تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، في النسخة الحادية عشرة من قمة "رايز أب" المُنعقدة في المتحف المصري الكبير، والتي تُعد أكبر حدث يتم تنظيمه في مجال الشركات الناشئة وريادة الأعمال في مصر والشرق الأوسط؛ حيث يتجاوز عدد حضوره 14 ألف رائد أعمال ومستثمر من أكثر من 75 دولة حول العالم.

جاء ذلك عقب انتهاء رئيس الوزراء  من جولته الموسعة، بمحافظة "بني سويف"،  وحضر القمة الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، وأحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، وحسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وباسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلًا عن ممثلي بعض الجهات الدولية، وعدد من المستثمرين ورواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة العالمية والمحلية.

 وخلال مشاركته في القمة، ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، كلمة استهلّها بالترحيب بالحضور من الوزراء والمسؤولين ورواد الأعمال والمستثمرين من شباب مصر، قائلًا: “اسمحوا لي أن أعبر في البداية عن سعادتي بالتواجد في هذا الحدث المهم جدًا، فقبل صعودي على المسرح شاهدت نماذج للأعمال الإبداعية التي صنعها شباب مصر في مجال ريادة الأعمال”.

 وأعرب عن سعادته بمجريات اليوم، قائلًا:  كنت اليوم في محافظة بني سويف وشاهدت نماذج مُفرحة من شباب مصر في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمنطقة التكنولوجية في المحافظة، حيث شاهدت نماذج من شركات ريادة الأعمال الناشئة في قلب صعيد مصر.

 وأضاف: صعيد مصر كان في الماضي مُهملًا ولا تصله مشروعات التطوير، ولكن ما شاهدناه اليوم هو العكس تمامًا من الصورة السابقة، حيث تمكن الشباب الواعد من تنفيذ مشروعات تخدم بلده، وتمتد خدمات مشروعاته للتصدير إلى الخارج، كما شاهدنا مصانع على أعلى مستوى من الإنتاج الذي يصل إلى التصدير إلى أوروبا ومختلف دول العالم.

وأكمل رئيس الوزراء حديثه قائلًا: الأهم أنني تمكنت من العودة من بني سويف خلال ساعة واحدة فقط، نتيجةً لشبكة الطرق العظيمة التي نفذتها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية، ونفس هذه الرحلة منذ سنوات قليلة كانت تستغرق قرابة 4 ساعات.

 وأعرب مدبولي عن فخره بالنجاح الذي حققه شباب مصر ورواد أعمالها في قطاع ريادة الأعمال على مدار السنوات الماضية، وعلى قدرتهم على التكيف مع جميع التحديات التي واجهت مصر والعالم.

وقال: أود أن أعرب عن شكري لقمة "رايز أب" وشركة "انطلاق" على تنظيم الجلسة الحوارية التي جمعت الجهات المعنية في هذا القطاع من أجل الاستماع لأبرز التطورات التي شهدها في الفترة السابقة وكذلك التحديات؛ حتى تتمكّن الدولة المصرية من تقديم كل الدعم في سبيل النهوض بذلك القطاع الواعد.

وأضاف رئيس الوزراء: أتواجد معكم اليوم ساعيًا لإبراز اهتمام الدولة بقطاع ريادة الأعمال، لما له من أهمية في تسريع وتيرة نمو الاقتصاد الوطني وتحقيق رؤية مصر 2030.

 وتابع: لقد حرصنا على ارتباط الأهداف التنموية بالأهداف الدولية لتعزيز مكانة مصر وريادتها على المستويين الإقليمي والدولي، والذي يتحقق بالاستثمار في المواهب الشابة ودعم ريادة الأعمال والابتكار.  

 وأشار مدبولي إلى أنه في سبيل تحقيق ذلك، تعمل الدولة المصرية على تطوير البنية التحتية التكنولوجية، وفتح أسواق جديدة تتيح فرص العمل وتُقلل من معدلات البطالة، وذلك بتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة التي تستوعب فئة الشباب وأفكارهم المبتكرة.

