كيف ستدر جولة العصور لتايلور سويفت أكثر من مليار دولار على الاقتصاد البريطاني؟
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
توقع خبراء اقتصاديون أن يكون لـ"جولة العصور" التي تقوم بها المغنية الأميركية تايلور سويفت، تأثير كبير على اقتصاد المملكة المتحدة، لدرجة أن تؤدي إلى تعزيزه بما يصل إلى مليار جنيه إسترليني (مليار و270 مليون دولار أميركي).
وأرجع مراقبون هذا العائد الاقتصادي الضخم إلى التدفق الهائل المتوقع للإيرادات بسبب زيادة الإنفاق على الفنادق والمطاعم والنقل والنفقات الأخرى ذات الصلة.
وقد أثبتت الجولة الغنائية لسويفت في الولايات المتحدة الأميركية، أثرها الاقتصادي من خلال إنفاق جمهورها مليارات الدولارات في المدن التي قدمت حفلات فيها.
كبير خبراء السلوك في بنك "باركليز"، قال لمجلة "هوليود ريبورتر"، إنه "عندما يتعلق الأمر بالأيقونات الثقافية مثل تايلور سويفت، كما رأينا مع إلفيس بريسلي في الخمسينيات والستينيات، يتمتع المعجبون بعلاقة قوية بالفنان وبقية القاعدة الجماهيرية، حيث تصبح الرغبة في الإنفاق أكثر قوة".
وقال الدكتور بيتر بروكس، "من الواضح أن كل من جاء بعبارة (المال لا يشتري السعادة) لم يكن من معجبي سويفت، لأن هناك أدلة متزايدة على أن الإنفاق على التجارب يعزز السعادة والرفاهية أكثر من شراء العناصر المادية، خاصة إذا تمت مشاركة هذه التجربة مع الأصدقاء والأحباء".
وقد لوحظ التأثير الاقتصادي للجولات التي يقوم بها كبار الموسيقيين، بما في ذلك سويفت، وبيونسيه، وبروس سبرينغستين، على نطاق أوسع باعتباره ظاهرة في الآونة الأخيرة.
وقال الباحث في "بنك دانسيك" الدانماركي فيليب أندرسون لقناة "سى إن بي سي" الأميركية، إن المحطة الأولى لجولة بيونسيه في ستوكهولم بالسويد كان لها تأثير "واضح" على التضخم في البلاد.
ولن يكون لجولة سويفت تأثير كبير على الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة نظرا لضخامة حجم الاقتصاد في بريطانيا، لكن التأثيرات المحلية ستكون كبيرة، خاصة في المدن التي تحتضن حفلاتها الموسيقية، وقد أدى الطلب على الإقامة إلى حجز غرف الفنادق بالكامل قبل أشهر، مع تضاعف بعض الأسعار 3 مرات.
وقد أشارت توقعات الخبراء إلى أن جولة سويفت البريطانية ستدر 997 مليون جنيه إسترليني (1.2 مليار دولار) على اقتصاد المملكة المتحدة وفقًا لبنك "باركليز"، والذي يتوقع أن ينفق المعجبون ما متوسطه 848 جنيها إسترلينيا للشخص الواحد لحضور حفلات المغنية الأميركية الشابة.
وأظهرت بيانات البنك البريطاني، التي نُشرت الأربعاء الماضي، أنه من المتوقع أن يدفع حاملو تذاكر جولة حفلات المطربة أكثر من 12 ضعف متوسط تكلفة ليلة في المملكة المتحدة، وهو أكثر من ضعف المبلغ الذي تم إنفاقه لحضور آخر حفل زفاف ملكي.
وذكر تقرير"سويفتونوميكس" (اقتصاد سويفت) الصادر عن بنك "باركليز" أن متوسط المبلغ الذي يتم إنفاقه على تذكرة "جولة العصور" سيكون 206 جنيهات إسترلينية؛ وتشمل التكاليف الأخرى المتوقعة 121 جنيها إسترلينيا للإقامة، و111 جنيها إسترلينيا للسفر، و56 جنيها إسترلينيا للملابس التي سيتم ارتداؤها في الحفل.
وتوقع البنك أيضًا أن ينفق حاملو التذاكر ما متوسطه 79 جنيها إسترلينيا على البضائع الرسمية في المملكة المتحدة لـ"جولة العصور" التي تنطلق في يونيو/حزيران 2024، بالإضافة إلى 59 جنيها إسترلينيا لوجبة قبل الحفل، و216 جنيها إسترلينيا إضافية على التكاليف الأخرى، بما في ذلك المشروبات.
