عندما تتحول الحالة اللأخلاقية الى الحداثة
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
فوزي عمار
أنتجت الحرب العالمية الثانية خلخلة اجتماعية في طبقات المجتمع، منها موت الرجال وخروج النساء للعمل وظهور أبناء الاغتصاب وهم بمئات الألوف، خاصة في نساء ألمانيا على يد الجنود الروس، مما أدى للمجتمع أن يعترف بقوانين جديدة لا تقدس العائلة وتعترف بآلام العزباء.
وظهر الفن التشكيلي الذي يعبِّر بالأساس عن الحالة النفسية المتشظية بعد حالة الحرب وظهر فلاسفة يكفرون بالإله، ويعلنون موت الاله مثل نيتشه في قوله "مات الإله بعد كل هذا الدم الذي سال".
كل هذا أنتج مفهومًا وواقعًا اجتماعيًا جديدًا، وحتى لا نطلق عليه وفق التقييم السابق اللا أخلاقي، أُطلقَ عليه "الحداثة وما بعد الحداثة"، حتى تتغلب هذه الشعوب على واقعها المرير الجديد وتتعايش معه ولا تستعر منه؛ بل وأصبح مدعاة للتطبيق من قبل شعوب أخرى لم تمر بالتجربة المخجلة ذاتها، وليس في حاجة لها تحت وطأة ماكينة تسويقية للمنتصر الذي يقتدي به المهزوم، كما يقول المفكر العربي ابن خلدون.
إنها أزمة أُمّة لا تملك مشروعًا خاصًا بها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جريمة «مروعة».. إعدام مسنّ فلسطيني وزوجته تتحول إلى «أشلاء» في غزة
كشف “المرصد الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان في تقرير عن تفاصيل مروعة حول “جريمة إعدام مسن فلسطيني وزوجته على يد الجيش الإسرائيلي” في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة في أيار الماضي.
وأكد التقرير، أن “الضحيتين محمد فهمي أبو حسين (70 عاما) وزوجته مزيونة حسن فارس أبو حسين (65 عاما)، تم استخدامهما كـ”دروع بشرية” قبل إعدامهما”.
وفقا للمرصد: “تابعنا تحقيقا نشره موقع عبري حول ربط ضابط إسرائيلي من لواء “ناحال” سلسلة متفجرات حول عنق المسن الفلسطيني، وأجبره على دخول منازل في حي الزيتون لفحصها والتأكد من خلوها من المخاطر لمدة 8 ساعات، وبعد انتهاء هذه العملية، تم إعدام الزوجين رميا بالرصاص، كما كشفت التحقيقات الميدانية “احتمال أن الضحيتين استخدمتا كدروع بشرية وأن إعدامهما لم يتم عبر الرصاص ولكن عبر المتفجرات التي كانت مربوطة بالزوجة على الأقل”.
وتابع المرصد” جثمان الزوجة تحول إلى أشلاء صغيرة حيث تم التعرف عليها بصعوبة من خلال حلق بأذنها، بينما تعرض جثمان الزوج لتشوهات بالغة وبتر في ساقه اليمنى، مما يعزز فرضية أن عملية القتل تمت عبر تفجير المتفجرات”.
ووصف المرصد الأورومتوسطي هذه الجريمة بأنها “انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني”، مؤكدا أنها تندرج ضمن “النمط المنهجي للإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال في قطاع غزة”.
وأشار التقرير إلى أن “استخدام المدنيين كدروع بشرية وقتلهم عمدا يعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، تتطلب محاسبة فورية”.
ودعا المرصد الأورومتوسطي المحكمة الجنائية الدولية إلى “اعتبار هذه الجريمة دليلا إضافيا على الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، وإدراجها ضمن تحقيقاتها الجارية في الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما طالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لضمان محاسبة مرتكبي هذه الجرائم ومنع إفلاتهم من العقاب”.