كيف تحولت مدينة جيني المالية من جوهرة تستقطب السياح إلى مدينة تسكنها الأشباح؟
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
كان المسجد الكبير بجيني، وهو أكبر مسجد مبنى من الطوب التقليدي في العالم، يستقطب عشرات الآلاف من السياح إلى وسط مالي سنويا. ولكنها الآن مهددة بالصراع بين المتمردين الجهاديين والقوات الحكومية والجماعات الأخرى.
اعلانكانت مدينة جيني ذات يوم مركزًا للتعليم الإسلامي، إلاّ أنها تعاني حاليا من قلة زوارها. المدينة التاريخية، والمعروفة بمسجدها المترامي الأطراف، المبني من الطوب الممزوج بالقش، والمدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي المعرض للخطر منذ العام 2016.
كان المسجد الكبير بجيني، وهو أكبر مسجد مبنى من الطوب التقليدي في العالم، يستقطب عشرات الآلاف من السياح إلى وسط مالي سنويا. ولكنها الآن مهددة بالصراع بين المتمردين الجهاديين والقوات الحكومية والجماعات الأخرى.
السكان المحليون يعتقدون أن الأزمة ستنتهي في نهاية المطاف، ويعيشون على أمل أنّ الأعمال سوف تنتعش كما كانت من قبل، ولكن البعض يرى بأمّ عينه أنّه "كلما مر الوقت، أصبح هذا الحلم وهمياً"، لأنّ الأمور تزداد صعوبة.
جيني واحدة من أقدم المدن في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وكانت بمثابة مركز سوق، وحلقة وصل مهمة في تجارة الذهب عبر الصحراء. ولا يزال ما يقرب من 2000 من منازلها التقليدية موجودة في البلدة القديمة.
ويتم إعادة تجصيص المسجد الكبير، الذي بني العام 1907 على موقع مسجد قديم يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر، كل عام من قبل السكان المحليين في طقوس تجمع المدينة بأكملها. ويتطلب الهيكل الشاهق ذو اللون الأرضي طبقة جديدة من الطين قبل بداية موسم الأمطار، وإلا فإنّ وضعه سيصبح في حالة سيئة.
وتتولى النساء مسؤولية حمل المياه من النهر القريب لخلطها بالطين وقشور الأرز لصنع الطين المستخدم في تجصيص المسجد. أمّا إضافة طبقة الطين الجديدة، فمن اختصاص الرجال. تعتدّ هذه الطقوس المبهجة مصدر فخر للمدينة التي تمر بأوقات عصيبة وتوحد الناس من جميع الفئات العمرية.
شوارع مدينة جيني القديمة-ماليMoustapha Diallo/Copyright 2020 The AP. All rights reserved.يعمل عمال البناء الرئيسيين في جيني كفريق منذ البداية. لقد تمّت إعادة التجصيص هذا العام في وقت سابق من هذا الشهر حيث يقوم كل واحد بالإشراف على مكان معين وهي الطريقة التي تسمح بإتمام الشغال برمتها بسبب التنظيم والإشراف على الصغار.
اندلع الصراع في مالي في أعقاب انقلاب عام 2012 الذي خلق فراغا في السلطة، مما سمح للجماعات الجهادية بالسيطرة على مدن الشمال الرئيسية. وقد طردتهم عملية عسكرية بقيادة فرنسا من المراكز الحضرية في العام التالي، لكن النجاح لم يدم طويلاً.
أعاد الجهاديون تنظيم صفوفهم، وشنوا هجمات على الجيش المالي، فضلاً عن قوات الأمم المتحدة، والقوات الفرنسية والإقليمية في البلاد. وأعلن المسلحون مبايعتهم لتنظيمي القاعدة وما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية".
انخفاض أعداد السياح وتراجع مداخيل السياحة كان حادًا في أعقاب أعمال العنف، لأنّ جيني كانت "وجهة شعبية حقًا"، يزورها عشرات آلاف الزوار سنويًا، لكنهم "غائبون اليوم فعليًا عن مالي".
على الرغم من كونها واحدة من أكبر منتجي الذهب في أفريقيا، إلا أن مالي تعد من بين أقل الدول نموا في العالم، حيث يعيش ما يقرب من نصف سكانها البالغ عددهم 22 مليون نسمة تحت خط الفقر. وبتراجع صناعة السياحة، أصبحت وسائل كسب العيش المتاحة أمام الماليين أقل من أي وقت مضى.
