عادل الباز: الخارجية تُكذّب… لماذا؟
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
1 كنت قد ظننت أنه بعد اتخاذ الدولة لقرارات تنم عن مواقف قوية تجاه الظلم الذي تتعرض له البلاد من جراء الموقف الأفريقي والعربي والعالمي وذلك بالخروج من الإيقاد بعد تآمرها مع الجنجويد، وكذلك اتخذت موقفاً قوياً من الاتحاد الأفريقي حين طرح ماعرف بخطة الآلية الموسعة وكان موقفها الأبرز عندما رفضت التجديد لفولكر وطردت البعثة الأممية، كذلك تلك المواقف التي وقفتها مؤخراً ضد تدخلات دولة الإمارات في الشأن السوداني، بناء على تلك المواقف اعتقدت أن عهد الخنوع والإملاءات والخوف من بعبع ما يسمى بالمجتمع الدولي المتآمر والوهمي قد ولى، ولكن للأسف الخارجية تذكرنا بأنها لازالت تحت الوصاية وأن كل خطواتها مرتجفة وأبرز دليل على ذلك هو ما جرى بالأمس.
2
القصة إن هذه الصحيفة قد نشرت خبراً مفاده أن الحكومة السودانية رفضت منح تأشيرة دخول للمبعوث الأمريكي توم بييرلو بسبب الاشتراطات التي وضعها وهي كلها تمس سيادة البلد كما جاءت في عدد الأمس.
ماذا فعلت الخارجية؟ أصدرت بياناً مضمونه تكذيب لخبر الأحداث؟ السؤال طرحه عليّ بالامس بعض الأصدقاء من الخارجية وهو لماذا اعتبرت أن بيان الخارجية تكذيب لخبر الأحداث ولم تعتبره توضيحاً من جانب الخارجية؟ قلت ذلك لأن التصريحات التي أدلى بها المبعوث الأمريكي بكمبالا مرت عليها أكثر من عشرين ساعة والخارجية صامتة ولم تسارع بإصدار بيان إلا بعد أن صدرت صحيفة الأحداث بخبرها الذي يحمل اشتراطات المبعوث ورفض الحكومة لها. فماذا يعني ذلك؟ يعني أن جهة ما عُليا أو دنيا ترتجف من ردة فعل أمريكا قد أوعزت للخارجية بإصدار بيان النفي الملتبس. ولذا قلت أن الخارجية التي أصدرت بياناً أمس كذبت فيه خبر الأحداث كشفت عن عدم نزاهتها المهنية
لأنها تعلم أن الخبر صحيح ولكنها قصدت ضرب مصداقية صحيفة الأحداث التي هي رأسمالها وقلت إن طلب المبعوث الأمريكي لم يقدم للخارجية ولكن قُدم للرئاسة والأجهزة الأخرى وهي التي رفضت الاشتراطات التي وضعها المبعوث أمام الحكومة.. ولذا جاء الخبر دقيقاً حين أشار إلى أن الحكومة هي التي رفضت وليس الخارجية وكما قال المبعوث إن طلبه قد رفض من “حكومة السودان” ولم يذكر الخارجية، إلا تكون الخارجية تمثل كل أجهزة “الحكومة السودانية” منوهاً أن الخارجية في كثير من القضايا المرتبطة بالشأن الخارجي كان آخر من يعلم مذكراً بلقاء الرئيس البرهان بنتنياهو في عنتيبي.
3
وأشرت إلى أنه منذ تأسيس صحيفة الأحداث في العام 2007 لم تنشر أخباراً كاذبة ومفبركة بلا مصادر، وعرفت الصحيفة زهاء العشرين عاما بمصداقيتها واستقامتها المهنية ونؤكد أن الخبر الذي نشرته صحيح في كل تفاصيله وتحتفظ الصحيفة بمستنداته ومعلوماته التي استقتها من مصدر موثوق ومطلع من داخل الحكومة ومن ثم ندعو الخارجية إلى الذهاب للمحكمة وهي المكان الوحيد الذي يمكن أن تكشف فيه الصحيفة عن مصدرها.
4
السؤال لماذا فعلت الخارجية ما فعلت.؟. على الخارجية أن تجيب عن السؤال أو أن تسأل الجهة التي أمرتها بذلك وليس للأحداث أى عداء مع الخارجية وأجهزة الدولة حتى تلفق الأخبار وتحكي قصص من خيالها، الأحداث هي التي وقفت مدافعة عن الخارجية حين تغولت عليها لجنة التمكين وشردت كوادرها المؤهلة وكشفت تآمر اللجنة حتى أحق القضاء العادل الحق بإرجاع كل المفصولين إلى مواقعهم. ولذا توقعت الأحداث من الخارجية تعامل أفضل من ضرب مصداقية صحيفة وقفت معها أيام محنتها ولكن يبدو أن الخارجية وأهلها لايذكرون ولا يضعون لذلك اعتباراً.
