التغيير في الشخصية المصرية على مائدة مكتبة مصر العامة
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
نظمت مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، بالتعاون مع صالون الجراح الثقافي، ندوة بعنوان «التغيير في أعمدة الشخصية المصرية»، بمشاركة الدكتور علي الدين هلال، وزير الشباب والرياضة الأسبق، والدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتور محمد أحمد مرسي، استاذ العلوم السياسية، والمفكر أحمد الجمال، والدكتورة هدى زكريا، استاذ علم الاجتماع، والكاتب الصحفي نبيل عمر، وأدار الندوة الدكتور جمال مصطفى سعيد، استاذ الجراحة بكلية الطب جامعة القاهرة، وذلك بحضور رانيا شرعان مديرة المكتبة، ونبيل عبد الفتاح، ومجموعة من المفكرين والكتاب.
وقال جمال مصطفى سعيد، إن النهضة الحقيقة في مصر تكمن في نهضة الشعب التي أساسها النهضة الثقافية، لافتا إلى أن العلاج لما تمر به مصر هو التحدث إلى العقل المصري من خلال الثقافة، والأدب.
وأكد أن صالون الجراح الثقافي، يتم الالتزام فيه بالمعايير التي تقوم عليه الندوات الأدبية والفكرية، ويهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي.
وأوضح جمال مصطفى أن الشخصية المصرية على مدار التاريخ تمتاز بالثبات، وهويتها الفردية، ومن أحد خصائص هذا المجتمع هو أنه نسيج واحد، يعيش تحت عنوان الوطنية المصرية، كما تمتاز الشخصية المصرية بحفاظها على الكرامة والرقي والتحضر طوال الوقت، إلا أن ظهر الانفتاح وبعض التيارات الدينية التي حاولت التأثير في ذلك.
علي الدين هلال: الشخصية المصرية تتميز بحب الوطن
ومن ناحيته، قال علي الدين هلال، إن هناك الكثير من المؤلفات عن شخصية مصر، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن الشخصية صفة إنسانية، ونتاج اللغة والدين والثقافة والعادات والتقاليد، فلا توجد شخصية واحدة لأي شعب من الشعوب، ولابد من أن نقترب من هذا الموضوع اقتراب علمي.
وأضاف: «عندما نقرأ الكتب التي تتحدث عن الشخصية المصرية، نجد أن المصريون متدينون، يمارسون الطقوس وهذا من أيام الفراعنة، فالمصريين يعتقدون بأنهم يتبعون الدين في تعليمه، وهذا ممكن أن يكون إيجابي إذا كانت تحسن الخلق العام، أما إذا اقتصر الأمر على الأخذ بالطقوس دون الأخذ بالمبادئ يكون الأمر سيئ، لأنه في النهاية يتحول إلى متعصب»، متابعا: «المصريون يتمتعون بسمة الصبر التي تبدوا إيجابية، إنما تحولت في التاريخ إلى النخوع للحياة».
وأوضح أن من سمات الشخصية المصرية، التأثر بالثقافات الأجنبية، السخرية من الحكام، واستمرت هذه الصفة حتى أن أصبح الحكم وطنيا، والميل إلى الكأبة والحزن، كما يتميز المصري بالشهامة، والكرم، والفنجرة، والتسويف، والفصال وغيرها الكثير، ولا توجد سمات فريدة للشخصية المصرية، وأن هذه الشخصية غير ثابتة، لأنها تغيرت عبر التاريخ، لكن هناك الصفة التي لم تتغير هي حب الوطن.
بهي الدين: الشخصية المصرية ترتبط ارتباطا خاصا بالأرض
وقال الدكتور أحمد بهي الدين، إن الشخصية المصرية، تستجيب إلى المتغيرات، وهي شخصية حية، لكن هناك مجموعة من القيم والمفردات تظل حية في نفوس المصريين، وهناك ارتباط شرطي ما بين المصري والأرض، وهناك العديد من النصوص تفسر علاقة بالبشر بالوطن، فطوال الوقت المصريين لهم علاقة خاصة بالأرض، وهناك مثل شعبي يقول أن الأرض عرض، فموقف المصريين بالأرض طوال السنوات الماضية موقف جيني، لأن مصر استطاع أن توفر مناخا منذ الأزل مستقرا.
وأضاف رئيس هيئة الكتاب، أن مصر هضمت كل ما أتى إليها بطبيعتها، فالمصريين تفاعلوا مع الثقافات الأخرى، ثم أعادوا تصديرها، ومن ثم أحدثوا الإلهام.
وطرح بهي الدين تساؤلا: ماذا لو انقطعت علاقتنا بتاريخنا وحضارتنا؟، مفسرا أن الإنسان إذا أصيب بالزهايمر، ينسى كل شيء، مؤكدا أن مصر لم تصب بالزهايمر نتيجة انتقالها من بيئة إلى أخرى، لكنها ستظل محافظة على هوياتها، وتراثها وتاريخها، والشخصية المصرية ستظل قادرة على تذويب أي ثقافة دخيله عليها.
ومن ناحيته رأى المفكر أحمد الجمال أن الشخصية المصرية لا يوجد لها نمط محدد، بسبب اختلاف الثقافات والبيئات في مصر، متابعا: «هناك اختلاف بيني ففي السلوك اليومي في بعض الأحيان تظهر تصرفات سيئة، ويقوم الأشخاص استدعاء كل سمات التخلف والجهل، ويرفضون تطبيق القوانين، لكن رغم ذلك نجد استعداء المخزون الحضاري الرهيب في لحظات الأزمات، ويظهر كل ما هو طيب».
