يسرا: الختان والعنف قضايا تهم الرجل مثل المرأة.. ويجب تجسيدها على الشاشة
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
متابعة بتجــرد: تبحث دائما عن الأعمال الجادة وتراهن عليها، يعشقها الجمهور بمجرد طلتها على الشاشة، تحاول التنوع وتقديم كل ما هو مختلف، تقترب من مشاكل المجتمع وتجسدها. وفي حوار لها مع “العربية” تحدثت النجمة الكبيرة يسرا عن دورها في فيلمها الأخير “شقو”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا في دور العرض السينمائية، وسر انجذابها لهذا الدور وكواليس العمل مع نجوم الفيلم.
في البداية حدثينا عن انجذابك لشخصية “الدكتورة” في فيلم “شقو”
شخصية “الدكتورة” كانت مكتوبة في السيناريو لرجل في البداية، ولكن الفنان عمرو يوسف عندما قرأ الدور أعجبته الشخصية ولم ير أحدا فيها غيري، ودعمه في ذلك المخرج والمؤلف، لذلك تحدث معي عن الشخصية لأن المخرج كريم السبكي والمؤلف وسام صبري كانا خائفين من عرض الفيلم علي، خشية ألا أوافق بسبب أنني سأجسد شخصية شريرة، ولكن فور قراءتي للدور تحمست للغاية ووافقت على المشاركة في الفيلم.
وما الذي أعجبك في الشخصية؟
هو دور سيدة من الطبقة الراقية تتزعم عصابة بذكاء شديد وكل هذا في الخفاء، دور مختلف وجذبني كي أوافق عليه، وعندما حكى لي عمرو يوسف عن خلفيات الشخصيات لم أتردد لحظة في الموافقة، وتم تغيير الدور إلى سيدة كي يتناسب معي.
وكيف كانت كواليس العمل؟
رائعة، كنت أشعر بالسعادة في كل مرة وأنا أذهب للتصوير، فالفريق كله مريح ونعمل كأننا أسرة واحدة من أجل ظهور الفيلم بهذا الشكل، عمرو يوسف وأمينة خليل ودينا الشربيني ومحمد ممدوح، كلهم رائعون على المستوى الإنساني والفني، وهذا شيء يشعرني بالراحة أثناء العمل ويجعلني أعمل بسعادة كبيرة، فشعرت بأنني أعمل شيئا مختلفا مع فريق محترف ومتميز. والمخرج كريم السبكي شخص واع جدًا وله فكر مختلف، وعندما تتعامل مع مخرج يفهم طبيعة الممثل الذي أمامه فهذا شيء مريح ويساهم في تقدم العمل.
وكيف كانت الصعوبات أثناء التصوير؟
**كان هناك موقف صعب جدًا أثناء تصوير بوستر الفيلم، فقد وضعوا ثعبانا أبيض ضخما على كتفي، وقد ظن الناس أن هذا الثعبان الذي ظهرت به على البوستر هو “فوتوشوب”، ولكنه حقيقي وكان باردًا جدًا وملمسه مخيف للغاية، وفي كواليس التصوير كنت أشعر بالخوف الشديد وهو على كتفي، ولكن كان علي أن أظهر بشكل قوي ومتماسك.
وكيف تتعامل يسرا مع الجيل الحالي من الفنانين؟
أتعامل بكل ود واحترام، فلا يوجد أي مقارنة بين الجيل الحالي والجيل السابق من الفنانين، لا يوجد أحد يستبدل أحدا، ولا يوجد أحد يشبه الآخر. وعندما أشارك في أي عمل المهم هو أن يضيف لي هذا العمل، فلا أتواجد من أجل الظهور فقط، ومن يعرض علي المشاركة لابد أن يعرف قيمتي وجوهري كممثلة. وقد قدمت في أعمالي العديد من الشباب الذين أصبحوا نجومًا، وأشعر بالسعادة عند رؤيتهم على الشاشة، وأقدم لهم التهنئة دائمًا على أعمالهم.