 وأكد في إطار حديثه، أن الدولة المصرية تعي أهمية النهوض بقطاع ريادة الأعمال، الذي ساهم خلال السنوات الأربع السابقة في ضخ استثمارات تخطت الملياري دولار، مُضيفًا أن الدولة تسعى لتقديم كامل الدعم والحوافز لذلك القطاع وتطوير السياسات الخاصة به لتواكب سرعة وتيرة نموه.

  وقال في هذا السياق: أثق أن رواد الأعمال بأفكارهم المبتكرة لديهم القدرة على خلق حلولٍ للنهوض بقطاعات الدولة ذات الأهمية، ومنها الصناعة والزراعة والاتصالات والهيدروجين الأخضر والتكنولوجيا بكافة أشكالها، وكل ذلك سوف يُسهم في توفير فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة وضخ المزيد من النقد الأجنبي، ويُثبت جاذبية مناخ الاستثمار في مصر وقوة عقول وابتكار شبابها الواعد.

  وأكد رئيس الوزراء أن الدولة أخذت على عاتقها مسؤولية دعم ورعاية رواد الأعمال والشركات الناشئة في كافة مراحلها. وأنه انطلاقًا من هذا الدور، تسعى الحكومة باستمرار إلى تنفيذ العديد من الإجراءات التي تستهدف تحقيق طفرة حقيقية لتشجيع وجذب الاستثمارات المُوجهة إلى الشركات الناشئة، وتذليل مختلف التحديات التي تواجه زيادة استثمارات هذا القطاع، فضلًا عن توفير بيئة ملائمة لرواد الأعمال وملف ريادة الأعمال والابتكار؛ لثقتها في أهميته كنشاط اقتصادي له دور محوري في تحقيق الطفرات التنموية التي يحتاجها اقتصاد مصر.

 واستعرَض في هذا السياق بعض الجهود التي تبذلها الدولة لدعم ريادة الأعمال والشركات الناشئة، والتي منها: إنشاء وحدة دائمة لريادة الأعمال والشركات الناشئة تابعة لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وعضوية كافة الجهات المعنية بريادة الأعمال في مصر، وذلك حتى يكون لدينا جهة واحدة يستطيع الشباب ورواد الأعمال والشركات الناشئة التعامل معها بكل سهولة ويسر.

وأضاف أن الوحدة تختص بوضع السياسات والقوانين واللوائح المناسبة لنمو وازدهار الشركات الناشئة في مصر، والتواصل مع رواد الأعمال والتعرُّف من خلالهم على التحديات التي تواجههم وكذا مقترحاتهم وأفكارهم لوضع حلول مناسبة.

  وأوضح مدبولي أن تلك الوحدة قامت منذ إنشائها بوضع تعريف واضح ومُحدد للشركات الناشئة ومشروعات ريادة الأعمال؛ وذلك لتسهيل إصدار شهادات التصنيف والتمتع بالمزايا للشركات الناشئة الواردة بقانون 152 لسنة 2020. بالإضافة إلى تشكيل مجلس استشاري تطوعي تابع للوحدة، يُمثَّل بالكامل من القطاع الخاص ورواد الأعمال، ويعمل على معاونة الوحدة لتحقيق هدفها الرئيسي باقتراح السياسات والقوانين واللوائح المختلفة وقامت الوحدة أيضًا بإنشاء منصة تجمع كافة خدمات وإجراءات الجهات الحكومية الداعمة لبيئة ريادة الأعمال في مصر، بحيث تتضمن كافة المعلومات عن البيئة التمكينية للعمل، وسوف يتم إطلاق النسخة الأولى التجريبية من المنصة خلال الأيام القليلة القادمة، على أن يضاف عليها في النسخة الثانية كافة الأنشطة المتعلقة بريادة الأعمال، وكذا الجهات التمويلية المختلفة (حاضنات/ ومسرعات/ وصناديق)، فضلًا عن إتاحة بيانات ومعلومات عن الشركات الناشئة الموجودة في مصر مُوزعة جغرافيًا بالمحافظات.  

  كما أنشأت مقر لها بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، ويتكون هيكل المقر من: مكتب مختص بإجراءات التأسيس الإلكتروني للشركات الناشئة، ومكتب للرد على الاستفسارات الخاصة برواد الأعمال، وكذا مكتب لتلقي الشكاوى والتحديات من الشركات الناشئة.

