عبد القوي السباعي
في كُـلِّ جمعةٍ لموعدٍ يضمُّهم لقاء.. من كُـلِّ فَجٍّ عابقٍ يأتون في إباء.. جاءوا هُنا استجابةً لدعوةٍ مضمونُها نداء.. ودونما يعوقُهم ملل، أَو يعتريهم الكسل.. تدفقت حشودُهم خالصةً لا مَنَّ منهم أَو رياء.
وهكذا المعهودُ من قِدم، مُذ خُط بالقلم، والسيد العلم قد قالها بأنهم أهل الحمية والوفاء.
يأتوك في ولاء، هاماتهم في الأفق شامخةً تناطح السماء، يلجون في الميدان كالنجوم، يأتوك من كُـلّ التخوم، ومن حَيثُ لا تدري؛ وكيف ما تشاء، يأتون أرقاماً تَعُدُّها فلا تُعد.. جاءوا هُنا؛ فيملؤون بوعيهم، بحماسهم، معالمَ الساحات، ومسالك الأرجاء.
يتدفقون كالسيول العارمة، ويزفرون كالرياح الصاخبة، وكأنهم أمواج بحرٍ هائج؛ وصلوا هُنا، ما بين أشوسٍ ماجدٍ معطاء، وغضنفرٍ كاسرٍ يتوهج حماساً ويتوقد فداء.. صرخاتهم، هتافاتهم، وقبل أن تعانق الفضاء، يطؤون بالأقدام موطئاً مباركاً، فهؤلاء الكرماء عظماء أشداء، يغتاظ من مجيئهم أئمة الطغاة وسائر الأعداء.
في يمن الأنصار ما عدت تعرف من هُنا وصل، ومن يقف في الصف والمسار، فقد تماثلت سحناتهم واستحضر الأجداد والأحفاد بالآباء والأبناء، والأقيال والأذواء.. وباختصار، ما عدت تعرف أيَّهم سبأ وحمير المغوار، وأيهم تبع الأكبر وكهلان وذو ريدان ظفار، وأيهم يسأر يهنعم وأسعد الوتار، وأيهم شمر يهرعش وذو يزن ومعد يكرب أَو الأشتر وعمار، وأيهم يحيى وزيد، وأيهم البدر والحسين، وأيهم حيدرة الكرار، وكأنَّهم يا سيدي في واحدٍ تمازجت هيئاتُهم وفوقها الأسماء.. جميعهم في واحدٍ كالمعصراتِ جاء.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
حشود بالآلاف من الغربية لدعم القيادة السياسية ورفض التهجير.. فيديو
شهدت محافظة الغربية في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة تحرك عشرات الاتوبيسات تقل المئات من المواطنين رافعين أعلام مصر وفلسطين، متجهين إلي معبر رفح لدعم القيادة السياسية ودعم القضية الفلسطينية ورفض التهجير.
كما شارك أحزاب سياسية وتيارات شعبية في حشد أنصارها متجهين من قري ومراكز الغربية إلي مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء.
وحرص المواطنون علي اصطحاب أطفالهم وذويهم وسط مشاركة لفيف من القيادات الشعبية والسياسية لدعم الرئيس السيسي ورفض سيناريو ومخطط التهجير .