صحيفة عاجل:
2025-04-30@10:24:42 GMT

"المينيماليزم" الحياة ببساطة

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

في عام 2009، وبعد أن شاهد جوشوا فيلدز ميلبورن ورايان نيكوديموس وهما صديقان مقطع لشخص يُدعى كولين رايت يمتلك عدداً بسيطاً من المقتنيات ويجول حول العالم، حيث أنهما كانا آنا ذاك يعانيان الاكتئاب والضغوط بالرغم من حياة المرفهة وما يملكانه من منازل ثمينة وسيارات فارهة ووظائف مرموقة برواتب خيالية.

حينها قرر الصديقان تبسيط حياتهما والتخلُّص من نحو أغلب من ممتلكاتهما ( نحو %90 ) في اتجاه أطلقا عليه اسم "المينيماليزم Minimalism"، وقد وثقا عملهم هذا في مدونة تابعها الملايين حول العالم وفيلم وثائقي عام 2021 يحمل نفس الإسم على منصة "نتفليكس" وأصدروا كتاب "أحب الناس واستخدم الأشياء" في ذات الصياغ.

وباختصار المينيماليزم، هو اتجاه فني وفلسفي يركز على ما هو ضروري وإزالة كل ما هو غير ضروري أي على الأساسيات والحد من العناصر والتفاصيل إلى أبسط صورة ممكنة ويركز على الوظيفة والجمال الكامن في الشكل والفراغ.

وفي علم الإدارة هناك "الإدارة الرشيقة "LEAN" وبعض الاستراتيجيات الإدارية الأخرى تحوي وتحث على التبسيط وإيقاف الهدر في الموارد والاختصار على ما هو مفيد وفعال.

ومصطلح "المينيماليزم "Minimalism" استخدم أول مرة في عام 1965 في مقال للفيلسوف ريتشارد ولهايم أشار فيه إلى الاتجاه فني فيه ثم انتقل المصطلح من الحقل الفني إلى مجال تحسين وجودة الحياة مع جوشوا فيلدز ميلبورن ورايان نيكوديموس كما ذكر آنفاً.

"التبسيط" أو "المينيماليزم" تبلور أيضًا كردة فعل على النمط الاستهلاكي المتزايد والحد من الغرق في طوفان الماديات.

من فوائد "المينيماليزم"

• الهدوء والراحة:

البساطة والنقاء في الأعمال و البيئة المحيطة تعطي إحساسًا بالهدوء والراحة.

• التركيز والإنتاجية:

التصميمات البسيطة تساعد على التركيز والإنتاجية من خلال تقليل التشتت.

• الرضا والسعادة:

الأسلوب والتعاطي البسيط يعزز الشعور بالرضا والسعادة من خلال النقاء والبساطة.

• الاستقرار النفسي:

البيئات البسيطة وقليلة التفاصيل تساعد على الاسترخاء والاستقرار النفسي.

مآخذ على "المينيماليزم"

• التبسيط المفرط:

قد يؤدي إلى فقدان الشخصية والإبداع.

• الجمود والجفاف:

قلة التغير أو الخوف منه قد تؤدي إلى الشعور بالجمود والجفاف.

• الشكليات:

التركيز على الأشكال قد يؤدي إلى الإهمال جوهر العمل.

وباختصار لا توجد طريقة واحدة فقط لتطبيق "المينيماليزم" أهم شيء هو أن تجد ما يناسبك من طرق التبسيط ويشعرك بالسعادة والراحة.

فرحان حسن الشمري

للتواصل مع الكاتب:

‏e-mail: fhshasn@gmail.com

‏Twitter: @farhan_939

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الوظائف السيارات الفارهة ضغوط الحياة المينيماليزم

إقرأ أيضاً:

وهج الزهد.. حين تضيء القناعة طريق الحياة الزوجية

 

 

 

محمد حسين الواسطي **

 

في زحمة الحياة المعاصرة - حيث تتشابك الأحلام مع الطموحات، وتختلط القيم بالمظاهر - يقف الإنسان حائرًا أمام سيل من المغريات المادية التي تغشي البصر عن نور البساطة والاعتدال. «حفلات الزواج» هذه المناسبات التي كان يفترض أن تكون واحة للفرح الصادق، أضحت للأسف مسرحًا للبذخ والتفاخر؛ حيث تقايض السعادة الحقيقية بمظاهر زائفة لا تدوم.

«الزهد» هو ذلك المنهج الذي يحرر القلب من التعلق بالماديات، ويجعله أكثر قربًا من القيم الإنسانية والروحية. فهو ليس فقرًا ولا حرمانًا؛ بل هو فن التوازن بين الروح والمادة، هو إدراك أن السعادة ليست فيما نملك؛ بل فيما نعيش. 

وإن الدعوة إلى تطبيق مفهوم الزهد الذي دعانا الله ورسوله إليه لا تعني التقشف، ولا البخل، ولا التقتير، ولا التضييق على الأهل والعيال، فهذه صفات مذمومة في منظومتنا الأخلاقية؛ بل المقصود هو التحرر من التعلق المفرط بالماديات، والبعد عن الإسراف والتبذير، مع التمتع بنعم الله باعتدال وحكمة.

