اعتراف إسرائيلي: الحملة ضد قناة الجزيرة فاشلة.. عززت مكانتها الإعلامية
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
أظهرت تقييمات أوساط الاحتلال، لقرار حجب قناة الجزيرة وإغلاق مكاتبها، وتعطيل نشاطها في دولة الاحتلال، انتقادات باعتبارها طريقة غير مناسبة، ومخاوف من إغلاق قنوات عبرية مستقبلا.
جاكي خوجي محرر الشئون العربية في إذاعة جيش الاحتلال، ذكر أنه "ليس من الجيد إغلاق وسائل الإعلام، لأنها خطوة خطيرة، وطالما أنهم اليوم أغلقوا محطة إذاعية أجنبية، فغدا سيغلقون وسيلة إعلام إسرائيلية، مما يجعل من هذه السياسة قصة فشل حقيقي تجاه العمل الإعلامي، وخلاصة القول أن قناة الجزيرة لم تتضرر حقا من هذه الخطوة الإسرائيلية".
وأضاف أنه من المحتمل، أن القناة "أصبحت أكثر قوة بسبب القرارات، فقد دأبت على نشر المعلومات المناهضة لإسرائيل، وتسارع تلقائيا إلى تبني رواية حماس من أي حدث مثير للجدل، وتبث فيديوهات هجوم حماس على الجيش، وتتبنى رسائلها اليومية دون تدقيق".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "قناة الجزيرة سفينة كبيرة، والمحتوى الذي يخرج منها كثير ومتنوع، وليس فقط معاديا لإسرائيل، وهي ليست الأكثر انحيازا من بين القنوات ضدها، ولصالح الفلسطينيين، لكن لهجتها تتميز باللامبالاة تجاه الصدمة الإسرائيلية التي خلفها هجوم السابع من أكتوبر، مع أن وسائل الإعلام الإسرائيلية غير مبالية بمحنة الفلسطينيين".
وأوضح أن "الخطوة الإسرائيلية ضد قناة الجزيرة تأتي رغم أن المتحدثين باسم الجيش والحكومة يظهرون دائما على شاشتها، سواء في مقابلات مع ضباط يرتدون الزي الرسمي، أو تقارير من تدريبات الألوية أو السفن البحرية أو الوحدات الميدانية، وتم إعدادها بالتعاون مع الجيش، وكان بوسع المراقبين أن يلاحظوا أن الشخصيات الإسرائيلية وزعت رسائل مهمة للعدو، ووصلت الأمور ذروتها خلال الحرب، حيث دأبت قناة الجزيرة على بث المؤتمر الصحفي اليومي للمتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري، ثم لمجلس الحرب على الهواء مباشرة كل مساء، وعادة ما يرسل الجيش رسائل لحماس وحزب الله أثناء القتال".
وأكد أن "القانون الإسرائيلي الجديد يضيق خطوات قناة الجزيرة، فقد تم إغلاق مكاتبها، ولا يسمح لمراسليهم بالبث من هنا، لكنه لا يؤثر على بثها من استوديوهاتها المركزية في الدوحة، أو تقاريرها من غزة وأي دولة عربية أخرى، وستستمر الأمور كما كانت، وبالتالي سيتلقى عشرات الملايين من مشاهديها الناطقين بالعربية نفس جرعة البث دون أن يشعروا بالتغيير".
وأوضح أن "مزاعم الاحتلال ضد الجزيرة أنها تنشر ادعاءات ضده، لكن هذا نصف الحقيقة فقط، فالاحتلال أيضا لديه مشكلة مع صور الأطفال القتلى في هذه الحرب، خيام الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم، والأحياء بأكملها التي تم تدميرها، هذه ليست إعلانات كاذبة، بل الحياة نفسها في غزة، ومن الصعب على الاحتلال أن يتغاضى عن هذه المشاهد الدرامية، لكن العالم كله يرى الصور، وفي النهاية يستغرب الاسرائيليون مرارا وتكرارا لماذا العالم ليس معهم".
وأكد ان "من قرر إغلاق مكاتب الجزيرة في إسرائيل قام بعمل سهل، دون بذل جهد كبير، لأن في عالم الإعلام هناك وسائل لمحاربة محطة البث التي تبث محتوى غير لائق، من خلال وضع آلية تتولى مراقبة هذه المنشورات، وصياغة الرد المناسب عليها، أو تفنيدها واحدة تلو الأخرى، وتجنيد محطات تلفزيونية متعاطفة، لكنه عمل شاق ويومي للمهنيين، ولذلك فإن المبادرين للقانون لم يقللوا من أضرار الجزيرة، بل على العكس تماما، لقد عملوا على إدامتها في الساحة الإعلامية، والاسرائيليون يعرفون أن الجزيرة لم تتضرر بشكل كبير من التشريع الجديد، مما يدفعني للشعور بالإحباط".