  وفي سياق ما أنجزته الوحدة الدائمة لريادة الأعمال والشركات الناشئة التابعة لمجلس الوزراء أيضًا، أفاد الدكتور مصطفى مدبولي أنه تم تفعيل آليات لتقليل زمن التخارج للشركات الناشئة بما يُيسر عليهم عمليه التصفية.

  وأوضح رئيس مجلس الوزراء أنه جارِ حاليًا إعداد دراسة لحصر وتحليل الإجراءات والحوافز المقدمة للشركات الناشئة ورواد الأعمال واقتراح مجموعة جديدة من الحوافز، مؤكدًا أهمية ذلك، وداعيًا الشباب الحضور إلى وضع مقترحاتهم وتسليمها لتلك الوحدة المُختصة؛ حتى تتمكّن الحكومة من وضع جميع الحوافز التي تمكِّنهم من الانطلاق 
          
   وتابع أنه في إطار خطط الحكومة لتوفير الدعم للشركات الناشئة بتسهيل الوصول إلى التمويل، والذي يُعد أبرز تحد يواجه رواد الأعمال خاصةً في المراحل المبكرة من مشروعاتهم، تمت إعادة هيكلة شركة Egypt Ventures (وهي إحدى الكيانات الاستثمارية التي أنشأتها الحكومة المصرية لدعم قطاع ريادة الأعمال في مصر) لتصبح أكثر فاعلية كمنصة استثمارية رائدة تركز على دعم الشركات الناشئة في مصر، وقد استثمرت في العديد من الشركات الناشئة حتى الآن. وتضمن هذه الخطوة توفير التمويل المناسب للمشروعات الريادية، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني والاستشارات المتخصصة بالتعاون مع العديد من مقدمي الخدمات سواءً جهات حكومية أو غير حكومية.

  وفي السياق نفسه، تم إنشاء صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ بموجب القانون رقم (1) لسنة 2019، والذي يهدف إلى دعم وتمويل ورعاية الباحثين والمبتكرين ورواد الأعمال في نطاق المشروعات المبتكرة في العلوم والتكنولوجيا، وإيجاد آليات ومسارات جديدة لتمويل أفكارهم ومشروعاتهم.

 وأشار رئيس الوزراء إلى أنه بالإضافة إلى ما تقدَّم، دعمت الحكومة رواد الأعمال والشركات الناشئة في عدة مجالات؛ منها الزراعة والصناعة والتحول الرقمي، من خلال حاضنات ومسرعات الأعمال، وبرامج لدعم الابتكار والتنافسية، وبرامج بناء القدرات. فضلًا عن تقديم الخدمات غير المالية والاستشارية لرواد الأعمال والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة من خلال مراكز خدمات تطوير الأعمال المنتشرة في معظم محافظات الجمهورية، كما قامت الدولة بدعم رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا المالية من خلال عدة برامج تدريبية وبرامج تسريع أعمال وكذلك المختبر التنظيمي لتطبيقات التكنولوجيا المالية.

ولفت أيضًا إلى إطلاق منصات إلكترونية لتكون نافذة لرواد الأعمال وصناع القرار والمستثمرين، والتي تتيح لكل منهم الحصول على خدمات تتناسب مع احتياجاته. كما تم تفعيل مركز تعليمي إلكتروني على منصة مركز مصر لريادة الأعمال يحتوي على أكثر من ٧٢ برنامجًا تدريبيًا متاحًا بأربع لغات وهي: العربية، والانجليزية، والفرنسية، بالإضافة للغة الإشارة.

وتابع مدبولي "انطلاقًا من إدراكنا لأهمية التعاون الدولي لتعزيز بيئة ريادة الأعمال، نعمل على بناء شراكاتٍ مع المؤسسات الدولية الرائدة، لتبادل الخبرات وجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يسهم في تعزيز الابتكار والتنمية المستدامة في مصر"، مشيرًا في هذا السياق، إلى قيام مصر بتنظيم مؤتمر الاستثمار بين "مصر - الاتحاد الأوروبي" بالقاهرة في الفترة من 29 - 30 يونيو 2024.

