الحرة:
2025-04-26@10:37:36 GMT

اقتصاد حرب في غزة وسط الدمار والمعارك

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

اقتصاد حرب في غزة وسط الدمار والمعارك

سلط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، السبت، الضوء على ما وصفه بـ"اقتصاد الحرب" في غزة التي تشهد منذ نحو 7 أشهر حربا مدمرة على خلفية الصراع بين إسرائيل ومسلحي حركة حماس.

يقول التقرير إن غزة تشهد ازدهارا في أسواق "البقاء على قيد الحياة" التي تركز على الأساسيات، ومن أهمها: الغذاء.

ويضيف التقرير أن الباعة في زمن الحرب اصطفوا في الشوارع وهم يعرضون الملابس المستعملة وحليب الأطفال والأطعمة المعلبة وكميات نادرة من الكعك محلي الصنع.

وفي بعض الحالات، جرى تكديس كميات كبيرة من المساعدات، التي لا تزال مزينة بأعلام الدول المانحة ومن المفترض توزيعها مجانا، على الأرصفة وبيعها بأسعار لا يستطيع سوى القليل من الناس تحملها.

من بين هؤلاء الباعة يقف عصام حمودة، 51 عاما، بجوار مجموعة من معروضاته وهي عبارة عن خضروات وبقوليات معلبة تلقتها عائلته كمساعدات.

يقول حمودة، الذي كان يعمل مدربا لتعليم قيادة السيارات قبل الحرب، إن "معظم البضائع الموجودة في الأسواق مكتوب عليها ليست للبيع".

يحاول حمودة أن يوفر الدعم لأسرته المكونة من ثمانية أفراد بالطريقة الوحيدة التي يجيدها، وهي إعادة بيع بعض المساعدات الغذائية التي يتلقونها كل بضعة أسابيع.

ويضيف حمودة: "ذات مرة حصلت على أربعة كيلوغرامات من التمر المجفف وبعت الكيلو بـ 8 شيكل" أي ما يعادل دولارين فقط.

وفقا للصحيفة فإن المساعدات الإنسانية التي تحمل عبارة "ليس لإعادة البيع" والمواد المنهوبة ينتهي بها الأمر في الأسواق المؤقتة. 

ويمكن للناس أن يكسبوا بضعة دولارات يوميا من خلال إجلاء النازحين على ظهور الشاحنات والعربات التي تجرها الحمير، بينما يكسب آخرون بعض المال من توفير بعض الخدمات في مخيمات النزوح.

ونظرا لاستمرار الأزمة الإنسانية، أصبح الوقوف في الطابور الآن بمثابة عمل بدوام كامل، سواء في مواقع توزيع المساعدات، أو في المخابز القليلة المفتوحة، أو في عدد قليل من أجهزة الصراف الآلي أو محلات الصرافة.

في السنوات التي سبقت الحرب، بدأ الاقتصاد في غزة، حتى في ظل الحصار الجوي والبري والبحري الخانق الذي فرضته إسرائيل ومصر، في التحسن، وفقا لخبراء اقتصاديين ورجال أعمال في غزة. 

شهد القطاع خلال تلك الفترة افتتاح فنادق ومطاعم على شاطئ البحر، وحصل المزيد من الفلسطينيين على تصاريح للعمل في إسرائيل ورواتب جيدة.

لكن كل هذه المكاسب تبخرت، حيث يواجه غالبية الفلسطينيين في غزة الآن الفقر على مستويات متعددة، ولا يقف ذلك عند نقص الدخل بل يشمل محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والإسكان، وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. 

وقال التقرير إن نحو 74 بالمئة من السكان عاطلون عن العمل حاليا، مقارنة بـ 45 في المئة قبل اندلاع الحرب.

وأشار التقرير إلى أن الصدمة التي تعرض لها اقتصاد غزة هي واحدة من أكبر الصدمات في التاريخ الحديث، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 86 في المئة في الربع الأخير من عام 2023.

وعلى خلفية الصراع والفوضى والخروج على القانون، ارتفعت الأسعار بشكل كبير، إذ ارتفعت أسعار السلع في السوق بشكل ملحوظ منذ توغل القوات الإسرائيلية في رفح. 

وبالنسبة لمئات الآلاف من الفلسطينيين الفارين من الهجوم الإسرائيلي، فإن الحصول على وسيلة نقل تبعدهم عن الغارات الجوية باتت تكلف مئات الدولارات.

