بوابة الوفد:
2024-12-24@16:51:39 GMT

أحلام النصر الكامل

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

ما زال يراود إسرائيل حلم تحقيق النصر الكامل فى الأراضى الفلسطينية، وتحديدًا فى قطاع غزة. ولهذا بادر الجيش الإسرائيلى باجتياح رفح فى خطوة وصفت بأنها غير حكيمة، ويكفى أنها ستجلب كارثة جديدة لأكثر من مليون فلسطينى. وهنا نتساءل: هل يمكن لإسرائيل أن تحقق النصر الكامل فى غزة؟. لقد أمر نتنياهو بالهجوم على رفح رغم التحذيرات التى صدرت عما يمكن أن تخلفه من وقوع كارثة.

وهو ما يحدو بالعديد من الإسرائيليين إلى أن يتساءلوا عن الثمن الباهظ الذى يجب دفعه مقابل تحقيق النصر الكامل.

لقد هدد «بايدن» بأنه سيقطع إمدادات الأسلحة اللازمة لتحقيق هجوم كامل لمدينة رفح. وفى المظهر العام يمثل هذا أكبر تهديد أمريكى لمصلحة إسرائيل منذ عقود. غير أن إسرائيل مضت قدمًا فى اجتياح رفح بذريعة تدمير أربع كتائب تابعة لحماس، وبادر خبراء إسرائيليون بالتشكيك فى أن تغير العملية قواعد اللعبة، وبالتالى لن تخرج عن نطاق كونها تكتيكية لا أكثر. وفى معرض التعقيب قال مسئول سابق فى الموساد: (إنه وبمجرد انتهاء العملية ستبادر حماس بالتسلل من جديد إلى أجزاء أخرى من غزة كما فعلت فى مرات سابقة).

ولكن ما الذى دفع «نتنياهو» للمضى قدمًا فى الهجوم على رفح رغم التحذيرات الأمريكية؟. لقد رأى «نتنياهو» أن الهجوم على رفح ضرورى لتحقيق النصر الكامل. ومن المفترض أن يعنى تحرك إسرائيل صوب رفح تدمير قدرات حماس العسكرية وقدرتها على حكم غزة، وإعادتها للرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم. وفى الوقت نفسه تدرك إسرائيل أن الحرب لم تؤد إلى تدمير حماس، كما أن سياسة «النصر الكامل» التى تنتهجها حكومة نتنياهو قد أدت إلى عزلة عالمية هى الأكثر أهمية فى تاريخ إسرائيل.

ووسط الأحداث طرأت تغيرات على المشهد، فأعلن بايدن تعليق تسليم أسلحة لإسرائيل، وكانت كل من كندا وإستراليا قد أعلنت قبل إعلانه اتخاذ هذه الخطوة، كما بادرت كولومبيا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وأعلنت تركيا فرض حظر تجارى عليها ليشكل كل هذا التهديد قنبلة اقتصادية ودبلوماسية للكيان الصهيونى. وفى الوقت نفسه تواجه إسرائيل فى محكمة العدل الدولية اتهامات بارتكاب الإبادة الجماعية. كما يلوح فى الأفق شبح أوامر الاعتقال ضدها الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. بالإضافة إلى الاحتجاجات التى اشتعلت فى جامعات أمريكا وبريطانيا وأوروبا ضد ممارساتها.

فى الداخل لا يزال أكثر من مائة ألف إسرائيلى مشردين، فالحرب تؤثر سلبًا على دخل الناس وصحتهم العقلية، وفى كل يوم تفقد أسر إسرائيلية أبناءها فى الحرب من أجل تحقيق حلم إسرائيل فى «النصر الكامل» الذى لن يتحقق أبدًا. وربما كان الهدف تدمير حماس على أساس اعتبارها تجسد تهديدًا عسكريًا للمدنيين الإسرائيليين، والأراضى السيادية، ليكون ذلك مبررًا فى حد ذاته. غير أن حكومة نتنياهو لم تثبت بعد قدرتها على تحقيق هذا الهدف، بل إن الأدلة تشير إلى الفشل.