  ونوّه إلى أن ذلك المؤتمر يأتي بعد التوقيع على الإعلان المشترك بشأن تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي في مارس الماضي من خلال جذب المزيد من الاستثمارات الأوروبية إلى مصر.

 وأفاد بأن مشاركة مصر في مؤتمر الاستثمار القادم للاتحاد الأوروبي تُمثل فرصة ذهبية لتعزيز التعاون بين مصر ودول الاتحاد في مجال ريادة الأعمال وتشبيك الشركات الناشئة مع أطراف المجتمع الدولي؛ حيث عملت الدولة على إدراج ريادة الأعمال كأحد المحاور الرئيسية في المناقشات مع الاتحاد الأوروبي، بهدف زيادة الدعم والتعاون في هذا المجال الحيوي.

وفي ختام كلمته، قال رئيس الوزراء: إننا نؤمن بأن مستقبل مصر يعتمد على قدرتنا على الابتكار والإبداع، وأن الشركات الناشئة تُمثل القوة الدافعة للاقتصاد الوطني، وتؤدي دورًا حيويًا في خلق فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة، ونؤمن أيضًا بقدرتكم على تحقيق التغيير وصُنع الفارق. كما ندرك أهمية اعتناق العصر الرقمي وتمكين رواد الأعمال ليزدهروا.

  وأضاف: "رؤيتنا واضحة نحو بناء مستقبل حيث لا يعرف الابتكار حدودًا، وحيث لكل رائد أعمال فرصة للنجاح". ونحن هنا للتأكيد على التزام الحكومة المصرية بدعمكم ومساندتكم في مسيرتكم الريادية.

ولفت مدبولي إلى أن حديثه مع رواد الأعمال والمستثمرين جاء اليوم في ربوع "المتحف المصري الكبير" تحفيزًا لشباب مصر على استكشاف قدراته لتحقيق الإنجازات المُبتكرة، استلهامًا من آثار الحضارة المصرية القديمة وإسهاماتها الفريدة التي أبهرت العالم أجمع نتيجة تفرُّدها في عنصر "الابتكار".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الدكتور مصطفى مدبولي مجلس الوزراء المتحف المصري الكبير رواد الأعمال والشرکات الناشئة ریادة الأعمال فی مصر الشرکات الناشئة فی للشرکات الناشئة الدولة المصریة ورواد الأعمال رئیس الوزراء شباب مصر فضل ا عن فی مجال من خلال إلى أن فی هذا

إقرأ أيضاً:

ملتقيات رواد الأعمال تفتح آفاق التعاون والاستثمار وتدعم فرص النجاح للشركات الناشئة

تعد الملتقيات الخاصة برواد الأعمال والشركات الناشئة منصة حيوية تسهم بشكل كبير في تعزيز التواصل بين مختلف الأطراف المشاركة، سواء كانت من رواد الأعمال أو المستثمرين أو الخبراء في مجالات متنوعة، كما أن الملتقيات تسهم في فتح آفاق جديدة لفرص الاستثمار والتعاون، فضلاً عن دورها البارز في تعزيز شبكات العلاقات المهنية ودعم المشاريع الناشئة.

استطلعت "عمان" آراء عدد من المختصين ورواد الأعمال حول مدى الفائدة من تنظيم ملتقيات رواد العمل؟ وأكد المتحدثون على دور الملتقيات في تعزيز التواصل بين رواد الأعمال والمستثمرين، كما أكدوا على أهمية هذه الفعاليات في توفير بيئة ملائمة لعرض الأفكار المبتكرة وتوسيع شبكة العلاقات التجارية، وأشاروا إلى أن الملتقيات تعد منصات مهمة لتمويل المشاريع الناشئة، حيث تساهم في جذب التمويل من خلال مسابقات خاصة وفرص تعاون مستدامة مع المستثمرين.

