سياسية أميركية يهودية، وناشطة في حقوق الإنسان على الصعيدين المحلي والعالمي، شغلت منصب مساعد خاص لرئيس الأركان بوزارة الداخلية الأميركية، وشاركت في الحملات الانتخابية للرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس.

عملت لسنوات طويلة ضمن المجموعات الصهيونية الداعمة لإسرائيل، ثم اتخذت منحى مناهضا للاحتلال، ومعارضا للعنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعت للتعايش السلمي بين الفلسطينيين واليهود.

قدمت استقالتها في 15 مايو/أيار 2024، تزامنا مع الذكرى السادسة والسبعين للنكبة، احتجاجا على دعم إدارة بايدن للإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

النشأة والتكوين العلمي

ولدت ليلي غرينبرغ كول ونشأت في سان دييغو بولاية كاليفورنيا، وتعود أصولها لعائلة يهودية هاجرت إلى الولايات المتحدة الأميركية هربا من الاضطهاد الذي مورس ضد اليهود في أوروبا.

عاشت عائلتها في جزيرة إليس بنيويورك، وبقيت عقودا ترزح تحت وطأة التمييز العنصري، وهو الأمر الذي أثر في نشأة ليلي، ورؤيتها لقضايا العدالة والتمييز.

اهتمت بالفنون ودراسة الكابالا (منهج في التصوف والتأمل عند اليهود)، وامتلكت مهارة الكتابة والتحدث أمام الجمهور، وأجادت اللغتين الإنجليزية والعبرية، ولها إلمام بالإسبانية ومعرفة باللغة العربية، ما أتاح لها المشاركة في النشاطات الاجتماعية والسياسية منذ وقت مبكر داخل الولايات المتحدة وخارجها.

ليلي غرينبرغ شغلت عدة مناصب في الحزب الديمقراطي وفي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن (وكالات)

وقد شاركت في سن مبكرة في نشاطات اجتماعية وسياسية قيادية، من خلال "منظمة خدمة الأسرة اليهودية" في سان دييغو، وفي يوليو/تموز 2013، تولت قيادة النشاطات التثقيفية لفتيات المدارس الثانوية حول العملية السياسية، والتدريب على ممارسة ضغوط على المسؤولين من أجل إقرار بعض التشريعات، وفي عام 2015 نظمت مؤتمرا للمساواة بين الجنسين للمراهقين.

وقد تخرجت غرينبرغ من أكاديمية سان دييغو اليهودية عام 2015، ثم التحقت بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وحصلت على بكالوريوس في العلوم السياسية في تخصص العلاقات الدولية عام 2019، وفي الوقت نفسه، حصلت على بكالوريوس في السياسة العامة من كلية غولدمان بجامعة كاليفورنيا.

ناشطة في الدفاع عن إسرائيل

نشأت غرينبرغ في مجتمع يهودي يسود فيه الدعم غير المشروط لإسرائيل، إلى حد يعتبر فيه جزءا من الهوية اليهودية، لذلك كانت من الشباب البارزين في النشاط الداعم لإسرائيل في سنوات الدراسة الثانوية، وقد شاركت في لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) منذ سنتها الثانوية الأولى، وتم انتخابها رئيسة لنادي الدفاع عن إسرائيل في مدرستها.

وعندما كانت في الـ16 من عمرها، ذهبت في رحلة إلى الأراضي المحتلة، وأقامت هناك عاما كاملا، وذلك ضمن برنامج لحركة "شباب يهودا"، تضمن القيام برحلات في دولة الاحتلال والانضمام لدورات تعليمية، وكانت من بين الفعاليات لقاءات مع مراهقين فلسطينيين، كان الهدف منها تنمية روح التعايش بين الطرفين.

بموجب البرنامج يقوم المشاركون بأعمال تطوعية في إسرائيل، وقد عملت غرينبرغ آنذاك في مصنع للنبيذ في أحد الكيبوتسات، كما قامت بتغطية العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي وقع أثناء وجودها بالبلاد في صيف عام 2014، عبر برنامج "اكتب من أجل إسرائيل".