وحتى قبل تدهور الوضع في رفح، كانت عمليات تسليم المساعدات غير متسقة وفوضوية بسبب القيود العسكرية الإسرائيلية، مما أتاح الفرصة للعصابات المسلحة أو الأفراد لنهبها، وفقا للسكان.

تقول ماجدة أبو عيشة، 49 عاما، وهي أم لعشرة أطفال: "يتم إسقاط المساعدات الغذائية أو جلبها عبر شاحنات، ومن ثم تجري سرقتها من قبل مسلحين أشبه بالعصابات".

وتضيف أبو عيشة إن "الفائز في هذه المعركة هو المسلح الذي يستطيع أن يحصل على ما يريد من المساعدات.. أي شخص ليس مسلحا أو قويا بما يكفي للقتال والاندفاع يعود إلى منزله خالي الوفاض".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

محللون: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب لكن قد يحل مشكلة المساعدات

يستبعد محللون التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار قريب في قطاع غزة، ويرون أن إسرائيل قد تتساهل في إدخال المساعدات الإنسانية للسكان، حتى تخفف من الضغوط الدولية المتزايدة بشأن هذا الملف.

فقد تحدث رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن جهود تبذلها بلاده مع الولايات المتحدة ومصر من أجل التوصل لاتفاق جديد، لكنه اتهم الجانب الإسرائيلي بعرقلة محاولات سابقة.

كما تحدثت واشنطن عن جهود قد تفضي لاتفاق تبادل أسرى جديد، ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن الرئيس دونالد ترامب ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار.

وفي حين قال المسؤولون إن الإدارة الأميركية راغبة في عمل محاولة أخرى لتحقيق اختراق في ملف غزة الأسبوع، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مباحثات محتملة هذا الأسبوع.

خلاف في إسرائيل

لكن أكسيوس نقل أيضا أن نتنياهو "متردد في التوصل لاتفاق ينهي الحرب"، في حين شهد اجتماع المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت) الأخير مشادات وصلت إلى حد الشجار بسبب الخلاف حول إدارة الحرب وإمكانية التوصل لصفقة.

ويرى المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس ووريك، أن ثمة ما يدعو للتفاؤل على نحو أكبر مما كان قبل أسابيع، لكنه توقع أن يستغرق التوصل لاتفاق جديد أشهرا وليس أياما.

إعلان

وخلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، قال ووريك إن البيانات التي صدرت مؤخرا عن بعض الأطراف ساعدت القطريين على تقديم مقترح جديد قد يكون مقبولا، بيد أنه لا يتوقع التوصل لاتفاق قبل زيارة ترامب المقررة لمنطقة الخليج الشهر المقبل، على الأقل.

نزع سلاح حماس

والسبب في عدم إمكانية التوصل لاتفاق قريب -برأي ووريك- هو أن إسرائيل لن تقبل بأي صفقة لا تتضمن تخلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن سلاحها، لأن هذا يعني أنها عازمة على شن هجوم آخر على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

لذلك، يرى المتحدث أن التوصل لاتفاق "لن يكون سهلا أبدا في ظل تمسك حماس بسلاحها، وهو ما يمكن تلمسه في حديث بعض القادة الفلسطينيين الذين طالبوا الحركة بنزع الذرائع من يد إسرائيل.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدث أمس الأربعاء عن ضرورة إعادة الإسرائيليين المتبقين في غزة حتى لا تجد إسرائيل ذريعة لمواصلة حربها على القطاع.

لكن هذه الدعوة برأي المحلل السياسي الدكتور أحمد الحيلة، تعني مطالبة حماس بفعل ما فعلته حركة فتح قبل 35 عاما عندما تخلت عن كل شيء لنزع الذرائع من إسرائيل ثم لم تقدم الأخيرة لها شيئا بل أيضا بسطت سيطرتها على الضفة الغربية، ناهيك عن أن نزع الذرائع "لا بد أن يكون على أساس الندية وليس الاستسلام".

كما أن الحديث عن التوصل لصفقة بعد شهور يعني وقوع كارثة إنسانية في غزة، فضلا عن أنه يتعارض مع التفاؤل الحذر الذي أثارته زيارة الشيخ محمد بن عبد الرحمن لواشنطن هذا الأسبوع، كما يقول الحيلة.

