جنبلاط يردّ على نصرالله: هذا الكلام مرفوض
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إن "الحزب قدّم مذكرة للأحزاب بما يتعلق بملف النازحين السوريين، وقد وصلت الى الرئيس نبيه بري، ثم حصل سجال واسع، وكانت توصيات المجلس النيابي بخصوص ذلك".
وخلال لقاءٍ حواري استضافته فيه "مؤسسة نجار للثقافة والحرية"، قال جنبلاط: "اكتشفنا بأن ليس هناك من تصنيف فعلي للوجود السوري واللاجئين، إن كانوا لاجئين سياسيين أو اقتصاديين أو عمّال أو برجوازيين، وبالنهاية يجب أن نصل الى وقف هذه الحملة العنصرية الهائلة تجاههم".
وشدد على "ضرورة التأكد من أعداد ولادات اللاجئين السوريين، لأن تسجيل الأعداد غير كافٍ، وهناك الكثير غير مسجل"، مشيراً إلى "إمكانية إقامة مخيمات للنازحين إلى ان تتحقق عودة النازحين"، وأضاف: "هذه الفكرة طرحها الحزب التقدمي الاشتراكي العام 2012 ولكن رُفضت. اذا لم نقم بعض المخيمات، هل يمكن تحسين أوضاع تلك التجمعات؟ فهناك تجمعات هائلة، مثلاً بالشوف او في كسروان ليس هناك تجمعات ضخمة، والتجمعات الضخمة موجودة بالبقاع الغربي والشمالي وطرابلس وعكار".
ودعا إلى "وقف الحملة العنصرية، لأنها غير معقولة"، قائلاً: "تذكرني بالحملات العنصرية السابقة على الفلسطينيين والتي سببت ما سبّبته من أهوال بالبلد".
وفي ما يتعلق بمساعدات النازحين من قبل المؤسسات الدولية، سأل: "كيف تأتي تلك المساعدات؟ كيف يتقاضى اللاجىء السوري المساعدة، مباشرة من قبل unhcr، أو من NGOs والمجتمع الأهلي، واذا كان كذلك فما أدراكم ما هو المجتمع الأهلي، رأينا التجربة بالملايين التي أتت الى البلد بعد انفجار المرفأ، بعضها وصل الى المستحقين وبعضها ضاع".
وبشأن تعليم النازحين السوريين، قال جنبلاط: "أنصح أن يبقى التعليم في المدارس الرسمية للأطفال السوريين كي لا ندفعهم الى مدارس فيها داعش وفيها نصرة وغيرهما، فأنصح أن يبقوا بمدارسنا قدر استطاعتنا على التحمل، في ما تدفع الأمم المتحدة".
ورداً على كلام الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الذي دعا فيه إلى فتح البحار أمام النازحين الى قبرص وغير قبرص، قال جنبلاط: "هذا الكلام مرفوض، ويقصد السيد حسن بالتحديد رفع عقوبات قانون قيصر عن سوريا، ولكن ماذا بالمقابل؟ لا شيء، نحن نرى من عشر سنوات أو أكثر في هذا الحوار من أجل الحوار مثل حوار أوسلو، حول الإصلاحات في سوريا التي لم تعطِ شيئاً حول الفترة الانتقالية، ولكن يجب في المقابل الاتفاق على دفتر شروط، الإصلاح في سوريا، ونقطة مهمة وقف تصدير الكبتاغون".
وتابع: "لا أوافق على هذا المدخل بأن نرسل اللاجئين، وإذا أرسلنا البعض، البحرية لدينا لن تمنعهم، لكن هناك قوى بحرية أخرى ستمنعهم، ونكون بذلك نرسلهم إلى الموت".
وحول ما يجري في غزة وجنوب لبنان، قال: "قلت في أول المعارك يوم بدأت الحرب مع اسرائيل، أتمنى ان لا نتورط بالحرب أو أن يجرنا حزب الله ونصرالله الى حرب، وقد اندلعت الحرب، وفي أول خطاب لنصرالله قال نحن حالة مستقلة، أي نحن وحماس واليمن، أي حالات المقاومة المتعددة، منفصلون عن بعضنا لكن يوجد تنسيق، إنما بالخطاب الثاني اختلف الحديث وأصبح هناك تنسيق كامل بين الفصائل المقاومة التي دخلت الحرب لمساعدة الشعب الفلسطيني بغزة".
