دمشق-سانا

بمناسبة يوم المتاحف العالمي نظمت مديرية الآثار والمتاحف اليوم ندوة حوارية بعنوان “دور المجتمع المحلي في الحفاظ على الآثار” بالتعاون مع جمعية اصدقاء المتاحف وجمعية العاديات وذلك في القاعة الشامية بالمتحف الوطني بدمشق.

وقال مدير الآثار والمتاحف محمد نظير عوض إن المديرية عملت على تسجيل ستة مواقع على لائحة التراث العالمي من خلال تحقيق كافة المعايير والضوابط اللازمة للحفاظ عليها ووفق القوانين السورية، مبيناً أن تداعيات الحرب الإرهابية على سورية والتي طالت أيضاً الآثار كشفت بعض مواطن الضعف التي تسعى المديرية دائماً لتجاوزها من خلال توظيف أهالي المنطقة بالمناطق الأثرية القريبة منهم.

وأضاف عوض: رغم ما نواجهه من تحديات وصعاب وأوضاع اقتصادية قاسية والتي تنعكس على صعوبة الاستيراد لكن تمت إعادة افتتاح عدد من المتاحف، مشيراً إلى أن كارثة الزلزال العام الماضي أحدثت تأثيراً مركباً ومعقداً وعادت بالعمل إلى مراحل الترميم، موضحاً أن ترميم المواقع الأثرية شاق ومكلف أكثر من المباني الحديثة.

بدوره قال نائب مدير الآثار والمتاحف الدكتور همام سعد خلال الندوة: “فقدنا الكثير من القطع الاثرية الموجودة في المواقع الأثرية بعضها تعرض للكسر وبعضها للسرقة بالإضافة لفقدان ما يقارب 500 قطعة في محافظة إدلب”، مستعرضاً كمية الضرر الذي ألحق بالمناطق الأثرية التي سيطرت عليها التنظيمات الإرهابية من تخريب وحفر جائر بأليات ثقيلة، مبيناً أن معالجة الضرر نتيجة الحرب تختلف عن معالجته نتيجة الزلزال.

وأوضح مدير الدائرة القانونية بمتحف دمشق الوطني أيمن سليمان أن حماية التراث الثقافي تتضمن شقين، الأول قانوني والثاني مادي، وقال ” نحن نسعى بكل الامكانيات والجهود من قبل المؤسسات المعنية والمجتمعات المحلية لحماية آثارنا السورية لأنها ذاكرة الشعوب وذاكرة الماضي وأمان المستقبل”، مشيراً إلى أن الوعي الثقافي بأهمية الآثار يبدأ من البيت والمدرسة وصولاً إلى الجامعة كما أن للإعلام دوراً مهما في تسليط الضوء على التوعية بالآثار ومكانتها الفريدة على مستوى العالم.

ولفت رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء المتاحف إياد غانم إلى دور المجتمع المحلي بتعليم وتمكين الطلاب في مختلف المراحل بما يخص الاثار السورية بالإضافة الى تقديم نشاطات للأطفال وتنظيم زيارة دورية للمتاحف بالتنسيق مع وزارة التربية بهدف التعرف على المتاحف عن قرب من خلال جولات ميدانية.

وأشار إلى أنه ضمن الاعمال التي يقوم بها قسم الآثار بجامعة دمشق تقديم برنامج لتدريب طلابه على أعمال الترميم والتنقيب ما مكنهم من المشاركة ضمن بعثة التنقيب الأثرية السورية_ الإيطالية بموقع تل السمهانة.

زينب علي

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

استفزاز صهيوني جديد.. أدرعي يتجوّل في الأراضي السورية

يمانيون../
بدعمٍ أمريكي غيرِ مسبوق، يسعى كيان الاحتلال الإسرائيلي للهيمنة الإقليمية، مستخدمًا القوة العسكرية والناعمة، والتخطيط السياسي لفرض واقع جديد فيما يسمى جزافًا بـ”الشرق الأوسط”.

