محللون: خطاب غانتس مناورة سياسية لكسب الناخبين
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
اتفق محللون سياسيون على أن الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس أثار في خطابه الذي ألقاه يوم السبت عدة نقاط قصد من خلالها مخاطبة جمهور الناخبين الإسرائيليين، واعتبروا خطابه مناورة سياسية تحسبا لما يمكن أن يحدث سياسيا أو ميدانيا خلال الشهر المقبل.
فبحسب الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور أشرف بدر، فإن غانتس سعى لمخاطبة جمهور الناخبين الإسرائيليين بقوله لهم "أنا يميني ولكنني مختلف عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورغم أنني أتبنى الأهداف نفسها، فإنني لست رهينا للأقلية التي يقصد بها أحزاب الصهيونية الدينية"، التي وصفها بـ"الجبن".
واتفق مدير مكتب القدس للدراسات عريب الرنتاوي مع الخبير بدر على أن مهلة الثلاثة أسابيع التي منحها غانتس لنتياهو طويلة نسبيا، مرجحا أنه ربما يراهن على حدوث تطورات سياسية أو ميدانية خلال هذه الفترة، ليحافظ بذلك على شعرة معاوية مع هذا الائتلاف ومع الحكومة المقبلة وترك خياراته مفتوحة للمرحلة القادمة، واصفا خطابه بالانتخابي الموجه للناخب الإسرائيلي.
بينما يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة حديث غانتس عن الوثيقة التي قدمت برعاية أميركية مصرية قطرية بأنها مقبولة ويمكن تطويرها، وهو ما يمكن تفسيره بأنه تحميل لمسؤولية إفشال المفاوضات لنتنياهو، أشار الحيلة إلى أن الوثيقة تتحدث بشكل واضح عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بمصطلح "هدوء مستدام" لا يؤدي إلى أعمال عسكرية.
ورأى أحمد الحيلة أن من أبرز مفارقات السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي هو أثرها الكبير والحيوي على الانتخابات الأميركية، خاصة وأن مستوى المعارك الجغرافي أصبح ذا تداعيات بعيدة في المنطقة حيث شملت الحرب حزب الله في لبنان، وأنصار الله (الحوثيين) في اليمن، والقصف الإيراني، والتصعيد العسكري في البحر الأحمر.
من ناحيته، يرى بدر الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن اختيار غانتس هذا التوقيت لعقد المؤتمر الصحفي مرتبط بزيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان لإسرائيل، والتي يتوقع أن يطرح خلالها -بحسب صحف إسرائيلية- مقترحا أميركيا بخطة متكاملة للتطبيع مع السعودية وبعض الدول العربية مقابل قبول إسرائيل بحل سياسي يتضمن دولة فلسطينية بغض النظر عن طبيعتها وسيادتها وصلاحياتها.
صمود غزةوأوضح أن نتنياهو عندما أقدم على شن الحرب كان يتوقع نتيجة واحدة وهي تهجير الشعب الفلسطيني إلى سيناء، ولكن صمود المقاومة والشعب الفلسطيني أفشلا هذه الخطة، كما شدد على أن الشارع الإسرائيلي وصل لقناعة بأنه لا يمكن إعادة الأسرى إلا من خلال عملية تفاوضية.
من جهته، أشار الرنتاوي إلى أن خطاب غانتس تضمن الشيء ونقيضه حينما قال إن تحرير الأسرى أولوية لكنه عاد ليستخدم لغة نتنياهو نفسها بأن "لا حماسستان ولا فتحستان"، كما أنه مؤيد للتوغل في رفح ومواصلة محاربة حماس حتى نهاية قوتها العسكرية والسلطوية.
وأشار الرنتاوي إلى حديث غانتس عن سيطرة إسرائيلية أمنية عليا على قطاع غزة رغم تقديمه مقترح الإدارة الأوروبية العربية لقطاع غزة، موضحا "أنه لم يذكر الاشتراطات المتعلقة بحل الدولتين حينما تحدث عن التطبيع مع السعودية بعد نهاية الحرب".
وبحسب الرنتاوي، فإن العلاقة بين نتنياهو وغانتس ووزير الدفاع في مجلس الحرب يوآف غالانت وصلت إلى الذروة، ولم تعد هناك مساحة عمل مشتركة داخل هذه الحكومة، خصوصا بعد أن قال غانتس في خطابه إن الدولة الإسرائيلية تدار الآن وفقا لأهواء شخصية، وإن هناك أقلية تجر البلاد نحو الهاوية، معتبرا أن "هذا يدل على فشل هذه الوزارة في تحقيق أهدافها في قطاع غزة".
كما أيد الرنتاوي وجهة النظر التي تقول بأن خطاب عانتس حمل نتنياهو مسؤولية تعطيل صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، مشيرا إلى قول غانتس إن مقترح الصفقة "متوازن ويمكن تطويره".
وتوقع أستاذ العلوم السياسية الدكتور رائد النعيرات أن يشكل حديث غانتس ضغوطا كبيرة على حكومة نتنياهو من خلال ردة فعل الشارع الإسرائيلي الثائر على موقف الحكومة من الصفقة واستمرار الحرب.