وينطلق هذا الحذر -برأي المحلل السياسي- من أن نتنياهو يسعى دائما لإفشال الاتفاقات أو التنصل منها، غير أن زيارة المسؤول القطري للولايات المتحدة في غاية الأهمية لأنها حملت تصورا ما لإقناع الأميركيين بأن الوضع في غزة وصل لحافة الهاوية.

إعلان

ويبدو -برأي الحلية- أن الزيارة التي قام بها وفد من حماس لأنقرة مؤخرا لعبت أيضا دورا في لفت نظر الأميركيين -من خلال تركيا- إلى أنه من غير المقبول أن يستمر قتل الفلسطينيين من أجل مصالح نتنياهو السياسية.

وتعني هذه المقدمات -وفق المحلل السياسي- أن كل المتداخلين في الأزمة استأنفوا الضغط على واشنطن لأنها الوحيدة القادرة على دفع إسرائيل نحو التوصل لاتفاق.

إسرائيل لن تقبل هدنة طويلة

والأهم من هذا، أن حماس قدمت طرحا خلّاقا بحديثها عن استعدادها لقبول هدنة طويلة الأمد لأن هذا الطرح ينفي مزاعم إسرائيل التي تقول إنها تعيش تحت تهديد دائم من الفلسطينيين، برأي الحيلة، الذي يعتقد أن نتنياهو يحاول إدارة الصراع بدل إنهائه بعدما فشل في إنهاء الوجود الفلسطيني خلال الشهور الـ18 الماضية.

ومع ذلك، لا يعتقد ووريك أن ما طرحته حماس قد يمثل حلا للأزمة لأن إسرائيل من وجهة نظره لن تقبل ببقاء حماس بأي حال من الأحوال، هذا إلى جانب أن الولايات المتحدة لم تبدأ نقاشا جديا بشأن وقف هذه الحرب، ولا تفعل الصواب إلا بعد استنفاد كافة السبل الأخرى، برأيه.

واتفق الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى مع حديث ووريك، بقوله إن معارضة إسرائيل قبل حكومتها سترفض أي هدنة لأن هذا الأمر بالنسبة للإسرائيليين عموما يعني منح الحركة فرصة لإعادة بناء نفسها وشن حرب جديدة.

وعلى هذا الأساس، فإن نتنياهو لن يقبل بهذه الهدنة الطويلة أبدا، لكنه سيحاول -برأي مصطفى- الاستمرار في الحرب بشكل حذر، فضلا عن أنه ربما يحل المشكلة الإنسانية قريبا لأنه يعرف أن التجويع محدود بسقف زمني.

ولأن فكرة وقف الحرب تتعارض مع مصالحه السياسية ومشروعه الأيديولوجي وأهدافه التي أعلنها في أول الحرب، سيحاول نتنياهو التوصل لصفقات جزئية تعيد له مزيدا من الأسرى الأحياء حتى لو كان الثمن إبقاء الجيش في غزة لسنوات مقبلة.

إعلان

وإلى جانب ذلك، فإن نتنياهو -كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي- يحاول جعل ملف غزة حدثا عاديا في إسرائيل كما هي الحال في الضفة الغربية، بدليل أنه لم يعد يبحث إدخال المساعدات وإنما الجهة التي ستتولى توزيعها.

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد السوداني بين دمار الحرب وخرافة الإنتاج
  • وزير العدل يرفع التهنئة للقيادة على المنجزات التي تضمنها التقرير السنوي لرؤية المملكة 2030
  • خبير: اقتصاد المملكة محصن من تداعيات الحرب الاقتصادية … فيديو
  • هشام الحلبي: الحرب على غزة تؤثر على اقتصاد الولايات المتحدة
  • بالفيديو.. شاهد الدمار الذي أحدثه اللواء “طلال” على برج المليشيا بالخرطوم في الساعات الأولى من الحرب بقرار انفرادي وشجاع منه نجح في قلب الموازين وحسم المعركة لصالح الجيش
  • غزة تحت الحصار: كارثة إنسانية تلوح في الأفق وسط صمت العالم
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • محللون: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب لكن قد يحل مشكلة المساعدات
  • وزراء أوروبيون يطالبون الاحتلال بإدخال المساعدات إلى غزة
  • التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: تعدّد التحدّيات الاقتصاديّة التي تواجه العهد الجديد