فضلًا عن هذا فإن إنهاء الحرب سيتطلب من إسرائيل وضع خطط واقعية لليوم التالى لقطاع غزة بالتعاون مع مجموعة من الحلفاء الغربيين والعرب. وهو ما تسعى الولايات المتحدة إلى دفعه وترتيب خطة متعددة الأطراف أكثر استدامة من أجل إحداث تحول حقيقى فى نموذج العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية بما فى ذلك الاستقلال وتقرير المصير للفلسطينيين. اليوم لا بد من إنهاء الحرب، ولكن لا يمكن اختزال الفكرة فى الألم الناجم عن الإذعان لحركة حماس، حيث إن إنهاء الحرب سيجلب أيضًا قائمة طويلة من المكاسب للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سناء السعيد إسرائيل تحقيق النصر مليون فلسطيني الجيش الإسرائيلي نتنياهو النصر الکامل

إقرأ أيضاً:

عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو وزمرته ضللوا الشعب لإحباط الصفقة

قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة، اليوم السبت، إن على قيادة حكومة الاحتلال الإسرائيلية التوصل لاتفاق الآن يضمن الإفراج عن جميع الأسرى المحتجزين لدي حركة حماس.

وأضافت في بيان: علينا إنهاء الحرب من أجل ضمان عودة المختطفين الآن".

وتابعت: إنهاء الحرب ليس إخفاقا وليس ثمنا والأهم عودة أبنائنا المختطفين

وطالبت عائلات الأسرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالضغط لإبرام صفقة شاملة، مشددين على أن الأسرى لن يصمدوا حتى الشهر المقبل.

وأكدوا أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وزمرته ضللوا الشعب من أجل إحباط الصفقة مع حماس.

وطالبوا: كفى ضغطا عسكريا يقتل المختطفين بدلا من إعادتهم".

قالت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" اليوم السبت، إن احتمال التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة أصبح أقرب من أي وقت مضى إذا توقفت إسرائيل عن وضع الشروط.

جاء ذلك في بيان بعد لقاء جمع قادة حماس وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية في القاهرة لبحث مجريات الحرب على غزة وتطورات المفاوضات.

ووفقا للبيان فقد بحثت الفصائل الثلاثة المستجدات المتعلقة بمفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد البيان على حرص الجميع على وقف العدوان على الشعب الفلسطيني والمستمر لأكثر من 14 شهرا في ظل "تواطؤ دولي مشين".

وشددت حماس في البيان على إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة.

أوضافت: اتفقنا على الاستمرار في التواصل للتشاور والتنسيق حول كل المستجدات المتعلقة بالعدوان على شعبنا ومفاوضات وقف إطلاق النار"

وتابعت:  اتفقنا خلال اللقاء على أنه في أقرب فرصة سيتم استكمال المطلوب من أجل وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب".

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يرتكب 3 مجازر وارتفاع فى ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بداية الحرب
  • محلل سياسي: نتنياهو يدفع الشعب الفلسطيني إلى النزوح الكامل للجنوب والوسط
  • خيارات نتنياهو لمواصلة الحروب العدوانية
  • قلق متصاعد في “إسرائيل”.. ما خيارات نتنياهو لردع اليمنيين؟
  • رأي يمثلني: أوهام القوة والنصر
  • نتنياهو: إسرائيل ستتحرك ضد الحوثيين
  • كيف يستغل نتنياهو الحرب للبقاء في السلطة؟| أستاذ علوم سياسية يجيب
  • غانتس: نتنياهو يُخرّب مفاوضات صفقة التبادل
  • نتنياهو يتحدث عن قرارات "النصر" ووضع إيران وما حدث بسوريا
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو وزمرته ضللوا الشعب لإحباط الصفقة