في عام 2009، وبعد أن شاهد جوشوا فيلدز ميلبورن ورايان نيكوديموس وهما صديقان مقطع لشخص يُدعى كولين رايت يمتلك عدداً بسيطاً من المقتنيات ويجول حول العالم، حيث أنهما كانا آنا ذاك يعانيان الاكتئاب والضغوط بالرغم من حياة المرفهة وما يملكانه من منازل ثمينة وسيارات فارهة ووظائف مرموقة برواتب خيالية.
حينها قرر الصديقان تبسيط حياتهما والتخلُّص من نحو أغلب من ممتلكاتهما ( نحو %90 ) في اتجاه أطلقا عليه اسم "المينيماليزم Minimalism"، وقد وثقا عملهم هذا في مدونة تابعها الملايين حول العالم وفيلم وثائقي عام 2021 يحمل نفس الإسم على منصة "نتفليكس" وأصدروا كتاب "أحب الناس واستخدم الأشياء" في ذات الصياغ.
وباختصار المينيماليزم، هو اتجاه فني وفلسفي يركز على ما هو ضروري وإزالة كل ما هو غير ضروري أي على الأساسيات والحد من العناصر والتفاصيل إلى أبسط صورة ممكنة ويركز على الوظيفة والجمال الكامن في الشكل والفراغ.
وفي علم الإدارة هناك "الإدارة الرشيقة "LEAN" وبعض الاستراتيجيات الإدارية الأخرى تحوي وتحث على التبسيط وإيقاف الهدر في الموارد والاختصار على ما هو مفيد وفعال.
ومصطلح "المينيماليزم "Minimalism" استخدم أول مرة في عام 1965 في مقال للفيلسوف ريتشارد ولهايم أشار فيه إلى الاتجاه فني فيه ثم انتقل المصطلح من الحقل الفني إلى مجال تحسين وجودة الحياة مع جوشوا فيلدز ميلبورن ورايان نيكوديموس كما ذكر آنفاً.
"التبسيط" أو "المينيماليزم" تبلور أيضًا كردة فعل على النمط الاستهلاكي المتزايد والحد من الغرق في طوفان الماديات.
من فوائد "المينيماليزم"• الهدوء والراحة:
البساطة والنقاء في الأعمال و البيئة المحيطة تعطي إحساسًا بالهدوء والراحة.
• التركيز والإنتاجية:
التصميمات البسيطة تساعد على التركيز والإنتاجية من خلال تقليل التشتت.
• الرضا والسعادة:
الأسلوب والتعاطي البسيط يعزز الشعور بالرضا والسعادة من خلال النقاء والبساطة.
• الاستقرار النفسي:
البيئات البسيطة وقليلة التفاصيل تساعد على الاسترخاء والاستقرار النفسي.
مآخذ على "المينيماليزم"• التبسيط المفرط:
قد يؤدي إلى فقدان الشخصية والإبداع.
• الجمود والجفاف:
قلة التغير أو الخوف منه قد تؤدي إلى الشعور بالجمود والجفاف.
• الشكليات:
التركيز على الأشكال قد يؤدي إلى الإهمال جوهر العمل.
وباختصار لا توجد طريقة واحدة فقط لتطبيق "المينيماليزم" أهم شيء هو أن تجد ما يناسبك من طرق التبسيط ويشعرك بالسعادة والراحة.
