بدران: التوافق مكن الدولة لتقوم بالإجراءات اللازمة لتحقيق الأمن الوطني

قال وزير الوزير السابق إبراهيم بدران، إن ما يميز الأردن بشكل موضوعي هو التوافق ما بين المجتمع والنظام وبالتالي رأس الدولة، بمعنى أن الأردن لم يشهد نزاعا داخليا على السلطة كما وقع في كثير من البلدان العربية.

اقرأ أيضاً : بالفيديو.

. توضيح حكومي مهم بشأن تنظيم الإجازة بدون راتب

وأضاف في حديث لبرنامج نبض البلد عبر "رؤيا" أن هذا التوافق مكن الدولة لتقوم بالإجراءات اللازمة لتحقيق الأمن الوطني سواء بمفهومه الداخلي أو بمقهومه على الحدود

وأشار إلى أن سقف الطموح لدى الأردنيين الطموح عالي ومرتفع، مؤكدا أم الأردنيين منفتحين على دول العالم وعلى ما بجري حولهم وبالتالي لديهم طموحات عالية ولا بأس في ذلك، والدولة تسعى إلى التجاوب مع هذه الطموحات بشكل مقبول وتوافقي.

ولفت بدران إلى أن المجمع الدولي ينظر إلى الأردن كدولة مستقرة راسخة فيها مؤسسات وبرامج يجري تنفيذها وهذا يساعد على تعزيز مكانة الدولة لينعكس على الأمن الوطني.

وأوضح أن موضوع الأمن الوطني في الأردن مشترك وهو سر النجاح،لافتا إلى أنه حينما يكون مفهوم الأمن الوطني مشترك بين القوة الأمنية والجسم السياسي ورأس الدولة وما بين المجتمع بفئاته المختلفة فإن هذا يعطي للأمن الوطني تعزيزا كبيرا.

وتابع، بالاضافة إلى ذلك فإن سياسية الأردن الحفاظ على أمنه دون التدخل في شؤون الدول الاخرى وخاصة الدول المجاورة، وبالتالي فالجميع ينظر إلى الأردن انها دولة تحترم حقوق الآخرين والقانون الدولي وبنفس الوقت تعمل على تعزيز الأمن الوطني.

ولفت إلى أن هناك أبعاد اجتماعية واقتصادية للأمن الوطني وهذه الأبعاد تعمل الدولة على تحقيقها.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: الأمن الحكومة رئاسة الوزراء الأمن الوطنی إلى أن

إقرأ أيضاً:

أهل الشمال بين الدور الوطني والاتهامات الجائرة

دراسة تحليلية على ضوء توثيق د. حياة عبد الملك

مقدمة:
في ظل الانهيار الوطني الشامل، تتصاعد أصوات تُحمّل أهل الشمال مسؤولية فشل الدولة السودانية، وتتهمهم بالهيمنة على السلطة والثروة، وكأنهم ظلوا وحدهم يحكمون السودان منذ الاستقلال. هذا الخطاب العاطفي، المحمّل بالكراهية والتعميم، يتغافل عن حقائق موضوعية موثقة، من أبرزها ما سجلته الدكتورة حياة عبد الملك في أبحاثها، التي كشفت الدور الجوهري لأبناء الشمال في تأسيس مؤسسات الدولة، والظروف التاريخية التي أفرزت تفاوتات في التعليم والوظائف، كما وثّقت الصدام بين مفاهيم الدولة الحديثة وبين الذهنية القبلية التي ترى الأرض حقاً قبلياً لا عاماً.

أولاً: دور أبناء الشمال في بناء الدولة السودانية
منذ الحقبة الاستعمارية، وُجد أبناء الشمال في تماس مباشر مع أدوات الحكم والإدارة، لا بحكم الامتياز بل بسبب القرب الجغرافي من المركز. نالوا القدر الأكبر من التعليم ولكنهم لم يتقوقعوا في مناطقهم ولا المركز، بل انطلقوا إلى جميع أقاليم السودان – خاصة دارفور وكردفان والجنوب – موظفين في جهاز الدولة: معلمين، أطباء بيطريين وبشريين، مهندسين، قضاة، ضباطاً إداريين، زراعيين ومهنيين في كل القطاعات. قدموا الخدمات في ظروف قاسية وبعيداً عن أسرهم ومجتمعاتهم، بدوافع وطنية لا سلطوية، وبمرتبات تكفل العيش الكفاف، ولم يحصوا على أي إمتيازات خاصة، من سكان تلك المناطق، بل كانوا نموذجاً لنكران الذات في سبيل بناء دولة حديثة تسع الجميع وتحيل الثروات الطبيعة لرخاء ونعيم.

ثانيًا: فشل الدولة السودانية والتصادم مع التعدد

لم يكن فشل الدولة نتاج فساد فقط، بل نتيجة غياب مشروع وطني جامع يعترف بالتنوع، ويؤسس لوحدة طوعية. لقد حاولت النخب فرض مركزية سلطوية، على نمط بريطانيا، على مجتمعات لا تزال تقيس الشرعية بمدى الالتزام بالانتماء القبلي، فكانت النتيجة فقدان الثقة وتمدد الفوضى. الدولة لم تدمج هذه المجتمعات، وهي مجتمعات، حتى هذه اللحظة، لا تعترف بجدوى الولاء القومي.

