جيش روسيا يواصل التقدم والزحف ورئيس أوكرانيا يعلن عن هجومًا أوسع نطاقًا
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
وشنت القوات الروسية التي حققت تقدمًا طفيفًا في الأشهر الأخيرة في الأراضي الأوكرانية، هجومًا مفاجئًا على منطقة خاركيف الأوكرانية، محققة أكبر مكاسبها منذ 18 شهرًا.
وفي أول مقابلة مع وسيلة إعلام أجنبية مذ بدأت موسكو هجومها في خاركيف، قال زيلينسكي إنّ القوّات الروسيّة توغّلت ما بين خمسة إلى عشرة كيلومترات على طول الحدود الشماليّة الشرقيّة قبل أن توقفها القوّات الأوكرانيّة.
وأضاف "لقد أوقفناهم . لن أقول إنّه نجاح روسي كبير، لكن علينا أن .نقرّ بأنّهم هم من يتوغّلون في أرضنا، وليس العكس".
وإذ أشار إلى أنّ الوضع لم "يستقرّ" بعد، قال "رغم ذلك فإنّ الوضع تحت السيطرة وأفضل من اليوم الأوّل" للهجوم، وذلك بفضل التعزيزات المنتشرة. وسبق لموسكو أن سيطرت على أجزاء واسعة من هذه المنطقة في المراحل الأولى للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قبل أن تستعيدها كييف.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أن هدف الهجوم الجديد هو إقامة "منطقة عازلة" في مواجهة هجمات أوكرانية على الأراضي الروسية، مشيرا إلى عدم نية قواته غزو مدينة خاركيف.
في سياق منفصل، اتهمت موسكو السبت كييف بمهاجمتها بقنابل من طراز "هامر" الفرنسية الموجهة وصواريخ من طراز "هارم" الأميركية المضادة للرادار في منطقة بيلغورود الروسية على حدود أوكرانيا. مخاوف من لجوء روسيا إلى "سيناريو باخموت" في خاركيف
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "أُحبِطت محاولة من جانب نظام كييف لشن هجمات إرهابية باستخدام قنابل هامر فرنسية الصنع وصواريخ هارم المضادة للرادار أميركية الصنع ضد أهداف على الأراضي الروسية".
وأوضحت أنه بين الساعة 9,20 و9,30 صباحا بتوقيت غرينتش السبت "دمرت أنظمة الدفاع الروسية المضادة للطائرات أربع قنابل موجهة وصاروخين مضادين للرادار فوق منطقة بيلغورود".
فرار 10 آلاف شخص وأقرّ زيلينسكي بأنّ ثمّة نقصا في عديد القوات الأوكرانيّة وبأنّ هذا يؤثّر في معنويّات الجنود، في وقت يدخل قانون جديد للتعبئة حيّز التنفيذ السبت لتعزيز صفوف الجيش.
وقال زيلينسكي "علينا ملء الاحتياطات و ثمّة عدد كبير من الألوية الفارغة". ومع عدم ظهور نهاية للحرب في الأفق، يكافح الجيش الأوكراني في التجنيد فيما يشعر الجنود بالإرهاق والغضب بسبب عدم التناوب.
ويحارب كثير من الجنود الأوكرانيين منذ أكثر من عامَين من دون إمكانية تسريحهم. وفي أبريل، وقّع زيلينسكي قانونًا مثيرًا للجدل يدخل حيز التنفيذ السبت ويخفض سن التعبئة من 27 إلى 25 عامًا، ما يرفع عدد الرجال المؤهلين للقتال.
واعتبر زيلينسكي أنّ الأمر بات بالنسبة إلى أوكرانيا وحلفائها الغربيّين متعلّقا بعدم إظهار ضعف، مطالبا بنظامي باتريوت مضادّين للطائرات من أجل الدفاع عن سماء المنطقة والجنود الذين يدافعون عنها.
وقال زيلينسكي إنّ أوكرانيا ليس لديها سوى ربع أنظمة الدفاع الجوّي التي تحتاجها، مضيفا أنّها تحتاج أيضا من 120 إلى 130 طائرة مقاتلة من طراز إف-16 لمواجهة القوّة الجوّية الروسيّة. وفي منطقة خاركيف، أعلنت روسيا السبت أنها سيطرت على قرية قرب فوفشانسك.
وقالت وزارة الدفاع الروسية "حررت وحدات من مجموعة القوات الشمالية قرية ستاريتسيا في منطقة خاركيف وواصلت تقدمها في عمق دفاعات العدو". واضطر نحو 10 آلاف شخص للفرار من منازلهم في منطقة خاركيف بشمال شرقي أوكرانيا منذ بدأت روسيا هجومها البري المباغت، وفق ما أفاد مسؤول محلي في وقت سابق السبت.