وكيف رأيت رد فعل الجمهور حول الفيلم؟
شعرت بسعادة بالغة، فالفيلم حقق إيرادات تاريخية في أيام قليلة، والناس كانوا يتواصلون معي وأسمع آراءهم حول الفيلم.
وهل هناك جزء ثان من فيلم “شقو”؟
نعم هناك جزء ثان يتم التحضير له لفيلم “شقو”، وستظهر فيه شخصيتي بقوة، وأيضًا ستظهر خلفيات الشخصيات الأخرى.
نرى انتعاشة ليسرا في السينما فقبل “شقو” كان هناك فيلم “ليلة العيد”.. فما تعليقك؟
“ليلة العيد” كان عودة للسينما بعد غياب 4 سنوات وقد كانت عودة قوية، فهذا الفيلم مختلف ويناقش قضايا مهمة تخص المجتمع وليس المرأة وحدها، هذه المشاكل والقضايا الشائكة تحتاج منا أن نلقي الضوء عليها سواء في السينما أو التلفزيون، لذا فأنا فخورة جدًا بتقديمي هذا النوع من الأفلام، لأن الفن يحب التنوع والاختلاف والابتعاد عن النمطية المكررة.
ولكن ألم تخشي من ردة فعل الجمهور حول الفيلم؟
لا، لم أقلق، لأنني أرى أن على الفنان دورًا تجاه المجتمع، المخرج سامح عبدالعزيز ألقى الضوء على القضايا التي تهمه فهو يحكي عن نماذج إنسانية وقضايا مشتبكة من خلال قصص 6 سيدات من طبقات اجتماعية مختلفة فيسرد هذه المشاكل من خلال منظورهن ويحللها ويلقي الضوء على معاناتهن، وأرى أن ابتعاد الجمهور عن مثل هذه النوعية من الأفلام هو هروب من مشاهدة أزماته ومشاكله مجسدة أمامه على الشاشة. وكانت هناك ردود فعل إيجابية حول الفيلم، وأنا سعيدة بذلك، فقد استغرق مني الموافقة عل الفيلم فترة طويلة وتحدثت فيها مع المخرج سامح عبدالعزيز والمؤلف أحمد عبدالله ووافقت بعدها على الفور.
وكيف ترين عودة البطولة النسائية في السينما؟
سعيدة جدًا لعودتها وأراها مهمة للغاية، لأن قضايا المرأة كثيرة ومتشعبة ولها عمق كبير، وأكبر من كونها مشاكل مع الرجل، لذا فهناك مئات القضايا التي يمكننا مناقشتها في أعمال فنية، فمثلًا في فيلم “ليلة العيد” نناقش مسألة الختان وزواج القاصرات والعنف ضد المرأة، هذه مشاكل تخص الرجل أيضًا فهو ظلم تتعرض له المرأة ويتم قهرها في المجتمع. وأيضًا الرجل يظلم نفسه فيها بسبب العادات والتقاليد الخاطئة أو بسبب الجهل والفقر الواقع عليه. فيدفعهما هما الاثنان للهروب من القسوة والظلم الواقع عليهما، لذا هذه مشاكل حقيقية يجب أن نتناولها ونطرحها في الأعمال الفنية.
main 2024-05-19 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: لیلة العید على الشاشة حول الفیلم
إقرأ أيضاً:
ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: العفة خلق إسلامي يحافظ على المجتمع ويحميه من الفساد
عقد الجامع الأزهر أولى ندوات البرنامج التاسع عشر الموجه للمرأة، تحت عنوان "العفة وطهارة المجتمع"، وقد حاضر في هذه الندوة كل من: الدكتورة أوصاف عبده، أستاذة ورئيسة قسم العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر، والدكتورة هبة عوف عبد الرحمن، أستاذة مساعدة بقسم التفسير في نفس الكلية، وأدارت الندوة الدكتورة حياة العيسوي، باحثة في الجامع الأزهر الشريف.
