بوابة الوفد:
2024-11-24@14:10:26 GMT

أبو الديمقراطية

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

ظهر مصطلح الديمقراطية لأول مرة ببلاد اليونان القديمة ليعبر عن نظام الحكم بأثينا، وبالتالى وضع الأثينيون مصطلح الديمقراطية ليعبروا عما يعرف بحكم الشعب. 

عرف النظام الديمقراطى الأثينى والذى يصنف من قبل أغلب المؤرخين كأول ديمقراطية فى تاريخ البشرية العديد من النقائض ولعل أبرزها إقصاء النساء والعبيد من المشاركة فى الحياة السياسية.

يعد رجل القانون والمشرع الأثينى «سولون» أول من وضع أسس الديمقراطية الأثينية، حيث نجح ما بين القرنين السابع والسادس قبل الميلاد فى إرساء جملة من القوانين خلص أثينا من النزاعات الداخلية وأنقذتها من شبح الحرب الأهلية. وقد باشر «سولون» تشريعاته بإصدار عفو عام والسماح للعديد من المنفيين بالعودة والحصول على كامل حقوقهم فى سعى منه لمحو الذكريات السيئة التى عاشت على  وقعها أثينا خلال الفترة السابقة.

كما حرر الأفراد الذين تحولوا إلى عبيد بسبب عجزهم عن دفع ديونهم، ووضع قانونا منع من خلاله استعباد الناس بسبب عجزهم عن سداد ديونهم، إضافة إلى ذلك قسم «سولون» المجتمع إلى أربع طبقات حسب الدخل وقوانين الضرائب ووضع مجلسا عرف بمجلس الأربعمائة ينتخب أفراده من القبائل الأربع بأثينا، حيث أوكلت لهذا المجلس مهمة تهيئة المشاريع قبل الموافقة عليها. كما أرسى «سولون» ما عرف بمجلس المحلفين والذى اختير أفراده بالقرعة من جميع الطبقات للنظر فى مختلف القضايا والخلافات عدا جرائم القتل.

وفى الأثناء يلقب السياسى والمشرع «كليسثنيس» والمولود عام 750 قبل الميلاد بـ«أبوالديمقراطية»، حيث نجح فى قلب نظام الحكم بأثينا وإرساء نظام ديمقراطى. خلال تلك الفترة وكأغلب المدن الإغريقية، تميزت أثينا بالحكم المنفرد، حيث كان الحاكم رجل دولة قويا يلقب بالطاغية ولعل أبرز هؤلاء الطغاة «بيسيتراتوس» الذى كان رجلا صالحا، عرفت أثينا خلال عهده فترة ذهبية، ومع وفاته اشترك ابناه «هيبياس» و«هيبارخوس» فى الحكم ومع وفاة «هيبارخوس» تولى «هيبياس» الحكم بشكل منفرد لتشهد فترته أزمات عديدة، حيث لم يتردد فى إعدام ونفى عدد هائل من سكان أثينا بعد اتهامهم بمعارضة قراراته.

وبالتزامن مع ذلك نظم «كليسثنيس»، والذى كان فى المنفى انقلابا للإطاحة بـ«هيبياس» ولتحقيق غايته اتجه أبو الديمقراطية للاستعانة بطرف أجنبى وتحريضه على غزو أثينا. لم يكن هذا الطرف الأجنبى سوى «اسبرطة» والتى تميز شعبها بشدة تدينه، حيث اتجه «كليسثنيس» إلى تقديم رشاوى إلى كهنة معبد «دلفى» من أجل تقديم نبوءات كاذبة لمسئولى اسبرطة ودعوتهم لغزو أثينا وتحريرها من حكم «هيباس».

وفى حدود عام 510 قبل الميلاد زحفت جيوش اسبرطة على أثينا وأجبرت «هيبياس» على الهرب وعلى أثر ذلك عرفت أثينا أزمة سياسية، حيث اتجه أنصار «كليسثنيس» للمطالبة بالديمقراطية بينما اتجهت فئة أخرى لدعم فكرة حكم الأثرياء، ومع انتصار أتباع «كليسثنيس» لم يتردد مساندو حكم الأثرياء فى الاستعانة باسبرطة مجددا والتى غزت أثينا مرة ثانية ليطرد أبو الديمقراطية رفقة 700 عائلة من المدينة وينصب «اساغوريس» حاكماً.

لم تدم فترة نفى «كليسثنيس» طويلا فسرعان ما عاد لأثينا عقب ثورة شعبية عارمة أنهت حكم الأثرياء وأقصت جنود اسبرطة من المدينة، وبالتزامن مع عودة «كليسثنيس» أطلق الأثينيون سراح جميع جنود اسبرطة المحاصرين داخل المدينة لتجنب خطر الوقوع فى حرب طاحنة وفى المقابل صدر قرار أعدم على أثرة المئات ممن ساندوا حكم «اساغوريس» واستعانوا باسبرطة، وبناء على ذلك وضع «كليسثنيس» حداً لمعارضيه لتشهد أثينا عقب ذلك بداية العهد الديمقراطى.