وفي مشهدية الوضع الحالي الذي لا يقتصر على القصف والدمار والقتل والتشريد، بل يتعداه إلى سياساتٍ أكثرَ وحشيةٍ من الاستعمار التقليدي، لم يعد كيان الاحتلال يهتم بإخفاء أهدافه؛ بل يسعى لتكريسها واقعًا جديدًا يضمن مصالحه، بينما يُستبعَدُ فيه أصحابُ الأرض عن التأثير الفعلي في صناعة مستقبل أوطانهم.

وفيما المخطّط الصهيوني يشمل التوسع في الضفة الغربية وسوريا ولبنان وأماكن أُخرى، تهيمن الصهيونية الدينية على المشهد، والرؤية التوراتية المحرفة تُترجَمُ على الأرض، ومجرم الحرب “نتنياهو” يمنح المتطرفين الصهاينة ما يريدون لضمان بقائه في الحكم.

وإذ يتراجع القانون الدولي، ويُستبدل بوقائعَ جديدةٍ يفرضها الكيان الغاصب والولايات المتحدة؛ ما يجعل المنطقة برمتها تحت رحمة قوى الاحتلال والهيمنة العالمية والاستغلال المنهجي لكل مواردها ومقدراتها السيادية الظاهرة والباطنة.

سوريا اليوم، أضحت ساحةً معقَّدةً للصراع الإقليمي والدولي، حَيثُ تزايدت العمليات العسكرية الإسرائيلية والغارات الجوية، وسياسة القضم التدريجي للأرض، في سياق تنفيذ مخطّطاتها التوسعية، ومواجهة التحَرّكات والطموحات الإقليمية المتسارعة والمنافسة لها.

في الإطار؛ وفي حركةٍ استفزازية جديدة؛ أجرى متحدث جيش الاحتلال للإعلام العربي الصهيوني “أفيخاي أدرعي” جولةً داخل الأراضي السورية التي يحتلها كيانه، في انتهاك جديدٍ لسيادة هذا البلد العربي الأصيل.

ونشر “أدرعي”، عبر حسابه الشخصي بمنصة “إكس” مساء الثلاثاء، 3 صور له من هذه الجولة، تظهر خلفه في إحداها لافتة لمدينة القنيطرة جنوبي غربي سوريا.

وتحدث مفتخرًا بأنه يقوم بجولةٍ في الجنوب السوري، حَيثُ تنتشر قوات “الجيش الإسرائيلي” داخل الأراضي السورية، زاعمًا أن احتلال بلاده لهذه الأراضي يهدف إلى “منع التهديدات المحتملة وضمان أمن مواطني “إسرائيل”.

وقال “أدرعي”: إن “وجودنا في هذه المنطقة يعزز قدرتنا على الاستجابة السريعة لأي سيناريو أمني قد ينشأ نتيجة الأوضاع الداخلية في سوريا”، حَــدَّ زعمه.

دمشق لا تثيرُها “إسرائيلُ” فعيونُها على سُكانِ الساحل:

وفي هذا الشأن؛ وعلى الجانب الآخر، يظل موقف النظام السوري غير واضح، وسط تحديات داخلية وخارجية ضخمة وغامضة، مع تصاعد الانتهاكات بحق المدنيين في بعض مناطق “ريف حِمْص” وقرى الساحل السوري.

ووفقًا لمنظماتٍ حقوقية سورية، فَــإنَّ الإدارةَ الجديدة في دمشق تغض الطرف عن الاستهداف الصهيوني المتكرّر لسوريا، غير أنها تَصُبُّ جامَ غضبِها على مواطنيها، من خلال اتباع أساليب جديدة للابتزاز والتهديد تنذر بعواقبَ إنسانيةٍ وخيمة، وتشكّل خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان.

