اللجنة الشعبية في اللد تنظم مسيرة صامتة يوم الجمعة المقبل
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
اللد - صفا
دعت اللجنة الشعبية العربية في مدينة اللد إلى مسيرة صامتة بعد صلاة يوم الجمعة المقبل، من أمام المسجد الكبير والكنيسة، في الذكرى الثالثة لهبة الكرامة بعنوان "سنصرخ بصمت".
وبينت اللجنة الشعبية في مدينة اللد، خلال بيان اطّلعت عليه وكالة "صفا"، أن المسيرة ستنظمها بالتعاون مع أعضاء بلدية اللد العرب ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بالداخل.
ولفتت إلى أن الذكرى الثالثة لهبة الكرامة تأتي في الوقت الذي تبين فيه أن "دولة الاحتلال المسؤولة عن جلب المستوطنين المتطرفين من مستوطنات الضفة الغربية، والذين انضموا إلى المتطرفين الذين يسكنون بيننا، بهدف الاعتداء على العرب وتهديدهم".
وقالت اللجنة الشعبية: "هؤلاء الإرهابيون قتلوا الشهيد موسى حسونة، وتسببوا في إصابات بالغة للعديد من أهلنا، بالاضافة إلى الاعتداء على المقدسات والممتلكات والبيوت العربية".
وأشارت إلى أنه "بالرغم من مطالبتنا المستمرة من الأجهزة الرسمية بالقيام بالاجراءات القانونية اللازمة من أجل معاقبة المحرضين والقتلة والمعتدين من الارهابيين اليهود، إلا أن الدولة وقفت مكتوفة الأيدي لا تحرك ساكنا".
وأضافت "لقد قامت بممارسة سياسة الحكم العسكري علينا بواسطة سياسات القمع والملاحقة المخابراتية، وفرض سياسة تكميم الأفواه، حتى الصراخ منعوه عنا".
وجاء في البيان" في هذا العام، وخاصة بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، ازدادت سياسات القمع المخابراتية والشرطية على أهلنا في مدينة اللد وكل الداخل الفلسطيني المحتل".
وأوضحت اللجنة أن الاحتلال يكيل بمكيالين ويمارس سياسة الفصل العنصري" الابرتهايد" بنسختها الإسرائيلية، "فهو من جهة يقوم بمساعدة المستوطن الارهابي من الإفلات من العقوبة، ومن جهة أخرى يقوم بإنزال أقصى العقوبات على شبابنا بمجرد أنهم عبروا عن غضبهم إزاء هذه السياسات العنصرية".
وأضافت "لقد قررنا في هذا العام أن نوجه رسالة مختلفة نفضح بها هذه السياسات العنصرية، لذا فإننا سنقوم بإحياء هذه الذكرى بمسيرة صامتة في نفس المسار، والصمت هو تعبير عن سياسة تكميم الأفواه وسياسة الفصل العنصري التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية، ورفض لسياسات القمع المخابراتية والشرطية على أهلنا".
وتابعت "لقد قمنا منذ عام 2021 بإحياء الذكرى في مدينة اللد بمسيرة كبيرة تنطلق من ساحة المسجد الكبير والكنيسة مرورا بمكان استشهاد الشهيد موسى حسونة، وانتهاء عند ضريح الشهيد".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: اللجنة الشعبیة فی مدینة اللد
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: سياسة الهروب إلى الأمام
للمرة الرابعة طيلة ثمانية أعوام، يمثل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام القضاء بتهم فساد واستغلال للسلطة، وسط حرب مفتوحة تشنها قواته على فلسطين المحتلة وسورية ولبنان وإيران واليمن، وخلاف في الداخل الإسرائيلي لم يحسم الموقف منه.
نتنياهو الذي أخفقت دولته البوليسية في صد عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول 2023، وفشلت كل أجهزته الأمنية في التعامل المبكر مع ترتيبات العملية، تمكن من إدارة أزمة الخلاف الداخلي التي كادت تطيح به وانتصر على جميع معارضيه في رؤيته السياسية والدموية للحرب على غزة.
العديد من المتابعين للشأن السياسي كانوا يعتقدون أن رئيس الحكومة الإسرائيلية لن يكمل وظيفته بعد تعالي الأصوات التي تطالبه بالذهاب الفوري لإتمام صفقة مع «حماس» تتضمن إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، غير أن نتنياهو تمكن من تغيير الموجة لصالحه ومضى في الحرب.