وأضاف: "لا يجب أن ننسى تاريخ لبنان في الخمسينيات والستينيات والثمانينيات وما قبل وما بعد، هناك اعتداءات اسرائيلية دائما، وقد وصلت القوات الاسرائيلية الى بيروت واحتلت نصفها، فإلى أن يكون القرار للدولة بالسلم والحرب وإلى أن نصل الى هذه المرحلة، فإن حزب الله يدافع عن لبنان وأتمنى بهذه اللحظة ان تبقى قواعد الاشتباك محفوظة".
ورداً على سؤال حول موضوع الانتخابات الرئاسية، قال: "لم أسمع أي جديد في هذا الخصوص، حتى عندما كنت في فرنسا إذ كان همّ الرئيس الفرنسي فصل المسارات اذا أمكن لبنان عن غزة".
وبشأن الإصلاح الاقتصادي، قال: "أعتقد كان الرئيس ماكرون على حق عندما زار لبنان ووضع جدول أعمال وما يسمى خارطة الطريق لصندوق النقد الدولي، لكن لم يطبق منه شيء، كذلك القانون المُبهم حول الكابيتال كونترول".
وأضاف: "آموس هوكشتاين زارني في جولته على المسؤولين الحاليين والسابقين، وقلت له إنه يجب أن يطبق الهدنة، فأجابني ما الهدنة؟ فقلت له ليكن هناك توازن للقوات المسلحة، بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، والملف الكامل ليس لدي. لكن حسبما فهمت من الرئيس بري هناك 13 نقطة عالقة إذا وجد الحل لها حول الحدود يمكن أن يشكل ذلك مدخلاً لفصل المسارات".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الرئيس المقبل… خطوات دولية تحدّد مسار المرحلة
تعمل القوى السياسية في لبنان على فهم الواقع الاقليمي والدولي بشكل سريع قبل موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المحددة في التاسع من كانون الثاني المقبل، إذ إنّ فهم هذا الواقع يسهّل على هذه القوى اتخاذ موقفها من هذه الانتخابات، ولعلّ هذا الموقف لا يرتبط باسم الرئيس وحسب، بل بأصل نجاح جلسة الانتخاب وإيصال مرشّح ما الى قصر بعبدا.
من الواضح أن الموقف الدولي سيكون هو اللاعب الأساس في إنجاز الانتخابات الرئاسية، خصوصاً أن الطرف الداخلي الذي كان من دون أدنى شكّ يُعطي ثقلاً للداخل اللبناني لجهة موقعه كلاعب إقليمي، تراجع دوره في المرحلة الحالية في ظلّ التطورات الاخيرة المرتبطة بالحرب الاسرائيلية على لبنان وبسقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
لذلك فإن الرغبة الدولية هي التي تحدد ما إذا كان هناك سعي حقيقي للوصول الى انتخاب رئيس، لأنّ انجاز الملف الرئاسي ستكون له عدّة تبعات:
أولاً استقرار الواقع الامني في لبنان، وثانياً العلاقات الاقليمية والعلاقة مع النظام الجديد في سوريا. وعليه فإنّ القرار بإيصال رئيس للجمهورية من قِبل القوى الدولية سيكون مرتبطاً بكل هذه العوامل وبسؤال من جزئيتين؛ هل هناك رغبة جدية في إرساء الاستقرار في لبنان، أم رغبة في ربط المنطقة بمسار النظام الجديد في سوريا وعبره.
أمّا الجزء الآخر من السؤال فيتركّز حول طبيعة وشكل التعامل مع "حزب الله" في المرحلة المُقبلة، وما إذا كان هناك قرار بالتصادم معه أم بتسيير الامور في الساحة اللبنانية. الإجابة على هذا السؤال تحدّد اسم الرئيس الذي سيدفع باتجاه احدى النقطتين، وعليه فإن قبول "الحزب" أو رفضه لمرشح ما سيوحي بالتوجّه الدولي أيضاً.
لعلّ الاستحقاق الرئاسي في لبنان لا يشكّل أصل التطورات ولا يحدّد حتى مسار الأحداث، لكنّه ترجمة وانعكاس لكل هذه الملفات في الساحتين الاقليمية والدولية ورغبة الدول المعنية بلبنان بالمسار الذي يُراد لهذا البلد خلال هذا التدحرج الكبير للتطورات الاقليمية سواء على المستوى العسكري أو السياسي أو حتى على المستوى الاقتصادي. المصدر: خاص "لبنان 24"