الكلمات الفرعونية في اللغة المصرية العامية.. جذور تمتد عبر الزمن
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تُعدّ اللغة الهيروغليفية من أقدم أنظمة الكتابة في العالم، حيث نشأت في مصر القديمة نحو عام 3200 قبل الميلاد. كانت الهيروغليفية وسيلة تعبير رئيسية للمصريين القدماء، وأسهمت في توثيق حضارتهم العريقة على مدى آلاف السنين.
ما هي الهيروغليفية؟اللغة الهيروغليفية هي نظام كتابة يعتمد على الرموز بدلاً من الحروف التقليدية.
واحدة من الخصائص المميزة للهيروغليفية هي تعدد معاني الرمز الواحد، حيث يعتمد تفسيره على السياق الذي يُستخدم فيه. تُكتب الهيروغليفية في اتجاهات مختلفة، أفقياً ورأسياً وحتى عكسياً، مما يضيف تعقيداً إضافياً لفهم النصوص. على مر العصور، تطورت اللغة الهيروغليفية لتصبح أكثر تعقيداً ودقة في التعبير عن الأفكار والمفاهيم.
أنواع الكتابة الهيروغليفية:توجد ثلاثة أشكال رئيسية للكتابة الهيروغليفية:
الهيروغليفية الكلاسيكية: هذا هو الشكل الأكثر شيوعاً، ويُستخدم في النصوص الدينية والرسمية.الهيراطيقية: هي شكل مبسط من الهيروغليفية، كان يُستخدم في الكتابة اليومية.الديموطيقية: هو شكل أكثر تطوراً من الهيراطيقية، ويُستخدم في الكتابة التجارية والقانونية.أهمية اللغة الهيروغليفية:تُعتبر اللغة الهيروغليفية مفتاحاً لفهم تاريخ مصر القديمة وثقافتها الغنية. من خلال دراسة النقوش والنصوص الهيروغليفية، تمكن العلماء من كشف الكثير عن حياة المصريين القدماء، دياناتهم، وسياساتهم. بالإضافة إلى ذلك، تُعد الهيروغليفية شكلاً فنياً جميلاً يعكس براعة المصريين القدماء في التصوير والنحت.
اللغة الهيروغليفية في حياتنا اليوميةفي حياتنا اليومية، نستخدم العديد من الكلمات التي نجهل أصولها الفرعونية، ما يجعل من المفيد تسليط الضوء على هذه الكلمات وتوضيح خلفياتها التاريخية. وللبدء، من المهم أن نفهم طبيعة اللغة الهيروغليفية، أو المصرية القديمة، التي تتميز بجذور كلماتها الثنائية المكونة من حرفين.
تتألف اللغة المصرية القديمة من مئات الكلمات الثنائية الصوتية التي كتبها الأجداد بعلامات بيانية واضحة تُعرف اليوم بالهيروغليفية، ويبلغ عددها حوالي 2500 علامة ثنائية النغمة وأكثر من 5000 علامة مركبة ثلاثية ورباعية النغمة، بالإضافة إلى 31 علامة أبجدية.
أمثلة على الكلمات الفرعونية في حياتنا اليومية:مم: أصلها "موم" وتعني "كل" أو "تناول طعامك".امبو: أصلها "امبمو" وتعني "اشرب".واوا: تعني "ألم" أو "وجع".كخ: تعني "قذارة".تاتا: تعني "امشي".بخ: تعني "عفريت".بعبع: جان كان يستخدمه القدماء في أعمال السحر. تأثير اللغة الفرعونية على أسماء الأماكن:ميت: مثل "ميت غمر" و"ميت برة"، وتعني "طريق".منيا: مثل "منيا القمح" و"منيا البصل"، وتعني "محطة".دمنهور: تعني "مدينة الإله حور".استخدام الكلمات الفرعونية في المهن والتعبيرات اليومية:حاتي: تعني "كبابجي"، حيث أن "حات" تعني "لحم" و"بات" تعني "عظم".حتتك بتتك: تعبير للإشارة إلى تناول الطعام بشراهة. كلمات فرعونية في السب والتحقير:بقف: تعني "جلد النعجة".مهياص: تعني "الشخص المتسرع".اوا: تعني "الويل والحسرة".رخي: تعني "ينزل".استعراض هذه الكلمات الهيروغليفية التي نستخدمها يوميًا يبرز كيف أن اللغة الفرعونية لا تزال حية في نطقنا وتعبيراتنا، مما يؤكد على خلود الثقافة المصرية القديمة واستمراريتها في حياتنا اليومية. هذه الحقائق تم تأكيدها من خلال الدراسات الحديثة والآيات القرآنية الكريمة، مما يعزز فهمنا واعتزازنا بتراثنا الغني.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الهيروغليفية مصر القديمة اللغة الهيروغليفية اللغة الهیروغلیفیة فی حیاتنا الیومیة ستخدم فی
إقرأ أيضاً:
ميلاد عام جديد ورحيل آخر !
بعد أيام معدودة، سنجد أنفسنا ندخل عاما ميلاديا جديدا، رقم آخر يضاف إلى مسيرة حياتنا على الأرض، وميلاد عام هو بالنسبة للكثيرين من الناس عبارة عن حلم آخر يأتي إلى الحياة بصرخات الوجع والاشتياق، ورغم ذلك سيضاف إلى ما تبقى من أمنيات سابقة لم تتحقق حتى هذه اللحظة.