3
كل ذلك يهون ويمكن أن يمر ولكن ما أخشاه أن تعود الخارجية والحكومة للرضوخ للضغوط الخارجية فتركع لشروط الخارج لتفرض على البلاد سياسات وقرارات مهينة لكرامة السودانيين التي لم يتبق لهم غيرها. لكم سعدنا بخبر رفض شروط المبعوث لأنها مهينة فإذا بالخارجية تفسد علينا فرحتنا لتقول لنا إنها لم ترفض لأن المبعوث لم يقدم لها طلباً وهي تعلم الحقيقة، وتعلم أنها تكذب.. انتهت الحكاية وربنا يكضب الشينة.
عادل الباز
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
وزارة الخارجية تلفت نظر المجتمع الدولي للفظائع التي يرتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء
أصدرت وزارة الخارجية بيانا يصادف يوم الإثنين 25 نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة وبهذه المناسبة المهمة تلفت فيه نظر المجتمع الدولي مجددا للفظائع غير المسبوقة وواسعة النطاق التي ترتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء والفتيات في سن الطفولة في مناطق مختلفة من السودان. وتشمل تلك الفظائع جرائم الإغتصاب، والاختطاف، والاسترقاق الجنسي، والتهريب، والزواج بالإكراه، وأشكال أخرى من العنف والمعاملة غير الإنسانية والمهينة و القاسية والحاطة للكرامة للنساء وأسرهن ومجتمعاتهن وفيما يلي تورد سونا نص البيان التالي .يصادف يوم غد الإثنين 25 نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة . وبهذه المناسبة المهمة تلفت وزارة الخارجية نظر المجتمع الدولي مجددا للفظائع غير المسبوقة وواسعة النطاق التي ترتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء والفتيات في سن الطفولة في مناطق مختلفة من السودان. وتشمل تلك الفظائع جرائم الإغتصاب، والاختطاف، والاسترقاق الجنسي، والتهريب، والزواج بالإكراه، وأشكال أخرى من العنف والمعاملة غير الإنسانية والمهينة و القاسية والحاطة للكرامة للنساء وأسرهن ومجتمعاتهن.لقد تم توثيق ما لا يقل عن 500 حالة إغتصاب بواسطة الجهات الرسمية والمنظمات المختصة و منظمات حقوق، تقتصر على الناجيات من المناطق التي غزتها المليشيا، ولا شك أن هناك أعدادا أخرى من الحالات غير المرصودة بسبب عدم التبليغ عنها، أو لأن الضحايا لا يزلن في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا. بينما يقدر أن هناك عدة مئات من المختطفات والمحتجزات كرهائن ومستعبدات جنسيا وعمالة منزلية قسرية، مع تقارير عن تهريب الفتيات خارج مناطق ذويهن وخارج السودان للاتجار فيهن .تستخدم المليشيا الإغتصاب سلاحا في الحرب لإجبار المواطنين على إخلاء قراهم ومنازلهم لتوطين مرتزقتها، ولمعاقبة المجتمعات الرافضة لوجودها. كما توظفه ضمن استراتيجيتها للإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تستهدف مجموعات إثنية بعينها، حيث تقتل كل الذكور من تلك المجموعات وتغتصب النساء والفتيات بغرض إنجاب أطفال يمكن إلحاقهم بالقبائل التيينتمي إليها عناصر المليشيا.ظلت حكومة السودان وخبراء الأمم المتحدة وبعض كبار مسؤوليها، وعدد من منظمات حقوق الإنسان الدولية والوطنية تنبه لهذه الجرائم منذ وقت مبكر، بعد أن شنت المليشيا حربها ضد الشعب السوداني وقواته المسلحة ودولته الوطنية في أبريل من العام الماضي. ومع ذلك لم يكن هناك رد فعل دولي يوازي حجم هذه الفظائع التي تفوق ما ارتكبته داعش وبوكو حرام وجيش الرب اليوغندي ضد المرأة. ومن الواضح أنها تمثل أسوأ ما تتعرض له النساء في العالم اليوم. وعلى العكس من ذلك، لا تزال الدول والمجموعات الراعية للمليشيا الإرهابية تتمادي في تقديم الدعم العسكري والمالي والسياسي والإعلامي لها مما يجعلها شريكة بشكل كامل في تلك الجرائم. وما يزال مسؤولو الدعاية بالمليشيا والمتحدثون باسمها يمارسون نشاطهم الخبيث من عواصم غربية وأفريقية للترويج لتلك الجرائم وتبريرها. ولا شك أن في ذلك كله تشجيع للإفلات من العقاب يؤدي لاستمرار الجرائم والانتهاكات ضد المرأة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب