أظهرت تقييمات أوساط الاحتلال، لقرار حجب قناة الجزيرة وإغلاق مكاتبها، وتعطيل نشاطها في دولة الاحتلال، انتقادات باعتبارها طريقة غير مناسبة، ومخاوف من إغلاق قنوات عبرية مستقبلا.

جاكي خوجي محرر الشئون العربية في إذاعة جيش الاحتلال، ذكر أنه "ليس من الجيد إغلاق وسائل ‏الإعلام، لأنها خطوة خطيرة، وطالما أنهم اليوم أغلقوا محطة إذاعية أجنبية، فغدا سيغلقون وسيلة إعلام إسرائيلية، ‏مما يجعل من هذه السياسة قصة فشل حقيقي تجاه العمل الإعلامي، وخلاصة القول أن قناة الجزيرة لم تتضرر ‏حقا من هذه الخطوة الإسرائيلية".



وأضاف أنه من المحتمل، أن القناة "أصبحت أكثر قوة بسبب القرارات، فقد دأبت على نشر ‏المعلومات المناهضة لإسرائيل، وتسارع تلقائيا إلى تبني رواية حماس من أي حدث مثير للجدل، وتبث فيديوهات ‏هجوم حماس على الجيش، وتتبنى رسائلها اليومية دون تدقيق". ‏

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "قناة الجزيرة سفينة كبيرة، والمحتوى ‏الذي يخرج منها كثير ومتنوع، وليس فقط معاديا لإسرائيل، وهي ليست الأكثر انحيازا من بين القنوات ضدها، ‏ولصالح الفلسطينيين، لكن لهجتها تتميز باللامبالاة تجاه الصدمة الإسرائيلية التي خلفها هجوم السابع من أكتوبر، ‏مع أن وسائل الإعلام الإسرائيلية غير مبالية بمحنة الفلسطينيين".‏



وأوضح أن "الخطوة الإسرائيلية ضد قناة الجزيرة تأتي رغم أن المتحدثين باسم الجيش والحكومة يظهرون ‏دائما على شاشتها، سواء في مقابلات مع ضباط يرتدون الزي الرسمي، أو تقارير من تدريبات الألوية أو السفن ‏البحرية أو الوحدات الميدانية، وتم إعدادها بالتعاون مع الجيش، وكان بوسع المراقبين أن يلاحظوا أن الشخصيات ‏الإسرائيلية وزعت رسائل مهمة للعدو، ووصلت الأمور ذروتها خلال الحرب، حيث دأبت قناة الجزيرة على بث ‏المؤتمر الصحفي اليومي للمتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري، ثم لمجلس الحرب على الهواء مباشرة كل مساء، ‏وعادة ما يرسل الجيش رسائل لحماس وحزب الله أثناء القتال". ‏

وأكد أن "القانون الإسرائيلي الجديد يضيق خطوات قناة الجزيرة، فقد تم إغلاق مكاتبها، ولا يسمح ‏لمراسليهم بالبث من هنا، لكنه لا يؤثر على بثها من استوديوهاتها المركزية في الدوحة، أو تقاريرها من غزة وأي ‏دولة عربية أخرى، وستستمر الأمور كما كانت، وبالتالي سيتلقى عشرات الملايين من مشاهديها الناطقين بالعربية ‏نفس جرعة البث دون أن يشعروا بالتغيير".‏

وأوضح أن "مزاعم الاحتلال ضد الجزيرة أنها تنشر ادعاءات ضده، لكن هذا نصف الحقيقة فقط، ‏فالاحتلال أيضا لديه مشكلة مع صور الأطفال القتلى في هذه الحرب، خيام الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم، ‏والأحياء بأكملها التي تم تدميرها، هذه ليست إعلانات كاذبة، بل الحياة نفسها في غزة، ومن الصعب على ‏الاحتلال أن يتغاضى عن هذه المشاهد الدرامية، لكن العالم كله يرى الصور، وفي النهاية يستغرب الاسرائيليون ‏مرارا وتكرارا لماذا العالم ليس معهم". ‏

