إسرائيل آثار اليمن اكتشفت في عملية تنقيب خارج اليمن.. وسويسرا: سنعيد عروش اليمن الأثرية بعد انتهاء التحقيقات
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
كشف الباحث اليمني المهتم بعلم الآثار عبد الله محسن عن تواصل سفير اليمن لدى اليونسكو مع كريستا بيكات مديرة هيئة الثقافة والطوارئ في مركز التراث العالمي التابع لليونسكو، لمخاطبة الجهات السويسرية المختصة للنظر في أفضل السبل للحفاظ على هذه الآثار اليمنية القيمة في الوقت الحاضر لحين دراسة إمكانية إعادتها إلى اليمن.
وقال مجسن أن رد رئيسة الخدمة المتخصصة لنقل الممتلكات الثقافية في سويسرا أكد على أن "الإجراءات مع المدعي العام في كانتون جنيف مفتوحة، والقضية الآن في أيدي العدالة.
وأضاف أنه "في نهاية الإجراء، سيتم مصادرة الممتلكات وإسنادها إلى الإدارة المتخصصة للنقل الدولي للممتلكات الثقافية داخل المكتب الفيدرالي للثقافة من أجل إعادتها إلى بلدها الأصلي، وستقوم الخدمة المتخصصة بالاتصال بالممثلية الدبلوماسية لليمن في سويسرا من أجل الاتفاق على الوقت المناسب لهذا النقل".
بحسب محسن فإنه من خلال التتبع المستمر، وجدت أن غالبية آثار اليمن المعروضة في مزادات أوروبا تكون فرنسا هي نقطة التجميع لها قبل توزيعها، وفي السنوات الماضية اكتشف المكتب المركزي لمكافحة الإتجار بالآثار في وزارة الداخلية الفرنسية خمسة عشر قطعة أثرية يمنية أثناء البحث في مستودع في منطقة باريس، وبدأ تحقيقاً أمنياً حولها واستعان بعدد من الخبراء الذين أفادوا أنها من اليمن، وقدمت حينها بطلب من وزارة الثقافة ومندوبية اليمن في اليونيسكو، ملفاً فنياً وملحقاً قانونياً حولها، وما تزال القضية ضمن اختصاص الشرطة الفرنسية.
مزادات إسرائيل
وأفاد الباحث اليمني أنه منذ سنوات طوال دون توقف، ومزاد المركز الأثري الذي ينظمه عالم الآثار الإسرائيلي الشهير والمثير للجدل الدكتور روبرت دويتش، على منصة المزادات العالمية بيدسبريت، يعرض العديد من آثار اليمن، تكاد تكون كلها من مجموعة شلومو موساييف.
ولفت إلى أن السفير د.محمد جميح بعث خطاباً إلى أمانة اتفاقية 1970 في اليونيسكو بشأن مزاد يوم 25 أبريل 2024م، ودعت اليونسكو في 11 أبريل 2024م روبرت دويتش لتزويد السلطات اليمنية بأي وثائق داعمة فيما يتعلق بالبيع والتوصية بتعليقها المؤقت في انتظار هذه الوثائق، وتلقت رداً غريبا للغاية مكون من ثلاث نقاط، الأولى تتعلق بقانونية جمع القطع الأثرية تحت إشراف سلطة الآثار الإسرائيلية والأخرى عن اكتشاف العديد من الآثار اليمنية في عملية تنقيب خارج اليمن والثالثة تطالب اليمن بأدلة ووثائق داعمة لإثبات أن هذه العناصر قد تم إزالتها بشكل غير قانوني من اليمن في السنوات الأخيرة.
وقال محسن أنه تم الرد بشكل قانوني على ادعاءات دويتش، إلا أننا ما زلنا بحاجة إلى تفعيل دور قطاع قضايا الدولة في وزارة الشؤون القانونية وإلى تحرك حكومي فاعل.
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
عملية سليمان أكبر جسر جوي لنقل يهود إثيوبيا إلى إسرائيل
عملية سليمان إحدى أبرز العمليات التي نفذتها إسرائيل لنقل اليهود الإثيوبيين، انطلقت يوم 24 مايو/أيار 1991، واستمرت 36 ساعة متواصلة، واستطاعت نقل أكثر من 14 ألف يهودي إثيوبي إلى إسرائيل، وصنفت آنذاك بأنها أكبر حملة إجلاء جوية في إسرائيل، وتضمنت إزالة مقاعد الطائرات لزيادة السعة، ما سمح بنقل عدد أكبر من الركاب مقارنة بالتقديرات الأولية.
يهود الفلاشاعاشت المجتمعات اليهودية الإثيوبية في عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي باستقرارها في المناطق الريفية بإثيوبيا.
