اليمن يصل إلى المتوسط.. وبعض العرب يغطّون في المنامة
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
يمانيون – متابعات
من نافلة القول إن خطاب قائد “أنصار الله” سماحة السيد عبد الملك الحوثي الأسبوعي، والذي أعلن فيه تدشين المرحلة الرابعة من التصعيد في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد على قطاع غزّة ووصول القوات المسلّحة اليمنية إلى البحر المتوسط هذا الأسبوع بعمليتين، كان خطابًا استثنائيًا ومهمًا، على الأقل لتزامنه مع قمة عربية عادية في ظروف استثنائية.
كان يفترض بالأنظار أن تتّجه بالأمس إلى البحرين لمتابعة القمة العربية الثانية التي تنعقد، في ظلّ التصعيد الإجرامي والوحشي للعدو الإسرائيلي المدعوم من الغرب بقيادة واشنطن، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث، ولم يكن هناك أدنى تعويل على القمة العربية في المنامة لإنقاذ الشعب الفلسطيني، أو اتّخاذ موقف أكثر حزمًا لا سيما بعد الاجتياح الصهيوني لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني.
لم يكن غريبًا أن أحدًا لم يستمع باهتمام لما نتج عن القمة العربية الاعتيادية في المنامة، والتي انعقدت في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة عمومًا، والقضية الفلسطينية خصوصًا، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من سبعة أشهر، في قمة اجتمع فيها أكثر من عشرين زعيمًا عربيًا. بعيدًا عن حديث الزعماء عن لازمة حفاوة الاستقبال والشكر على كرم الضيافة، لم نسمع إلا تكرارًا للإدانة اللفظية للعدوان الإسرائيلي، مع التأكيد على استمرار عمل اللجنة العربية الإسلامية المشتركة التي تشكلت من قمة الرياض العربية الإسلامية، وإحياء ما يسمى بالمبادرة العربية للسلام التي قدمتها الرياض في قمة بيروت في العام 2002.
الإدانة اللفظية، بصيغتها هذه، لم ترقَ إلى بيان طابور الصباح لطلاب إحدى المدارس في القرى اليمنية، ولا حتّى لتحركات طلاب الجامعات الغربية في أوروبا وأميركا، وقد سمعنا بيانات أكثر شدة من منظمات دولية وإنسانية، لكنّها غير مناسبة أن تصدر من دولة عربية، فضلًا عن قمة عربية.
الجديد هذه المرة هو التحضير العربي لمؤتمر دولي للدعوة للسلام، والمطالبة بقوات حفظ سلام دولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهي بطبيعة الحال مشروطة بموافقة أميركية، ستسمح واشنطن بعقد مؤتمر دولي للسلام، لكنّها لن تسمح بأي قرارات تضر بالكيان، ستسمح بمناقشة إرسال قوات دولية، لكنّها ستفرض شروط هذه القوات وطبيعة عملها، بمعنى أن هذه التحركات ستبقى تحت السقف الأميركي، ولن تعجز واشنطن عن استخدام الفيتو، في وجه أي قرار لا يتناسب وسياستها الداعمة للكيان المؤقت.
لم يكن العرب بحاجة للاجتماع في المنامة، لأنهم أصلًا في منامة طويلة، ولا يريدون الاستيقاظ منها، ولو كانوا مستيقظين لما صمتوا أمام هول المجازر في غزّة والمقابر الجماعية ونداءات الثكالى والأطفال، لو لم يكونوا في منامة، لسمعوا صوت المرأة الفسطينية وهي تقول أين العرب؟ لماذا تركونا؟ هل لا تزال لديهم عروبة؟ أين المسلمون؟ هل لا يزال لديهم إسلام؟
العرب في منامة فعلًا، ولا أدل على ذلك من حضور المدعو رشاد العليمي، والذي يُراد له أن يمثل الشعب اليمني، وفي الوقت نفسه هو يدين العمل اليمني الداعم لغزّة، بعمليات عسكرية يقر الإسرائيلي والأميركي والبريطاني بفعاليتها ونجاعتها وتأثيراتها المتصاعدة على اقتصاده.