وأكد ان "من قرر إغلاق مكاتب الجزيرة في إسرائيل قام بعمل سهل، دون بذل جهد كبير، لأن في عالم ‏الإعلام هناك وسائل لمحاربة محطة البث التي تبث محتوى غير لائق، من خلال وضع آلية تتولى مراقبة هذه ‏المنشورات، وصياغة الرد المناسب عليها، أو تفنيدها واحدة تلو الأخرى، وتجنيد محطات تلفزيونية متعاطفة، لكنه ‏عمل شاق ويومي للمهنيين، ولذلك فإن المبادرين للقانون لم يقللوا من أضرار الجزيرة، بل على العكس تماما، لقد ‏عملوا على إدامتها في الساحة الإعلامية، والاسرائيليون يعرفون أن الجزيرة لم تتضرر بشكل كبير من التشريع ‏الجديد، مما يدفعني للشعور بالإحباط". ‏

وترى أوساط الاحتلال أن قناة الجزيرة "معتادة على إغلاق استوديوهاتها في العديد من العواصم، وبذلك ‏ينضم الاحتلال لقائمة غير شريفة من الأنظمة التي تقيد وتضطهد الصحفيين، ومع مرور الوقت تحول هذا ‏الإجراء إلى ميزة للقناة، وأعطاها نقاطا كثيرة في الشارع العربي على حساب أعدائها وخصومها"، مما يجعل ‏الخطوة الاسرائيلية ضدها بمثابة هدف ذاتي في المرمى الإسرائيلي، بجانب العشرات من هذه الأهداف التي تنم ‏عن تخبط وإرباك إسرائيليين لم يتوقفا حتى اليوم.‏

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال قناة الجزيرة غزة غزة الاحتلال قناة الجزيرة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قناة الجزیرة

إقرأ أيضاً:

ما هي خطة “الأصابع الخمسة” التي تسعى دولة الاحتلال لتطبيقها في غزة؟

#سواليف

منذ تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع #غزة في 18 آذار/مارس الماضي، أصبحت ملامح #الحملة_العسكرية في القطاع، التي يقودها رئيس أركان #جيش_الاحتلال الجديد آيال زامير، واضحة، حيث تهدف إلى تجزئة القطاع وتقسيمه ضمن ما يعرف بخطة “الأصابع الخمسة”.

وألمح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مؤخرًا إلى هذه الخطة قائلًا: “إن طبيعة الحملة العسكرية القادمة في غزة ستتضمن تجزئة القطاع وتقسيمه، وتوسيع العمليات العسكرية فيه، من خلال ضم مناطق واسعة، وذلك بهدف الضغط على حركة حماس وإجبارها على تقديم تنازلات”، وفق زعمه.

جاء حديث نتنياهو تعقيبًا على إعلان جيش الاحتلال سيطرته على ما أصبح يُعرف بمحور “موراج”، الذي يفصل بين مدينتي “خان يونس” و”رفح”. حيث قادت “الفرقة 36” مدرعة، هذه السيطرة على المحور بعد أيام من إعلان الجيش عن بدء حملة عسكرية واسعة في مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع.

مقالات ذات صلة “شكرا لأمتنا العربية سنحرق أشعارنا”.. الأكاديميون بغزة يضطرون لحرق الدواوين الشعرية في طهي طعامهم 2025/04/05

لطالما كانت هذه الخطة مثار جدل واسع بين المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، حيث كان المعارضون لها يستندون إلى حقيقة أن “إسرائيل” غير قادرة على تحمل الأعباء المالية والعسكرية المرتبطة بالبقاء والسيطرة الأمنية لفترة طويلة داخل القطاع. في المقابل، اعتبر نتنياهو وفريقه من أحزاب اليمين أنه من الضروري إعادة احتلال قطاع غزة وتصحيح الأخطاء التي ارتكبتها الحكومات الإسرائيلية السابقة عندما انسحبت من القطاع.