وعند التحاقها بجامعة كاليفورنيا انضمت إلى المجموعات المؤيدة لإسرائيل، وأصبحت رئيسة حركة طلابية مساندة لإسرائيل وتعرف بها داخل الجامعة.

وفي عام 2017 قادت رحلة إلى إسرائيل، نظمها مركز الطلاب اليهود "هليل بركلي"، وقد انضم للرحلة طلاب من مجموعة واسعة من الخلفيات العرقية والدينية، وزاروا مدنا فلسطينية مثل بيت لحم ورام الله، والتقوا فلسطينيين ومستوطنين.

عملت غرينبرغ لسنوات طويلة ناشطة للدفاع عن إسرائيل، ولكن التجارب بدأت تغير قناعاتها، ففي أثناء مهمة إغاثية في اليونان نسجت علاقات ودية مع اللاجئين من أصول فلسطينية، وطوّرت علاقات عميقة مع الفلسطينيين من خلال البرامج الأكاديمية، وأقامت علاقات وطيدة مع فلسطينيين أميركيين أثناء فترات الدراسة والحملات الانتخابية، وكان لتلك العلاقات أثر كبير في تغيير الأفكار التي نشأت عليها.

وفي مقالة لها عن قطع علاقتها بمنظمة "أيباك"، ذكرت ليلي أنها أدركت أن المنظمة من خلال دعمها غير المشروط للحكومة الإسرائيلية إنما تدعم العنف، وهو ما يخالف قيمها، ومن ثَمّ انضمت للعمل مع مجموعات أخرى.

كما عملت غرينبرغ مع منظمات غير صهيونية، مثل منظمة "إن لم يكن الآن"، المناهضة للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة.

كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي التي كانت ليلي غرينبرغ مسؤولة في حملتها الانتخابية (وكالة الأناضول) المسار المهني

بدأت غرينبرغ مسيرتها المهنية في يناير/كانون الثاني 2016، حيث عملت مساعدة باحث جامعي في مجموعة "ماغنيس" للفن والحياة اليهودية بكاليفورنيا، والتي تعد واحدة من أكبر الأرشيفات الثقافية اليهودية في العالم.

وفي سبتمبر/أيلول 2017، التحقت بالعمل في "معبد إسرائيل" بمقاطعة ألاميدا بكاليفورنيا، مدرسة للغة العبرية والتعليم الديني، وفي الوقت نفسه، عملت في مركز حقوق الإنسان بجامعة كاليفورنيا، في مجال التحري والتحقيق الرقمي، لدعم التحقيقات الدولية في قضايا انتهاك حقوق الإنسان وجرائم الحرب في سوريا وميانمار وأميركا اللاتينية.

وشاركت بالتحقيق في مشاريع عديدة، منها: الأزمة الإنسانية والإبادة الجماعية للروهينغا، واستخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية بسوريا عام 2013، وقضية غسيل الأموال في نادي ترامب في بنما وبرج ترامب في باكو.

كما كانت لها إسهامات في تنظيم دورات تدريبية وورش عمل لمساعدة فرق العمل على مواجهة التوتر والاضطراب الناتج عن التعامل مع محتوى التحقيقات في قضايا حقوق الإنسان.

التدريب الميداني والتشريعي

خاضت غرينبرغ تدريبات عملية وميدانية، في المجال الحقوقي والتنظيم الانتخابي، وقدمت من خلالها مجموعة من الإنجازات والمساهمات الفعالة، ففي الفترة بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب 2018، أجرت فترة تدريبية لـ3 أشهر في المجال التشريعي، في مكتب نائبة الرئيس الأميركي بمجلس الشيوخ الأميركي في واشنطن.

وأثناء التدريب أسهمت في وضع سياسات قانون تفويض الدفاع الوطني وحلف شمال الأطلسي (ناتو). كما تولت مسؤولية قيادة قاعدة بيانات بحثية لإنشاء مجموعة سياسات العدالة البيئية المتعلقة بقضايا السجون والمحكومين، وعملت على إدارة المراسلات التأسيسية الرقمية والمادية.