من المفارقات الصارخة، في كلام المسخ العليمي، إنه يشيد بما أسماه “الدبلوماسية والتضامن المشترك” في وجه العدوّ الإسرائيلي، بينما يطالب بـــــ”الردع” ضدّ صنعاء التي أثبتت أنها العاصمة العربية الوحيدة التي تقف إلى جانب فلسطين بكلّ الوسائل المتاحة، شعبيًا ورسميًّا وعسكريًا.
من حسن حظ شعبنا أن التاريخ لن يسجل قيادته اليوم في جوقة الزعماء العاجزين المتخاذلين المتآمرين على أهلنا في غزّة وعلى القضية الفلسطينية، بل سيسجل في قائمة الشرف والعزة والنخوة والشجاعة، وهو يخوض غمار التحدّي ويضرب سياجات الحظر على السفن البحرية والملاحة التابعة لثلاثي الشر الأميركي والإسرائيلي والبريطاني، في البحرين الأحمر والعربي والميحط الهندي، واليوم في البحر المتوسط.
علي الدرواني
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی المنامة
إقرأ أيضاً:
وزير الطيران يتوجه إلى المنامة على رأس وفد للمشاركة بمعرض البحرين الدولي
غادر الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، مطار القاهرة الدولي، على رأس وفد رفيع المستوى، متجهاً إلى دولة البحرين الشقيقة للمشاركة في النسخة السابعة من معرض البحرين الدولي للطيران، والذي تنطلق فعالياته بدءًا من اليوم، الأربعاء 13 نوفمبر، وحتى 15 نوفمبر الجاري.
وضم الوفد المصري كلا من الطيار عمرو الشرقاوي، رئيس سلطة الطيران المدني، والمهندس أيمن فوزي عرب، رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، والطيار وائل النشار، مستشار وزير الطيران لشئون أمن الطيران.
ويعد معرض البحرين الدولي للطيران، المُنعقد في قاعدة الصخير الجوية بالعاصمة المنامة بدولة البحرين، إحدى أبرز الفعاليات الإقليمية والدولية في مجال الطيران، حيث يستقطب العديد من الشركات والكيانات الكبرى العاملة فى هذا المجال (شركات الطيران العالمية، مصنعو الطائرات وشركات صيانة الطائرات، وشركات تكنولوجيا المعلومات والتدريب والخبراء فى مجال الطيران من جميع أنحاء العالم)، وبمشاركة 223 وفدًا مدنيًا وعسكريًا يمثلون أكثر من 56 دولة و60 شركة إقليمية وعالمية.
وسيتم استعراض أحدث التقنيات فى صناعة الطيران بما فى ذلك الطائرات المدنية والعسكرية والطائرات بدون طيار وأنظمة الملاحة وغيرها.
وفى هذا السياق، أكد الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدنى، أهمية المشاركة في المعارض والأحداث الدولية الهامة التي تجمع نخبة من صناع القرار والمختصين بصناعة الطيران المدني على الساحة العربية والإقليمية، بالإضافة إلى المشاركين وممثلين من دول العالم المختلفة وكبرى الشركات العالمية والمهتمين بصناعة النقل الجوى بصفة عامة؛ مشيراً إلى حرص الوزارة على تعزيز التعاون والتنسيق الدائم مع جميع الشركاء الإقليميين والدوليين في مجال الطيران المدني لتبادل الرؤى والخبرات والاطلاع بشكل دائم ومستمر على أحدث التقنيات المتطورة التي تساهم في تطوير هذه الصناعة الهامة وتعزيز مكانتها على المستوى العالمي.
وقال وزير الطيران المدنى إن مثل هذه المعارض الدولية للطيران تشكل فرصة هامة وجيدة للشركات الكبرى المتخصصة فى هذا المجال لعرض منتجاتها وتقنياتها الجديدة، وكذلك قدراتها فى مجال الابتكار التكنولوجى، كما تتيح تبادل المعرفة والخبرات وعرض أحدث تطورات فى مجال تكنولوجيا الطائرات والمعدات الخاصة بصناعة النقل الجوي في ضوء وتيرة النمو الهائل والطلب المتزايد على الطيران خلال السنوات المقبلة، ما يدعم مواكبة أحدث المستجدات في هذا المجال، ويعزز من التفاعل والتواصل مع وفود الدول والشركات المشاركة لدفع عجلة التطوير والتحول الرقمي، لتتماشى مع تطلعات صناعة الطيران المدني العالمي وتحقيق بيئة طيران أكثر استدامة وابتكاراً.