واستنادًا إلى هذا الإنفاق الإجمالي البالغ 848 جنيها إسترلينيا من قبل ما يقرب من 1.2 مليون من حاملي التذاكر، على مدار 15 ليلة في 4 ملاعب، توقع "باركليز" أن تصل إيرادات الجولة إلى 997 مليون جنيه إسترليني.
بماذا تتميز "جولة العصور"؟و"جولة العصور" لتايلور سويفت هي جولة موسيقية كبرى تجريها المغنية البالغة من العمر 34 عاما منذ مارس/آذار 2023، وتم توسيعها منذ ذلك الحين عدة مرات بسبب ارتفاع الطلب.
وعلى عكس جولاتها السابقة التي ركزت في المقام الأول على الترويج لألبوم واحد، فإن "جولة العصور" تغطي مسيرتها المهنية بأكملها، بما في ذلك أغان من كل ألبوماتها العشرة. أعلنت سويفت عن الجولة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مما أثار حماسا كبيرا بين المعجبين.
وبدءا من أكتوبر/تشرين الأول عام 2024، ستشمل الجولة رحلات إضافية في الولايات المتحدة وكندا في مدن ولايات فلوريدا ونيو أورليانز وإنديانابوليس، وتتضمن عروضا متعددة في كل مدينة، لتنتهي في 23 نوفمبر/تشرين الثاني في تورونتو الكندية.
تتضمن المرحلة الدولية من جولة تايلور سويفت عروضا في مواقع مختلفة عبر أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية؛ في حين تبدأ جولة المملكة المتحدة وأوروبا في 9 مايو/أيار 2024 في باريس، وتنتهي في 20 أغسطس/آب 2024 في لندن.
وتتسع قائمة أغاني "جولة العصور" الموسيقية لتشمل أغاني من ألبومها الأول "تايلور سويفت" وصولاً إلى أحدث إصداراتها "فولكلور" (Folklore)، و"إيفرمور" (Evermore)، و"ميدنايتس" (Midnights)، كما تم تخصيص كل جزء من الحفلة الموسيقية لعصر معين، مع استكماله بمجموعة مميزة من العروض المسرحية والأزياء والمؤثرات البصرية التي تعكس موضوع وأسلوب الألبوم.
وتتميز هذه الجولة باهتمام القائمين عليها بإضفاء طابع الثراء الإنتاجي، بما في ذلك إعدادات المسرح المتقنة وتصميمات الإضاءة المعقدة وتغييرات الأزياء المتعددة. ويتم تقديم كل حقبة بجماليتها الفريدة، مما يوفر للجمهور أداء مذهلا بصريا وحيويا.
تتضمن الحفلات الموسيقية عناصر تفاعلية، مثل عروض الأغاني المفاجئة وظهور الضيوف المميزين، مما يضيف لمسة شخصية ويخلق تجارب لا تنسى للحضور، وعلى مدار الجولة، دعت سويفت العديد من المشاهير وزملائها الموسيقيين للانضمام إليها على المسرح، مما أضاف عنصرا من عدم القدرة على التنبؤ والإثارة إلى كل حفل موسيقي.
وتايلور سويفت مغنية وكاتبة أغان أميركية معروفة بكتابة الأغاني السردية، والتي غالبًا ما تدور حول حياتها الشخصية وتجاربها. ولدت في 13 ديسمبر/كانون الأول 1989 في ولاية بنسلفانيا، وبدأت حياتها المهنية في موسيقى الريف قبل أن تنتقل إلى موسيقى البوب ثم تدمج لاحقا أنماطا موسيقية متنوعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات المملکة المتحدة جنیها إسترلینیا جنیه إسترلینی تایلور سویفت بما فی ذلک أکثر من
إقرأ أيضاً:
أسعار الذهب تتراجع بعد زيادة جنونية.. سعر الأونصة يستقر عند 3300 دولار أمريكي وعيار 21 يسجل 4770 جنيها.. محللون: التوترات السياسية كلمة السر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تراجعات متتالية تشهدها أسعار الذهب عالميًا ومحليًا، على مدار الأيام القليلة الماضية، وذلك في أعقاب الارتفاع الجنوني غير المسبوق لـ سعر الذهب وبلغت ذروته يوم الثلاثاء، لتتجاوز 3500 دولار أمريكي للأونصة، وذلك في ظل الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم في ظل حالة من عدم الاستقرار في الأسواق منذ الإعلان عن التعريفة الجمركية من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع استمرار بحث المستثمرين عما يُسمى بأصول "الملاذ الآمن"، بديلاً عن العملة الأمريكية.