وحصلت كذلك على تدريب ميداني أثناء الحملة الانتخابية للكونغرس على مدى 4 أشهر، بدأت في يناير/كانون الثاني 2018، حيث شاركت في اللجنة الناشطة في منطقة مترو واشنطن، ودعمت مشاريع منافسات الكونغرس في الانتخابات النصفية، بما في ذلك الاجتماعات الحزبية، والإستراتيجيات السياسية، وجمع التبرعات.

وانضمت في يناير/كانون الثاني 2018 إلى منظمة العفو الدولية (أمنستي) في الولايات المتحدة متدربة في العلاقات الحكومية لـ4 أشهر، ضمن منطقة مترو واشنطن، ودعمت فريق العلاقات الحكومية لتطوير وتنفيذ إستراتيجيات متعلقة بطالبي اللجوء واللاجئين، ووجهت تركيزها نحو قضايا الإبادة الجماعية للروهينغا وبرنامج داكا وإعادة توطين اللاجئين السوريين.

تنظيم الحملات الانتخابية

عملت غرينبرغ في تنظيم العديد من الحملات الانتخابية للحزب الديمقراطي، فقد كانت عام 2016 عضوا في حملة المرشحة للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون (هيلاري من أجل أميركا)، واستقطبت الأصوات بجامعة كاليفورنيا، وجمعت الطلاب المتطوعين لفعاليات الحملات المحلية، وشاركت في جمع التبرعات.

وفي سبتمبر/أيلول 2019، بدأت العمل في التنظيم الميداني لحملة كامالا هاريس، في محيط التجمع الحزبي للديمقراطيين والنقابات العمالية في ولاية آيوا، وأنشأت فرقا محلية من خلال تجنيد وتدريب أكثر من 100 من قادة المنطقة والمتطوعين.

كما عملت على تطوير برامج تنظيم الدوائر الانتخابية للتواصل مع المجتمعات المتنوعة، بما في ذلك اللاجئون البوسنيون والناخبون الشباب والنساء.

وانتقلت في يناير/كانون الثاني 2020، للعمل الميداني في ولاية أريزونا، وشاركت في الحملة الانتخابية لبايدن، ونائبته كامالا هاريس، والحملة الانتخابية لعضو مجلس الشيوخ مارك كيلي في انتخابات عام 2020.

وقد عملت غرينبرغ على تجنيد متطوعين وزيادة إقبال الناخبين في مقاطعة بيما، لا سيما، بين فئة الشباب، إذ كانت المنظم الرئيسي للحملة في الحرم الجامعي، وساعدت في افتتاح أول مكتب للحملة في جنوب شرق أريزونا، وفي بداية جائحة "كوفيد-19″، أسهمت في نقل العمل ضمن برنامج ميداني افتراضي بالكامل، والعمل النشط عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

المجال القانوني

في أكتوبر/تشرين الأول 2021، انتقلت للعمل في المجال الحقوقي، وانضمت بصفة مساعدة قانونية إلى شركة المحاماة "تيريس- برافليك وميليان" المتخصصة بالدعاوى القضائية الفدرالية لتحقيق المصلحة العامة.

قدمت ليلي خدمات مساعدة في مجال التحقيقات والتحضير للمحاكمات في الدعاوى القضائية المتعلقة بالحقوق البيئية والمدنية الفدرالية، وأدارت علاقات العملاء في قضايا التسوية للحصول على الخدمات من منظمات الرعاية، ومساعدة الأشخاص ذوي الدخل المحدود للاستفادة من برنامج "ميديكيد" لتسديد النفقات الطبية.

عضو في إدارة بايدن

في يناير/كانون الثاني 2023 تم تعيين غرينبرغ في منصب مساعد خاص لرئيس الأركان في وزارة الداخلية الأميركية، وعلى مدار حوالي سنة ونصف السنة قدمت الدعم والمشورة في العمليات اليومية والتخطيط الإستراتيجي للوزير والوزارة.

وفي 15 مايو/أيار 2024، والذي تزامن مع الذكرى الـ76 للنكبة، قدمت غرينبرغ استقالتها، احتجاجا على الدعم غير المشروط الذي تقدمه إدارة بايدن للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكانت الاستقالة تعبيرا عن الإحباط الذي خلفه عدم تأثير موقفها وموقف زملائها المعارضين للحرب، على قرارات الإدارة الأميركية، وأصبحت ليلي بهذا القرار، أول سياسية يهودية معيّنة في إدارة بايدن، تستقيل بسبب أعمال العنف في غزة.

