بوابة الوفد:
2025-02-03@19:59:47 GMT

أحلام النصر الكامل

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

ما زال يراود إسرائيل حلم تحقيق النصر الكامل فى الأراضى الفلسطينية، وتحديدًا فى قطاع غزة. ولهذا بادر الجيش الإسرائيلى باجتياح رفح فى خطوة وصفت بأنها غير حكيمة، ويكفى أنها ستجلب كارثة جديدة لأكثر من مليون فلسطينى. وهنا نتساءل: هل يمكن لإسرائيل أن تحقق النصر الكامل فى غزة؟. لقد أمر نتنياهو بالهجوم على رفح رغم التحذيرات التى صدرت عما يمكن أن تخلفه من وقوع كارثة.

وهو ما يحدو بالعديد من الإسرائيليين إلى أن يتساءلوا عن الثمن الباهظ الذى يجب دفعه مقابل تحقيق النصر الكامل.

لقد هدد «بايدن» بأنه سيقطع إمدادات الأسلحة اللازمة لتحقيق هجوم كامل لمدينة رفح. وفى المظهر العام يمثل هذا أكبر تهديد أمريكى لمصلحة إسرائيل منذ عقود. غير أن إسرائيل مضت قدمًا فى اجتياح رفح بذريعة تدمير أربع كتائب تابعة لحماس، وبادر خبراء إسرائيليون بالتشكيك فى أن تغير العملية قواعد اللعبة، وبالتالى لن تخرج عن نطاق كونها تكتيكية لا أكثر. وفى معرض التعقيب قال مسئول سابق فى الموساد: (إنه وبمجرد انتهاء العملية ستبادر حماس بالتسلل من جديد إلى أجزاء أخرى من غزة كما فعلت فى مرات سابقة).

ولكن ما الذى دفع «نتنياهو» للمضى قدمًا فى الهجوم على رفح رغم التحذيرات الأمريكية؟. لقد رأى «نتنياهو» أن الهجوم على رفح ضرورى لتحقيق النصر الكامل. ومن المفترض أن يعنى تحرك إسرائيل صوب رفح تدمير قدرات حماس العسكرية وقدرتها على حكم غزة، وإعادتها للرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم. وفى الوقت نفسه تدرك إسرائيل أن الحرب لم تؤد إلى تدمير حماس، كما أن سياسة «النصر الكامل» التى تنتهجها حكومة نتنياهو قد أدت إلى عزلة عالمية هى الأكثر أهمية فى تاريخ إسرائيل.

ووسط الأحداث طرأت تغيرات على المشهد، فأعلن بايدن تعليق تسليم أسلحة لإسرائيل، وكانت كل من كندا وإستراليا قد أعلنت قبل إعلانه اتخاذ هذه الخطوة، كما بادرت كولومبيا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وأعلنت تركيا فرض حظر تجارى عليها ليشكل كل هذا التهديد قنبلة اقتصادية ودبلوماسية للكيان الصهيونى. وفى الوقت نفسه تواجه إسرائيل فى محكمة العدل الدولية اتهامات بارتكاب الإبادة الجماعية. كما يلوح فى الأفق شبح أوامر الاعتقال ضدها الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. بالإضافة إلى الاحتجاجات التى اشتعلت فى جامعات أمريكا وبريطانيا وأوروبا ضد ممارساتها.

فى الداخل لا يزال أكثر من مائة ألف إسرائيلى مشردين، فالحرب تؤثر سلبًا على دخل الناس وصحتهم العقلية، وفى كل يوم تفقد أسر إسرائيلية أبناءها فى الحرب من أجل تحقيق حلم إسرائيل فى «النصر الكامل» الذى لن يتحقق أبدًا. وربما كان الهدف تدمير حماس على أساس اعتبارها تجسد تهديدًا عسكريًا للمدنيين الإسرائيليين، والأراضى السيادية، ليكون ذلك مبررًا فى حد ذاته. غير أن حكومة نتنياهو لم تثبت بعد قدرتها على تحقيق هذا الهدف، بل إن الأدلة تشير إلى الفشل.

