أكد قدرة المقاومة على مواصلة المعركة في غزة
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
الثورة /متابعات
أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الخارج خالد مشعل، أن الاحتلال الإسرائيلي يتقهقر ويفقد ثقته بنفسه بعد مرور 8 أشهر على المعركة.
وقال مشعل، أمس السبت، إن الحركة “مستمرة في الجهاد” ولديها القدرة على مواصلة المعركة ضد الجيش الاحتلال في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال كلمة عبر الإنترنت في مؤتمر “طوفان الأحرار”، الذي انطلق بمدينة إسطنبول ويختتم اليوم الأحد بمشاركة ممثلين من 60 دولة.
وخاطب مشعل الحاضرين في المؤتمر قائلاً: “اليوم في الشهر الثامن من طوفان الأقصى، 8 أشهر على أراضي غزة والضفة والعدو يرتكب جرائمه والأمة تعبر عن دورها وإيمانها بالمعركة، ما مضى من أشهر هو من فعلكم وإسهامكم فأقول لكم جزاكم الله خيرا”.
مشعل تطرق إلى المرحلة المقبلة قائلاً: “ما مضى تشكرون عليه، وأدى فعله، ولكن المطلوب كثير، ندرك عظم المسؤولية، العدو يواصل ارتكاب جرائمه وعدوانه، وقبل لحظات دمر حياً في جباليا، ولا يزال يجوع غزة ويحاصرها، ويجتاح رفح ويخوض معارك إجرامية في حي الزيتون وكل غزة، ويرتكب جرائمه في الضفة الغربية والقدس وما زالت الانتهاكات بباحات الأقصى”.
وأردف: “عدونا يلاحقنا في كل مكان، أمس في جنوب لبنان وغيره من المواقع، هي معركة مفتوحة معه، إذاً نحن أمام عدوان مستمر وتأتينا الرسالة من غزة العزة بأن المقاومة بخير وأعادت التموضع في كل مكان، وهو إعجاز فئة مؤمنة تُنصر على الصهاينة وداعميهم”.
وشدد على أن “المقاومة بخير، والحاضنة الشعبية رغم آلامها، صامدة وملتفة حول المقاومة، صابرون محتسبون كلهم مع المقاومة يضحون بأعز ما يملكون”.
وأشار مشعل إلى أن “العالم يتغير، وغزة غيّرت المنطقة والإقليم والعالم، وكشفت الأصالة في الإنسانية والروح في أمتنا”.
وتابع: “نحن اليوم أمام مشهد يبعث فينا الثقة بالنصر، هذا التغير بالساحة الإقليمية والدولية يقول نحن المنتصرون والعاقبة لنا، ونرى العدو يتقهقر وهو مهزوم، وينتقل الخلاف لصفه الداخلي نظراً للإحباط، لأنه تعود أن ينتصر بمعارك سريعة بأيام وأسابيع، أما أن يخوض 8 أشهر في غزة ويعجز فيها، فذلك يبعث بروح العزيمة لنا”.
خطة ثلاثية
رئيس حماس في الخارج تحدث عن المتطلبات المستقبلية بقوله: “نحن أمام لحظة تاريخية وفرصة لهزيمة إسرائيل وتفكيك المشروع الصهيوني”.
وأكمل: “نحن أمام فرصة لتغيير العالم، ولتكون فلسطين “بركة العالمين” للقضاء على الصهاينة ومشروعهم الأثيم الذي يريد شراً بالعالمين، وهذه الفرصة التاريخية تحتاج لرجال وجهد وعمل”.
واستطرد: “بعد 8 أشهر من الحرب، نحن مستمرون في جهادنا، ولدينا قدرة ونفس بقدرة الله أن نواصل المعركة. فماذا نقول لهم؟ رّدنا نترجمه في 3 خطوات كبرى”.
وأردف: “نريد أن تبقى جماهير الأمة في الشوارع، وتعلن غضبها على الصهاينة وأوليائها أمام السفارات، ونريد غضباً متواصلاً يوقف هذه العدوان، وطوفان الإعلام يواصل رسالته وكلمته ومواقفه، ونريد للرواية الفلسطينية أن تبلغ مداها في كل المحافل”.
ومضى بالقول: “نريد طوفان القانون ليحاكم المجرمين القتلة. نقف مع جنوب إفريقيا كما تقف معها تركيا وليبيا ومصر، ونريد أن تنخرط دول أخرى بالمعركة لتلاحق الصهاينة في كل مكان، وأن يتواصل طوفان الطلاب”.
وأوضح أن “هناك مواقف سياسية من الدول العربية والإسلامية، ومن دول أخرى، ولكن المطلوب اليوم جبهة سياسية عريضة تواجه الصهاينة والإدارة الأمريكية التي لا تزال تصطف معه رغم خلافها معه وتدعمه بأدوات الدمار ولا تتخلى عن حمايته رغم جرائمه”.
وأشار رئيس حماس في الخارج إلى أهمية تشكيل “جبهة عريضة تقول لا بد للحرب والعدوان والجريمة أن تتوقف وتنتهي”.
واعتبر أنه “عار على الإنسانية أن يستمر العدوان والجرائم طوال 8 أشهر. اليوم العالم ينتفض، ونحتاج لترجمة سياسية لذلك، والأمة قادرة عليه، ونرى تغيراً بالمواقف ونريد المزيد”.
