قتلى وحالة طوارئ واتهامات للصين.. ماذا يحدث في كاليدونيا الجديدة الفرنسية؟
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
ارتفعت إلى ستة حصيلة قتلى التوتر في أرخبيل كاليدونيا الجديدة في المحيط الهادئ، السبت، بحسب السلطات، في اليوم السادس من أعمال شغب واضطرابات اندلعت على خلفية إصلاح انتخابي مثير للجدل، في حين رأت رئيسة بلدية نوميا أن الوضع "بعيد عن العودة إلى الهدوء" متحدثةً عن "مدينة محاصرة".
وقتل أحد السكان المحليين وهو من أصل أوروبي، ظهر السبت، وأصيب شخصان آخران في منطقة كالا-غومين في شمال الإقليم الفرنسي بإطلاق نار عند حاجز أقامه منفذو أعمال شغب.
وتعد أعمال الشغب هذه الأخطر في كاليدونيا الجديدة منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتأتي على خلفية إصلاح انتخابي أثار غضب الانفصاليين.
والقتيل السادس هو أول شخص يسقط خارج نوميا "عاصمة" كاليدونيا الجديدة. ومن بين القتلى اثنان من عناصر الدرك، قتل أحدهما بإطلاق نار عرضي من زميل له أثناء مهمة أمنية.
ووصل ألف عنصر إضافي من قوات الشرطة والدرك الفرنسية إلى الأرخبيل، ليل الجمعة، للانضمام الى 1700 من زملائهم المنتشرين أساسا.
وقالت رئيسة بلدية نوميا، سونيا لاغارد، من حزب "النهضة" بزعامة الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، السبت، لقناة "بي إف إم تي في": "يمكننا القول إن الليلتين الأخيرتين كانتا أكثر هدوءا"، لكن "الأيام متشابهة" مع "الكثير من الحرائق".
وتابعت "بينما أتحدث إليكم، نُصبت حواجز في المنطقة الشرقية من مدينة نوميا، يسيطر عليها.. الانفصاليون"، مؤكدة أن "الوضع لا يتحسن، بل على العكس تماما، رغم كل الدعوات إلى التهدئة".
وقالت لاغارد: "عندما أرى كل هذا الضرر، وسواء كانت الملكية التي تحترق خاصة أم عامة، إنه أمر مؤسف".
وأضافت "هل يمكننا أن نقول إننا في مدينة محاصرة؟ نعم، أعتقد أننا نستطيع أن نقول ذلك".
وعندما سُئلت عن حجم الأضرار، قالت إنه "من المستحيل" تحديدها.
وأضافت "هناك الكثير من المباني البلدية التي احترقت، ومكتبات إعلامية، ومدارس".
وبحسب تقديرات محلية، بلغ حجم الأضرار الخميس 200 مليون يورو.
وأصبحت الحياة اليومية لسكان كاليدونيا الجديدة أكثر صعوبة. وتؤدي الأضرار إلى تعقيد عملية توفير الإمدادات للشركات، وعمل الخدمات العامة وخصوصاً الصحية منها.
طوابير انتظار
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس في حيّ ماجينتا، السبت، شوارع مليئة بالحطام، وسيارات متفحمة جراء الاضطرابات الليلية. وانتشرت وحدة من شرطة مكافحة الشغب لحماية المنطقة.
وفي نوميا، اصطف مئات الأشخاص أمام المتاجر، على أمل التزوّد بمواد غذائية وإمدادات.
ودعت حكومة كاليدونيا الجديدة إلى إزالة الحواجز والمتاريس.
وقال فايموا موليافا، عضو الحكومة المسؤول عن الخدمة المدنية: "إننا نقتل بعضنا بعضا ولا يمكننا الاستمرار على هذا النحو". وأضاف "هناك أشخاص يموتون ليس بسبب النزاعات المسلحة، ولكن لأنهم لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية، ولا يستطيعون الحصول على الغذاء".
وفُرضت حال الطوارئ بعدما تصاعدت المعارضة ضدّ إصلاح دستوري يهدف إلى توسيع عدد من يُسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات المحلية ليشمل كلّ المولودين في كاليدونيا والمقيمين فيها منذ ما لا يقل عن عشر سنوات. ويرى المنادون بالاستقلال أنّ ذلك "سيجعل شعب كاناك الأصلي أقلية بشكل أكبر".
وتأمل السلطات الفرنسية أن تؤدي حال الطوارئ السارية، منذ الخميس، إلى الحد من أعمال العنف التي بدأت الاثنين.
وأعلنت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا-كاستيرا، السبت، إلغاء مرور الشعلة الأولمبية عبر كاليدونيا الجديدة والذي كان مقررا، في 11 يونيو، لـ"إعطاء الأولوية لعودة الهدوء".
وكاليدونيا الجديدة هي مستعمرة فرنسية منذ أواخر القرن التاسع عشر.
ويدور الجدل السياسي في الأرخبيل حول ما إذا كان ينبغي أن يكون جزءا من فرنسا أو يتمتع بحكم ذاتي أو استقلال، مع انقسام الآراء على أساس عرقي.
جسر جويووعد ممثل الدولة الفرنسية في كاليدونيا الجديدة، لوي لو فران، بأن تتحرّك فرنسا بهدف "تنظيم إيصال المواد الأساسية"، بالإضافة إلى إقامة "جسر جوي" مع الأرخبيل الذي تبعد عنه مسافة تفوق الـ 16 ألف كلم.