الوظائف والمسؤوليات

عملت غرينبرغ في مجالات متنوعة، كالتعليم والحقوق والتنظيم الانتخابي، وشغلت وظائف عديدة، من أبرزها:

مساعد باحث جامعي في مجموعة ماغنيس للفن والحياة اليهودية، في الفترة بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2016. عضو في حملة "هيلاري من أجل أميركا"، بين مارس/آذار ونوفمبر/تشرين الثاني 2016. مدرسة اللغة العبرية والتعليم الديني في معبد إسرائيل في مقاطعة ألاميدا بكاليفورنيا، بين سبتمبر/أيلول 2017 ومايو/أيار 2019. محقق رقمي في مركز حقوق الإنسان بكلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا، في الفترة بين سبتمبر/أيلول 2017 ومايو/أيار 2019. منظم ميداني لحملة كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، بآيوا في الفترة بين سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الأول 2019. منظم ميداني للحملات الانتخابية لدى الحزب الديمقراطي بأريزونا، في الفترة بين يناير/كانون الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2020. مساعدة قانونية في شركة المحاماة "تيريس- برافليك وميليان" بين أكتوبر/تشرين الأول 2021 وديسمبر/كانون الأول 2022. مساعدة خاصة لرئيس الأركان في وزارة الداخلية الأميركية في الفترة بين يناير/كانون الثاني 2023 ومايو/أيار 2024. الأعمال المنشورة والجوائز

نشرت ليلي عددا من المقالات في المجلات والصحف المحلية، كما كتبت مجموعتين شعريتين تم نشرهما، هما: غروب الشمس النووي، عام 2019، والحافة عام 2010.

وحازت على جوائز، منها:

جائزة "هداسا" لقادة الغد. جائزة "بيتر تشورتيك" للقيادة. جائزة فلورنس ماسون بالمر التذكارية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی ینایر کانون الثانی الحملات الانتخابیة أکتوبر تشرین الأول بجامعة کالیفورنیا الرئیس الأمیرکی فی الفترة بین حقوق الإنسان کامالا هاریس سبتمبر أیلول إدارة بایدن من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

النويري: الملف الليبي ليس أولوية لدى ترامب أو بايدن

أبدى نائب رئيس مجلس النواب الليبي، فوزي النويري، دهشته من الحديث عن انعكاس مباشر  لتوجهات الرئيس الأمريكي الفائز دونالد ترامب، على الليبيين.

وقال النويري في تصريح صحفي إن «الملف الليبي لم يكن ضمن الملفات ذات الأولوية المطروحة على مكتب الرئيس الأميركي، في ظل أي إدارة ديمقراطية أو جمهورية».

ورأى أن «الليبيين منشغلون في إدارة وتدوير أزمتهم بالتدخلات الخارجية»، ولمّح إلى «ضعف في جهود البعثة الأممية من أجل الوصول لتسوية شاملة ودائمة في ليبيا».

 

الوسومترامب ليبيا

مقالات مشابهة

  • مسؤولة باليونيفيل: إسرائيل تتعمد استهداف قواتنا وسنبقى في مواقعنا
  • CNN: إدارة بايدن ستسمح لمتعاقدين عسكريين أمريكيين بالانتشار في أوكرانيا
  • تحريض إسرائيلي ضد النادي الأكثر يهودية في العالم بسبب أحداث أمستردام
  • هل تنتهي الحرب في لبنان قبل 20 كانون الثاني؟
  • ترقّب لمواقف ترامب ومخاوف من حرب مفتوحة حتى 20 كانون الثاني
  • النويري: الملف الليبي ليس أولوية لدى ترامب أو بايدن
  • محللون: انتهاء الضغوط الانتخابية لا يعني تغيير بايدن لمواقفه تجاه نتنياهو
  • مسؤول في إدارة بايدن: قلقون بشأن إقالة جالانت
  • شروق sunshine تعلن عن حملها بطفلها الثاني وتثير الجدل بسبب تواجد زوجها في السجن
  • بايدن يشيد بهاريس بعد خسارتها الانتخابية