جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-23@13:50:50 GMT

ضريبة الأفراد والاقتصاد الكلي

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

ضريبة الأفراد والاقتصاد الكلي

 

خلفان الطوقي

منذ منتصف العام 2020، والمبادرات تتوالى، ومعظم هذه المبادرات هدفها تصحيح الأوضاع ولو بشكل تدريجي، ويمكن إيجاد المبررات المنطقية لتسويق القرارات المصاحبة لها، ولا بأس من تفاعل المجتمع سواء كانوا مع أو ضد أي قرار، وهذا طبيعي مع أي مجتمع حي، وما على متخذي القرار إلا بأخذ المفيد والأفضل من الآراء والأفكار البناءة لأجل الصالح العام، وينطبق ذلك مع القانون المقترح لضريبة الدخل على الأفراد، ومن هذا المنطلق يتم طرح هذه التساؤلات المجتمعية، وهذه أهمهما:

هل سوف تحقق ضريبة الدخل على الأفراد توظيف أعداد أكبر من العُمانيين؟ وهل ستحقق رفاهية إضافية؟ وهل هذه الضريبة سوف تزيد من المصانع في المناطق الصناعية المنتشرة في المحافظات؟ وهل تم احتساب كلفة سمعة عُمان ماليا أو ذهنيا عندما يتم تداول أن عُمان هي أول دولة خليجية تفرض ضريبة على الدخل، وهي أيضًا من الدول التي تفرض هذه الضريبة على مستوى الوطن العربي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟ وهل تم احتساب كلفة العامل النفسي والمعنوي للفئة المستهدفة من أصحاب العمل من عُمانيين أو مقيمين أو الموظفين أصحاب الدخول ممن تتجاوز دخولهم السنوية مبلغًا معينًا ليكونوا من ضمن المُستهدفين لدفع هذه الضريبة؟ وهل هذه الضريبة سوف ترفع من معنوياتهم وتزيد من ولائهم لأعمالهم ودولتهم، أم ستزيد من سخطهم وتدفعهم لممارسات وسلوكيات غير محمودة؟ وهل سوف تؤثر هذه الضريبة إيجابًا أو سلبًا على تدفق استثمارات وروؤس أموال جديدة؟ وهل هذه الضريبة تعمل جنبًا إلى جنب مع البرنامج الوطني "نزدهر" أو تتقاطع وتتناقض معه؟

وهل تم احتساب كلفة ما سوف يتم كسبه مقارنة بما سيهرب من أموال من عُمان خاصة ممن لا يمكن رصد دخله الشهري أو السنوي بسهولة؟ وهل تساءل مقترحو قانون ضريبة الدخل على الأفراد لماذا لم تطبق باقي دول الخليج هذه الضريبة رغم أن معظم الدول الخليجية منتعشة اقتصاديا مقارنة بوضعنا الاقتصادي؟ وهل لدى مقترحي القانون دراسات توضيحية من جهات مختلفة توضح الاحتراسات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يجب أخذها في الاعتبار قبل الشروع في هكذا خطوة كتقرير متخصص وعميق ومستقل من البنك المركزي العُماني، وجهاز الاستثمار العُماني، ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ووحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040"، وغرفة تجارة وصناعة عُمان، وجامعة السلطان قابوس؛ من خلال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والأكاديمية السلطانية للإدارة، وكلية الدفاع الوطنية، والجمعية الاقتصادية العُمانية، ومجلسي الشورى والدولة، وغيرهم ممن لهم علاقة بهكذا تشريع بشكل مباشر أو غير مباشر؟ وهل هذه الضريبة سوف تشجع متوسطي الدخل من أصحاب الخبرات والكفاءات من المقيمين في عُمان على استمرار بقائهم في عُمان أو الإبتعاد عنها؟

وهل سيتشجع أصحاب الخبرات والكفاءات الأجنبية ممن كان يفكر في القدوم إلى السلطنة أن يقرر ويأتي إلينا، أو أنه سوف يُغيِّر رأيه ووجهته، ويذهب إلى دول أكثر جذبًا وتنافسية وانتعاشًا؟ وهل من المجدي ماليا لأن تُطبِّق عُمان هذه الضريبة في ظل تعداد سكاني بسيط ومستهدفين قلة قليلة جدا؟ وهل تم احتساب كلفة من سوف يتهربون أو يتحايلون أو يخرجون من اقتصاد الدولة ويكونون في خانة اقتصاد الظل أو الاقتصاد الذي لا يكون مرصودًا من أجهزة الدولة؟ وهل هذه الضريبة سوف تُشجِّع أو تُقلِّل من قدوم الأجانب للتملك العقاري الحر في المناطق الإنشائية الجديدة كمشروع مدينة السلطان هيثم أو مشاريع صروح أو مشروع المدينة المستدامة أو عايدة أو غيرها من مشاريع تستهدف أصحاب رؤوس الأموال ممن يبحثون عن ملاذ آمن لهم ولأهليهم  وأموالهم؟ وهل هذه الضريبة حل اقتصادي يراعي الاقتصاد الكلي أو أنه حل محاسبي فقط؟ وهل تم احتساب كلفة متابعة المستهدفين من وقت وبشر وأنظمة متطورة وغيرها من تبعات، وكلفة تتبع المخالفين وملاحقتهم إجرائيًا وقضائيًا؟