وأضاف أنه على مر التاريخ نجد المصريين يتحركون في رغبة جارفة للتغير، لكنه في وعيه ووجدانه الحفاظ على الدولة المركزية، فلا يقبل بهدم الدولة أو فقدانها، ويتعامل المصري مع النهر والبحر والصحراء تعامل شديد الذكاء، وتكون بينهم علاقة قوية أدت إلى تصالحه مع المتناقضات.
وأوضح من سمات الشخصية المصرية الاستمرار في إعادة إنتاج ما أنتح من قبل، مثلما يحدث في بعض الأفكار التي يطرحها المفكرين، أو الأدباء، وهي سمة غالبة، ومن الصفات أيضا أفة مصر الشكلية.
وقالت الدكتور هدى زكريا، إن المحروسة خرطها الخراط، ولم يخرط مثلها مرة أخرى، والشخصية المصرية تتعامل بمقولة من حبنا حبناه وسار متاعنا متاعه، وهذا ما فعله المصريين مع الأجانب في حالة عدم قدومهم لمصر في كأعداء أو محتلين.
وأضافت أن مصر طمع فيها الطامعون، وهناك ٤٠ أمة ضربوا مصر عسكريا وتم هزيمتهم ثقافيا، وهذا بفضل الشخصية المصرية المهيمنة والمسيطرة، لفتت إلى أن تعالي الصفوة المثقفة على الثقافة الشعبية، أمر خاطئ منهم، لأن هذه الصفوة لا تستطيع أن تشخص أمراض مجتمعها، مؤكده أن الثقافة الشعبية هي أعلى الثقافات.
وأكدت أن مصر تملك كلمة سر البقاء والاستمرار، ولا تملكه أي دولة أخرى، والشخصية المصرية تستطيع معالجة أي أزمة، فعلى سبيل المثال عالجت أزمة الأديان الثلاثة بمقولة محمد نبي وعيسى نبي وكل من كان له نبي يصل عليه، مما يؤكد أن هذه الشخصية تتميز عن غيرها من الشخصيات بمميزات لا تملكها غيره.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مكتبة مصر العامة الشخصية المصرية نهضة الشعب حب الوطن الدكتور أحمد بهي الدين علي الدين هلال الشخصیة المصریة بهی الدین أن مصر
إقرأ أيضاً:
رئيس الدولة: العمل الإنساني من سمات هويتنا الوطنية
استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، أمس – في مجلس قصر البطين في أبوظبي – وفد ممثلي “مؤسسة إرث زايد الإنساني” والجهات التابعة لها بجانب عدد من الشخصيات المانحة للمؤسسة من القطاعين العام والخاص.
وعبر صاحب السمو رئيس الدولة خلال اللقاء.. عن شكره للقائمين على “مؤسسة إرث زايد الإنساني” والجهات التابعة والمانحين لما يقومون به من دور مهم في تعزيز رسالة دولة الإمارات الإنسانية في العالم ونهجها في العطاء والعمل من أجل سعادة الإنسان وتنميته وصون كرامته، إضافة إلى تجسيد الإرث الإنساني للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” كونه مصدر إلهام دائما للأجيال في الخير ومد يد العون للمحتاجين.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن العمل الإنساني المجرد مسؤولية أخلاقية وسمة أساسية من سمات هويتنا الوطنية، ومن هذا المنطلق تعمل دولة الإمارات من خلال مؤسساتها المعنية على تعزيز القيم الإنسانية التي غرسها الشيخ زايد لتكون حافزاً على مضاعفة الخير والتعاون الإنساني المشترك لتحسين حياة الملايين من البشر في مختلف أرجاء العالم خاصة في المجتمعات التي تحتاج إلى المساعدة.
من جانبهم قدم الوفد أطيب التهاني إلى صاحب السمو رئيس الدولة بمناسبة شهر رمضان المبارك داعين الله تعالى أن يديم على سموه الصحة والسعادة وعلى دولة الإمارات التقدم والازدهار.
وضم الوفد ممثلين عن مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومبادرة “بلوغ آخر ميل”، ومؤسسة الإمارات، وجائزة زايد للاستدامة، وصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، وصندوق الوطن، والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، وجائزة خليفة التربوية، وجائزة محمد بن زايد للتعليم، والمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية “غلايد” ومؤسسة الأنهار النظيفة.
يذكر أن مؤسسة إرث زايد الإنساني تأسست خلال شهر نوفمبر عام 2024 بموجب مرسوم اتحادي أصدره صاحب السمو رئيس الدولة فيما تعمل المؤسسة بقيادة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني..ضمن خمسة مجالات رئيسية تشمل الصحة العالمية، والتعليم والتمكين الاقتصادي، والزراعة المستدامة والأمن الغذائي، والطاقة والمناخ والبيئة، والموروث الإماراتي والخدمة المجتمعية.
حضر مجلس قصر البطين..سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان وسمو الشيخ عبد الله بن راشد المعلا نائب حاكم أم القيوين وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار رئيس الدولة والشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي رئيس دائرة التنمية السياحية في عجمان وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين والمواطنين والضيوف.وام