يبدو أن إيران بدأت تجني ثمار إرهاب وكلائها في اليمن والمنطقة، وبرز هذا الأمر من خلال الكشف عن كواليس محادثات غير مباشرة بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين في مسقط في ظل وساطة تقودها عُمان تحت غطاء "تجنب المنطقة مزيدا من التصعيد في مقدمتها الهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي ضد خطوط الملاحة الدولية بالبحر الأحمر".

وسرب تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأميركي، السبت، معلومات حول قيام اثنين من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بإجراء محادثات غير مباشرة مع مسؤولين إيرانيين وبوساطة عُمانية في محاولة لتجنب تصعيد الهجمات التي تستهدف القوات والمصالح الأميركية.

ونقل الموقع الأميركي أن المحادثات التي شارك فيها بريت ماكجورك، مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، وأبرام بالي القائم بأعمال المبعوث الأميركي لإيران، تعد أول جولة محادثات بين الولايات المتحدة وإيران منذ يناير.

وجاءت الخطوة الأميركية عقب تأكيدات بأن وكلاء إيران في اليمن والعراق ولبنان مستمرون في هجماتهم بعيداً عن الشماعات التي يتم الترويج لها لنصرة فلسطين وأبناء غزة. وأن هذه الهجمات من بينها استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر سوف تستمر بإيعاز من طهران حتى مع وقوف الحرب في غزة.

وذكرت المصادر أن ماكجورك وبالي وصلا إلى العاصمة العمانية مسقط، الثلاثاء، واجتمعا مع وسطاء عمانيين، لكن من غير الواضح مَن الذي مثَل طهران في المحادثات التي ركزت على توضيح عواقب تصرفات إيران ووكلائها في المنطقة ومناقشة المخاوف الأميركية بشأن وضع برنامج طهران النووي.

وبحسب مصادر مطلعة، تنظر الولايات المتحدة إلى هذه القنوات غير المباشرة كوسيلة لمعالجة "المجموعة الكاملة من التهديدات الصادرة عن إيران". ويشمل ذلك نقل التوقعات المرجوّة من إيران لمنع اندلاع صراع أوسع نطاقاً.

وكان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل قال إن إدارة بايدن لديها طرقها الخاصة للتواصل مع طهران عند الضرورة، مشيراً إلى أن واشنطن تواصل تقييم أن إيران لا تقوم حالياً بالأنشطة الرئيسية التي ستكون ضرورية لإنتاج سلاح نووي قابل للاختبار، وأن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن المرشد الإيراني اتخذ قراراً باستئناف برنامج التسلح النووي، "الذي نعتقد أن طهران قامت بتعليقه أو إيقافه في نهاية العام 2003". 

وربط الكثير من المراقبين والخبراء التصعيد الحوثي وتوسيع هجماتهم من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي وأخيرا صوب البحر المتوسط بتوجيهات إيرانية، واستغلال هذا التصعيد كورقة ابتزاز وضغط خلال المفاوضات المحتملة مع الإدارة الأميركية.

وأكد الخبير العسكري المصري ممدوح الإمام، أنه ليس من المتوقع توقف عمليات الحوثي في البحر الأحمر حتى في حال توقف الحرب على غزة، لأن الحوثي أحد أذرع إيران التي من مصلحتها أن توضح للعالم كله بأنها تستطيع أن تشعل المنطقة أو تطفئها لصالح أجندتها وأهدافها.

وكشف اللواء البحري خلال تصريحات متلفزة عبر شاشة دي ام سي، أن أزمة البحر الأحمر تتفاقم وتصاعد الهجمات مصدرها إيرن هدفها تهديد دول الخليج. لافتا إلى أن الإدارة الأميركية لا توجد لديها إرادة قوية لإنهاء الموقف والأزمة من خلال الاستراتيجية الحالية التي تتبعها في التعامل وردع الهجمات.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

بعد محادثات عمان.. ترامب يعتزم اتخاذ قرارات سريعة بشأن إيران

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، إنه يتوقع اتخاذ قرار بشأن إيران "سريعا جدا" عقب ما وصفته واشنطن وطهران بمحادثات غير مباشرة إيجابية وبناءة عقدت في سلطنة عمان.

في حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، أكد ترامب أنه التقى بمستشاريه لمناقشة الملف الإيراني، وتوقع التوصل إلى نتيجة سريعة. إلا أنه لم يُفصّل في هذا الشأن. وقال: "سنتخذ قرارًا بشأن إيران قريبًا جدًا".

مفاوضات عمان

مثّلت المفاوضات غير المباشرة، التي عُقدت في مسقط يوم السبت، لحظةً نادرةً من التواصل الدبلوماسي بين الخصمين القديمين. وهدفت المناقشات إلى معالجة المخاوف الغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني.

ترأس وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الوفد الإيراني، بينما ترأس المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الوفد الأمريكي.

ورغم احتمالية خيبة الأمل، بدا أن الاجتماع فتح آفاقًا جديدة، حيث اتفق الجانبان على مواصلة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نووي جديد محتمل.

جاء هذا الترتيب بعد إصرار إيران على إجراء محادثات غير مباشرة، بوساطة عُمان. وجاء هذا الترتيب رغم إعلان سابق لترامب، برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الولايات المتحدة ستسعى لعقد اجتماعات مباشرة مع إيران.

تفاؤل حذر

وفي أعقاب المحادثات، استجاب الزعماء في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك العراق والمملكة العربية السعودية، بتفاؤل حذر، مشيرين إلى التحول في اللهجة بعد سنوات من الجمود.

ردد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان هذا التغيير في الخطاب الأسبوع الماضي بدعوة مستثمرين أمريكيين إلى البلاد، في تحول ملحوظ عن رسائل طهران المعتادة تجاه غريمها الجيوسياسي الرئيسي. 

من الجانب الأمريكي، صرّح نائب المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، لصحيفة "ذا ناشيونال" بأن إدارة ترامب تضم مسؤولين يركزون على "النتائج" و"الإنجاز".

 

مقالات مشابهة

  • طهران ترفض الشرط الأميركي بشأن وقف تخصيب اليورانيوم
  • بريطانيا تفرض عقوبات على منظمة إيرانية لصلتها بمؤامرات في أوروبا
  • نيويورك تايمز: خبايا الحملة التي يشنها ترامب ضد الجامعات الأميركية
  • أحمد نور الدين: الهجمات السيبرانية تحوّلت إلى إرهاب إلكتروني يهدد أمن الدول
  • واشنطن وطهران مفاوضات نَدِّيَة وشروط إيرانية مُستجابة كيف ستكون نهايتها؟
  • الحوثي: غارات أميركية تستهدف مناطق في وسط وغرب اليمن
  • مقتل سبعة يمنيين في غارات أميركية على محافظة صنعاء  
  • بعد محادثات عمان.. ترامب يعتزم اتخاذ قرارات سريعة بشأن إيران
  • الحوثي: أسقطنا مسيرة أميركية بصاروخ أرض جو
  • طهران وواشنطن على طاولة واحدة.. محادثات بنّاءة تحت نيران المحافظين| قراءة