وهل سوف تستفيد بنوك السلطنة من الودائع أو أنها ستنتقل إلى البنوك الخليجة وغيرها من بنوك خارج عُمان؟ وهل يتوقع بعد تطبيق هذه الضريبة أن تكون عُمان أكثر جذبًا للفرص التجارية ومنتعشة اقتصاديا أم مُنفِّرة؟ وهل هذه الضريبة سوف تكون أحد عناصر نجاح البرامج الوطنية مثل "نزدهر" أو "تنويع" أو "تشغيل" أو أنه يركز فقط على برنامج "استدامة" دون النظر إلى باقي البرامج أو رؤية "عُمان 2040" عامة؟ وهل الضريبة المقترحة سوف تحقق تنوعا اقتصاديا، وكيف يكون ذلك ميدانيا؟

وهل من المتوقع أن لا يطالب الموظفون المستهدفون بهذه الضريبة بزيادة رواتبهم، خاصة أن عقودهم الوظيفية السابقة أو العقود المتفق عليها لم تتضمن هذه الضريبة؟ وهل من المتوقع أن هذه الزيادة لن ترفع من كلفة الإنتاج، وبالتالي كلفة الأسعار، خاصة إذا أصبحت ظاهرة المطالبة بزيادة الأجور عامة بين المُستهدفين من العُمانيين وغير العُمانيين؟

آخر هذه التساؤلات: هل العوائد والفوائد التي سوف تجنيها هذه الضريبة مرصودة بالأرقام؟ وهل ما ستخسره الدولة مرصود، سواء ما سوف تخسره بشكل مباشر من رؤوس أموال حالية أو مستهدفة، أو غير مباشر من كفاءات أو صناعات أو خبرات أو فرص وظيفية أو انتعاش وفرصا استثمارية؟

هذه بعض تساؤلاتي، وأترك باقي التساؤلات لأصحاب السعادة والمكرمين من أعضاء مجلسي الشورى والدولة، والمشرِّعين وأصحاب القرار، وكل من تهمه مصلحة عُمان وأهلها والمُقيمين عليها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ندوة تدوير خردة الألمنيوم تبحث أحدث الممارسات العالمية في مجالات الاستدامة والاقتصاد الدائري

انطلقت اليوم أعمال النسخة الثانية من ندوة إعادة تدوير خردة الألمنيوم، بتنظيم من شركة صحار ألمنيوم وبالتعاون مع هيئة البيئة، هدفت الندوة إلى دعم المساعي الذي تبذلها سلطنة عُمان نحو تعزيز التنمية الصناعية المستدامة، من خلال تسليط الضوء على أهمية تطوير هذا القطاع وأقيمت الندوة برعاية سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري، رئيس هيئة البيئة.

وتأتي هذه الندوة استكمالًا للنجاح الذي حققته النسخة الأولى، إذ تمثل منصة تجمع نخبة من الجهات المعنية بقطاع صناعة الألمنيوم، بمشاركة خبراء دوليين وصنّاع قرار، لتبادل التجارب واستعراض أحدث الممارسات العالمية في مجالات الاستدامة والاقتصاد الدائري وإعادة التدوير.

وأوضح المهندس سعيد المسعودي، الرئيس التنفيذي لشركة صحار ألمنيوم، على أن الندوة تمثل خطوة استراتيجية لمواكبة تطورات الصناعة بما يتماشى مع مستهدفات الاستدامة في سلطنة عُمان. موضحًا أن الشركة تنظر إلى إعادة التدوير كعامل محوري في تعزيز كفاءة الموارد ودفع الابتكار، معتبرًا أن تعزيز الشراكات وتكامل السياسات كفيل برسم خارطة طريق واضحة لقطاع إعادة التدوير على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

وقال الدكتور محمد بن سيف الكلباني، مدير عام الشؤون البيئية بهيئة البيئة: يأتي تنظيم المنتدى في إطار جهود هيئة البيئة لتعزيز التكامل بين الجهات المعنية بتطوير قطاع إعادة التدوير، ونسعى من خلاله إلى جمع الشركات والمجمعين العاملين في مجال خردة الألمنيوم لبحث آليات العمل وسن قوانين وتشريعات تناسب احتياجات العاملين في القطاع وتبادل الخبرات مع الخبراء وأعضاء المنظمات الدولية.