وبينما كان الصهيوني “أدرعي” يتجوَّلُ بحرية في “القنيطرة” جنوبًا، رفقةَ أفواجٍ من (السيَّاح) الصهاينة، أكّـد شهود عيان الثلاثاء، في شهاداتٍ موثقةٍ في “قرية جبلايا” بريف “حمص”، تعرُّضَ الأهالي لتهديداتٍ مباشرة من قبل مجموعاتٍ مسلحة، تمثَّلت في “مطالبتهم بدفع مبالغَ مالية تعادل قيمة 300 قطعة سلاح حربي، رغم عدم امتلاكهم لأيٍّ منها”.

وبحسب الشهود، تضمن التهديد إدخَالَ فصيل مسلح تابع لإدارة دمشق، إلى القرية في حال عدم الامتثال، مع التلويح بارتكاب “مجازرَ جماعية”؛ ما دفع نسبةً كبيرةً من السكان إلى “النزوح؛ هربًا من التهديد”.

وفي حادثةٍ مشابهة، أفادت مصادر أهلية من قرية “الحطانية” التابعة لـ”بانياس”، بأن الأهالي خُيِّروا بين “دفع مبلغ قدره 60 مليون ليرة سورية، أَو مواجهة دخول فصيل مسلَّح إلى قريتهم”.

هذه الممارسات -بحسب مراقبين- تشكِّلُ جرائمَ تهديدٍ وترهيبٍ وابتزازٍ، وتعرض حياة المدنيين وسلامتهم للخطر، وتندرج ضمن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترقى إلى جرائمَ ضد الإنسانية؛ كون استمرارها وتكرارها بشكلٍ ممنهج يأتي على مرأى ومسمع الإدارة في دمشق.

في السياق، أكّـد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن “استمرار هذه الممارسات التي ترهب المدنيين وتغذّي حالة من الهلع والفوضى لا تخدُمُ السلطة القائمة، بل تصب في مصلحة خصومها، وتفاقم من حالة الانقسام وانعدام الثقة”.

إذن.. تشابكاتٌ وتناقضاتٌ، تعكسُ حقبةً جديدةً من الصراعات الإقليمية، في ظل مخطّط صهيوني أمريكي يعمل على إعادة وصياغة نظام جديد وديناميكيات محدّدة للقوة المحرِّكة داخل المنطقة.

ووسط غيابٍ كامل لدورٍ فاعل للمجتمع الدولي والعربي والإسلامي، يظهر في المشهد اليوم عمق الفجوة القاتمة بين أمل الوعود والتحولات، وواقع الإنجاز والتحَرّكات والتي تسير نحو مستقبلٍ مجهولٍ ينتظر سوريا “الأرض والإنسان”.

عبدالقوي السباعي| المسيرة

مقالات مشابهة

  • “إعاثي الملك سلمان” يوزّع 220 قطعة ملابس في دمشق
  • فضيحة جديدة تهز المتحف البريطاني.. تمثال مصري قديم مرتبط بمهرب آثار دولي
  • بدء حملة “إيد بإيد نرتقي” لتنظيف الأسواق الأثرية في مدينة حمص
  • وعينها على “الكعكعة السورية”.. تركيا تنفي وجود علاقات لها مع إسرائيل
  • الآثار والمتاحف تدين العدوان الأمريكي على قلعة “القشلة”: جريمة بحق التراث اليمني
  • استفزاز صهيوني جديد.. أدرعي يتجوّل في الأراضي السورية
  • هيئة الآثار تدين العدوان الأمريكي على قلعة “القشلة” التاريخية بجبل نقم
  • بالصور.. انطلاق ندوة “الفيفا” حول الاحتراف بالجزائر
  • رئيس “الغذاء والدواء” يؤكد دور الجهات الرقابية في تمكين الاستثمار خلال المنتدى العالمي للإنتاج المحلي بأبوظبي
  • “الفيفا” تُنظم ندوة حول الاحتراف بالجزائر