الولايات المتحدة والصين وخارطة الطريق في الشرق الاوسط حتى عام 2050
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
19 مايو، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
محمد حسن الساعدي
مع حالة عدم الاستقرار بين قطبي العالم(الصين-امريكا) تتسارع الاحداث بينهما في ظل تسارع خطوات بكين في تصدر المشهد الاقتصادي للعالم،فمن المرجح أن يشكّل هذان المحوران بعداً جديداً في منطقة الشرق الاوسط،ومستقبل المنافسة بينهما في المنطقة،حيث أن هناك سيناريوهان محتملان:
الاول:طبيعة العلاقة بين دول المنطقة،وإمكانية أن تتحر هذه الدول من هيمنة الدول العظمى عليها،وتحرير الاقتصاد العربي وإيجاد اتفاقات جديدة من أجل نهضة اقتصادية تتسق وطبيعة جغرافية المنطقة من خلال التكامل الاقتصادي والسياسي والوظيفي،لان حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها منطقة الشرق الاوسط جعلت منها أرض خصبة للصراع وأثارة الخلافات المستدامة بطعم المذهبية، ما جعلها بعيدة عن محاكاة الفوائد العملية الممنوحة للدول الكبيرة والاعضاء في الكتل الكبيرة كالاتحاد الاوربي وغيره.
الثاني: الدعم اللامتناهي للجماعات المسلحة التي أخذت بتوسيع رقعة نفوذها في منطقة الشرق الاوسط،وقيامها بحروب بالوكالة واستخدام المال من أجل معارك خاسرة لانهاية لها،متجاهلة بذلك أي حق للإنسان في العيش بكرامة،وأستغلال الخصومات السياسية من أجل توسيع رقعتها ونفوذها،وما حصل من دخول عصابات داعش لهو خير دليل على هذا الصراع بالوكالة،ورفعها لشعارات الطائفية والقومية لتحقيق غايات وأهداف،ما يعني أن القوى الغربية أستغلت هذا الانقسام الحاد من أجل توسيع رقعة سيطرتها وتحقيق مآربها في النفوذ والسيطرة على منابع النفط في المنطقة.
الموارد النفطية المنتشرة في منطقة الشرق الاوسط هي الاخرى وسيلة من وسائل توسيع رقعة النفوذ بالمنطقة وستبقى هذه الدول المصدر القوي للنفوذ فيها وتقف بمواجهة حتمية ضد واشنطن خلال العقدين القادمين،وللرغبة الشديدة لدى بكين وواشنطن في تأمين النفط والغاز لهما ولحلفائهما وحرمان الخصوم منها فأن شركان النفط الصينية والامريكية ستبقى بمثابة مراكز القوة في الاسواق الاقليمية،والتي هي أصلاً مهيأة تماماً للتأثير على الاسواق العالمية من خلال الاستفادة من الصراع والمنافسة المحتدمة ين الصين والولايات المتحدة،والاستفادة من قوتهما المالية بشتى الطرق مستقبلاً.
مع التحول الاقتصادي الى الاتمتة في المجال النفطي،تعمل الدول النفطية على زيادة التنوع الاقتصادي سواءً في قطاعات التكنولوجيا الحديثة،والاستفادة من ثرواتها أيضاً لتمويل مشاريع الطاقة الصديقة للمناخ وغيرها من المجالات الاقتصادية الاخرى التي يمكن ان تكون حجر الصد في حمايتها من الهيمنة الغربية،والتي بالتأكيد ستكون المصدر المهم لهذا النوع من الاقتصاد بحكم الثروة النفطية ورؤوس الاموال الكبيرة التي تمتلكها،بالاضافة الى شبكات النقل الجديدة وطريق التنمية الذي سيدخل حيز التنفيذ قريباً والامدادات اللوجستية لقطاع النقل والنفط تزيد من اهمية المنطقة جيوسياسياً وتفتح الآفاق أمامها لتكون قبلة العالم من جديد.