وأكد مشعل أن “الدول العربية والإسلامية يمكن أن تقود الجبهة وهي قادرة على ذلك”.
وختم بالقول: “أبشروا بالنصر، واصلوا دوركم وانخرطوا في معركة الجهاد والمقاومة، وانطلقوا إلى جبهة سياسية واعتصام مفتوح وغضب متواصل يوقف الجريمة في غزة، وعندها سنرى فجراً جميلاً خيراً للجميع”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عن اليوم التالي للحرب على غزة
البدايات هي التي تحدد النهايات، واليوم الأول يحدثنا عن اليوم الثاني، ولما كانت البدايات هجوم فلسطيني جريء وغير مسبوق على المواقع الإسرائيلية المحصنة باسم طوفان الأقصى، فذلك يدلل على أن النهايات لن تكون مغايرة كثيراً للبدايات، والتي أكدت على عجز العدو الإسرائيلي عن تحقيق أهداف العدوان على غزة منذ اليوم الأول وحتى اليوم 471 من حرب الإبادة، وفي ذلك إشارة إلى أن الأيام التي ستلي اليوم 471 لوقف إطلاق النار لن تختلف كثيراً عن اليوم الأول، لأن قرار وقف إطلاق النار، والخضوع لصفقة تبادل أسرى لم يكن يوم ترفٍ إسرائيلياً، ولم يكن استراحة محارب بمقدار ما عكس حجم ومستوى التوازنات على أرض الواقع.
ولمزيد من التوضيح، فقد حاول الجنرال غيورا أيلاند أن يرسم معالم اليوم الثاني للحرب على غزة، فوضع مع مجموعة من الجنرالات الخبراء في الحروب مع العرب، خطته التي عرفت باسم خطة الجنرالات، والتي تقوم على تهجير سكان شمال قطاع غزة، والاستفراد برجال المقاومة، ذبحاً، وتجويعاً، وتعطيشاً، بحيث لا يكون أمام رجال المقاومة إلا الموت بالسلاح الإسرائيلي، أو الموت بالجوع والعطش.
وبفعل المقاومة العنيدة في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، فشلت خطة الجنرالات في القضاء على المقاومة الفلسطينية، فجاءت في اليوم التالي لفشلها خطة الرئيس الأمريكي ترامب، والتي تمشي على الخطى نفسها التي رسمها الجنرال غيورا أيلاند، مع المزيد من التوسع في الخطة، فبدل تهجير سكان شمال قطاع غزة بصب الجحيم على رؤوسهم، اعتمد ترامب فكرة تهجير كل سكان قطاع غزة، بعد صب المزيد من الجحيم على رؤوسهم والهدف النهائي لخطة التهجير هو القضاء على المقاومة الفلسطينية.
وكما أفشل الشعب الفلسطيني في غزة خطة غيورا أيلاند في القضاء على المقاومة، سيفشل الشعب الفلسطيني خطة ترامب بصموده، وتمسكه بأرضه، شرط ألا يلتف على عنق الشعب الفلسطيني حبل التآمر والغدر الذي سيلجأ إليه العدو الإسرائيلي، بعد أن تأكد لديه استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية لا بالقوة العسكرية، ولا بقوة تعذيب وتجويع وترويع أهل غزة.
التآمر على أهل غزة والغدر بهم لن يقف عند حدود المخططات الصهيونية والأمريكية، فهناك الكثير من حلفاء إسرائيل في المنطقة، والمعظمين شأنها، والحاقدين على المقاومة، لأنها فضحت عجزهم، وكشفت تخاذلهم، كل أولئك الأعداء يقلقهم بقاء المقاومة وانتصارها، ويزعجهم استقرار حال غزة، وثبات أهلها، واحتضانهم للمقاومة، فترى أصدقاء إسرائيل جزءاً من مؤامرة الغدر بأهل غزة، وبمجمل القضية الفلسطينية، وعنوان تخاذلهم وغدرهم يقوم على رفضهم للشراكة السياسية في إدارة حكم غزة، وإصراراهم على تجريد المقاومة من سلاحها، ونفيها من الوجود السياسي الفلسطيني، كشرط للموافقة على حكم غزة، ومن ثم التساوق مع مشاريع الإعمار، وأزعم أن هؤلاء الرافضين للشراكة السياسية هم المحرضون الأوائل على عدم إعمار غزة وإبعاد رجال المقاومة عن غزة، وإبعاد فكر المقاومة عن الشراكة في حكم غزة لا يختلف كثيراً عن المشروع الإسرائيلي الذي حاول أن يطبقه غيورا أيلاند على قطاع غزة، والهادف إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية، وهو المشروع الصهيوني نفسه الذي طرح ترامب، والهادف إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية، وهو المشروع الصهيوني نفسه الذي يدعمه بعض العرب والفلسطينيينِ، والهادف إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية، ليصطف دعاة السيطرة على غزة دون رجال المقاومة مع غيورا أيلاند وترامب، ولكن بشكل مهذب، وتحت عباءة المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، وتحت بند رفض التهجير لأهل غزة.
غزة التي انتصرت بصبرها وصمودها على المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية، بحاجة إلى المزيد من الصبر والصمود، وتحمل المشقة، لتنتصر على مؤامرة عشاق إسرائيل وأمريكا، كما انتصرت في الميدان على المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية..
*كاتب ومحلل سياسي فلسطيني