وترى أوساط الاحتلال أن قناة الجزيرة "معتادة على إغلاق استوديوهاتها في العديد من العواصم، وبذلك ينضم الاحتلال لقائمة غير شريفة من الأنظمة التي تقيد وتضطهد الصحفيين، ومع مرور الوقت تحول هذا الإجراء إلى ميزة للقناة، وأعطاها نقاطا كثيرة في الشارع العربي على حساب أعدائها وخصومها"، مما يجعل الخطوة الاسرائيلية ضدها بمثابة هدف ذاتي في المرمى الإسرائيلي، بجانب العشرات من هذه الأهداف التي تنم عن تخبط وإرباك إسرائيليين لم يتوقفا حتى اليوم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال قناة الجزيرة غزة غزة الاحتلال قناة الجزيرة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قناة الجزیرة
إقرأ أيضاً:
لواء إسرائيلي: الجيش في حالة مزرية وعاجز عن هزيمة حماس
صرح اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، اليوم الأحد، بأن حجم الدمار الهائل في قطاع غزة يهدف إلى "إعطاء انطباع بانتصار لم يتحقق" مؤكدا أن الجيش غير قادر فعليا على هزيمة حركة حماس.
وجاء ذلك في مقال لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية بعنوان "هذا هو السبب وراء عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على هزيمة حماس".
وقال بريك، وهو أحد أبرز ضباط سلاح المدرعات سابقا وقائد الكليات العسكرية، إن حماس تدير حرب عصابات من شبكة أنفاق تحت الأرض وتلحق خسائر بالجيش دون مواجهات مباشرة.
وأوضح أن كل الدمار الموجود في غزة هدفه "تضليل الرأي العام بإحساس زائف بالنصر" بينما الحقيقة تفيد بأن الإنجازات الميدانية محدودة، مضيفا أن الجيش فجر أقل من 10% من أنفاق القطاع خلال عام ونصف العام من القتال.
وأشار اللواء الإسرائيلي إلى أن تصريحات رئيس الأركان إيال زامير، الذي وعد بهزيمة حماس وإقامة حكم عسكري بغزة، غير واقعية هدفها تلميع صورته أمام القيادة السياسية.
واعتبر بريك أن زامير وقع في "فخ" عندما أدرك لاحقا أنه لا يمتلك القدرات اللازمة لتحقيق وعوده.
احتلال غزة بالكاملوكشف المقال عن تفاصيل اجتماع "الكابينت" في 22 أبريل/نيسان الجاري، حين وجه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش انتقادا حادا لرئيس الأركان داعيا إلى احتلال غزة بالكامل أو استقالته.
إعلانوأشار بريك إلى أن صمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال الاجتماع يعكس أن القيادة السياسية بدأت بتجهيز رئيس الأركان كـ"كبش فداء" لفشل الحرب.
ولفت بريك إلى أن تقليص حجم الجيش على مدى العقدين الماضيين، إذ تم حل 6 فرق قتالية، أدى لتراجع عدد القوات البرية اليوم إلى نحو ثلث ما كانت عليه قبل 20 عاما، وهو ما يمنع الجيش من فرض سيطرته الدائمة على المناطق التي يدخلها.
وأوضح اللواء المتقاعد أن الجيش بات يعتمد على أسلوب المداهمات السريعة، الذي يسمح للمقاتلين بالتوقف عن القتال والراحة دون تحقيق نصر حاسم، مشيرا إلى أن حماس كانت تعود مرارا إلى المناطق نفسها التي احتلها الجيش ثم انسحب منها.
وخلص بريك إلى أن الجيش الإسرائيلي في "حالته المزرية وغير قادر على تدمير حماس أو إطلاق سراح المختطفين عبر الضغط العسكري".
وتقدر إسرائيل وجود 59 أسيرا لدى حماس في غزة، بينهم 24 على قيد الحياة، بينما تحتجز أكثر من 9500 فلسطيني في سجونها وسط معاناة من التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي، وفق تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
وقد انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل مطلع مارس/آذار الماضي، بعد دخولها حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025 بوساطة مصرية وقطرية ودعم أميركي، التزمت به حماس بالكامل.
ولكن نتنياهو تنصل من المرحلة الثانية من الاتفاق، واستأنف العدوان على غزة في 18 مارس/آذار، استجابة لضغوط الجناح الأكثر تطرفا في حكومته.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل -بدعم أميركي- جرائم إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن أكثر من 168 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، إضافة لأكثر من 11 ألف مفقود، وفق تقارير فلسطينية ودولية.