عُرفت هذه المجتمعات باسم "الفلاشا"، وهو مصطلح يُشير إلى الأشخاص الذين يتنقلون من منطقة إلى أخرى، وكانوا يعتمدون على الرعي والزراعة والحرف اليدوية مثل الحياكة والتطريز، بينما ابتعدوا عن السياسة والتجارة، ويطلق عليهم أيضا طائفة "بيتا إسرائيل".
تسارعت وتيرة الهجرة الجماعية لليهود الإثيوبيين إلى إسرائيل في أوائل ثمانينيات القرن العشرين، خاصة بعد مقتل نحو 2500 شخص منهم إثر انقلاب أثناء فترة حكم منغستو هيلا مريام، وفي تلك الفترة فرضت الحكومة الإثيوبية عليهم قيودا صارمة، منعت بموجبها ممارسة طقوس الديانة اليهودية وتعليم اللغة العبرية.
قانون العودة وهجرة يهود إثيوبيافي عام 1975 قررت الحكومة الإسرائيلية أن "قانون العودة" الذي أقره الكنيست عام 1950 ينطبق أيضا على اليهود الإثيوبيين.
وفي عام 1977 أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحيم بيغن توجيها صريحا لجهاز الاستخبارات الخارجية الموساد قائلا "اجلبوا لي يهود إثيوبيا".
وبناء على ذلك توجه رئيس عمليات الموساد ديفيد كيمحي إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وأبرم اتفاقا مع منغستو هيلا مريام، قضى بتزويد حكومته بالسلاح مقابل السماح لليهود الإثيوبيين بالهجرة إلى إسرائيل.
إعلانوفقا لهذا الاتفاق وصلت أول مجموعة من اليهود الإثيوبيين وعددها 120 شخصا إلى إسرائيل عام 1977، إلا أن الأمور تعقدت عندما كشف وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك موشيه ديان، في فبراير/شباط 1978 عن تقديم إسرائيل أسلحة للحكومة الإثيوبية مقابل السماح بهجرة اليهود، وردا على ذلك أغلق منغستو الحدود ومنع المزيد من الهجرة.
ورغم ذلك نفذ الموساد عمليات سرية لنقل يهود إثيوبيا منها "عملية موسى" عام 1984، والتي نُفذت بموجب اتفاق سري مع الرئيس السوداني آنذاك جعفر النميري، وتضمنت نقل 6 آلاف يهودي إثيوبي من السودان إلى بلجيكا، ومن هناك إلى إسرائيل.
ظلت تفاصيل العملية سرية حتى كشفت صحيفة "نكوداه" الإسرائيلية عن وصول يهود من إثيوبيا إلى إسرائيل، مما أسفر عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.
التخطيط لعملية سليمانفي أوائل تسعينيات القرن العشرين كانت الحكومة الإثيوبية على وشك الانهيار إثر الحرب الأهلية، وكانت القوات المتمردة تقترب من العاصمة أديس أبابا، إلى جانب معاناة شمال أفريقيا من مجاعة مدمرة، أثارت هذه الأوضاع قلق المنظمات اليهودية العالمية بشأن سلامة طائفة "بيتا إسرائيل" (يهود الفلاشا) في إثيوبيا.
ونظرا لحظر القوانين الإثيوبية هجرتهم، خططت الاستخبارات الإسرائيلية عام 1990 لـ"عملية إنقاذ جوية واسعة" أطلقت عليها اسم "عملية سليمان" امتدادا لعملية موسى، وذلك بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية، التي تدخلت بعد تحذيرات من قادة يهود أميركيين بشأن المخاطر التي تواجه الفلاشا.
وبعد مفاوضات مع الحكومة الإثيوبية حصلت إسرائيل على الموافقة لتنفيذ العملية بفضل رسالة رسمية أرسلها الرئيس الأميركي جورج بوش الأب إلى إثيوبيا، وفي إطار اتفاق مالي دفعت الوكالة اليهودية 35 مليون دولار للحكومة الإثيوبية على شكل "رسوم تشغيل المطار" في أديس أبابا، مقابل السماح بهذه الهجرة.
إعلان تنفيذ عملية سليمانبدأت العملية يوم 24 مايو/أيار 1991 بإشراف من رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق شامير، وتضمنت إجلاء أكثر من 14 ألف يهودي إثيوبي إلى إسرائيل في غضون 36 ساعة متواصلة.
شاركت في العملية 34 طائرة، من بينها 6 طائرات بوينغ 707 و18 طائرة هيركوليس، والتي لها القدرة على نقل ما يصل إلى 18 ألف شخص، وفي ذروة العملية حلقت 27 طائرة في وقت واحد.
ولتعزيز القدرة الاستيعابية أُزيلت مقاعد الطائرات ما أتاح نقل 1200 راكب في كل طائرة، رغم أن التقديرات الأولية توقعت استيعاب 760 راكبا فقط، ولكن انخفاض أوزان الركاب نتيجة سوء التغذية سمح باستيعاب عدد أكبر.