بكين بدأت فعلاً بالتحرك نحو الشرق الاوسط مستغلة بذلك حالة الصراع في روسيا،وأنشغال واشنطن بالوضع في فلسطين وتحديداً في غزة،وشعورها أنها فشلت في تحقيق اهدافها التي وضعتها في غزة،واولى تحرك الصين هو الحركة المفاجأة والناجحة بالوساطة بين إيران والسعودية عام2023 والتي نجحت في إعادة العلاقات بين البلدين وهو لم يكن سوى البداية ف التحرك نحو المنطقة،كما هو الحال في استشعار دول المنطقة كإيران والامارات والسعودية ومصر وأثيوبيا بضرورة إيجاد أرضية جديدة للقوة في المنطقة من خلال أنضامهم لمجموعة دول البريكس،مايجعل واشنطن في موقف الضعف وعدم قدرتها على الاتساق في سياسات دول المنطقة،ويجعل الاخيرة تفضل التعامل مع الصين،في حين يبقى حلفاء واشنطن كإسرائيل وتركيا وغيرها مرتبطين بالغرب سياسياً وأقتصادياً رغم انهم يعملون على موازنة علاقاتهم بين الشرق والغرب.
ستبقى الشرق الاوسط من أهم مناطق أستقطاب الاستثمارات الاجنبية والاكثر تسارعاً في التجارة وطريق التنمية يعد الخطوة الاولى نحو هذا التكامل وتنشيط الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة القابلة للتصدير،بالاضافة الى الصناعات التحويلية التي ستجد ارتباطها الآني مع الصين يتعمق شيئاً فشيئاً خصوصاً مع بدء بكين بالتحول نحو الاقتصاد الاخضر،مايعني أن الشرق الاوسط الجديد ليس كالسابق،وبدأ يتحرك نحو التحرر من الهيمنة، وبدأ يلد لنا قطب جديد ينافس القطب الآخر ويهدد استقراره ووجوده في المنطقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: منطقة الشرق الاوسط فی المنطقة من أجل
إقرأ أيضاً:
إدارة ترامب تسعى لاتفاقات تجارية أولية خلال أسابيع دون مفاوضات مع الصين
أعلن الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، يوم الأربعاء، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تقترب من التوصل إلى عدد من الاتفاقات التجارية الأولية مع بعض الشركاء الدوليين خلال الأسابيع المقبلة، مؤكدًا أن هذه الجهود لا تشمل في الوقت الراهن أي مفاوضات رسمية مع الصين.
وفي تصريحات لقناة "فوكس نيوز"، أشار جرير إلى أن إدارة ترامب تفضل التوجه نحو "صفقات محددة الأهداف"، تهدف إلى توسيع فرص دخول المنتجات الأمريكية إلى أسواق جديدة، وخفض الرسوم الجمركية، وإزالة العوائق التجارية غير الجمركية، مع تعزيز الأمن الاقتصادي للولايات المتحدة.
وأوضح جرير أن الإعلان عن هذه الاتفاقات لن يتأخر طويلًا، قائلاً: "أعتقد أنه ستكون لدينا صفقات قريبا... نحن نتحدث عن أسابيع وليس عن أشهر"، مضيفًا أنه، كمفاوض رسمي، لا يستطيع الكشف عن تفاصيل المحادثات الجارية، لكنه أكد أن المفاوضات تسير بوتيرة سريعة.
وكشف جرير عن جدول زيارته المرتقبة، إذ سيلتقي يوم الخميس بممثلين عن اليابان، وجيانا، والسعودية، على أن يعقد لقاءات مع ممثلين عن الفلبين يوم الجمعة.
كما أشار إلى وجود تعاون وثيق مع كل من كوريا الجنوبية والمملكة المتحدة في القضايا التجارية، ما يعكس تنوع واتساع دائرة شركاء الولايات المتحدة الاقتصاديين.
في معرض حديثه، شدد جرير على أن الولايات المتحدة لا تزال تواجه تحديات كبيرة في ميزانها التجاري، مشيرًا إلى أن العجز التجاري وصل العام الماضي إلى 1.2 تريليون دولار، وهو رقم قياسي يدفع إدارة ترامب إلى التمسك بمستويات مرتفعة من الرسوم الجمركية كوسيلة ضغط حتى يتم تصحيح الخلل القائم، بحسب تعبيره.
وعلى الرغم من أن العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين كانت في السابق محورًا رئيسيًا في السياسة التجارية الأمريكية، أكد جرير أن "لا توجد حاليًا أي محادثات رسمية مع الصين"، موضحًا في الوقت نفسه أن الإدارة تسعى إلى "تجارة عادلة" مع بكين، إذا ما عادت المفاوضات في المستقبل.