لجريدة عمان:
2024-10-06@09:08:21 GMT

لمصلحة من تجاهل الصراع في السودان؟!

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

لمصلحة من تجاهل الصراع في السودان؟!

وصل الوضع المأساوي في السودان إلى نقطة حرجة جدا، حيث أدت المجازر الناتجة عن الصراع بين الجيش السوداني وقوات التدخل السريع إلى تمزيق السودان وتشريد أهله وفي بعض الحالات إلى تهجيرهم في الأصقاع. ورغم هذا المشهد المؤلم إلا أن الأوضاع في السودان ما زالت غير حاضرة ضمن الأولويات العربية أو الدولية وهذا ما يزيد من خطورة الأمر ويترك للمتصارعين هناك فرصا أكبر لارتكاب جرائم أكثر بشاعة مع استمرار الحرب.

لكن غياب الاهتمام بالمجازر في السودان لا يهدد الشعب السوداني -الذي يستحق كل خير- فقط لكنه يشكل خطرا على استقرار البلدان المجاورة له. والأزمة الحالية، التي تصل إلى حد الإبادة الجماعية، تمهد الطريق لحروب أهلية مطولة، ومجاعات مدمرة، وعدم استقرار إقليمي قد يستمر لعقود من الزمن.

وتسلط التقارير الأخيرة الصادرة عن مختلف المنظمات الدولية ومراكز الأبحاث الضوء على خطورة الوضع في السودان. ووفقا للأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من 3 ملايين شخص حتى الآن، وخلق الصراع احتياجات إنسانية كبيرة جدا لا يمكن تلبيتها في الوضع الراهن ولا في السنوات القليلة القادمة.. لقد خلف الصراع آلاف القتلى، وعددا لا يحصى من الجرحى، وتتحمل النساء والأطفال العبء الأكبر من العنف، وعلى الرغم من هذه الإحصائيات المروعة، فإن الاستجابة العالمية كانت فاترة في أحسن الأحوال.

إن الصمت عن الفعل الحقيقي في السودان يثير الكثير من القلق دائما، ويكشف عن لعبة المصالح التي تتورط فيها بعض الدول في الإقليم وفق تأكيدات السودان نفسه، ورغم هذه التورطات التي يجري الحديث عنها إلا أن ذلك لا يمنع وضع السودان على خريطة المساعدات العربية والعالمية والعمل بجدية لوقف المجازر هناك.

إن خطر اندلاع حرب أهلية طويلة الأمد في السودان إلى جوار الصراع العسكري القائم اليوم باتت أكثر احتمالا وتظهر السوابق التاريخية في أفريقيا وأماكن أخرى أنه بمجرد انزلاق أي دولة إلى مثل هذا الصراع العميق، فإن تخليص نفسها يصبح أمرًا بالغ الصعوبة. ومن دون تدخل دولي ودعم حقيقي فإن السودان يمكن أن يتحول إلى أرض صالحة لاستقطاب الجماعات المتطرفة الأمر الذي من شأنه أن يزيد العنف ويُطور صراعات جديدة خارج السودان.

إن بطء الاستجابة العربية والدولية لما يحدث في السودان أمر لا يمكن فهمه أبدا، ورغم أن بعض الدول والمنظمات قدمت مساعدات إنسانية محدودة، فإن ذلك لا يكفي ولا يغطي ولو 1% من الحاجة الحقيقية في السودان. وإن استجابة دولية منسقة يمكن أن تخفف الكثير من المعاناة التي يعيشها السودانيون تتضمن ممارسة الضغوط الدبلوماسية على جميع الأطراف لحملها على وقف الأعمال العدائية، وكذلك لوقف الدول الداعمة لكل طرف ضد الآخر، كما يحتاج الأمر إلى قوات حفظ سلام قوية لحماية المدنيين.

يجب أن تجبر العلاقات التاريخية والثقافية مع السودان الدول العربية على القيام بدور قيادي في الجهود الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية. ويتعين على الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي الأوسع أيضا أن يكثفا جهودهما، وأن يستفيدا من نفوذهما للتوسط في إنهاء الصراع الدموي.

أمّا تجاهل الأمر على هذا النحو فإنه يهدد أمن المنطقة بأكملها وكذلك أفريقيا وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك الآن ليس من منطلق الشعور بالواجب الأخلاقي، بل، أيضا، من منطلق المصلحة الذاتية للدول؛ فالسودان المستقر والمزدهر ضروري للاستقرار الإقليمي والأمن العالمي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

جامعة الدول العربية: نقف صفاً واحداً ضد استهداف لبنان



أعرب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي عن تضامن الجامعة مع لبنان، فيما حّذر من مخاطر اندلاع "حرب إقليمية".

وقال في كلمته خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين لبحث التطورات في لبنان "حذرت الجامعة العربية، ودولها الأعضاء لشهور من مخاطر الحرب الإقليمية، التي لن يكون أي طرفٍ بمنأى عن تبعاتها".

وأضاف: "نحن اليوم نقترب بشدة من اندلاع هذه الحرب؛ بسبب غطرسة وتهور قادة الاحتلال الإسرائيلي الذين يصرون على إشعال الحرائق في المنطقة، ولا يكتفون بالإجرام الذي مارسوه ويمارسونه في غزة، وإنما يريدون استنساخ السيناريو الوحشي ذاته في لبنان".

وتابع: "نتضامن مع لبنان وحكومته ومع أهله بكافة مكوناته في هذا الظرف الصعب، ونقف صفاً واحداً ضد استهداف الدولة اللبنانية، وزرع بذور عدم الاستقرار فيها".

وحمل مندوب لبنان لدى الجامعة العربية، علي الحلبي، إسرائيل، مسؤولية "انزلاق المنطقة إلى ما يحمد عقباه"، فيما دعا المجتمع الدولي إلى "الضغط على إسرائيل لتطبيق القرار 1701".

وقال في كلمته خلال الاجتماع: "نوجّه نداءً لتقديم الدعم وتعزيز الجهود للاستمرار في إرسال المساعدات الإغاثية والطبية، نظراً للضغط الهائل الذي يتعرض له القطاعين".

وحذّر الحلبي، من أن بلده "يواجه أزمة تهدد وجوده ومستقبل شعبه"، مضيفاً: "لبنان يشهد تهديد اجتياح في حالة حدوثه سيعودنا إلى الوراء سنوات. وإسرائيل تتجاهل التحذيرات العربية من عواقب تلك الحرب".

مقالات مشابهة

  • من هي الدول التي أجلت رعاياها من لبنان؟
  • لماذا تعلوا أصوات الحرب على السلام في السودان ؟
  • حوار مع صديقي الChatGPT – الحلقة (20)
  • دون إجلاء عسكري.. الدول التي تحركت لإخراج مواطنيها من لبنان
  • المعضلات النفسية والاجتماعية في السودان: جذور الصراع وافاق الحلول
  • ???? على السودان الإنسحاب من الإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية
  • مجلس جامعة الدول العربية يدين العدوان الاسرائيلي على لبنان ويصفه بـالهمجي
  • جامعة الدول العربية: نقف صفاً واحداً ضد استهداف لبنان
  • بدء الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية للتضامن مع لبنان
  • الصراع الداخلي في السودان و الأبعاد السياسية والتجاذبات المدنية حول التدخل الدولي