كاميرا رقمية ذات عدسة أحادية عاكسة، من أجل تعزيز الإمكانيات والمهارة في التصوير.
والميزة الواضحة تتمثل في خيارات العدسة القابلة للتبديل، لأن هذا يحد من مرونة وخصائص الكاميرا المدمجة التي تُعد هي الجهاز المخصص للمبتدئين. كما أن هناك المزيد من الإمكانات المتاحة عند اختيار عدسات بأطوال بؤرية مختلفة وجودة صورة أفضل بسبب الدقة البصرية الفائقة والمستشعر الأكبر.
العدسة ذات الزاوية الواسعة أو "عدسة عين السمكة" أفضل رهان للحصول على صور للحياة البحرية تحت الماء (شترستوك)كما تتميز الكاميرات ذات العدسات القابلة للتبديل أيضا بتقليل تأخر الغالق وقدرة تركيز أفضل، مما يعزز صورة ودقة المشهد. وهي تُعد مزايا ضخمة تؤثر في النتيجة النهائية للعمل، لذلك يُعد التصوير بكاميرا "دي إس إل آر" متعة كبيرة، وقلة قليلة من الناس يندمون على اختيارها.
ومع ذلك، يمكن للكاميرا المدمجة أحيانا التقاط لقطات تنافس لقطات كاميرات العدسة الأحادية العاكسة، فقط ويحدث ذلك عند التقاط المشهد في الوقت المناسب بالنسبة للضوء، وعند مسافة مناسبة من المشهد.
لكن بشكل عام، قد تكون أفضل كاميرا للتصوير الفوتوغرافي تحت الماء هي كاميرا "دي إس إل آر" عالية الدقة كاملة الإطار أو كاميرا كاملة الإطار غير مزودة بمرآة، ومن بينها طرازات من إصدار "نيكون" (Nikon) و"كانون" (Canon) و"سوني" (Sony).
نوع العدسة الأمثل للتصوير تحت الماءغالبا ما تكون العدسة ذات الزاوية الواسعة أو "عدسة عين السمكة" أفضل رهان للحصول على صور للحياة البحرية تحت الماء، إذ غالبا لا تصمد الحيوانات المائية في اللقطة أو تستقر في مكانها بشكل ثابت أو متوقع، لذا يجب أخذ أكبر وأوسع كادر ممكن، والمسارعة إلى التصوير، ثم تعديل وقص الكادر المناسب في مرحلة "ما بعد الإنتاج".
اختيار التوقيت الملائم ونوع الإضاءة للصورةالتصوير تحت الماء يعني أنه يجب وضع سلسلة من المتغيرات في الاعتبار، إذ ستحدد ظروف الطقس ونقاء الماء دقة ووضوح الصورة.
ففي يوم هادئ يتمتع بالمياه الصافية، سيكون من الممكن الحصول على لقطات جيدة بزاوية عريضة لأهدافك تحت الماء. ولكن إذا كنت تقوم بالتصوير في إضاءة معتمة وجو غائم أو في يوم يعاني البحر فيه الموج والرواسب التي تعكر صفوه، فقد يكون ضروريا حينها الاقتراب بشدة من الهدف لتصويره، واستخدام وامض قوي لتعويض ضعف الصورة.
وبالرغم من أن المصابيح ومصادر الضوء الأخرى مفيدة وعملية، فإن نجاحها غير مضمون دوما، إذ تفتح مصادر الضوء الإضافية إمكانية التشتت الخلفي، مما يعني الجسيمات التي تعكس الضوء مرة أخرى إلى المصدر تجعل الصورة تبدو غير نقية أو نظيفة.
لذلك عند التصوير في أثناء النهار أو بالقرب من السطح، يجب استخدام إضاءات خفيفة والاعتماد على الضوء الطبيعي قدر الإمكان، مثل ضوء الشمس في الصباح الباكر أو عند الظهيرة.
وختاما، قد يكون التصوير الفوتوغرافي تحت الماء فرصة مثالية للتطور، لأن اقتحام هذا العالم يجعلك مصورا أكثر مرونة ومغامرة؛ وهي طريقة رائعة لتحسين مهاراتك بشكل عام.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
دراسة صادمة.. شرب كمية أكبر من الماء قد لا يعني صحة أفضل
بغداد اليوم - متابعة
اختبرت دراسة جديدة مدى صحة نصيحة "شرب المزيد من الماء لتحسين الصحة"، وفحصت الأدلة من الدراسات السابقة لمعرفة ما إذا كانت زيادة كمية الماء التي يتم شربها توفر فوائد صحية بالفعل، بحسب ما نشره موقع "New Atlas" نقلًا عن دورية JAMA Network Open".
يتكون جسم الإنسان من حوالي 60% من الماء، الذي يساهم في عدد من الوظائف الأساسية، مثل تنظيم درجة حرارة الجسم وطرد الفضلات والعمل كممتص للصدمات للدماغ والحبل الشوكي وإنتاج اللعاب وتزييت المفاصل.
ويتم النصح بشكل شائع بشرب كمية معينة من الماء يومياً لتجنب الجفاف الذي ربما يؤثر على قدرة الجسم على أداء هذه الوظائف. لكن ركزت الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، على الفوائد التي يحملها شرب الماء ــ على وجه التحديد، شرب كميات أكبر منه ــ على الصحة بشكل عام.
