تتقدم الأمم وتتقدم العلوم والتكنولوجيا وتنتشر المعلومات بين أرجاء المعمورة فى ثوانى معدودة عبر شبكات التواصل الإجتماعى.
ومع ذلك يبقى لدينا كمصريين فى الذاكرة الجمعية ما يجعلنا نتوقف كثيرًا أمام مشاهد تأتى إلينا عبر شبكات التليفزيون العالمية وتعرضها فى Net Flex أو غيرها مما يجعلنا نعيد التفكير فيما إخُتَزنْ فى الذاكرة الجمعية المصرية والتى أستطيع أن أدعى بأنها أصبحت من الأدب الشعبى المصرى (Folklor) وأتحدث فى مقالى هذا عن (العفاريت) وهى كائنات ذكرت فى القرأن الكريم.


حينما قال عفريت من الجن لسيدنا سليمان عليه السلام أنه على إستعداد لنقل عرش " بلقيس " اليمن إلى مقر سيدنا سليمان قبل أن يغمض له جفن (عين) وقد كان هذه من قصص القرأن الكريم (صدق الله العظيم ) !!
ألا أن موضوع الحديث اليوم هو العفريت الذى كان يهدد به أطفالنا  وخاصة فى زماننا نحن وليس هذا الزمان الذى يعيش فيه أطفالنا ويمارسون فيه ألعابهم الإليكترونية التى تضاهى فعل العفاريت، بفكر زمان، أو عقلية تاريخنا القديم  كنا من سكان منطقة الدرب الأحمر "والمغربلين " فى قلب القاهرة الفاطمية وشارعها العظيم شارع المعز لدين الله الفاطمى والذى يبدأ من شارع محمد على ( القلعة) وينتهى فى خان الخليلى " بالجمالية "مرورًا بأحياء (سوق السلاح والداودية والمغربلين والغورية وتحت الربع وباب الوزير والغورى والموسكى والأزهر وسيدنا الحسين وخان الخليلى والجمالية ).
وهذه المنطقة الشعبية يتأصل فيها جذور شعب المحروسة حيث يحدها منطقة "الحبانية" "والحلمية الجديدة " "وعابدين " حيث مقر الحكومة بلاظوغلى بعد إنتقالها من القلعة فى عصر الخديوى إسماعيل 1868 وكانت القاهرة فى هذا الزمن هى قاهرة شعب المحروسة بكل طوائفه –ففى هذه الأحياء – كانت الحياة الإقتصادية والإجتماعية مرتبطة إرتباطًا لطيفًا – فالكل يعمل ويقايض ويتبادل المصالح والمنافع وأيضًا المشاعر فيما بينهم  فالمدارس فى هذه المنطقة من " الكتاتيب " إلى المدارس حتى المدرسة الثانوية أو ما كانت تسمى بالثقافة أو البكالوريا وأشهر تلك المدارس " مدرسة الخديوية " فى شارع الخليج المصرى و" مدرسة السنية " الثانوية للبنات بالسيدة زينب !!
وفى تلك المناطق كانت ورش الحدادة وصناعة الأسرة والدواليب من الصاج والمواسير وورش الأحذية وورش النجارة وورش الصباغة والنسيج والسجاد وأفران الخبز والكحك ( والمقلاه) للب والسودانى والحمص والطرشجية 
( معامل للتخليل) وأفران تدميس الفول ومطاعم الفول والطعمية والباذنجان المقلى والبطاطس و"مسامط" الفتة والكوارع وبقايا اللحوم التى يستجلبها أصحاب هذه المطاعم من منطقة (المذبح) المجزر القديم في القاهرة  والواقع علية الأن مستشفي أورام الأطفال وفي هذه المناطق المعبئة بعبق التاريخ المصري الأصيل وفي حواري هذه المنطقة عشت جزء كبير من طفولتي حيث كانت الأسرة تعاني من وجود الأطفال في الحواري في العابهم التي أصبحت من التراث في لعب الأطفال مثل لعبة ( الإستغماية ) ( وحرب أيطاليا ) و( السبع طوبات ) ( والطره والوزير ) ( وصلح ) ولعبة ( الأولي ) للبنات ( والبلي ) أو (الدبور والنحلة) (الترونجيلة ) ( الكرة الشراب ) (وعروسة وعريس ) وهذه أهم اللعبات التى كان يختلط فيها البنين والبنات في اللعبة..
وكان الأطفال يصنعون من الكرتون ومن أغطية زجاجات المياة الغازية بعد وضعها علي ( شريط الترام )، قضبان الترام، ومرورة عليها !!