ودعوا إلى ضرورة تحسين بعض جوانب الملتقيات، منها زيادة التنسيق بين المنظمين وتركيز الفعاليات على جذب المستثمرين الذين يمكنهم توفير التمويل والدعم اللازم لتنفيذ المشاريع، فضلا على أهمية زيادة ورش العمل التخصصية وجلسات العمل المكثفة من أجل توفير فرص حقيقية للتواصل المباشر والمناقشات المعمقة لإيجاد فرص التعاون والشراكات الناجحة، وشدّدوا على أهمية متابعة المشاركين بعد الفعاليات لضمان استمرارية العلاقات التي تم بناؤها في الملتقيات، بالإضافة إلى ضرورة تمثيل فئات مختلفة من رواد الأعمال لضمان تنوع الآراء والفرص.

"بيئات ديناميكية"

قال منتصر بن زكريا العميري، عضو لجنة الصحة بغرفة تجارة وصناعة عمان والرئيس التنفيذي لشركة بريمير بوينت للخدمات والرعاية الصحية (العلامة التجارية شفاؤك): تسهم الملتقيات بشكل كبير في تعزيز التواصل بين رواد الأعمال والمستثمرين، لافتا إلى أن غرفة تجارة وصناعة عمان تحرص على تنظيم لقاءات بين أصحاب ورواد الأعمال والمستثمرين من خلال تسيير أو استقبال الوفود التجارية أو الفعاليات المختلفة، مما يوفر بيئات ديناميكية لاستكشاف الفرص الاستثمارية وتعزيز نمو بيئة ريادة الأعمال.

وأضاف أن الملتقيات تساهم في توسيع الشبكات والعلاقات المهنية من خلال اللقاءات المباشرة التي تفتح الأفق أمام شراكات مستقبلية، مشيرا إلى أن الملتقيات تعتبر منصات مهمة لعرض المشاريع والأفكار الناشئة أمام المستثمرين والتي بدورها تعزز فرص الحصول على شراكات أو تمويل أو دعم استراتيجي، كما أن التواصل المباشر الذي توفره تمكن مختلف الأطراف من تقديم ملاحظات فورية حول الأفكار والمشاريع، مما يساعد على تحسينها وجعلها أكثر قابلية للتطبيق والنمو.

وأشار العميري إلى أن عملية التوعية وتسليط الضوء على التحديات واكتساب الخبرات تمثل أهمية كبيرة في الفعاليات التي تنظمها أو تشارك فيها غرفة تجارة وصناعة عمان، إلا أن هناك جانبًا مهمًا آخر يتجسد في تمكين مؤسسات القطاع الخاص، وخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال من الوصول إلى خيارات التمويل والدعم المالي اللازمين لتأسيس واستدامة المشروعات، ويُعد التواصل مع المستثمرين وإيجاد الشراكات من أبرز الطرق لتحقيق ذلك، بالإضافة إلى أن الغرفة تحرص في العديد من الفعاليات على استضافة الجهات التمويلية المختلفة في سلطنة عمان لما تقدمه من أدوات وخيارات تمويلية، فضلا عن الدعم الإضافي المتمثل في الاستشارات والتدريب والتوجيه يعد إحدى الأدوات المهمة واللازمة للوصول إلى الخيارات التمويلية.

وأوضح العميري أن غرفة تجارة وصناعة عمان تعمل على التطوير المستمر للفعاليات والملتقيات التي تنظمها بهدف تحقيق أهدافها المتمثلة في جذب الاستثمارات وتحسين بيئة الأعمال من خلال دعم المشاريع، بما في ذلك إيجاد الخيارات التمويلية لها. مؤكدا أن الغرفة تراعي ضرورة أن تتمتع هذه الملتقيات بجانب التفاعلية، حيث تعد منصة مثالية لالتقاء الأطراف المختلفة، مما يوفر الفرص الحقيقية لربط رواد الأعمال بالمستثمرين والممولين وتزويدهم بالمهارات والدعم اللازم لتحقيق النجاح.

وأشار إلى أن الملتقيات تشجع على تقديم عروض شاملة للأفكار والمشاريع ودعوة المستثمرين ومصادر التمويل، مع عرض قصص النجاح لتكون مصدر إلهام لرواد الأعمال. كما تشمتل الفعاليات على نقاشات وعصف ذهني لاستكشاف فرص التعاون، بالإضافة إلى معارض مصاحبة لتمكين رواد الأعمال من عرض منتجاتهم وخدماتهم.