فضلًا عن هذا فإن إنهاء الحرب سيتطلب من إسرائيل وضع خطط واقعية لليوم التالى لقطاع غزة بالتعاون مع مجموعة من الحلفاء الغربيين والعرب. وهو ما تسعى الولايات المتحدة إلى دفعه وترتيب خطة متعددة الأطراف أكثر استدامة من أجل إحداث تحول حقيقى فى نموذج العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية بما فى ذلك الاستقلال وتقرير المصير للفلسطينيين. اليوم لا بد من إنهاء الحرب، ولكن لا يمكن اختزال الفكرة فى الألم الناجم عن الإذعان لحركة حماس، حيث إن إنهاء الحرب سيجلب أيضًا قائمة طويلة من المكاسب للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سناء السعيد إسرائيل تحقيق النصر مليون فلسطيني الجيش الإسرائيلي نتنياهو النصر الکامل

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يطلب من ترامب رفع القيود على تصدير الرقائق الإلكترونية إلى إسرائيل

كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن طلب مرتقب سيقدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

نتنياهو يسعى لرفع القيود الأمريكية على تصدير الرقائق الإلكترونية

ووفقًا لما نشرته الصحيفة، من المتوقع أن يطلب نتنياهو خلال اجتماعه مع ترامب في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، إلغاء القيود المفروضة على تصدير الرقائق الإلكترونية من الولايات المتحدة إلى إسرائيل. 

وكانت هذه القيود قد فرضها الرئيس السابق جو بايدن قبل مغادرته منصبه، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديدًا لصناعتها التكنولوجية الفائقة.

زيارة نتنياهو إلى واشنطن.. أهداف سياسية واقتصادية

وصل نتنياهو إلى العاصمة الأمريكية واشنطن بهدف عقد مباحثات سياسية واقتصادية مع ترامب، حيث يعد أول مسؤول يزور الولايات المتحدة بعد تنصيب ترامب رئيسًا للبلاد. 

ووفقًا لمصادر إسرائيلية، يسعى نتنياهو لاستغلال هذا اللقاء لتعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة قضايا استراتيجية، بما في ذلك التعاون التكنولوجي والاقتصادي.

انعكاسات القرار على قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي

تشير التقديرات إلى أن القيود الأمريكية على تصدير الرقائق الإلكترونية قد تؤثر بشكل كبير على قطاع التكنولوجيا في إسرائيل، خاصة في ظل اعتماد العديد من الشركات الإسرائيلية على المكونات الإلكترونية الأمريكية في تطوير تقنياتها المتقدمة.

 ويعتبر هذا الملف من الأولويات الرئيسية التي يسعى نتنياهو لحلها خلال زيارته.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: قلقون من استخدام إسرائيل لـ تكتيك الحرب القاتلة في الضفة
  • نتنياهو يطلب من ترامب رفع القيود على تصدير الرقائق الإلكترونية إلى إسرائيل
  • هل تذهب تركيا إلى الحرب مع إسرائيل من أجل سوريا؟
  • سمير فرج: نتنياهو يخطط لإعادة الحرب في غزة.. وهذا موقف ترامب (فيديو)
  • خبير شؤون إسرائيلية: سموتريتش يرغب في استكمال الحرب على قطاع غزة
  • نتنياهو أثناء مغادرته إلى واشنطن: هذا ما سأبحثه مع ترامب
  • نتنياهو "يبحث النصر على حماس" مع ترامب
  • فورين بوليسي: على نتنياهو أن يخفض سقف التوقعات قبل اجتماعه مع ترامب
  • بيروت.. وزير الخارجية المصري يطالب بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية
  • جنرال إسرائيلي: نتنياهو في ورطة والمشاهد القادمة مع غزة حطمت صورة النصر