أوضحت نتائج دراسة حديثة نُشرت مجلة The Lancet أن متوسط العمر المتوقع العالمي سيزيد بمقدار 5 سنوات في جميع أنحاء العالم، بحلول عام 2050 حيث سيرتفع متوسط العمر المتوقع للرجال بنحو 4.9 سنة للذكور و4.2 سنة للإناث، أي من 71.1 سنة إلى 76 سنة للرجال، ومن 76.2 سنة إلى 80.5 سنة للنساء.

ووفقا لدراسة العبء العالمي للمرض ، فإنه من المتوقع أن تحدث الزيادات الأكبر في البلدان التي يكون فيها متوسط العمر المتوقع أقل حاليا، ما يساهم في تقارب زيادة متوسط العمر المتوقع عبر المناطق الجغرافية.

ويعود هذا الاتجاه إلى حد كبير إلى تدابير الصحة العامة التي حسنت معدلات البقاء على قيد الحياة في ما يتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفيروس كورونا ومجموعة من الأمراض المعدية، وأمراض الأمهات، والأطفال حديثي الولادة، والأمراض التغذوية .

وأوضحت الدراسة أن هذا الاتجاه مدفوع إلى حد كبير بتدابير الصحة العامة التي حسنت معدلات البقاء على قيد الحياة من أمراض القلب والأوعية الدموية، و"كوفيد-19"، ومجموعة من الأمراض المعدية، وكذلك من أمراض الأمهات والأطفال حديثي الولادة والأمراض التغذوية.

وتشير هذه الدراسة إلى أن التطور الحالي للأمراض غير السارية (مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، والسكري ومرض الانسداد الرئوي المزمن)، والتعرض لعوامل الخطر المرتبطة بالأمراض غير السارية (مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم، والنظام الغذائي غير الصحي، والتدخين) سيكون لها تأثير كبير على عبء المرض في الجيل القادم.

واستنادا إلى 88 عامل خطر والنتائج الصحية المرتبطة بها في 204 دول ومناطق من عام 1990 إلى عام 2021، يتوقع العلماء أن يعيش عدد أكبر من الناس لفترة أطول، ولكن مع قضائهم المزيد من السنوات في حالة صحية سيئة.

كما أنه من المتوقع أن يرتفع متوسط العمر المتوقع عالميا من 73.6 عاما في عام 2022 إلى 78.1 عاما في عام 2050 (زيادة قدرها 4.5 أعوام).

وسيرتفع متوسط العمر المتوقع صحيا على مستوى العالم (متوسط عدد السنوات التي يمكن أن يتوقع الشخص أن يعيشها بصحة جيدة)، من 64.8 عاما في عام 2022 إلى 67.4 عاما في عام 2050 (زيادة قدرها 2.6 عام).

وقال الدكتور كريس موراي، رئيس قسم علوم القياسات الصحية في جامعة واشنطن ومدير معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME): "بالإضافة إلى الزيادة في متوسط العمر المتوقع بشكل عام، وجدنا أن التفاوت في متوسط العمر المتوقع بين المناطق الجغرافية سوف يقل. وهذا مؤشر على أنه على الرغم من أن التفاوت الصحي بين المناطق ذات الدخل الأعلى والأدنى سيظل قائما، إلا أن الفجوات تتقلص، مع توقع حدوث أكبر الزيادات في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى".

وأضاف الدكتور موراي أن أكبر فرصة لتسريع عملية خفض عبء الأمراض العالمي تكمن في التدخلات السياسية التي تهدف إلى الوقاية من عوامل الخطر السلوكية والتمثيل الغذائي والتخفيف منها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: متوسط العمر أمراض القلب والأوعية الدموية فيروس كورونا الامراض المعدية جامعة واشنطن متوسط العمر المتوقع عاما فی عام عام 2050

إقرأ أيضاً:

وفاة أيقونة المسرح اللبناني أنطوان كرباج في بيروت عن 89 عاما

توفي الممثل والمسرحي اللبناني أنطوان كرباج، الأحد، في بيروت عن 89 عاما إثر معاناة مع مرض ألزهايمر أرغمته على الغياب عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، بعد مسيرة تمثيلية طويلة شكّل خلالها أحد أبرز أركان المسرح والتلفزيون في لبنان.

وفارق كرباج الحياة مساء الأحد في "بيت القديس جاورجيوس" حيث كان يعيش منذ سنوات بفعل إصابته بمرض ألزهايمر، وفق ما أفادت مصادر في دار المسنين هذه التابعة لمطرانية بيروت للروم الأرثوذكس.

وكانت عائلة كرباج أوضحت أنّ الممثل الذي لاحقته مرارا شائعات الوفاة في السنوات الأخيرة، انتقل للعيش في مركز لرعاية المسنين في شباط/ فبراير 2020 نظرا لحاجته إلى عناية طبية ومراقبة متخصصة باستمرار نتيجة إصابته بالزهايمر.



ظهرت موهبته التمثيلية في سنوات حياته المبكرة، وبدأ كرباج المولود في قرية زبوغا بمنطقة المتن الشمالي في أيلول/ سبتمبر سنة 1935، التمثيل على خشبة مسرح الجامعة في أواخر خمسينات القرن العشرين.

والتحق كرباج بعدها بمعهد المسرح الحديث التابع للجنة مهرجانات بعلبك الدولية بإدارة منير أبو دبس، وساهم في إنشاء فرقة المسرح الحديث التي أدت دورا رائدا في الحركة المسرحية في لبنان والعالم العربي.