ما هي ” #خطة_الأصابع_الخمسة “؟
تم طرح خطة “الأصابع الخمسة” لأول مرة في عام 1971 من قبل رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أرئيل شارون، الذي كان حينها قائد المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال. تهدف الخطة إلى إنشاء حكم عسكري يتولى إحكام القبضة الأمنية على قطاع غزة، من خلال تجزئة القطاع وتقسيمه إلى خمسة محاور معزولة كل على حدة.

كان الهدف من هذه الخطة كسر حالة الاتصال الجغرافي داخل القطاع، وتقطيع أوصاله، من خلال بناء محاور استيطانية محاطة بوجود عسكري وأمني إسرائيلي ثابت. ورأى شارون أن إحكام السيطرة على القطاع يتطلب فرض حصار عليه من خلال خمسة محاور عسكرية ثابتة، مما يمكّن الجيش من المناورة السريعة، أي الانتقال من وضعية الدفاع إلى الهجوم خلال دقائق قليلة فقط.

استمر هذا الوضع في غزة حتى انسحاب جيش الاحتلال من القطاع في عام 2005 بموجب اتفاقات “أوسلو” بين منظمة التحرير ودولة الاحتلال.

الحزام الأمني الأول

يعرف هذا الحزام بمحور “إيرز”، ويمتد على طول الأطراف الشمالية بين الأراضي المحتلة عام 1948 وبلدة “بيت حانون”، ويوازيه محور “مفلاسيم” الذي شيده جيش الاحتلال خلال العدوان الجاري بهدف قطع التواصل الجغرافي بين شمال القطاع ومدينة غزة.

يشمل المحور ثلاث تجمعات استيطانية هي (إيلي سيناي ونيسانيت ودوجيت)، ويهدف إلى بناء منطقة أمنية تمتد من مدينة “عسقلان” في الداخل المحتل إلى الأطراف الشمالية من بلدة “بيت حانون” أقصى شمال شرق القطاع.

تعرضت هذه المنطقة خلال الأيام الأولى للعدوان لقصف مكثف، تعرف بشكل “الأحزمة النارية” واستهدفت الشريط الشمالي الشرقي من القطاع، وبالتحديد في موقع مستوطنتي “نيسانيت” و”دوجيت”. وواصل الجيش قصفه لهذه المنطقة، حيث طال ذلك منطقة مشروع الإسكان المصري (دار مصر) في بيت لاهيا، رغم أنه كان لا يزال قيد الإنشاء.

الحزام الأمني الثاني

يعرف هذا الحزام بمحور “نتساريم” (بالتسمية العبرية “باري نيتزر”)، ويفصل المحور مدينة غزة عن مخيم النصيرات والبريج في وسط القطاع. يمتد هذا المحور من كيبوتس “بئيري” من جهة الشرق وحتى شاطئ البحر، وكان يترابط سابقًا مع قاعدة “ناحل عوز” الواقعة شمال شرق محافظة غزة.

كان محور “نتساريم” من أوائل المناطق التي دخلها جيش الاحتلال في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأقام موقعًا عسكريًا ضخمًا بلغ طوله ثماني كيلومترات وعرضه سبعة كيلومترات، مما يعادل خمسة عشر بالمئة من مساحة القطاع.

في إطار اتفاق التهدئة الذي وقع بين المقاومة و”إسرائيل”، انسحب جيش الاحتلال من المحور في اليوم الثاني والعشرين من الاتفاق، وتحديدًا في 9 شباط/فبراير 2025. ومع تجدد العدوان الإسرائيلي على القطاع في 18 آذار/مارس الماضي، عاد الجيش للسيطرة على المحور من الجهة الشرقية، في حين لا يزال المحور مفتوحًا من الجهة الغربية.