ثالثاً: العشوائيات كنتاج للقطيعة بين الدولة والمجتمع

توثّق أبحاث د. حياة أن مفاهيم مثل “ملكية الدولة للأرض” لم تجد طريقها إلى الوعي الجمعي في مجتمعات تعيش على إرث تقليدي قبلي، خاصة في دارفور، حيث زعماء القبائل هم يملكون الأرض، يمنحون ويحرمون كيفما يشاؤون، وبسبب غياب الاعتراف بهذه الملكية للدولة المدنية، حُرم كثيرون، من مواطني دارفور على وجه الخصوص، من التملك وفرص العيش الكريم، ولم يكن أمامهم سوى العمل بالسخرة أو نزوحهم للمدن الكبرى، في الشريط النيلي وخاصة العاصمة حيث أقاموا في أطرافها، ليصبحوا عالة على نظام خدمي هش. الدولة لا تستطيع أن تقدم خدمات لمجتمعات لا تدفع الضرائب، ولذا لن يكون لها وجود في سجلات الصحة والتعليم. وهكذا نشأت أحياء هشة، خارج السيطرة، بيئات خصبة للجريمة والتطرف، والإستقطاب للحروب تحت ذريعة الظلم والتهميش ومع ذلك يُحمّل سكان تلك المدن، وهم أهل الشمال تلك المسؤولية!

رابعاً: الهجوم على قبائل الشمال
تشويه متعمد للتاريخ

الدناقلة، المحس، الحلفاويون، السكوت الجعليون، الشايقية هي قبائل أصبحت تتعرض لحملات منظمة من التشكيك والتشويه. لكن التاريخ يشهد بأنهم كانوا في طليعة مناضلي الاستقلال، ورواد الخدمة المدنية، وروح الثورات. اتهموهم بالهيمنة، ونسوا أنهم كافحوا وتعلموا ليس من أجل مجتمعاتهم فقط بل الهجرة من اقصى الشمال ليخدموا في أقصى الجنوب، وبهذا لا يعقل أن نسميهم مستعمرين بل وطنيين حتى النخاع.

خامساً: أبناء الشمال والتعليم، رهانات لا امتيازات

لم يكن التعليم حكراً على أحد، لكن أهل الشمال آمنوا به، وضحوا من أجله، راهنوا عليه كمصعد اجتماعي ولم يرثوه جاهزًا. واليوم، أصبح ما كان بالأمس تضحية، يُقدَّم على أنه جريمة امتياز وهيمنة.

سادساً: نحو حل عادل
تفكيك المركزية وإعادة هيكلة الدولة

المركزية فشلت.
والمطلوب الآن نموذج كونفدرالي مرن يمنح كل إقليم سلطة ذاتية، ويقرّ بحق تقرير المصير، ولكن داخل عقد أخلاقي ووحدوي. العودة إلى الأصول، وعودة كل مكون إلى موطنه، هو الخيار الأمثل لتحقيق الاستقرار، وتعزيز الثقة، وإنهاء حالة الاستقطاب والعداء.

خاتمة:
الخطاب الذي يُحمّل الشمال كل أوجاع السودان، هو خطاب ظلامي إرهابي لن يعيد الحقوق ويضمن العدالة ولن يبني وطناً. آن الأوان لعقد اجتماعي جديد، قوامه الشراكة والاعتراف والعدالة، لا الدماء والكراهية. من حلفا إلى الفاشر، ومن بورتسودان إلى الجبلين، يمكن أن ينشأ سودان جديد، كونفدرالي، يعترف بالتنوع ويحتفي بالاختلاف، ويضمن الحقوق للجميع، بشرط أن يرضى الجميع بالعودة لأصولهم، والتحرر من أحقاد الماضي.

المرجع:
أبحاث ومقالات الدكتورة حياة عبد الملك حول موظفي الشمال، وتاريخ الخدمة المدنية، وسوسيولوجيا العلاقة بين الدولة والقبيلة في السودان.

٦ أبريل ٢٠٢٥
sfmtaha@msn.com

   

مقالات مشابهة

  • حسان .. لن نسمح لأحد أن يتدخل بشؤون الأردن أو أن يملي عليه
  • المنتخب الوطني للكرة النسائية يُكرر فوزه على الأردن في الودية الثانية
  • محمد فؤاد: أطالب بزيادة رواتب أعضاء “النواب” و” الدولة” بعد خفض قيمة الدينار 
  • المنتخب الوطني للكرة النسائية يفوز على الأردن في الودية الثانية
  • الكرة النسائية.. المنتخب الوطني يكتسح الأردن بخماسية
  • عن الدين والدولة ملاحظات أوَّلية
  • عون تلقى رسالة دعم اميركية جديدة: سنبدأ قريبًا بصياغة استراتيجية الأمن الوطني
  • الباعور يبحث مع تيته وستيفاني إحاطة البعثة الأممية المرتقبة أمام مجلس الأمن
  • كتلة التوافق الوطني تحذر من “انهيار مالي وشيك” وتدين “سرقة” مقدرات الشعب الليبي
  • أهل الشمال بين الدور الوطني والاتهامات الجائرة