"فرص للتواصل"

من جهتها تقول الدكتورة حبيبة المغيرية، أكاديمية وباحثة اقتصادية: تعد الملتقيات بيئة منظمة تجمع بين رواد الأعمال والمستثمرين وخبراء من مختلف القطاعات، وتلعب دورًا مهمًا في تعزيز فرص التواصل بين الأطراف المعنية. كما توفر الملتقيات منصة لمشاركة الأفكار والتحديات والرؤى المتعلقة بريادة الأعمال، مما يساعد على فهم توجهات الأسواق وفتح آفاق فرص استثمارية أوسع، وتشتمل هذه الملتقيات على جلسات حوارية وورش عمل تساهم في توسيع قاعدة المعرفة وتعليم المهتمين بالقطاع، مما يسهم في تطوير مشاريع رواد الأعمال. كما توفر الملتقيات فرصًا لرواد الأعمال لجذب المستثمرين والشركاء، بالإضافة إلى اهتمام مختلف وسائل الإعلام بها.

وترى المغيرية أن الملتقيات الاستثمارية تسهم في تعزيز قدرة أصحاب الشركات الناشئة على الحصول على فرص تمويل لمشاريعهم والوصول إلى شبكة واسعة من المستثمرين المهتمين الذين يبحثون دائمًا عن فرص واعدة، لافتة إلى أن الملتقيات تتضمن منصات متعددة مخصصة لتمويل المشاريع الناشئة، بالإضافة إلى مسرعات الأعمال التي يستخدمها رواد الأعمال لعرض أفكارهم الريادية ونماذج أعمالهم وتحليل السوق، وكل ما يتعلق بالحصول على التمويل، إلى جانب ذلك أنها تسهم في حصول بعض أصحاب المشاريع الناشئة على تمويل من خلال المشاركة في المسابقات المتعلقة بتطوير ريادة الأعمال والشركات الناشئة التي توفر لهم فرصًا استثمارية لتمويل أفكارهم المبتكرة، مضيفة أن المشاركين يمرون خلال هذه المسابقات بعدة مراحل من التقييم، والأفكار الأكثر تميزًا من شأنها أن تُعرض أمام لجان تحكيم تضم مستثمرين وأصحاب خبرة ورجال أعمال من قطاعات مختلفة.

وأشارت إلى أن الملتقيات والفعاليات تحتاج إلى توفير قيمة مضافة لرواد الأعمال من خلال جذب المستثمرين الحقيقيين المستعدين لدعم هذه المشاريع، سواء من حيث تأمين التمويل أو توسيع نطاق الأعمال والتواصل الجاد، ومن الضروري أيضًا الحد من تكرار الملتقيات التي لا تخرج بنتائج واضحة ولا تفيد أصحاب المشاريع الناشئة أو المستثمرين والشركاء.

" علاقات تجارية"

وتقول الدكتورة علياء المخزومية، رائدة أعمال: إن الملتقيات الخاصة برواد الأعمال تقدم فرصًا قيمة ومتنوعة تساهم في تعزيز النمو الشخصي والمهني، مشيرة إلى أنه لا يمكن القول إن هناك ملتقى لا يقدم استفادة، إلا أن درجة الاستفادة تختلف حسب نوع الملتقى والهدف من تنظيمه، وأضافت أن بعض الملتقيات قد تقدم فوائد محدودة، في حين أن أخرى قد تكون أكثر تأثيرًا وفعالية في تحقيق أهداف المشاركين.

وأكدت المخزومية أن الملتقيات أتاحت لها فرصًا كبيرة في توسيع شبكة علاقاتها التجارية والتعرف على شركاء جدد، واسهم ذلك بشكل كبير في تعزيز شراكاتها الحالية وتبادل الخبرات مع مختلف الزملاء في المجال، كما أن الملتقيات وفرت لها فرصة جذب عملاء جدد وتوسيع قاعدة العملاء، وأكدت أن الملتقيات تلعب دورًا محوريًا في تسريع نمو المشاريع الناشئة من خلال تزويدها بالأدوات اللازمة لإيجاد فرص استثمارية واكتساب المهارات الحيوية للتوسع والنمو في السوق.