لقد ساعده أن خصومه السياسيين ضعفاء وصوت المعارضة غير موحد، ما أتاح له المناورة السياسية بتبني مواقف متشددة تضمن له التحصن خلف قاعدته اليمينية المتطرفة، والمتعارف عليه أن نتنياهو حين يقع في أزمات داخلية أو خارجية يتبنى سياسة الهروب إلى الأمام.
في حربه مع خصومه في المعارضة وقت محاكماته بالفساد، لجأ نتنياهو إلى افتعال أزمات مع الفلسطينيين لحرف الأنظار عن مسار محاكمته، ونجح في ذلك وكسب الوقت لدعم تأييد معسكر اليمين المتطرف الذي ينتمي إليه.
كذلك حينما طالبته المعارضة بالاستقالة والاستجابة لمطالبها بشأن إخفاقات التعامل مع ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، تعمد الهروب إلى الأمام بصب الزيت على النار في غزة وشيطنتها، واعتبار الحرب ضدها حرب تحرر وطني وقومي وديني.
خلال محاكمته الأخيرة قبل أيام، خرج نتنياهو إلى وسائل الإعلام يعدد إنجازاته في تحقيق الأمن والهدوء على الجبهة الشمالية بعد إتمام الهدنة مع لبنان، وبطولاته في محور سورية وتوسيع المنطقة العازلة واستهداف معظم ترسانتها الحربية.
تحدث كثيراً عن ملامح الشرق الأوسط الجديد والسعي لترسيخه على أرض الواقع، بتحييد سورية والتركيز على إيران وفلسطين المحتلة. وقال: إن هذا التغيير مقبل لا محالة، وبالطبع هذه رسالة موجهة للداخل الإسرائيلي قبل الخارج.
هو يريد أن يقول للجمهور الإسرائيلي، إنه الوحيد القادر على تحقيق الإنجازات وجلب السلام الإستراتيجي للدولة العبرية، وأنه الأقدر عن غيره من السياسيين في التعامل مع الملفات الحسّاسة، وليس هناك أدنى شك أنه سيستخدم كل أسلحته ويقدم مسرحية ترجئ أو تفشل محاكمته.
بعد أن تمكن من تحييد جبهتَي لبنان وسورية، يبقى على نتنياهو أن يتعامل مع الملف الفلسطيني وهو الملف الأسخن والأهم لاعتبارات الجغرافيا والديموغرافيا وكذلك لاعتبارات سياسية تتعلق بموقعه في الحكومة الإسرائيلية.
الآن كل الحديث يدور حول هدنة وشيكة مع حركة «حماس»، دون الاستفاضة في تقديم تفاصيل بشأنها والعقبات التي يمكن أن تمنع تحقيقها. هنا سيحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية جلب هدنة على المقاس الذي يريده بالضبط.
هو لا يهمه كثيراً مصير الأسرى الإسرائيليين لأن التفكير فيهم سيحد من مناوراته السياسية، ولذلك يفضل «المطمطة» في العدوان على غزة حتى يسمع عن أفكار مقبولة من «حماس» ربما تسمح ببقاء إسرائيل في محورَي فيلادلفيا و»نتساريم».
الفكرة أن نتنياهو يرغب في المماطلة بالملف الفلسطيني حتى يبقى على قمة الهرم السياسي. من الجائز أن يذهب في هدنة مجهولة مع «حماس»، لكنه سيسعى إلى ختمها بالحصول على مكاسب سياسية إما في غزة أو عبر الضفة الغربية.
ثمة ما يسمى مبدأ المكافأة أو جائزة الترضية، وتقوم على أساس أن نتنياهو حينما لم يتمكن من تحقيق أهم أهدافه في قطاع غزة، يذهب إلى الضفة الغربية أو محور سورية ويحقق فيها إنجازات، حتى يقدمها هدية إلى شعبه ثمناً للسكوت عنه.
هذا ما يحدث بالضبط في الضفة الغربية من سياسات تسمين المستوطنات وسرقة ممتلكات الفلسطينيين وتدميرها وإحراقها، وممارسة كل أنواع الترهيب بهدف تحويل الضفة إلى حديقة إسرائيلية، وكل ذلك يأتي تحت العنوان الأكبر «بقاء نتنياهو في السلطة».
في سبيل بقائه بالسلطة، نتنياهو مستعد للتضحية بأقرب المقربين منه حتى يحتفظ بالكرسي. فعلها مع حلفائه وتخلى عن غالانت وزير حربه، وهو الآن ينتظر صديقه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حتى يساعده في تجاوز المحن الداخلية والخارجية، وتحقيق مصلحة إسرائيل فوق أي مصلحة أخرى.
(الأيام الفلسطينية)