وقال حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف إن "ما مجموعه 9907 أشخاص تم إجلاؤهم" منذ بدء الهجوم. وقُتل مدنيان يبلغان 70 و83 عامًا أثناء مغادرتهما فوفشانسك بالسيارة، على ما أفاد المدعي العام الإقليمي في خاركيف. وأوضح سينيغوبوف أن القوات الأوكرانية صدّت ليل الجمعة السبت محاولتين روسيتين لخرق خطوط التماس، مؤكدا أن الوضع "تحت السيطرة... المدافعون يشنّون هجمات وعمليات تمشيط في بعض المناطق".
وكان سينيغوبوف قال الجمعة إن القوات الروسية بدأت بتدمير المدينة التي يبقى فيها 200 شخص فقط من سكانها بعدما فرّ الآخرون بسبب القصف. واتهم مسؤولون أوكرانيون الجيش الروسي باعتقال عشرات المدنيين واستخدامهم "دروعًا بشرية" لحماية مقرّ عسكري.
يرى محللون عسكريون أن الهجوم على خاركيف قد يهدف إلى استنزاف القوات والموارد الأوكرانية بشكل أكبر مع حشد روسيا مزيدا من قواتها البشرية وذخائرها. وسيطرت روسيا على 278 كيلومترًا مربعًا بين 9 مايو والخامس عشر منه في شرق أوكرانيا ولا سيما في منطقة خاركيف في أكبر اختراق لها منذ سنة ونصف سنة، على ما أظهر الخميس تحليل أجرته وكالة فرانس برس استنادًا إلى بيانات للمعهد الأميركي لدراسة الحرب (ISW).
وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي إن روسيا تحاول إجبار أوكرانيا على سحب مزيد من القوات من احتياطياتها. وأوضح "ندرك أنه سيكون هناك قتال عنيف في المستقبل وأن العدو يستعدّ له".
وأكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالته اليوميّة للأوكرانيّين، مساء السبت، أنّ روسيا تدفع ثمنا باهظا لتقدّمها، وأنّها لم تتمكّن من المضي قدمًا بالسرعة التي كانت تتوقّعها.
وأضاف: "إنّ الغزاة يفقدون مُشآتهم ومعدّاتهم، إنّها خسارة كبيرة". وشدّد على أنّ روسيا "عوّلت على تقدّم سريع في أراضينا"، مثلما حدث عندما شنت عمليتها العسكرية عام 2022.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: فی منطقة خارکیف
إقرأ أيضاً:
ترامب: «أوكرانيا ستُسحق قريباً» وبوتين أسهل في التعامل من زيلينسكي
في تصريحات مثيرة، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن أوكرانيا ستتعرض للهزيمة قريبًا في الصراع مع روسيا، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر استعدادًا للتفاوض وأن التعامل معه أسهل بكثير من التعامل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن روسيا تتفوق عسكريًا على أوكرانيا بشكل كبير، مرجحًا أن تتعرض الأخيرة للهزيمة قريبًا بسبب ما وصفه بـ “سوء إدارة النزاع” من جانب واشنطن وكييف.
وفي مقابلة مع الصحفي الأمريكي غلين بيك نُشرت على منصة “X”، قال ترامب: “روسيا قوة عسكرية كبيرة جدًا، وأوكرانيا ليست كذلك”، معتبرًا أن استمرار الحرب لا يصب في مصلحة أحد، مشددًا على أنه يعمل بالفعل على إنهاء هذا الصراع الذي وصفه بـ “السيئ للغاية”.
وأضاف ترامب أنه يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لعقد صفقة لتسوية النزاع، موضحًا: “أعتقد أنه مستعد، بل أود أن أقول إنه أسهل في التعامل من زيلينسكي”، في إشارة إلى الرئيس الأوكراني، كما أشار إلى أن موقف بوتين خلال الحرب أكثر مرونة مقارنة بتعنت الحكومة الأوكرانية.
وفي مقابلة أخرى مع مجلة “ذا أتلانتيك”، قال ترامب: “أعتقد أنني أنقذ هذا البلد… أوكرانيا ستُسحق قريبًا، لنكن صريحين”.
وأضاف أنه لا يرى في النزاع تهديدًا مباشرًا لحياة الأمريكيين في الوقت الراهن، لكنه حذر من إمكانية تصعيده إلى حرب عالمية ثالثة إذا استمرت إدارة الرئيس جو بايدن في نهجها.
وقال أيضًا: “لو استمرت إدارة بايدن لمدة عام إضافي، لكان العالم على شفا حرب عالمية ثالثة… هذا لن يحدث الآن”.
أما فيما يتعلق بالمساعدات الأمريكية لأوكرانيا، فقد أشار ترامب إلى أنه زوّد كييف خلال ولايته بصواريخ “جافلين” المضادة للدبابات، لكنه امتنع عن تقديم وعود بتقديم مزيد من الدعم العسكري في حال فوزه مجددًا في الانتخابات، موضحًا: “ليست بالضرورة أن تكون الأسلحة نارية، قد تكون عقوبات، أو أدوات مالية، أو وسائل ضغط أخرى، هناك أنواع مختلفة من الأسلحة”.