نحن اليوم أمام واقع يشهد فيه الزواج تحولًا من رباطٍ مقدسٍ إلى منافسة اجتماعية؛ حيث تنفق الأموال الطائلة على ليلة واحدة، وتثقل كاهل الأسر بأعباء الديون. كم من شاب أضناه البحث عن الاستقرار، وكم من عروس تألمت لأن فرحتها أحيطت بأعباء مالية لا تنتهي! 

علينا أن نذعن بأن جوهر الزواج يكمن في النفوس المتآلفة، لا في الموائد المترعة، وفي المحبة الصادقة، لا في البريق الخادع. فليست حفلات الزواج مقياسًا لقيمة الحب؛ بل هي انعكاس لحالة من التفاهم والانسجام بين روحين اختارتا أن تسيرا معًا في درب الحياة. وما أجمل أن نعود إلى جوهر هذه المناسبات؛ حيث يكون الفرح في القلوب لا في الأضواء، وحيث تكون البساطة عنوانًا للبركة. 

وكما قال الله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص: 77] وقال أيضًا: ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ [الإسراء: 27] فكيف لمن يسرف ويبذر في ليلة واحدة أن يحسن كما أحسن الله إليه وكيف له أن يبرر هذا التبذير وهو يعلم أن الله لا يحب المفسدين.

نعم؛ السعادة الحقيقية لا تقاس بما نملك؛ بل بما نحمله من رضا وقناعة. وكما قال أبو العتاهية (130هـ -211 هـ): 

لَيسَ عَلى المَرءِ في قَناعَتِهِ // إِن هِيَ صَحَّت أَذىً وَلا نَصَبُ 

مَن لَم يَكُن بِالكَفافِ مُقتَنِعًا // لَم تَكفِهِ الأَرضُ كُلُّها ذَهَبُ 

لذلك نؤكد أن القناعة هي الأساس لحياة مليئة بالبركة والسكينة. ومن الضروري أن نؤمن بأن العودة إلى النظرة الزاهدة المعتدلة إلى الحياة وتطبيقها في حفلات الزواج ليست رجعية؛ بل هي استعادة للتوازن، وإحياء لقيم فطرية تجعل الحياة أكثر سكينةً وبهجة. فالزواج ليس استعراضًا للأموال؛ بل هو ميثاق غليظ، وأساسه المودة والرحمة، لا الإسراف والتفاخر. إنه فن تحقيق السعادة الداخلية من خلال القناعة والرضا، لا من خلال الخيلاء والتفاخر. 

والمعنى الحقيقي للزهد قد اختصرته هذه الآية العظيمة: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [الحديد: 23] فكم من إنسان يبالغ في الإنفاق، لا لأنه بحاجة إلى ذلك؛ بل لأنه يريد أن يظهر للناس مظهر الغنى والتفاخر، فيسرف في حفلات الزواج والمناسبات فقط ليقال إنه فعل، ولكن هل حقًا هذا ما يجلب السعادة أم أن السعادة تكمن في البساطة والرضا.

لنتأمل في حقيقة أن الحياة الحقيقية لا تقاس بما نجمعه من أموال أو مظاهر؛ بل بما نزرعه في قلوب الآخرين من خير وحب فما أجمل أن نجعل من حفلات زواجنا نموذجًا للاعتدال؛ حيث تكون كل لحظة فيها شهادة على قيمنا، وكل تفصيل فيها انعكاسًا لروحنا لنخرج من قيد الإسراف إلى رحابة الزهد، ومن عبودية المظاهر إلى حرية الجوهر.

الفرح الحقيقي لا يشترى، والبركة لا تباع، والسعادة الحقيقية تبنى على أرضية من الحب الصادق، والاحترام المتبادل، والاعتدال في كل شيء فلنكن نحن التغيير الذي نريد أن نراه في مجتمعنا، ولنجعل من حفلات الزواج فرصة لإظهار قيمنا النبيلة، لا لتكريس عاداتنا المرهقة لأن السعادة الحقيقية هي تلك التي تنبع من الداخل، وتضيء طريقًا طويلًا من الحياة المشتركة، بعيدًا عن وهج الأضواء الزائل.

** كاتب عراقي

مقالات مشابهة

  • وهج الزهد.. حين تضيء القناعة طريق الحياة الزوجية
  • العائلات بمشروع بيت لاهيا يعيشون في خيام ويفتقرون لأبسط مقومات الحياة
  • مشاهد نادرة توثق الحياة في عدة مدن أمريكية قبل 105 سنوات .. فيديو
  • اعادة الحياة للمصانع المدمرة والمتوقفة
  • عندما يحتاج الوطن إلى ماء الحياة!!
  • أفضل أدعية للمذاكرة قبل الامتحان لتهدئة النفس وزيادة التركيز
  • بالفيديو: الهلال الأحمر الفلسطيني ينقذ أيقونة الحياة: علي فرج يتحدى الموت
  • كيف نصنع للفرح قناعاً ونحن ندفن في الصمت وجوهاً كانت تستحق الحياة
  • الحياة المثالية
  • محافظ القليوبية يتفقد صوامع القمح ويؤكد المحصول مبشر والإنتاجية وفيرة