الحزام الأمني الثالث
أنشأ جيش الاحتلال محور “كيسوفيم” عام 1971، الذي يفصل بين مدينتي “دير البلح” و”خان يونس”. كان المحور يضم تجمعًا استيطانيًا يحتوي على مستوطنات مثل كفر دروم، ونيتسر حزاني، وجاني تال، ويعتبر امتدادًا للطريق الإسرائيلي 242 الذي يرتبط بعدد من مستوطنات غلاف غزة.

الحزام الأمني الرابع
شيدت دولة الاحتلال محورًا يعرف بـ”موراج” والذي يفصل مدينة رفح عن محافظة خان يونس، يمتد من نقطة معبر صوفا وصولاً لشاطئ بحر محافظة رفح بطول 12 كيلومترًا. يُعتبر المحور امتدادًا للطريق 240 الإسرائيلي، وكان يضم تجمع مستوطنات “غوش قطيف”، التي تُعد من أكبر الكتل الاستيطانية في القطاع آنذاك.

في 2 نيسان/أبريل الماضي، فرض جيش الاحتلال سيطرته العسكرية على المحور، حيث تولت الفرقة رقم 36 مدرعة مهمة السيطرة بعد أيام من بدء الجيش عملية عسكرية واسعة في محافظة رفح.

الحزام الأمني الخامس
أثناء السيطرة الإسرائيلية على شبه جزيرة سيناء، وتحديدًا في عام 1971، سعت دولة الاحتلال إلى قطع التواصل الجغرافي والسكاني بين غزة والأراضي المصرية، فشيدت ما يُعرف بمحور “فيلادلفيا” وأقامت خلاله تجمعًا استيطانيًا يبلغ مساحته 140 كيلومتر مربع، بعد أن هجرت أكثر من 20 ألف شخص من أبناء القبائل السيناوية.

يمتد المحور بطول 12 كيلومترًا من منطقة معبر “كرم أبو سالم” وحتى شاطئ بحر محافظة رفح. سيطرت دولة الاحتلال على المحور في 6 أيار/مايو 2024، حينما بدأت بعملية عسكرية واسعة في محافظة رفح، ولم تنسحب منه حتى وقتنا الحاضر.

استأنف الاحتلال الإسرائيلي فجر 18 آذار/مارس 2025 عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود اتفاق وقف إطلاق النار طوال الشهرين الماضيين.

وترتكب “إسرائيل” مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأزيد من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • مسؤولون إسرائيليون: الحرب على غزة فاشلة وبقاء حكومة نتنياهو سينتهي بكارثة
  • تحذير إسرائيلي: الجيش يواصل تدهوره الخطير وتحقيقاته بـكارثة أكتوبر لا تقدم حلولا
  • متابعةً للخروقات الإسرائيلية المستمرة.. هذا ما قام به الجيش في علما الشعب واللبونة
  • حملة عالمية تنطلق من بريطانيا لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية
  • اليونيسيف: إغلاق نحو 21 مركزا لعلاج سوء التغذية في غزة نتيجة استئناف العدوان
  • عاجل | مراسل الجزيرة: 4 شهداء و20 جريحا في قصف إسرائيلي على خيمة تؤوي نازحين ومنزل غرب خان يونس
  • ما هي خطة “الأصابع الخمسة” التي تسعى دولة الاحتلال لتطبيقها في غزة؟
  • مخاوف أمريكية من فشل الحملة باليمن وتأثيرها على جاهزية الجيش
  • بغداد.. اكتمال جميع التصاميم الخاصة بأنفاق طريق قناة الجيش
  • مصطفى بكري يرد على التصريحات الإسرائيلية حول تواجد الجيش في سيناء .. محافظ شمال يكشف حقيقة تجهيز رفح المصرية لاستقبال الفلسطينيين| توك شو