وقالت الدكتورة أوصاف محمد عبده : إن العفة تُعتبر من صفات المؤمن الورع، إذ تحافظ على المجتمع وتحميه من الفساد، واستشهدت بنماذج من صور العفة في الإسلام، مثل غض البصر، مستندة إلى قوله تعالى﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾، وكذلك الحجاب الذي يمثل عفة وطهارة للمرأة، كما ورد في قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ﴾، مشيرة إلى أن الزواج يُعد من صور العفة، مستشهدة بحديث رسول الله ﷺ: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ".
وفي ذات السياق، ذكرت د. هبة عوف، أن الْعِفَّةُ خُلُق إيْمَاني رُفَيْع لِلْمُؤْمِن، وَثَمَرَة مِنْ ثِمَارِ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ تَعَالَى، وَهُوَ بُعْد عَنْ سَفَاسِفِ الْأُمُورِ وَخَدش الْمُرُوءَةَ وَالْحَيَاءَ وَالْعِفَّة لَذَّة وَانْتِصَارٌ عَلَى النَّفْسِ وَالشَّهَوَات، وَغَرس لِلْفَضَائِل وَالْمَحَاسِن فِي الْمُجْتَمَعَات، فَالعَفَاف هُوَ أَنْ يضْبط الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ عَنْ الشَّهَوَاتِ، وَيَقْصُرَهُا عَلَى مَا يُقِيمُ أَوْد الْجَسَد، وَيَحْفَظ صِحَّةَ الْجَسَدِ، وَالْعِفَّة خُلُق يَشْمَل جَانِبَيْنِ، جَانِبا مَادِّيّا: وَهُوَ الْكَفُّ عَنْ السُّؤَالِ، حِفَاظًا عَلَى مَاءٍ الْوَجْهِ، قَالَ تَعَالَى: "وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ"، في حين أن الْجَانِب الآخر وهو الْمَعْنَوِيّ يكون بِكَفِ النَّفْسِ عَنْ الْحَرَامِ بِأَنْوَاعِه، وَضَبْط النَّفْسِ عَنْ الشَّهَوَات.
وتابعت: لِلْعِفَّة ثَمَرَات كَثِيرَةٌ، مِنْهَا حِفْظُ جَوَارِح الْمُجْتَمَع كُلّه عَمَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ، وَمنْ ذَلِكَ قِصَّةُ عُبَيْد بْنِ عُمَيْرٍ الَّذِي كَانَ سَبَبًا فِي تَوْبَةِ امْرَأَة وَرُجُوعهَا إلَى رَبِّهَا، وَمِنْ ثَمَرَاتِ الْعِفَّةِ أَنْ تَنَالَ ثَنَاءَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَرِضَا اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَالْاخِرَةِ، وَلَيْسَ هَذَا فَقَطْ، بَلْ وَأَيْضًا هِيَ نَظَافَة وَتَطْهِير لِلْمُجْتَمَع، وَفي النِهَايَة هِي تَصِل بِالْإِنْسَانِ إِلَى أَعْلَى دَرَجَاتِ الْكَمَال، ويتمثل الطَّرِيقُ للْوُصُولِ إلَى الْعَفَافِ فِي تعهد النَّشء الصَّغِير، وَالتَّشْجِيع عَلَى الزَّوَاجِ، وَسَدّ الذَّرَائِعِ، وَوَضع حُدُود فِي كُلِّ شَيء، وَأَخِيرًا الدُّعَاء دَائِمًا بِالْعَفَاف.
من جانبها بينت د. حياة العيسوي، أن الإسلام حثّ على العفة ، قال الله عز وجل : ﴿وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ ، أي: من كان في غُنْية عن مال اليتيم فَلْيستعففْ عنه، ولا يأكل منه شيئًا، وقال سبحانه: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم﴾ ، أي : يظن من لا يعرف حالهم أنهم أغنياء من كثرة تعففهم.
وأضافت: حجاب المسلمة عفة وطهارة ونقاء : فالآيات التي تدعو إلى الحجاب هي في الحقيقة تدعو إلى العفاف وتحض عليه ، قال الله تعالى : " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ" ، وقال تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ" ، وهكذا نجد أن حجاب المرأة المسلمة بالإضافة إلى كونه صيانة لها فهو وسيلة من وسائل إشاعة العفة والفضيلة في المجتمع.