مناسك الحج والعمرة.. ورد سؤال لدار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية، من أحد المتابعين جاء مضمونه "ما حكم الحج والعمرة لمن يقوم بمساعدة غيره في أداء المناسك؟ فوالدتي سيدة كبيرة ولا تستطيع الحركة بمفردها، ولذلك سأكون معها بالكرسي المتحرك في الطواف والسعي، هل مناسك العمرة والحج بالنسبة لي تكون صحيح".

أداء مناسك الحج والعمرة

وقال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، إن أداء مناسك الحج والعمرة إذا قام المؤدي بمساعدة والدته المسِنَّة في الطواف والسَّعي بدفعها وهي على الكرسي المتحرك، صحيحة في الشريعة الإسلامية، بل ويكون مجزئًا عن طوافهما وسعيهما معًا ما دام ينوي النسك عن نفسه أو عن نفسه ومَن يقوم بدفعه أو حمله.

وأضاف علام: الحجُّ والعمرةُ من شعائر الإسلام، وقد اشتَمَلتا على معاني الطاعةِ والانقياد لله سبحانه وتجديدِ التوبة، مع ما ينالُ العبدَ من غفرانِ ذنوبه وتكفير خطاياه، فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العمرةُ إلى العمرةِ كفارةٌ لما بينهما، والحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلى الجنَّة» متفق عليه.

حكم أداء مناسك الحج والعمرة 

وتابع: ومن أجْل ذلك؛ جاءت السنةُ النبوية باستحباب المُتابعة بين الحجِّ والعمرة، فقد ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ، وَالذَّهَبِ، وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ المَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الجَنَّةُ» رواه الترمذي في "سننه".

وأكمل: وبرُّ الوالدين فرضُ عيْنٍ على كلِّ مكلف، قال الإمام أبو إسحاق الشيرازي في "المهذب" (3/ 269، ط. دار الكتب العلمية): [وبِرُّ الوالدين فرضٌ يتعيَّن عليه؛ لأنه لا ينوب عنه فيه غيره] اهـ.

وأضاف مفتي الديار المصرية: وبرُّ الوالدين فرضُ عيْنٍ على كلِّ مكلف، قال الإمام أبو إسحاق الشيرازي في "المهذب" (3/ 269، ط. دار الكتب العلمية): [وبِرُّ الوالدين فرضٌ يتعيَّن عليه؛ لأنه لا ينوب عنه فيه غيره] اهـ.

وتابع: بل إنَّ الله عزَّ وجلَّ قرن برَّهما بعبادته، فقال تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [النساء: 36]، وقرن شكرَهما بشُكره، فقال سبحانه: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ [لقمان: 14].

وقال: وإذا اجتمعَت عبادةُ الحج مع عبادة برِّ الوالدين، قُدم بر الوالدين؛ لأن الحجَّ واجبٌ على التراخي، والبر واجبٌ فورًا.

الحج والعمرة 

وقد جاء في حديث الخثعميَّة أنَّها قالت: يا رسول الله، إنَّ فريضة الله على عباده في الحجِّ أدركَتْ أبي شيخًا كبيرًا لا يستطيع أن يثبُت على الراحلة، أفأحجُّ عنه؟ قال: «نَعَمْ» متفقٌ عليه.

قال الإمام ابنُ العربي في "أحكام القرآن" (1/ 379، ط. دار الكتب العلمية): [مقصود الحديثِ: الحثُّ على بر الوالدين والنظر في مصالحهم دينًا ودنيا، وجلبُ المنفعة إليهما، جِبلة وشرعًا] اهـ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أداء مناسك الحج والعمرة الحج والعمرة مناسك الحج والعمرة الحج العمرة مناسک الحج والعمرة

إقرأ أيضاً:

«عشا الوالدين»