ولاحظ زميله وصديقه الممثل والمسرحي رفعت طربيه في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن أنطوان كرباج "أبدع في المسرح الإغريقي في "أوديب ملكا" ومسرحيات شكسبير كـ"ماكبث" التي بدأ بها حياته المسرحية".

لكن التعاون الأبرز مسرحيا في مسيرة الممثل كان مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني منذ نهاية الستينات، إذ قدّم على مدى سنوات أدوارا لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور اللبناني، بينها الطاغية "فاتك المتسلط" في مسرحية "جبال الصوان" (1969)، و"المهرب" في "يعيش يعيش"(1970)، و"الوالي" في "صح النوم" (1971)، و"الملك غيبون" في "ناطورة المفاتيح" (1972)، والقائد الروماني في "بترا" (1977).

"ممثل عالمي"
وأشار الصحفي الذي رافق الحركة الثقافية منذ سبعينات القرن العشرين ميشال معيكي إلى أن كرباج "كان الصوت الهادر في مسرح الأخوين رحباني، بحضوره وصوته وأدائه" و"من أبرز القامات المسرحية في لبنان".

وأضاف: "كان (...) سريع النكتة وحاضر الذهن، وهذا ما لفت انتباه عاصي الرحباني فاختاره ليتولى بطولة مسرحياته".

أما طربيه فقال إن كرباج "كان يتمتع بقلب طفل في التعامل وكان عظيما على المسرح بحضوره الهائل وصوته الرائع". ورأى فيه "ممثلا عالميا من طينة الممثلين الذين نفتقر إليهم ليس فقط في لبنان بل في العالم".

ومع أن كرباج "كان من كبار الأسماء على صعيد التمثيل"، إلا أنه بحسب معيكي "لم يكتب نصوصا مسرحية ولم يخض الإخراج. بل برز على الخشبة كممثل كبير وقدير وفي التلفزيون".

وبعد انقطاع سنوات، عاد كرباج إلى المسرح الرحباني مع مسرحية "حكم الرعيان" سنة 2004، من تأليف منصور الرحباني وإخراج مروان الرحباني، ثم شارك في "زنوبيا" (2007) و"عودة الفينيق" (2008).

وعلى التلفزيون، قدّم أنطوان كرباج عشرات الأدوار التي أثرت المكتبة الفنية اللبنانية، بدءا بمشاركته في مسلسل "من يوم ليوم" للأخوين الرحباني في مطلع السبعينات، ثم بأدائه شخصية "جان فالجان" في مسلسل "البؤساء" عن قصة الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو (1974)، ودور "المفتش" في مسلسل "لمن تغني الطيور" (1976)، وأيضا دور "بربر آغا" في المسلسل الشهير الذي حمل اسم الشخصية سنة 1979.

كما كان لكرباج في سنوات مسيرته الطويلة مشاركات في أعمال سينمائية، خصوصا في ثمانينات القرن العشرين، مع المخرج سمير الغصيني في فيلمي "نساء في خطر" (1982)، و"الصفقة" (1984)، وفي "امرأة في بيت عملاق" للمخرج زيناردي حبيس (1985).

"صرح" مسرحي
وقد غاب أنطوان كرباج عن الساحة الفنية في الأعوام الأخيرة، واقتصرت إطلالاته على بعض الأدوار الصغيرة في مسلسلات لبنانية في سنوات مطلع القرن الحالي، قبل أن يغيب تدريجا بسبب تدهور وضعه الصحي.



وقال معيكي: "كان أهم ما فيه ذاكرته ويا للأسف أصابه المرض في ذاكرته. كان يكتفي بقراءة المسرحية مرة أو مرتين فيحفظها من دون أن يضطر إلى مراجعة دوره".

وإثر الإعلان عن نبأ وفاة كرباج، حفلت صفحات الشبكات الاجتماعية في لبنان برسائل تعزية من مشاهير ومستخدمين آخرين أشادوا بالممثل الراحل بوصفه أحد رواد المسرح في لبنان ومن أهم وجوه "الزمن الجميل" في الفن اللبناني.

ووصف وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة كرباج في منشور على منصة "إكس" بأنه "كان صرحا (...) من صروح المسرح اللبناني في عصره الذهبي".

مقالات مشابهة

  • قطار الموت.. طالبة مصرية تدفع حياتها ثمناً لعبور خاطئ
  • دراسة: زيادة محيط الخصر في منتصف العمر ترفع خطر تدهور صحة الدماغ لاحقًا
  • محيط خصرك في منتصف العمر يهدد صحة دماغك في المستقبل!
  • تتوقع تقارير تراجع إنتاج الغاز الطبيعي في أوروبا بحلول عام 2050، فيما تتأهب تركيا لتكون أحد اللاعبين الصاعدين في القطاع بالمنطقة، بفضل الحقول المحلية المكتشفة وخططها الطموحة للإنتاج. ووفقًا لتقرير صادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز تحت عنوان “منظور 2
  • وفاة أيقونة المسرح اللبناني أنطوان كرباج في بيروت عن 89 عاما
  • وفاة أربعة أشخاص.. حادث سير «مروّع» في مدينة الكفرة
  • رجل يسكب البنزين على امرأة داخل ترام ويلوز بالفرار
  • الرئيس السيسي: المجتمع عانى 3 سنوات بعد المشاكل التي واجهت الشرطة في 2011
  • ضبط مجموعة من المتهمين في قضية شروع في القتل بتعز
  • دراسة تكشف تأثير النظام الصحي على الدماغ والوظائف الإدراكية مع التقدم في العمر