وتسببت أعمال العنف في "تدمير" ما بين 80 إلى 90 بالمئة من سلسلة التوزيع التجارية في المدينة، وفقا لغرفة التجارة والصناعة في كاليدونيا الجديدة. وما زالت الرحلات الجوية التجارية معلقة.
وأوقفت الشرطة منذ الأحد 163 شخصًا بينهم 26 مثلوا أمام المحاكم، وفق النيابة العامة.
وحظِر في الأرخبيل تطبيق "تيك توك" الذي يستخدمه مثيرو الشغب.
ومن دون ذكر صلة مباشرة بأعمال العنف، اتهم وزير الداخلية الفرنسي، الخميس، أذربيجان بالتدخّل في الأرخبيل، وهو ما نفته باكو بشدة.
ومن جهته رأى السيناتور الفرنسي، كلود مالوريه، عبر تطبيق "تيك توك" أنه "إذا كانت هناك تدخلات غير مرئية بشكل أكبر ويجب الخوف منها، فهي تدخلات الصين".
وأوضح في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن "الصين تريد أن تكون في ساحتها الخلفية في بحر الصين ولكن أيضا مهيمنة في المحيط الهادئ: فهي تحتاج إلى النيكل لإنتاج بطارياتها"، في إشارة إلى المادة الذي يحتوي الأرخبيل على 20 إلى 30 بالمئة من مخزونها عالميا.
وبعدما واجه "استئناف الحوار السياسي" الذي يدعو إليه الرئيس ماكرون عقبة مع إلغاء حوار عبر الفيديو كان مقررا أن يعقده الخميس مع مسؤولين منتخبين محليا، بدأ ماكرون، الجمعة، محادثات مع بعض هؤلاء المسؤولين، لكن رفض مكتبه الإعلامي تقديم معلومات بشأنها.
واندلعت موجة العنف الأخيرة بسبب خطط باريس لفرض قواعد تصويت جديدة يمكن أن تمنح عشرات الآلاف من السكان غير الأصليين حقوق التصويت.
وترى مجموعات مؤيدة للاستقلال أن من شأن ذلك أن يضعف أصوات السكان الأصليين "الكاناك" الذين يشكّلون نحو 40 في المئة من السكان.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی کالیدونیا الجدیدة
إقرأ أيضاً:
«من الحرب إلى الفوضى الأمنية».. ماذا يحدث في أشرفية صحنايا السورية؟
شهدت منطقة أشرفية صحنايا، جنوب العاصمة دمشق، اشتباكات مسلحة عنيفه، منذ مساء الإثنين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل عدد من الأشخاص بينهم عناصر من الأمن السوري، مما دفع الجهات الأمنية لإطلاق حملة تمشيط واسعة لضبط المتورطين، الذين استخدموا المنطقة كمركز لشنّ هجمات، بحسب المصادر الرسمية.
وتتزايد ملامح الانفلات الأمني في مناطق متفرقة من البلاد، لتكشف عن واقع هش يتجاوز حدود الحرب العسكرية، ويدخل في تفاصيل يومية تعيشها المحافظات، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب.
اشتباكات داخل مناطق «النفوذ الآمن»ورغم الحديث عن استقرار نسبي في العاصمة دمشق وبعض مناطق ريفها، إلا أن أحداث أشرفية صحنايا الأخيرة - حيث اندلعت اشتباكات مسلحة وأطلقت حملة أمنية - تعكس صورة أخرى.
وما حدث هناك ليس استثناءً، بل جزء من سلسلة حوادث تشهدها مناطق يُفترض أنها تحت سيطرة الحكومة المركزية.
وهذه الحوادث تشمل: «اشتباكات عشائرية أو طائفية، خطف مقابل فدية، تهريب سلاح ومخدرات، انتشار مجموعات مسلحة غير خاضعة للسلطات»
«الهدنة الهشة»وفي الجنوب، وخاصة محافظة درعا، لا تزال الأوضاع تتأرجح بين هدوء مؤقت وانفجارات أمنية متكررة، وكثير من الأهالي يعيشون تحت تهديد السلاح، بين ولاءات متصارعة، وانعدام الثقة بالجهات الأمنية.
في الشمال.. الفوضى بنكهة دوليةوأما شمال سوريا، فالمشهد أعقد، حيث تنقسم السيطرة بين القوات التركية والفصائل المدعومة منها، وقسد المدعومة أمريكياً، إلى جانب جيوب لتنظيمات متطرفة تنشط في مناطق مثل إدلب.
وتشهد في هذه المناطق: تفجيرات واغتيالات، واسلحة خفيفة ومتوسطة بين المدنيين، ويسود منطق الحكم بالمليشيا، حيث تضع الفصائل قوانينها الخاصة.
ولذلك الانفلات الأمني في سوريا لم يعد مجرد فراغ أمني، بل أصبح نظامًا غير رسمي يفرض نفسه على الحياة اليومية، ويهدد أي مشروع حقيقي لإعادة الإعمار أو المصالحة.
وإلى أن تستقر البلاد على مشروع سياسي شامل وجامع، ستبقى كل منطقة تعيش قانونها الخاص، والمدني هو الضحية الدائمة.
اقرأ أيضاًماذا يحدث في مدينة جرمانا بسوريا؟.. اشتباكات وقتلى بسبب الإساءة للنبي محمد
اعتقال مفتي سوريا السابق «أحمد حسون» في مطار دمشق
مصر تدين التوغل الإسرائيلي وقصف بلدة كويا في سوريا