عادات رمضانية تعكس مجاهدة النفس في بذل الخير وإطعام الطعام، حيث يحرص أهالي منطقة القصيم على إيصال الأجر للوالدين وإشراكهم في الخير، سواء كانوا أحياء أو أمواتاً من خلال عادات وتقاليد رمضانية معروفة في تلكم المنطقة.
من تلك العادات: ما يطلق عليه “عشا الوالدين”، الذي يحمل معان اجتماعية ومقاصد خيرية تمتد إلى الجار، والقريب، وصديق الوالدين، والنسيب، وكل من له حق على الأسرة.
و”عشا الوالدين” موروث شعبي وهو عبارة عن وجبة غذائية رمضانية قديمة تُعدُ تقليداً ما تزال عدد من البيوت هناك تحافظ عليه في شهر رمضان من كل عام مستذكرين ما كان عليه آباؤهم وأجدادهم في الماضي، وما أصبحوا عليه اليوم من فيض النعم واتساع الرزق.
ولكل منطقة في المملكة تقاليدها وعاداتها في تنفيذ عشا الوالدين.
وورد سؤال شرعي عن حكم الإطعام، أو ما يسمى بعشاء الوالدين، وتثويبه لهما فكان الجواب أنه مما لا شك فيه أن الثواب يصل إلى الميت إذا تصدقت، وجعلت أجر الصدقة لأبويك، أو لأمواتك فلا بأس بذلك، سواء كانت الصدقة مالاً يعني نقوداً تدفعها للفقراء الذين تحل لهم الصدقة، أو طعاماً بأن تدعو الفقراء إلى طعام ليأكلونه وتقول: اللهم اجعل ثواب هذا الطعام الذي تصدقت به أو أطعمته لأبوي أو لأمواتي ونحو ذلك.
وإطعام المساكين لا شك أن فيه أجراً، قال تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) [سورة الإنسان: 8].
فدل على أنهم بإطعامهم هذا، يريدون الثواب، ولهذا يقولون: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا) [سورة الإنسان: 9 – 10].
لكن إذا كان الإطعام لغير مساكين كالإخوة والأقارب والجيران ونحوهم، ولم يكن الذين تطعمهم أو تعشيهم أو تفطرهم أو تسحرهم من الفقراء الذين هم أهل للصدقة، وإنما هم أقاربك وعشيرتك وجيرانك وزملاؤك؛ ففي هذه الحال، فأنت تطعمهم كرامة لا صدقة؛ لأن هذا إنما هو إكرام لأجل الإخوة ونحو ذلك.
ويهون على كثير من الناس النفقة في ذلك، فتراه يستضيف زملاءه، ويخسر الآلاف في ضيافتهم، وفي إطعامهم، وتراه يقدم لهم أنواع المشتهيات، وهذا معلوم أن القصد منه هو الكرامة لا الصدقة.
أما ما يسمى بعشاء الوالدين، فهذا فيه أجر إذا كان يطعم من هم أحق بالإطعام، أو من هم مستحقون، وكان هذا معروفاً في هذه البلاد منذ القدم إلى نصف قرن مضى، فقد كانوا كل أسبوع، وبعضهم كل يوم، إذا دخل رمضان يجتمعون عند أحدهم، فيجمع أقاربه ويجمع جيرانه، ويضيفهم، ويقدم لهم لحماً شهياً، ويقول: هذا عشاء الوالدين.
يعني: أجره لوالديه، وكان اللحم في تلك الحقبة قليلاً، إنما يأكله أحدهم في الأسبوع مرة، أو في الأسبوعين مرة، وربما لا يتيسر لبعضهم إلا في أيام الأضاحي ونحوها، ففي تلك الحال لا شك أن الطعام كان له وقع، والنفوس تشتهي هذا الأكل، وكان أغلب الناس فقراء وذوي حاجة، فإذا نوى بإطعامه أقاربه وجيرانه الذين هم محتاجون، وجعل ثواب ذلك لوالديه نفعهم ذلك إن شاء الله.
أما في هذا الأزمنة، فما دام أن الغالب أن كل بيت فيه ثلاجة وفيها لحوم، وأن أهل كل بيت لا يأكلون غداءً ولا عشاءً غالباً إلا وفيه لحم، فما الصدقة فيهم؟ ماذا تؤثر فيهم وهم عندهم اللحوم وعندهم الأطعمة؟ فهذه لا يقال عنها: صدقة، ولكن يقال: كرامة وضيافة.
ويغلب على الظن أن معظم من كانوا يمارسون عادة ( عشا الوالدين) قد غادروا الدنيا ورأى
غيرهم، أن تفطيرالصائمين أكثر أجراً.
في الختام فإن (عشا الوالدين) من الأمثلة التي تُضرب لبعض العادات المتوارثة، التي صار لها قوة التشريع، أي يحسبها بعض العوام من الشرع، أو مأمور بها على هذا النحو.

ogaily_wass@

مقالات مشابهة

  • تعليق مفاجئ من ماجدة خير الله على أداء عصام عمر في نص الشعب اسمه محمد
  • سمو الأمير يقوم بزيارة النادي الكويتي الرياضي للصم
  • مركاز البلد الأمين يستضيف أمسية “الرحلة الرقمية في رحلة الحج والعمرة”
  • انطلاق عملية حجز تذاكر الحج
  • دعوة على مائدة الإفطار.. زوجة تستدرج زوجها وتعتدي عليه بمساعدة أشقائها في السلام
  • هل يجوز للمعتمر الفطر في نهار رمضان للتقوي على أداء المناسك ..الإفتاء تجيب
  • «عشا الوالدين»
  • أيمن أبو عمر: بر الوالدين عبادة وقربى إلى الله
  • هذا موعد انطلاق عملية حجز تذاكر الحج
  • عقوبة عقوق الوالدين معجّلة في الدنيا