وأضاف أن حديث غانتس عن أن الصفقة متوازنة ويمكن تطويرها سيلقى صدى إيجابيا لدى الشعب الإسرائيلي، مشيرا إلى أن حديثه عن السيطرة الأمنية العليا على القطاع أمر لا يمكن أن يحدث وهو يعلم ذلك، كما أشار إلى تضاربات كثيرة لا يمكن فهمها في خطاب غانتس حيث إنه اتبع نفسه طريقة الساسة الأميركيين عندما يتحدثون عن الحرب في غزة وعن مآلات اليوم التالي.
واعتبر أن ما قدمه غانتس ليس رؤية ولا يشكل أي تقارب مع الرؤية الفلسطينية بأي شكل من الأشكال، ولكنه ذكر بعض المحطات خلال حديثه يمكن أن يبنى عليها، ويمكن أن تشكل إطارا للحل في المرحلة القادمة.
وأشار النعيرات إلى أن مجمل الآراء والتحليلات السياسية في إسرائيل تجمع تقريبا على أن هذه الحرب لا تحقق أهدافها، وأن الحديث عن تدمير ألوية حماس عار عن الصحة، وأن حماس لديها 24 لواء لا تزال تعمل في الميدان.
السياسة الأميركيةوفيما يتعلق بالرؤية الأميركية بشأن الموقف في قطاع غزة، يرى الخبير في الشؤون السياسية والاقتصادية الدكتور لورانس فريمان أن واشنطن ليس لديها رؤية حقيقية حول تأسيس دولة فلسطينية مستقلة.
وأضاف فريمان أن تصدّر أخبار قتل المئات من الفلسطينيين العناوين الرئيسية قاد إلى تمرد داخل صفوف الحزب الديمقراطي الأميركي وخاصة وسط الشباب، الأمر الذي وضع إدارة بايدن تحت ضغوط تجعلها تبحث عن شخص أكثر اعتدالا من نتنياهو لقيادة الحكومة في إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات قطاع غزة یمکن أن على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحليل إسرائيلي: نتنياهو يخوض حربا بلا نهاية
سرايا - يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يخوض حربا "لا نهاية لها" في الشرق الأوسط، حسب تحليل جديد نشرته صحيفة "هآرتس"، الجمعة، في ظل استمرار الهجمات الدامية والمدمرة في قطاع غزة ولبنان.
ورغم تقليص التهديد من قطاع غزة إلى الحد الأدنى وإضعاف القدرات العسكرية لحزب الله، فإن الحكومة الإسرائيلية الحالية "ليست لديها أي نية للاعتماد على الدبلوماسية"، وفق رؤية الصحيفة التي تقول إن الحرب التي يخوضها نتنياهو "تبدو مستمرة إلى الأبد".
وترى "هآرتس" أن استمرار الحرب، لا سيما في قطاع غزة، يخدم البقاء السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه "من الصعب تصديق أن الحرب ستنتهي طالما نتنياهو هو من يتخذ القرارات".
واستشهدت الصحيفة بتصريح اللواء يعقوب عميدرور، أحد أقرب مستشاري نتنياهو، عندما قال مؤخرا إن صفقة الرهائن "سوف تسمح لحماس بمواصلة حكم غزة، وبالتالي لا يمكن تنفيذها".
كما أشارت إلى رد مكتب نتنياهو على تصريح آخر للواء في قوات الاحتياط نيتسان ألون، وهو قائد مجموعة الاستخبارات الإسرائيلية لتحديد مواقع الرهائن في قطاع غزة، الذي حذر من أن "الوقت ينفد والوضع يتدهور" بالنسبة للرهائن.
إلا أن مكتب نتنياهو اعتبر أن ما يقوله ألون "كذبة أخرى"، في إشارة إلى أنه على الأغلب لن يمضي قدما في صفقة رهائن.
وتخدم الحرب مصالح نتنياهو الشخصية، وفقا لـ"هآرتس"، وتساعده على التهرب من 3 مخاطر تهدد استمرار حكمه، وهي:
الانتخابات المبكرة التي يخشى خسارتها.
تشكيل لجنة حكومية للتحقيق في الإخفاقات التي سمحت بوقوع هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.
بدء شهادته في محاكمته الجنائية بداية شهر ديسمبر المقبل، بعد أن رفضت محكمة منطقة القدس، الأربعاء، طلبه تأجيلها.
وتقول الصحيفة إن انتشار الجيش الإسرائيلي على الأرض في قطاع غزة يشهد على خططه للبقاء هناك لفترة طويلة.
ويبني الجيش طرقا واسعة وينشئ قواعد دائمة كبيرة مجهزة ببنية أساسية طويلة الأجل، كما تم تقسيم الجزء الشمالي من قطاع غزة إلى أقسام، يحاصرها الجيش الإسرائيلي ويسيطر على جميع مخارجها.
وترى "هآرتس"، أن "هذا سلوك جيش يقدر أن قواته ستنتشر في قطاع غزة حتى عام 2025 على الأقل، وليس جيشا ينتظر صفقة رهائن ووقف إطلاق نار وانسحاب كامل في أي لحظة".
كما لمحت إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب "لم يظهر ذرة من التعاطف مع الفلسطينيين، بينما قواعد الحرب بموجب القانون الدولي لا تهمه على الإطلاق".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 2401
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 15-11-2024 12:09 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...