ليسطحها فيصنع منها كثير من الأشكال..  وكانت الكتاتيب والمدارس تجمع الأطفال والأولاد بكل هذة الثقافات المصرية ويختلط الجميع في صوت واحد مردد وراء "المدرس الشيخ " الأيات القرأنية والأناشيد النبوية  وكذلك تسميع القصائد والشعر العربي أما الشييء الذي كان تخافه كل أطفال هذه المرحلة  حينما تهدد الأمهات أبنائهن بأن العفريت قادم أو" أبو رجل مسلوخة "هنا فقط يسرع الطفل إلي بيته ثم إلي سريره  ليبدأ مرحلة نومه بأحلامه وبداية يوم جديد فكانت قوة الأسطورة عن العفاريت و" أبو رجل مسلوخة  " قادرة على ضبط الحركة في البيت في المحروسة ومع ذلك يحدث ذلك فى قاعات استوديوهات(هوليوود) وتقدم لنا الشاشة الفضية بأشكال حديثة ولكنها جميعها قادمة من الماضى الذى إستأثر نفوسنا، وذاكرتنا الجمعية (رحم الله أمى وأيام زمان) !!

أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

«انتبهوا يا مصريين».. لأباطيلُ أَعْدَائِكُمْ

بعد أن وفق الله «الرئيس السيسى»، فى إنقاذ مصير «أمته» وحياة «شعبه»، عَمَّا كَانُوا سَوْفَ يذهبون إليه، من شِرّ أَهْوَال خَطَرًا مُحْدِقٍ وَشِيكٍ الْوُقُوع، فى بِرَكٌ الدِّمَاءِ وأَوَحَال التقسيم، بسَبِّبُ انْقِيادُ بعض جاهلية أبناء الشعب، بإِخْضاعُهُم والتلاعب بعقولهم، وجَعْلُهُم ينساقون كقطيع الأغنام سَهْلُ الانْقِيادِ، فى تشويه شرعية نظام حكم قائم، بعد أن تم خِدَاعَهُم وغرر بهم بأقاويل باطلة وشائعات كاذبة، لجأ إليها أعداء الوطن لصنع أحداث فوضى ٢٥ يناير عام ٢٠١١، التى شارك فيها الخونة والعملاء فى إشعال فتيل نيرانها، ثم شارك أيضا فيها بعض الجماهير الناقمة والساخطة على نظام الحكم الأسبق، والتى ينقصها الوعى والنضج السياسى، وديمقراطية حرية التعبير عن الرأى السليم، وكانت خطيئتها إباحة الأضرار العمدى بالأموال والمصالح العامة، ثم تخريب الممتلكات العامة والخاصة ومنشآت الدولة الاقتصادية، وكلها فى حكم الجرائم العمدية للدرجة الأعلى فى الجسامة، لأن جسامة الأذى هنا تنال من سلامة الوطن ومقدراته، والدخول به إلى أَخْطَارٍ مُهْلِكَةٍ، لأ ينجو منها أحد، ولكن قدر الله لمصر الخير أن تنجو منها بفضله، ثم بفضل جيشها وقائده الأعلى البَطَلٌ المِغْوَارُ المِقْدامٌ الشُجاعٌ، «الرئيس عبد الفتاح السيسى».
رغم أن سيادته قد تنَبُهَ وفَطِنَ لمخطط هلاك الوطن، إلا أن الله أراد لمصر الخير فأرسله لها «منقذا»، ونجح فى محو آثار المخطط المدمرة، وما حَقُّقَهُ من نَصْراً مُظَفَّراً، من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والسعى فى بناء الإنسان للعَيْشُ فى «حَيَاةٌ كَرِيمَة» تَلَيُّق بكَرَامَته وتحفظ له آدَمَّيْته.. ثم أن غاية سيادته وقصده الكريم من ذلك، هو صلاح حال «وطنه» وإصلاح حال «شعبه»، إلا أن مخطط أباطيل الشر لا يزال قائمًا فى ذهن عقولهم الشيطانية.. بعد أن وجدوا ضالتهم فمن يأتيهم بقول الباطل، وفى طاعة الشيطان واتباع خطواته، وهؤلاء