خلال الفترة التالية وضع «كليسثنيس» جملة من القرارات الجديدة التى كرست الحكم الديمقراطى حيث أعيد تنظيم المنطقة مرة أخرى ووسع المجلس الذى وضعه «سولون» سابقا لتتم زيادة عدد أعضائه والذين أصبح من الممكن اختيارهم عن طريق الاقتراع الشعبى فضلا عن ذلك غيّر أبو الديمقراطية نظام القبائل الأربع التى كانت قائمة أساسا على رابطة الدم ليتم تفويضها بنظام جديد احتوى عددا أكبر مكن المجموعات اختير أفرادها بشكل عشوائى حسب مكان الإقامة وبفضل ذلك عرفت أثينا تغييرات مهمة وضعتها على طريق الديمقراطية المعاصرة، خاصة عقب بروز مبدأ المساواة أمام القانون.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب أبو الديمقراطية حكاية وطن تاريخ البشرية أبو الدیمقراطیة

إقرأ أيضاً:

مستشار وزير التعليم العالي: الانتخابات الطلابية فرصة كبيرة لممارسة الديمقراطية

أكد الدكتور كريم همام مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي للأنشطة الطلابية، ومقرر اللجنة العليا للانتخابات، أهمية الانتخابات الطلابية في تعزيز روح القيادة والمشاركة الفاعلة بين الطلاب، كما أنها تدريب حقيقي للحياة الانتخابية بالدولة المصرية. 

ونوه مستشار وزير التعليم العالي بأن الوزارة تعمل على توفير جميع الإمكانيات لضمان نجاح سير الانتخابات على جميع الأصعدة. 

وأشار مستشار وزير التعليم العالي إلى أن الانتخابات الطلابية تمثل فرصة كبيرة للطلاب لاختيار ممثليهم بشكل ديمقراطي، مما يُعزز من مشاركتهم في اتخاذ القرارات داخل الجامعات والمعاهد.

وأوضح مستشار وزير التعليم العالي أن انتخابات الاتحادات الطلابية لا تقتصر على اختيار ممثلين فقط، بل تعُد تجربة حيوية تسهم في تنمية مهارات القيادة والعمل الجماعي، مما يعزز من روح التعاون بين الطلاب. 

ونبه مستشار وزير التعليم العالي إلى أن مُشاركة الطلاب تعكس روح الديمقراطية والمسئولية، حيث أن كل طالب وطالبة يصبح له صوت مؤثر في توجيه الأنشطة الطلابية وتحديد أولوياتها.

التعليم العالي تكشف إحصائيات الانتخابات الطلابية 

وأعلن الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عن إجمالي أعداد الطلاب في الكشوف النهائية لانتخابات الاتحادات الطلابية، الذين انطبقت عليهم شروط الترشح للعام الجامعي 2024/2025.

وأوضح الوزير أن العدد الإجمالي بلغ 27008 طالب وطالبة، بواقع 13317 طالبًا و12393 طالبة، بالجامعات الحكومية والجامعات الأهلية والجامعات التكنولوجية والجامعات الخاصة والمعاهد.

وبلغ إجمالي عدد المتقدمين لانتخابات الاتحادات الطلابية في الجامعات الحكومية 19951 طالبًا وطالبة وذلك في 28 جامعة حكومية، وتم استبعاد 652 طالبًا وطالبة لعدم استيفائهم الشروط، وتم تقديم 1307 طعنًا، قُبل منها 963 طعنًا، وبذلك، بلغ إجمالي عدد الطلاب المرشحين في الكشوف النهائية 18336 طالبًا وطالبة، موزعين كالتالي (9326 طالبًا و9010 طالبة).

ويستمر ماراثون انتخابات الاتحادات الطلابية بالجامعات والمعاهد المصرية، حيث تُجرى انتخابات الجولة الأولى والفرز وإعلان النتائج يوم الأحد 24 نوفمبر الجاري، تليها انتخابات الإعادة يوم الإثنين 25 نوفمبر، ثم انتخابات أمناء اللجان ومُساعديهم على مستوى الكليات يوم الثلاثاء 26 نوفمبر، وانتخابات رئيس الاتحاد ونائبه على مستوى الكليات يوم الأربعاء 27 نوفمبر، وأخيراً تختتم الانتخابات يوم الخميس 28 نوفمبر بانتخابات أمناء اللجان ورئيس الاتحاد ونائبه على مستوى الجامعة.

مقالات مشابهة

  • في شهرها العشرين وقف الحرب واستدامة الديمقراطية؟
  • الكتلة الديمقراطية تعتذر عن دعوة من منظمة “بروميديشن” الفرنسية
  • مستشار وزير التعليم العالي: الانتخابات الطلابية فرصة كبيرة لممارسة الديمقراطية
  • "الفاو" تحذر من كارثة أزمة الجوع في الكونغو الديمقراطية
  • «الفاو» تحذر من كارثة أزمة الجوع في الكونغو الديمقراطية
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع وزير الصناعة بالكونجو الديمقراطية
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي وزير الصناعة بالكونجو الديمقراطية
  • وزير الخارجية ينقل رسالة من السيسي إلى رئيس الكونجو الديمقراطية
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع أعضاء الجالية المصرية في الكونجو الديمقراطية
  • وزير الخارجية يلتقي مع أعضاء الجالية المصرية في الكونغو الديمقراطية (صور)