وأوضحت: دائما ما تكون التحديات موجودة مثل ضيق الوقت والارتباطات المسبقة، مطالبة من المنظمين تحسين التنسيق مع ضرورة زيادة ورش العمل التخصصية وتوفير فرص مباشرة للتواصل مع المستثمرين وأصحاب الخبرات في مجالات مختلفة.

" بوابة مهمة"

من جانبه أكد رائد العمل سامر بن حمود الحبسي، مالك الشركة الخليجية للتكنولوجيا مؤسسة صغيرة أن الملتقيات كانت "بوابة مهمة" لتعزيز مسيرته الريادية، حيث استفاد من المعارف التي اكتسبها من خلال ورش العمل والجلسات النقاشية، مما أسهم بشكل كبير في تطوير خبراته في المجال.

وأشار الحبسي إلى أن الملتقيات تساهم بشكل كبير في توسيع شبكة العلاقات وبناء شراكات حقيقية، حيث توفر "بيئة خصبة للتواصل المباشر" الذي لا يمكن تحقيقه بنفس الفعالية عبر المنصات الافتراضية، لافتا إلى أنه عندما يلتقي رواد الأعمال مع الجهات الداعمة في مكان واحد، فإن فرص بناء "علاقات قائمة على الثقة" تزداد، خصوصا مع مشاركة التجارب والتحديات بشكل صريح.

لافتا إلى أن من أبرز التحديات التي يواجهها هي غياب المتابعة بعد انتهاء الفعاليات، مما يؤدي إلى فقدان زخم العلاقات التي تم اكتسابها، كما أضاف أن بعض الملتقيات تركز على "الكم بدلاً من الكيف"، حيث تغيب الجلسات المتخصصة التي تركز على التحديات الخاصة بقطاعات معينة، ولتحسين هذه الفعاليات، اقترح تخصيص "جلسات عمل مكثفة" لمجموعات صغيرة بهدف تعميق النقاش، بالإضافة إلى إنشاء "منصة تفاعلية" تتيح التواصل المستمر بين المشاركين بعد انتهاء الملتقى، ودعا إلى زيادة تمثيل "رواد الأعمال من فئات مختلفة"، مثل أصحاب المشاريع الناشئة والصغيرة، لضمان تنوع الآراء والفرص.

"صفقات"

أما رائد الأعمال طاهر الزدجالي، صاحب مصنع التعاون للبلاستيك، فيؤكد أن الملتقيات توفر جانبًا مميزًا في تلقي آخر مستجدات القطاعات الاقتصادية والمالية، إلا أنه لم يجد استفادة كبيرة منها في جوانب أخرى، ويضيف أنه من خلال تجربته الشخصية في آخر ملتقى تمكن من التعرف على عدد من الشركات، حيث تم عقد صفقات ناجحة بناءً على تلك اللقاءات، لافتا إلى أنه لم يواجه أي تحديات تذكر أثناء مشاركته في الملتقيات.

مقالات مشابهة

  • ملتقيات رواد الأعمال تفتح آفاق التعاون والاستثمار وتدعم فرص النجاح للشركات الناشئة
  • مستشار حكومي:وزراء فاشلين فاسدين في حكومة السوداني جراء المحاصصة التي ارهقت الدولة
  • رسموا على البردي.. طلاب تربية فنية في جولة بالمتحف المصري بالتحرير
  • «نيويورك أبوظبي» تستضيف مؤتمراً للشركات الناشئة بقيادة طلاب الشرق الأوسط
  • وزير المالية: معدلات الأداء الضريبي ارتفعت 45% و عازمون على دعم الشركات الناشئة
  • وزير قطاع الأعمال: مشروع تطوير الغزل والنسيج يعيد ريادة مصر الصناعية عالميًا
  • الفنون الجميلة بأسيوط تطلق النسخة الأولى من برنامج ريادة الأعمال والمشروعات الابتكارية
  • "الشورى" يناقش تحديات وفرص قطاع الاقتصاد الرقمي مع أصحاب الشركات الناشئة
  • البنك المركزي يشهد اطلاق وحدة لدعم ريادة الأعمال ضمن مبادرة رواد النيل
  • وزير السياحة: عرض المجموعة الكاملة لكنوز توت عنخ آمون بالمتحف الكبير