كميات مختلفة من الماء
قال الدكتور بنيامين بريير، رئيس قسم المسالك البولية في جامعة كاليفورنيا والمشرف على الدراسة، إن كميات المياه التي يجب احتساؤها تختلف حسب من يتم سؤاله، لكن الأكاديمية الوطنية الأميركية للطب تقترح تناول حوالي 13 كوبًا من السوائل يوميًا (3 لترات) للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و30 عامًا وتسعة أكواب (2.1 لتر) للنساء من نفس الفئة العمرية. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار استخدام كلمة سائل، والتي تشمل مياه الشرب والمشروبات الأخرى.
فقدان الوزن
في ثلاث دراسات، تم تقسيم البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة إلى مجموعات عشوائية لشرب 1.5 لتر من الماء يوميًا قبل الوجبات لمدة تتراوح من 12 أسبوعًا إلى 12 شهرًا، وكان لديهم خسارة أكبر في الوزن مقارنة بأولئك في مجموعات التحكم، بنسبة 100% و87% و44% مقارنة بمجموعات التحكم. وفي دراسة رابعة أجريت على 38 مشاركًا، لم يرتبط شرب 2 لتر من الماء يوميًا بتغير الوزن على مدى فترة ستة أشهر. كانت هذه الدراسة مختلفة عن الدراسات الثلاث الأخرى حيث كان بعض المشاركين فيها من المراهقين.
السكر في الدم الصائم
في دراسة أجريت على 40 مريضًا بالسكري من النوع 2 تم تشخيصهم مؤخرًا (خلال السنوات الخمس الماضية)، شرب 250 مل من الماء قبل الإفطار، و500 مل قبل الغداء، و250 مل من الماء قبل العشاء لمدة 8 أسابيع. أظهرت نتائج الدراسة حدوث فرقًا كبيرًا في مستويات سكر الدم الصائم (-32.6 مغم / ديسيلتر) عند مقارنتها بمجموعة التحكم (5.3 مغم / ديسيلتر). في المقابل، وجدت دراسة أخرى أجريت على 60 مشاركًا أن شرب 550 مل من الماء خلال ساعتين من الاستيقاظ و550 مل قبل النوم لمدة 12 أسبوعًا أدى في الواقع إلى زيادة مستويات الغلوكوز في الدم الصائم بنحو 0.6 مغم / ديسيلتر.
صداع
أظهرت دراستان أجريتا لتقييم تأثير زيادة تناول الماء بمقدار 1.5 لتر يوميًا لمدة ثلاثة أشهر لدى المرضى الذين يعانون من الصداع المتكرر نتائج متضاربة. كشفت نتائج إحدى الدراسات، التي جندت 102 من البالغين، أن التدخل كان مرتبطًا بتحسن في درجة جودة الحياة الخاصة بالصداع النصفي للمشاركين بمقدار 4.5 نقطة والإبلاغ عن عدد أقل من الأيام التي يعانون فيها من صداع متوسط على الأقل؛ ولكن لم تكن النتائج ذات دلالة إحصائية. وعلاوة على ذلك، لم يكمل التجربة سوى 21% من المشاركين في مجموعة التدخل.
فرط نشاط المثانة
أجرت دراسة على مجموعة عشوائية من 24 بالغًا يعانون من فرط نشاط المثانة، والذي يسبب رغبة مفاجئة لا يمكن السيطرة عليها للتبول، وفحصت تأثير زيادة أو تقليل تناول السوائل على الأعراض. ارتبط انخفاض تناول السوائل بنسبة 25% بانخفاض وتيرة التبول والحاجة الملحة للتبول والتبول الليلي أو التبول المتكرر في الليل.
حصوات الكلى
لفترة طويلة، تم حث الأشخاص الذين يعانون من حصوات الكلى أو المعرضين لتكوينها على شرب كميات كبيرة من الماء إما لمنع تكونها أو مساعدتها على الخروج. نظر الباحثون إلى دراستين بحثتا في العلاقة بين زيادة تناول الماء وخطر الإصابة بحصوات الكلى. أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على بالغين أصحاء تتراوح أعمارهم بين 25 و50 عامًا مقارنة شرب 2 لتر من الماء الإضافي يوميًا بمجموعة التحكم أن خطر تكوين حصوات الكلى انخفض في مجموعة العلاج وزاد في مجموعة التحكم.
فوائد الكميات الأكبر
تبين أن شرب كمية أكبر من الماء يرتبط بنتائج ذات دلالة إحصائية فيما يتعلق بفقدان الوزن وتجنب حصوات الكلى. وأشارت دراسات فردية أخرى إلى أن شرب المزيد من الماء يوفر فوائد تتعلق بالوقاية من الصداع، والتهابات المسالك البولية والسيطرة على مرض السكري، لكنها لم تصل إلى أهمية إحصائية.
أضرار الجفاف
ويقول الباحثون إن التكلفة المنخفضة والاحتمالية المنخفضة للغاية لتسبب الماء في آثار ضارة يجب أن تشجع على إجراء المزيد من الدراسات المصممة بشكل جيد لتقييم الفوائد الصحية المقترحة في الدراسات الفردية التي راجعوها.
وقال الدكتور بريير إن "الجفاف ضار، وخاصة لدى شخص لديه تاريخ من حصوات الكلى أو التهابات المسالك البولية. ومن ناحية أخرى، ربما يستفيد من يعاني من كثرة التبول في بعض الأحيان من شرب كمية أقل من الماء. لكن لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع فيما يتعلق باستهلاك المياه".
المصدر : وكالات