فندق المخيم، الفندق العامل الوحيد المتبقي في جيني-ماليMoustapha Dialloيتصاعد الغضب والإحباط بشأن ما يسميه العديد من الماليين "الأزمة". فقد شهدت البلاد أيضًا انقلابين آخرين منذ العام 2020، خلال موجة من عدم الاستقرار السياسي في غرب ووسط أفريقيا.
وطرد العقيد عاصمي غويتا، الذي تولى السلطة في مالي بعد الانقلاب الثاني في العام 2021، القوات الفرنسية في العام التالي، ولجأ إلى جماعة المرتزقة الروسية للحصول على المساعدة الأمنية. ودعا الأمم المتحدة لإنهاء مهمة حفظ السلام التي استمرت عشر سنوات في مالي في العام التالي.
تعهد غويتا بهزيمة الجماعات المسلحة، لكن الأمم المتحدة والخبراء يقولون إن الحكومة تخسر الأراضي أمام المتشددين. ومع تفاقم الوضع الاقتصادي المتردي في مالي، أمر المجلس العسكري الحاكم بوقف جميع الأنشطة السياسية الشهر الماضي، وفي اليوم التالي منع وسائل الإعلام من تغطية الأنشطة السياسية.
حسب موسى موريبا دياكيتي، رئيس البعثة الثقافية في جينيي التي تسعى جاهدة للحفاظ على تراث المدينة، هناك تحديات أخرى تتجاوز الأمن، بما في ذلك الحفريات غير القانونية والتخلص من القمامة في المدينة. وشدّد دياكيتي على ضرورة إشراك المزيد من الشباب في أشغال إعادة التجصيص، لمساعدة الجيل الجديد على إدراك أهمية ذلك، مؤكدا أنه "ليس من السهل جعل الناس يفهمون فوائد الحفاظ على التراث الثقافي على الفور".
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "إرهابيون" يقتلون جنودًا في النيجر إثر مواجهات والجيش المالي يشتبك مع جماعات "جهادية" ماذا نعرف عن تفجيرات مالي وبوركينا فاسو التي أدت إلى مقتل 37 شخصاً؟ مجموعة فاغنر في مالي: هل باتت الهدف المفضل لإعلام الجهاديين؟ مالي- جهاديون سياحة جمهورية مالي ترميم تراث ثقافي أزمة اقتصادية اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. حرب غزة في يومها الـ225: قتلى وجرحى بقصف على القطاع وغانتس يمهل نتنياهو 3 أسابيع ويشترط يعرض الآن Next هدوء هش في كاليدونيا الجديدة ووصول تعزيزات أمنية إضافية من فرنسا يعرض الآن Next الآلاف يشاركون في مسيرة مؤيدة لفلسطين في العاصمة البريطانية لندن وبامبلونا بإسبانيا يعرض الآن Next حالة رئيس الوزراء السلوفاكي مستقرة لكن وضعه ”لا يزال خطيرًا“ ومثول المشتبه به أمام المحكمة يعرض الآن Next شاهد: مقتل 50 على الأقل وفقدان عشرات الأشخاص جراء فيضانات قوية وسيول غرب أفغانستان اعلانالاكثر قراءة ألمانيا: "أين ينفجر القطار؟".. عراقي يسبب حالة ذعر وعملية أمنية كبيرة على خلفية ترجمة خاطئة شاهد: لقطات جديدة لحادث مرعب يُظهر لحظات سبقت تدلي شاحنة من فوق جسر في الولايات المتحدة الأمم المتحدة في نداء كارثي: 25 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية بروكسل تطلب من دول الاتحاد الأوروبي استقبال جرحى من قطاع غزة حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكاناك وأحفاد المستعمرين LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم حركة حماس غزة إسرائيل رفح - معبر رفح ضحايا روسيا فرنسا ألمانيا فيضانات - سيول طائرات أمطار Themes My EuropeالعالمBusinessالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة فرنسا ألمانيا فيضانات سيول حركة حماس رفح معبر رفح غزة فرنسا ألمانيا فيضانات سيول حركة حماس رفح معبر رفح سياحة جمهورية مالي ترميم تراث ثقافي أزمة اقتصادية حركة حماس غزة إسرائيل رفح معبر رفح ضحايا روسيا فرنسا ألمانيا فيضانات سيول طائرات أمطار السياسة الأوروبية الأمم المتحدة یعرض الآن Next فی العام فی مالی
إقرأ أيضاً:
حقائق جديدة عن ضحايا بومبي: تحليل جيني يكشف الأسرار ويبدد الأساطير
شمسان بوست / متابعات:
أعادت الدراسات الحديثة في مدينة بومبي الإيطالية صياغة الروايات حول الأشخاص الذين عاشوا هناك، بناء على أدلة جينية جديدة تم استخراجها من بقايا الجثث المدفونة تحت الرماد البركاني.
