نصرالله يستضيفحماس.. الشروط تغيّرت ورفع سقف المواجهة
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": كان لافتاً استقبال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله وفداً قيادياً من حركة "حماس" برئاسة خليل الحية، ضمّ محمد نصر وأسامة حمدان، في أعقاب عمليات إسرائيل العسكرية ضد مدينة رفح وفشل المباحثات للتوصّل إلى هدنة للحرب على غزة، وترافق ذلك مع تطوّر عسكري ميداني بالغ الأهمية في جنوب لبنان حيث طوّر "حزب الله" المواجهة بعدما بلغت مسيّراته العمق الإسرائيليّ.
وعلى عكس ما يشاع، فإنّ انتقال مسؤولي "حماس" للإقامة في لبنان غير وارد. مسألتان تؤرقان إسرائيل في الوقت الراهن: إمكانات "حزب الله" المتطوّرة وتغيير منهجية عملياته العسكرية، واستمرار قدرة "حماس" على الحرب بعد ثمانية أشهر من عملية "طوفان الأقصى"، وقد عادت عناصرها لتتمدّد داخل المناطق التي أخلتها إسرائيل. خلال الجلسة المشتركة بين "حماس" والسيد نصرالله تمّت جردة حساب لآخر ما توصّلت إليه المحادثات في شأن الهدنة ووضع الجبهة العسكرية ميدانياً، وآخر ما انتهت إليه مفاوضات الهدنة وتهديدات إسرائيل بالدخول إلى رفح. جاء اللقاء ليؤكّد حسب مصادر الطرفين أنّ العلاقة بين "حماس" و"حزب الله" على أعلى مستوياتها. انتقلت هذه العلاقة من حال التشكيك على خلفية عدم انخراط "الحزب" في الحرب في أسابيعها الأولى، كما كانت تتوقّع "الحركة"، إلى الثناء على موقف "الحزب"، وأهمية جبهة المساندة انطلاقاً من الجنوب. تفهّمت "حماس" موقف "حزب الله"، والتشكيك الذي أثار زوبعة في علاقة السنّة بالشيعة واتّهامهم أنهم تركوا "حماس" في مواجهة إسرائيل منفردة، صارا من الماضي، ليتبيّن لاحقاً أنّ جبهة "حزب الله" والشيعة هم الذين يساندون "حماس". غاية اللقاء استعراض الوضع والتنسيق للمرحلة المقبلة إذا نفذّت إسرائيل تهديداتها بدخول رفح وفشل مفاوضات التسوية. فاجأت "حماس" العالم بقبولها التسوية التي عرضتها مصر رغم التعديلات التي طرأت عليها، ما أحرج رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، لأنّ وقف الحرب يعني نهايته رغم الضمانات لحمايته. على عكسه بدت "حماس" مرتاحة لتحقيقها أهدافها، أي وقف إطلاق النار وعودة السكان إلى غزة وإعادة الإعمار وفكّ الحصار. بنود تعتبرها إسرائيل هزيمة بينما تعدّها "حماس" انتصاراً. نتنياهو اليوم في مأزق لا يمكنه قبول شروط الهدنة ولا استمرار الوضع على حاله. في هذا الوقت، تعتبر "حماس" أنّ الأمور تتقدّم لصالحها. مرتاحة لوضعها الميداني في المعركة. أمّا على مستوى المفاوضات فهي تعتبر أنّ استئنافها من حيث توقّفت غير ممكن بعدما فتحت إسرائيل أبواب الحرب على رفح. تلك الحرب التي تستعدّ "حماس" لخوضها بالتنسيق مع محور الممانعة. اتفقت "حماس" و"حزب الله" على أن لا تراجع ولا شروط إضافية للهدنة. منطق تمّت ترجمته عسكرياً داخل غزة وفي جبهة الجنوب، التي تشهد استخدام أساليب ومعدّات مواجهة متطوّرة تعكس انتقال "حزب الله" من محور المواجهة العادية إلى الكشف عن حيّز مهمّ من قدراته العسكرية وصواريخه المتطوّرة. كلّ سلاح أو مسيّرة يطلقها تكون بمثابة رسالة إلى إسرائيل وأميركا من خلفها ومفادها أنّ المقاومة لديها قدر من المعلومات وقدرة على التكيّف مع طبيعة الحرب بشكل لا يمكن توقّعه. جاء توقيت هذا النوع من العمليات مواكباً لدخول إسرائيل معبر رفح واستمرار تهديداتها بالدخول إلى العمق. يتقصّد "حزب الله" الكشف تدريجياً عن مستواه العسكري وصواريخه ومسيّراته بما يتناسب وطبيعة المواجهة مع إسرائيل، وقد أصبح على دراية بطبيعة الحرب من ناحية إسرائيل وأكثر تحكّماً بقواعد اللعبة. "حزب الله" يضرب العمق الإسرائيلي ويلحق ضرراً كبيراً بالممتلكات والأفراد. ويتقصّد الإعلام العبريّ التكتّم التزاماً بتوصيات المجلس الحربي. يعكس اللقاء بين "حماس" و"حزب الله" تحضيراً ومواكبة لمرحلة جديدة إما نجاح مفاوضات الهدنة، وإما تسخين الساحة، لكنّ المفاوضات مطلب أميركي يفترض أن يبقى مطروحاً على الطاولة ويفترض بالمباحثات ألا تتوقّف.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تقدم كبير بمفاوضات الهدنة في غزة
دينا محمود (غزة، لندن)
أخبار ذات صلة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في غزة إلى 45 ألفاً الإمارات تواصل إغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزةشهدت مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة تقدماً كبيراً بعد تصريحات فلسطينية وإسرائيلية، فيما أعربت أوساط سياسية متابعة لملف الحرب عن تفاؤلها حيال قدرة الفريق الانتقالي التابع لإدارة ترامب على الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس، إن بلاده أصبحت «أقرب من أي وقت مضى» لإبرام صفقة للإفراج عن المختطفين في قطاع غزة.