يسير بنا قطار الحياة متجاوزا كل المشاهد والأحداث التي لا نفيق أو نتعلم من مرورها، بل نحن كجمهور يحضر عرضا مسرحيا يضحك ويتأثر قليلا ثم يكمل حياته، كذلك هو قطار العمر لا يتوقف إلا عندما يحين موعد النزول وهنا نستشهد بمقولة رافقتنا دهرا وجب علينا ذكرها فهي تقول: «كنا نعتقد أن الغد أجمل، حتى كبرنا واكتشفنا أن الجمال الحقيقي كان بالأمس وليس في الغد».
بالأمس كان معنا الونيس والجليس، أما اليوم، فنحن نكمل مشوارنا وقد فقدنا الكثير من رفقاء الرحلة والمزيد من القوة على مواصلة الحياة بكل ما فيها من مظاهر استحدثها البشر بمسميات مختلفة ليطمسوا قليلا من وجه الشقاء الإنساني والتعب الذي ينهك أجساد البشر.
واقعنا الحالي يشدنا نحو عباءة الفرح الذي يستمد قوته من الاعتقاد بأننا سنترك عاما قديما قد مضت أيامه وشهوره، لذا علينا كغيرنا من الحالمين بوهج السرور أن نبتهج بقدوم عام جديد، فعليا قد نجهل ماذا يخبئ في جعبته من أحداث لكنه عام ربما أفضل من الذي سيسقط قريبا في خانة الذكريات، نشعر بأن هناك أملا بحجم السماء والأرض سيخرج إلى الوجود، واعتقاد أن ما قد مضى من أوجاع شعر بها العالم ستسقط هي الأخرى في «مزبلة التاريخ أو مقبرة الزمن»، في هذه الأيام القليلة نشعر بأننا بحاجة إلى معانقة أرواحنا المتعبة ولملمة أوراق الخريف المتطايرة، نحس أن هناك شوقا خفيا جديدا يشق طريقه في صدورنا، قد يكون مبعثه ومنبعه يأتي من ذلك الحلم الذي راودنا طويلا وانتظرناه أكثر مما ينبغي وهو العيش بسلام دون ألم أو فقد أو حزن على ما مضى من الزمن.
ستنجلي ظلمة الليل ويأتي صباح يتنفس كعادته من رئة صحية، يخرج إلينا في صورة بهجة تملأ القلب سرورا وتجعل من شرايين القلوب تتدفق دماء نظيفة، ومشاعر طفولية هي الأخرى ستولد قريبا في إحدى حجرات القلوب المعبأة بنبض كان منخفضا في لحظات البؤس والانتظار، أما مراكب الأيام فستبدأ هي الأخرى تشق عباب الزمن وما تبقى من أعمارنا فيها ونحن لا نزال في قطار الحياة.
اعتدنا منذ أن أبصرنا ضوء الشمس أننا نسير في طريقنا دون أن نعلم شيئا عن الغيب؛ لأنه بيد الله تعالى، لكن ما نعرفه تماما هو أن الأيام ستنقضي سريعا كطيف عبر دون أن نحس به، أو عبارة أخرى هو حلم تجلى ثم تبخر مع صرخة ألم من قلب مفجوع برحيل مفاجئ أو متوقع لقلب عانى كثيرا من الصدمات والمرض.
تقول الروائية والقاصة السعودية ليلى الجهني، في كتابها «في معنى أن أكبر»: «إنني أكبر وأنفق جل وقتي كي أفهم الزمن، فلا أفهمه، لذا أشعر أنه عدوي الخفي الذي يضرب دون أن يكون باستطاعتي درء ضرباته عني. لا أعرف كيف يمضي؟ ولِمَ يمضي؟ وكيف أننا نحيا فيه ونعجز أن ندركه كما ينبغي له؟ أهو شيء يمرُنا ونمرُه، أم حال تعترينا؟ وإذا مضى فإلى أين يمضي؟ أين تذهب كل أعوامنا التي تغادرنا؟ ولِمَ لا يمكن أن نحتفظ بها في مكان ما كثيابنا وأشيائنا العتيقة»؟.
أبعد ذلك نسأل: هل علينا أن نقفز فرحا كلما تقدمنا في العمر سنة كاملة؟!، هذا يذكرني تماما كلما احتفلنا بعيد ميلادنا السنوي، نفرح لأنه يوم مولدنا، لكننا نجهل أننا نفقد عاما كاملا من حياتنا في الحياة !.
إذن هل علينا أن نحتفل كغيرنا من شعوب الأرض بعام جديد رغم أن جراح العام الذي لم تنته ساعاته بعد لا تزال ندية مخضبة بدماء الأبرياء وبكاء الثكالى ويتم الأطفال في مدن الموت والألم؟ ينقسم العالم بين محتفل بقدوم عام جديد، وقسم ينظر إلى الآمال المعلقة أن تتحقق ليشعر بالسلام والأمان غيره من شعوب الأرض المعذبة بنزاعات وحروب ودمار لا تتوقف! لدينا شعور مكتمل النمو بأن الشمس ستشرق يوما، وسيكشف ضوء النهار عن جراح نزفت على أرض التقمت أجساد الأبرياء، سنفرح يوما عندما نشعر أن الحرية هي جزء من فرح لا يعكره محتل أو غاصب أو حاقد، ستشرق قريبا شمس هدنة تضع الحرب أوزارها، ويعيد الأبرياء ترقيع قلوبهم التي مزقتها الحروب.