هم الجماعة الغوغاء على القنوات الفضائية الخارجية، وجميع مواقع «السوشيال ميديا»، لنشر حروب الجيل الرابع من الشائعات كسلاح خطير لتدمير الشعوب، وَهَذَا ما اتجهت إليه الدول الاستعمارية حديثا، لكى تكون بديلا للحروب العسكرية التقليدية القديمة، التى سادت بين الدول عبر العصور، ومازالت تسود إلى الآن عندما تعتدى دولة على دولة أخرى تركن إلى السلم، فتكون الأخيرة فى حالة دفاع شرعى لردع العدوان، وعدم تمكينه من البقاء على إقليم الدولة المعتدى عليها.. إلا إن قواعد الحروب للنظام العالمى الجديد قد تغيرت، وأن الاستقلال السياسى وسلامة سيادة دول الشرق الأوسط وحدودها، ليست فى مَأْمَنٍ بقربها من خَطَرٍ شبح التقسيم، لأن هذه المنطقة هى أسمى الغنائم لدول الغرب، لما تتمتع به من أهمية استراتيجية وتاريخية ودينية وطبيعة جغرافية ليس لها مثيل، حيث أنها مهبط الرسالات السماوية الثلاث، ثم وَهَبّهَا الله من فضله هبات عظيمة من الخيرات المادية والتاريخية، وملتقى حضارات العالم القديمة.. ومن هنا استقطبت أجهزة مخابرات دول أجنبية، بعض الخونة والعملاء المرتزقة وجعلتهم قنطرة لكى يعبرون عليها، لتحقيق مآربها الشيطانية القذرة، لأن الجاسوس والخائن لم يعد يعمل فى الخفاء مثلما كان يحدث فى السابق، بل الآن يعمل تحت السمع والبصر وينشر محتواه الكاذب من الشائعات، وكُلُّ ما هُوَ مُنافٍ للصدق وَلا يَمُتُّ إلى الحقيقة بِصِلَةٍ، إنها نفس المؤامرة الشيطانية التى أدخلوها على الناس، عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» فى ٢٥ يناير السابق ذكرها آنفا، والتى وَقَّعَ القَطيعُ فى مِصيدةٌ شُبّاك فِخَاخٌها.. ومن هنا أهيب بالشعب المصرى بأن يُصْغِى ويَسْتَمِعُ إلى نِدَاءٌ الْحَقُّ، مُهْتَمّاً بقول سيادة «الرئيس السيسى»، من آنَ لَابِدٌ من تكاتف الجميع من أبناء هذا الشعب لحماية وطنه، ضد كل من يتربص به، أو من تسول له نفسه المساس بكيانة ومقدراته، وهَذَا هُوَ طَرِيقٌ «الْحَقُّ الْمُبِينُ» وأختم مقالى بقوله تعالى : «وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» الآية رقم (٨١) من سورة الإسراء.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: إستعادة لحظات "الإنتصار" !
  • التضامن الاجتماعي تدشن المرحلة الثانية لمبادرة " أنا موهوب" من الاسمرات بالشراكة مع وزارة الثقافة
  • حكايات مؤلمة من داخل «مملكة الشحاتين»
  • الاستسلام العربى
  • حث عليها النبي.. صلاة في آخر جمعة من سنة 2024.. تغفر ذنوبك لو كانت كالجبال
  • نائب محافظ الأقصر: تقدم ورقي الأمم يُقاس بالاهتمام بفئة ذوى الهمم.. صور
  • د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!
  • القناة 12 العبرية: القنبلة التي استهدفت هنية كانت في وسادته
  • «انتبهوا يا مصريين».. لأباطيلُ أَعْدَائِكُمْ
  • لفتة إنسانية.. مستشفى جامعة أسوان يحتفل بعيد ميلاد طفل لمساعدته على الشفاء..شاهد