وأشار كاتس، خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إلى أنه ستكون هناك أغلبية كبيرة في الحكومة تدعم الصفقة، لكنه شدد أيضاً على «ضرورة تقليل الحديث الآن في هذا الموضوع»، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية.
وفي وقت سابق أمس، قال مصدر إسرائيلي إن المفاوضات بشأن اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» تشهد تقدماً، لكنه حذر من أن «بعض الرهائن ربما يظلون في غزة لفترة طويلة، حال عدم تقديم تنازلات تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار وإنهاء الحرب»، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن الأسبوع الجاري قد يكون حاسماً، حيث من المتوقع أن ترد حركة «حماس» على المقترح الذي تم تقديمه مؤخراً.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، إنه ناقش الملف مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، موضحاً أن إسرائيل ستستمر في العمل من أجل إعادة جميع المختطفين «الأحياء والأموات».
وفي السياق، قال قيادي في حركة «حماس» أمس، إن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، «باتت أقرب من أي وقت مضى».
وأضاف القيادي الذي اشترط عدم ذكر اسمه في تصريحات صحفية: «نحن أقرب من أي وقت مضى، للتوصل لصفقة تبادل للأسرى ووقف إطلاق النار إذا لم يقم رئيس الوزراء الإسرائيلي بتعطيل الاتفاق». وشدد القيادي على أن المطلوب حالياً، هو أن «تمارس واشنطن ضغوطاً على نتنياهو لإتمام الصفقة».
وذكر أن «حماس والفصائل قدمت موقفاً متقدماً وبمرونة كبيرة، يتمثل بالموافقة على وقف تدريجي للحرب، وانسحاب تدريجي وفق جدول زمني محدد ومتفق عليه، وبضمانات الوسطاء الدوليين، من أجل وقف العدوان وحماية شعبنا».
وشدد على أن «حماس» والفصائل لن تتنازل عن المطالب الفلسطينية بأن يؤدي الاتفاق إلى وقف دائم للحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وعودة النازحين و«صفقة مشرفة» لتبادل الأسرى.
وأقر بأن «الوسطاء شددوا على عدم التطرق لتفاصيل الصفقة حتى تنجح ولا تكون ذريعة بيد نتنياهو للتهرب»، وأوضح أن «الوسطاء يكثفون الاتصالات والمحادثات لسد الفجوات والوصول لاتفاق قريب».
وقال مصدر آخر مطلع على ملف المفاوضات، إنه تم «إبلاغ الحركة بأن الإدارة الأميركية والرئيس المنتخب دونالد ترامب يريدون صفقة تبادل واتفاق وقف الحرب بأسرع وقت، ربما قبل نهاية العام، وقبل تنصيب ترامب».
وقبل أسابيع من تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه، أعربت دوائر تحليلية وأوساط سياسية متابعة لملف الحرب في غزة، عن تفاؤلها حيال قدرة الفريق الانتقالي التابع للإدارة الجمهورية المقبلة، على الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
فالتحركات الأخيرة لذلك الفريق، والتي شملت إجراء مشاورات مع كبار المسؤولين في بعض الدول المعنية بملف الحرب أواخر الشهر الماضي، أفضت على ما يبدو لإعادة تحريك المياه الراكدة، فيما يتعلق بإمكانية استئناف المحادثات الرامية، إلى التقريب بين وجهات نظر أطراف الصراع، من أجل التوافق على هدنة قريبة.