ففي عام 79 ميلادي، انفجر بركان فيزوف وغطى المدينة بطبقة سميكة من الرماد والرواسب بعمق 6.1 متر، ما حفظ العديد من الجثث في وضعياتهم الأخيرة قبل الموت (سواء كانوا جالسين أو غير ذلك). ومن خلال تحليل هذه البقايا، تمكن علماء الآثار من رسم صورة أكثر دقة عن تاريخ سكان المدينة.
واستخدم العلماء الانطباعات التي تركتها الجثث في طبقات الرماد لتشكيل نسخ طبق الأصل منها، وهو ما أدى إلى نسج العديد من الروايات حول الأشخاص الذين لقوا حتفهم في تلك اللحظات المأساوية.
ومن أبرز الاكتشافات كان قالب جصي يظهر شخصا بالغا يحمل طفلا، في وضعية مؤثرة، ما جعل العلماء يعتقدون لفترة طويلة أن الجثة تمثل أما ماتت وهي تحتضن ابنتها.
لكن التحليل الجيني الأخير كشف أن الجثة الأكبر تعود إلى رجل وليس إلى امرأة، وأن الطفل كان في الحقيقة صبيا، وليس فتاة كما اعتُقد سابقا. وقد أكد العلماء أن هذا التحليل يسلط الضوء على خطأ الروايات التقليدية التي كانت تنسج حول هؤلاء الأفراد.
وقالت أليسا ميتنيك، الباحثة في معهد ماكس بلانك الألماني، إن الاكتشافات الجينية قد تكون بداية لتغيير كبير في فهمنا لتاريخ بومبي. وأضافت أن الفريق العلمي توصل إلى فرضية جديدة تقول إن هؤلاء الأشخاص قد يكونون خدما أو عبيدا، أو ربما كانوا أطفالا لعائلات خدم يعيشون في المنزل نفسه. إلا أنها أكدت أن هويات هؤلاء الأفراد لا تزال غامضة، ولا يمكن الجزم بعلاقاتهم بدقة.
وركز الفريق البحثي على تحليل 14 قالبا جصيا تم ترميمه، حيث استخرجوا الحمض النووي من بقايا الهياكل العظمية المجزأة التي اختلطت بعضها ببعض. وكان الهدف من هذا التحليل تحديد الجنس والأصل الجغرافي والعلاقات الوراثية بين الضحايا.
وأظهرت النتائج أن هؤلاء الأشخاص ينحدرون من مناطق متنوعة في البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك مناطق مثل تركيا الوسطى والشرقية وسردينيا ولبنان وإيطاليا.
كما استطاع العلماء أن يعيدوا بناء بعض التفاصيل الجسدية لهؤلاء الأفراد، حيث تبين أن أحدهم كان ذا شعر أسود وبشرة داكنة، بينما كان آخران بعيون بنية. ومع ذلك، أكد العلماء أنهم بحاجة إلى إجراء مزيد من الاختبارات الجينية للحصول على صورة أكثر شمولية عن تاريخ سكان بومبي.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة بومبي لم تُكتشف إلا في القرن الثامن عشر، عندما اكتشف العلماء جثثا تم الحفاظ عليها تماما بسبب الرماد الذي غطاها. وعلى الرغم من أن الأنسجة الرخوة قد تحللت على مر القرون، إلا أن الأشكال الهيكلية للموتى بقيت سليمة، ما سمح باستعادة تفاصيل دقيقة عن وضعياتهم النهائية.
وبدأت عمليات التنقيب في بومبي عام 1748، وواصل العلماء اكتشافهم لبقايا المدينة الدفينة.
وخلال عمليات التنقيب التي جرت في عام 1914، تم اكتشاف 9 أفراد في حديقة منزل، كان اثنان منهم في وضعية عناق. وفي ذلك الوقت، اعتقد علماء الآثار أنهما ربما كانا أما وابنتها أو أختين. لكن التحليل الجيني أظهر أن أحدهما كان يبلغ من العمر بين 14 و19 عاما، بينما كان الآخر في سن الـ22، وكانا من خلفيات جينية مختلفة.