وأضاف الكلباني: خلال السنوات الماضية، عملت الهيئة على إعداد مسودة قانون إدارة النفايات، وتطوير السياسة الوطنية، وإطلاق استراتيجية وطنية لإعادة التدوير بالتنسيق مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص. كما ساهم إصدار اللائحة الوطنية لتنظيم تصدير النفايات في عام 2020 في زيادة عدد مرافق إعادة التدوير إلى أكثر من 85 مرفقًا، وتوفير فرص عمل للشباب العماني من خلال إتاحة الفرصة لأصحاب المشاريع ورواد الأعمال للدفع بعجلة القطاع.

وأشار الدكتور إلى أن نسبة المواد المعاد تدويرها في سلطنة عمان ارتفع إلى 40% خلال 2024 مقارنتا بعام 2020، وهو ما يعكس تقدمًا ملموسًا في هذا القطاع الحيوي، ويعزز التوجه نحو الاقتصاد الدائري واستدامة الموارد.

وبين أحمد بن محمد الخروصي، مدير عام الموارد البشرية بشركة صحار للألمنيوم: إلى أن المنتدى يمثل منصة مهمة لتيسير الحوار والتعاون بين مختلف الجهات، سواء تلك المعنية بعمليات إعادة التدوير أو الجهات التي تعمل على جمع الخردة من السوق المحلي، معبرا عن إيمانه بأن هذه الخطوة ستسهم في خلق صناعة متكاملة لإعادة التدوير داخل سلطنة عمان، بما يعزز القيمة المضافة محليًّا، ويحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، وهو الهدف الأسمى الذي نسعى إليه.

كما شهدت أعمال الندوة تقديم أوراق علمية من قبل عدد من المتحدثين البارزين من داخل وخارج سلطنة عمان، من بينهم مارلين بيرترام، مديرة السيناريوهات والتوقعات بالمعهد الدولي للألمنيوم، والدكتورة فيونا سولومون، الرئيسة التنفيذية لمبادرة إدارة الألمنيوم، والدكتور غابرييل كارمونا أباريسيو، مدير أبحاث الاقتصاد الدائري بالمبادرة، ومحمود الديلمي، الأمين العام للمجلس الخليجي للألمنيوم، كما قدّم الدكتور محمد بن سيف الكلباني، مدير عام الشؤون البيئية بهيئة البيئة، كلمة افتتاحية ممثلًا عن الهيئة.

وتضمّن برنامج الندوة جلستين نقاشيتين رئيسيتين، تناولت الأولى التحديات التشغيلية والتنظيمية التي تواجه قطاع إعادة تدوير خردة الألمنيوم، لا سيما من قبل الجهات العاملة في التجميع والتدوير، إضافة إلى الجوانب المتعلقة بالتشريعات والسياسات الوطنية، وأهمية دمج مبادئ الاقتصاد الدائري في سلاسل الإمداد الصناعي.

أما الجلسة الثانية، فقد ركّزت على الآفاق الاستثمارية والمُمكّنات الاقتصادية لتطوير قطاع إعادة التدوير، مع تسليط الضوء على دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والحوافز المطلوبة لضمان استمرارية أعمالها. وناقش المشاركون أهمية المواءمة بين السياسات التجارية، وأنظمة الاستيراد والتصدير، والتعاون الإقليمي في دفع عجلة الاقتصاد الدائري، إلى جانب استعراض نماذج من التمويل الأخضر، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، كركائز للتنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • المشاط: السياسات الحكومية الداعمة لاستقرار الاقتصاد الكلي تحفز استثمارات القطاع الخاص
  • الإحصاء يشارك في ورشة عمل تدريبية حول أسس تقدير حسابات القطاع غير الرسمي
  • المالية: حققنا فائضًا أوليًا ٢,٥٪ والعجز الكلي تراجع إلى ٦,٣٪
  • هيومن رايتس تتهم الإمارات بإدراج معارضين وأقاربهم على قوائم الإرهاب
  • اعمارة يحث على "الإبقاء على حق الأفراد والمجتمع المدني في التبليغ عن الجرائم الماسة بالمال العام"
  • ندوة تدوير خردة الألمنيوم تبحث أحدث الممارسات العالمية في مجالات الاستدامة والاقتصاد الدائري
  • مذكرة تفاهم بين بنك نزوى و"عُمان المعرفة" لتعزيز الوعي بالتمويل الإسلامي
  • شعبة الاتصالات والتكنولوجيا: ضريبة موحدة تعزز بيئة الأعمال والاقتصاد الرقمي
  • أطلقها اتحاد الغرف السعودية.. إستراتيجية استثمار في الاقتصاد الأخضر
  • فليكس.. أداة ذكاء اصطناعي جديدة أقل كلفة