فرحان حسن الشمري
للتواصل مع الكاتب:
e-mail: fhshasn@gmail.com
Twitter: @farhan_939
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: الوظائف السيارات الفارهة ضغوط الحياة المينيماليزم
إقرأ أيضاً:
الحياة الحزبية.. فى مصر
يعتبر من أهم المظاهر الديمقراطية «للجمهورية الجديدة» وأعمقها أَثَرًا، حرية تكوين الأحزاب السياسية بضوابط قانونية ينظمها المشرع، وهذا ما يميز نظام الحكم القائم على التعددية الحزبية التى تشارك فى العملية السياسية، وهى نتاج لكل ما يتعلق بفكر الجماعة المنظمة فَكْرًا سِيَاسِيَّا واِجْتِمَاعيا واِقْتِصَاديا، وهذه المبادئ تستهدف الإسهام فى تحقيق المصلحة الوطنية للبلاد، وهذا ليس بجديد أو غريب على المجتمع المصرى، بل هو كان شعار الدولة المصرية فى نهاية العقد الثانى من القرن العشرين، حيث برزت جهود «حزب الوفد»، فى شأن الْمَسْأَلَةُ المصرية ونيل استقلالها عن المستعمر البريطانى، بعد أن ظل حِلماً كَبِيرًا يتمنى المصريون تحقيقه، فى نيل حقهم بأن يكوتوا أحرارًا عن هذا الاحتلال البغيض، وأن عدالتهم هى مبدأ طلب الجلاء التام، واعتراف المستعمر بتسليم مصر حقها فيه وانتهاء حمايته عليها، وإلغاء نظام الامتيازات الأجنبية عنها، وأن تسترد كامل سيادتها على أراضيها، بعد أن اغتصبها بتدنيسه بغزوه لها عام ١٨٨٢م، وقد سجل التاريخ سمو الجهود الوطنية «لزعماء الوفد»، فى تحقيق هذه المطالب والتطلع لحياة أفضل، التى كانت تُرَوِّق ملايين المصريين فى التحرر من الاستبداد والاستعباد لهذا الدخيل الأجنبى البغيض، الذى خضع وذعن واستسلم واعترف صَرَاحَةٍ، بنِيل مصر استقلالها وذلك بصدور تصريح ٢٨ فبراير الشهير عام ١٩٢٢م، ثم المنحة الملكية من الملك فؤاد بوضع دستور جديد للبلاد، وصدر فى أبريل من عام ١٩٢٣، والذى نظم الحياة النيابية والبرلمانية، لتحقيق مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهذا هو الأساس فى مطالب «زعماء الوفد» بقيادة الزعيم خالد الذكر سعد زغلول، هو الجلاء الصريح وتجريد أمته من الحماية والأحكام العرفية.
إن الإصلاح السياسى الحقيقى الذى تدعو إليه «الجمهورية الجديدة»، هو فتح المجال العام للأحزاب السياسية فى استنارة العقول، لمناقشة الحكومة الآراء التى تهم مصالح الدولة والشعب، وهذا الدور له أهمية عظمى من التفكير الجدى والعمل السريع، فى الإصلاح وتحقيق التقدم والازدهار الاقتصادى والاجتماعى والسياسى، وجوهر الحرية السياسية التى تخطوها الدولة نحو التقدم والرفاهية، وما أكدت عليه المحكمة الدستورية العليا فى حكم لها ومنطوقه هو «إن الأحزاب السياسية وهى جماعات منظمة، تعنى أساساً بالعمل بالوسائل الديمقراطية للحصول على ثقة الناخبين، بقصد المشاركة فى مسئوليات الحكم، لتحقيق برامجها التى تستهدف الإسهام فى تحقيق التقدم السياسى والاجتماعى والاقتصادى للبلاد، وهى أهداف وغايات كبرى تتعلق بصالح الوطن والمواطنين، تتلاقى عندها الأحزاب السياسية الوطنية جميعها، أو تتخاذى فى بعض مناحيها، الأمر الذى يجعل التشابه أو التقارب بين الأحزاب السياسية فى هذه الأهداف أمراً وارداً...» (وهذا حكمها فى القضية رقم ٤٤ لسنة ٧ق تاريخ الجلسة ٧/٥/١٩٨٨).
وهذا الحكم يفسر ما تقوم به الأحزاب، فى إصلاح الأنظمة السياسية والاجتماعية، ونبت بذور العبقرية والنبوغ وكل الأفكار الذين يؤلفونها على أرض «الجمهورية الجديدة الخصبة»، المنتجة كمشعل مضىء من السعادة، لبناء نهضة الإنجازات فى كل المناحى التى ترفع من شأن الإنسان، التى حمل لواءها سيادة الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، وهذه أَدُبِّيَاته وأَخَلَاَّقِيَاته وسماته الشخصية التى يكرس فيها كل جهده من الاِبْتِكَارُ، والإِبْدَاعُ، لدولة المؤسسات والمبادئ القائمة على نظام حكمه، فى شريعة الحق والعدل، وإعلاء دولة القانون ومبادئ الشرعية الدستورية، واستقلال القضاء الحاملين لأمانة تحقيق العدل بين الناس، وكفالة الحقوق وعنايته فى صون الحرمات، وتطوير الفكر السياسى فى الحرية السياسية، وحرية الفكر والعقيدة، وحرية التعبير عن الرأى وحرية إصدار الصحف وتراخيص المواقع الإلكترونية الصحفية.. كل هذه المبادئ القانونية وحدتها الوثيقة الفكرية السياسية الذى قدمها الرئيس السيسى «للجمهورية الجديدة».