تحذيرات من تداعيات الانسحاب الأميركي على الوضع الأمني في تشاد
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
شعبان بلال (إنجامينا، القاهرة)
أخبار ذات صلةحذر خبراء ومحللون سياسيون من تداعيات انسحاب القوات الأميركية من تشاد على الوضع الأمني، موضحين أن هذه الخطوة ستزيد من مخاطر انتشار الإرهاب والحركات المسلحة في المنطقة في ظل عدم وجود بديل أمني.
وتبادلت تشاد والولايات المتحدة التصريحات بشأن انسحاب القوات الأميركية، حيث دعا رئيس أركان القوات الجوية التشادية في مطلع أبريل الماضي إلى انسحاب الجنود الأميركيين لعدم وجود اتفاق يسمح بوجودهم، ورد «البنتاجون» بإعلان نيته سحب جنوده مؤقتاً وإعادة تمركز بعض قواته.
وشهدت الأشهر الأخيرة انسحاب القوات الأميركية والغربية من النيجر ومالي وبوركينا فاسو، ما اعتبره خبراء خطراً على الوضع الأمني الهش في المنطقة.
ويرى المحلل السياسي التشادي عبد الرحمن عمر، أن دعوة تشاد لانسحاب القوات الأميركية تأتي ردة فعل على الضغوط حول الأزمة في شرق تشاد وغيرها من الملفات الأخرى، وأن إنجامينا اعتبرت ذلك تدخلاً في شأنها الداخلي واستخدمت ورقة القوات الأميركية للضغط.
وأوضح عمر لـ«الاتحاد»، أن هناك أكثر من تفسير لخطوة تشاد الداعية لانسحاب القوات الأميركية، أولها أنها رغبة ورسالة من رئيس تشاد لتحجيم الدور الأميركي في المنطقة، والتفسير الثاني أن هذه الخطوة مؤقتة لحين إعادة التفاوض حول تقنين وضع القوات الأميركية.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم «البنتاجون»، إن القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» تدرس إعادة تمركز بعض القوات في تشاد، حيث كان من المقرر مغادرة جزء منها، وأنها خطوة مؤقتة في المراجعة المستمرة للتعاون الأمني، والتي تستأنف بعد الانتخابات الرئاسية التشادية في 6 مايو.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 100 جندي في تشاد في إطار محاربة الإرهاب في منطقة الساحل التي تشهد انتشاراً واسعاً للحركات المسلحة والعمليات الإرهابية.
من جانبه، أوضح المحلل السياسي التشادي الدكتور إسماعيل محمد طاهر أن هذه الأزمة بدأت بعد خطاب رئيس أركان القوات الجوية التشادية الذي دعا واشنطن إلى سحب قواتها على أساس عدم وجود اتفاقية أو تعاون يحدد عدد هذه القوات ومدة وجودها وقانونيتها، وهو ما دفع وزارة الدفاع الأميركية للإعلان عن نيتها سحب قواتها.
اتفاقيات أمنية
وذكر طاهر لـ«الاتحاد»، أن الخطوة التشادية ربما تكون ورقة ضغط على الولايات المتحدة لاستخدامها في تحقيق بعض المطالب والأهداف السياسية، في ظل الوضع الأمني في المنطقة وانسحاب القوات الفرنسية، وأن السبب الظاهري هو طلب تشاد صياغة جديدة للاتفاقيات الأمنية مع واشنطن.
ورأى المحلل السياسي التشادي أن الأيام الماضية شهدت تراجعاً في موقف إنجامينا الداعي لسحب القوات الأميركية، حيث قال وزير الدفاع، إن بلاده لا تطالب القوات الأميركية بالمغادرة، لكنها طلبت بعض التعديلات على الاتفاقيات المتعلقة بوجود هذه القوات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تشاد الحركات المسلحة الولايات المتحدة البنتاجون انسحاب القوات الأمیرکیة الوضع الأمنی فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
قيادات الحوثي في طليعة المستهدفين.. ترامب أمر بإلغاء القيود على الغارات الجوية فى الخارج .. موافقة أمريكية على استهداف القيادات الإرهابية في المنطقة.. عاجل
أكد وزير الدفاع الأمريكى بيت هيجسيث، أنه تلقى يوم أمس موافقة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على إلغاء القيود المفروضة على الغارات العسكرية والضربات الجوية، فى تحول كبير عن اللوائح المفروضة خلال الإدارة الأمريكية السابقة.
وذكر قائد البنتاجون فى تصريحات -نقلتها صحيفة "ذا هيل" الأمريكية- أن هناك توجيها تم توقيعه فى وقت سابق من فبراير الجارى فى ألمانيا سيساهم فى تسهيل القيود والرقابة التنفيذية للجيش الأمريكى على الضربات الجوية الأمريكية فى الخارج.
وأشار هيجسيث إلى أنه وافق رسميًا على هذا التغيير خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين الأمريكيين من قيادة الجيش الأمريكى فى إفريقيا.
وأوضحت الصحيفة أن التوجيه سيساهم فى توسيع نطاق الأشخاص الذين يمكن استهدافهم فى الهجمات، ولا يركز فقط على ضرب القيادات العليا للمنظمات الإرهابية، كما كان مسموحًا به فى عهد إدارتى أوباما وبايدن.
مراقبون رأوا في هذه الخطوة مقدمة لتحرك أمريكي قادم سيستهدف قادة المليشيات الإرهابية في المنطقة وفي مقدمتهم المليشيات الحوثية في اليمن والملليشيات الشيعية في العراق.
وأضافت الصحيفة أن قيادة الجيش الأمريكى فى إفريقيا تصنف الضربات الجوية على أنها إما متعمدة أو دفاعية، وكل منها يخضع لعمليات موافقة مختلفة، بهدف التخفيف من الأضرار التى تلحق بالمدنيين، بحسب الموقع الإلكترونى للقيادة العسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الضربات الجوية الدفاعية تستخدم "فى ظروف محدودة حيث تكون القوات الأمريكية أو القوات الشريكة المعينة بشكل خاص فى خطر وشيك من قوات معادية"، كما يجب مراجعة الهجمات المتعمدة وأخيرا تحديدها من قبل المحامين العسكريين الذين يقررون ما إذا كان الأشخاص المستهدفون للضربة الجوية "مقاتلين قانونيين بموجب قانون النزاع المسلح".
وفى وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن هيجسيث إقالة 3 من المحامين العسكريين فى البنتاجون، واصفًا إياهم بأنهم "عوائق" أمام "الأوامر التى يصدرها قائد القوات (ترامب)"، وجاء هذا الإجراء بعد أن أقالت إدارة ترامب رئيس هيئة الأركان المشتركة وغيره من القادة العسكريين البارزين من المناصب غير السياسية