وبداية من الأربعاء بدأت أسعار الذهب في التراجع التدريجي، وعلى الرغم من أنه تراجع طفيف حيث سجل سعر الأونصة 3300 دولار أمريكي، وذلك التراجع في أسعار الذهب كان مدعوم بتراجع أخر وهو عدول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن نيته إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، وإعلانه "التفاؤل" بإمكانية التوصل لاتفاق تجاري مع الصين.
تقارير عالمية تكشف مستقبل أسعار الذهب في 2025 و 2026وفي آخر التحليلات الاقتصادية حول مستقبل أسعار الذهب في 2025 و 2026، نشر بنك “جيه بي مورجان” الأمريكي، توقعاته حول أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، حيث توقع أن تتجاوز أسعار الذهب حاجز 4000 دولار للأونصة في العام 2026، وذلك بعد ارتفاع احتمالات الركود في ظل رفع الرسوم الجمركية الأمريكية واستمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
كما يتوقع البنك الأمريكي أن يرتفع متوسط أسعار الذهب إلى 3675 دولارًا للأونصة بحلول الربع الرابع من العام الجاري، في طريقها نحو تجاوز 4000 دولار للأونصة بحلول الربع الثاني من العام المقبل، مع احتمال تجاوز هذه التوقعات في وقت سابق إذا تجاوز الطلب توقعاته، وفقا لوكالة “رويترز”.
وفي مذكرة نشرها “جيه بي مورجان”، ذكر البنك أن “ما يدعم توقعاتنا لأسعار الذهب التي تتجه نحو 4000 دولار للأونصة العام المقبل هو استمرار الطلب القوي من المستثمرين والبنوك المركزية على الذهب، والذي يبلغ متوسطه حوالي 710 أطنان ربع سنوية صافية هذا العام”.
ولفت البنك الأمريكي إلى أن أسعار الذهب ارتفعت في المعاملات الفورية بنسبة 29% منذ بداية 2025، وسجلت 28 مستوى قياسياً هذا العام، ولامست مستوى 3500 دولار للأونصة لأول مرة، مساء الثلاثاء، الماضي.
وعلى صعيد متصل، بنك “جولدمان ساكس” توقعاته لأسعار الذهب بنهاية عام 2025 من 3300 دولار إلى 3700 دولار للأونصة، وقال البنك الأمريكي إنه في ظل “السيناريوهات المتطرفة النادرة”، من المحتمل أن يتداول الذهب بالقرب من 4500 دولار للأونصة بحلول نهاية العام الجاري.
محللون: التوترات السياسية كلمة السر في ارتفاع أسعار الذهب عالمياوفي هذا الشأن، يتوقع محللون أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع باعتباره أبرز الملاذات الآمنة في ظل حالة التراجع التي يشهدها الدولار الأمريكي، حيث يؤكد الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد، أن الاضطرابات الجيو سياسية التي يشهدها لعالم في أعقاب إعلان ترامب عن التعريفات الجمركية وتصاعد حدة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، مما ينذر بحالة من عدم الاستقرار اللاقتصاد العالمي، ومن هنا يكون الذهب هو الملاذ الآمن الحقيقي لادخار الثروات، والاستثمار الأمثل أمام المستثمرين.
وأضاف الإدريسي أن حالة عدم اليقين لما هو قادم والتحديات التي يواجها الاقتصاد العالمي دفعت بالمستثمرين في شتى بقاع العالم للإقبال على الذهب، مشيرا في الوقت ذاته غلى أنه التراجع الذي تشهده أسعار الذهب هو تراجع طفيف ومؤقت لحين وضوح الصورة حول نوايا الرئيس الأمريكي ومستقبل التعريفات الجمركية والحرب التجارية.
وعلى صعيد متصل، توقع الدكتور محمد عبد الهادي، الخبير الاقتصادي أن تشهد أسعار الذهب مزيدا من الارتفاعات في الأيام المقبلة في ظل التوترات السياسية العالمية وبخاصة بين الولايات المتحدة والصين والتخوف الذي ينتاب العالم حول التداعيات التي ستتبع فرض الرسوم والتعريفة الجمركية الأمريكية".
وأضاف "عبد الهادي أن التوترات بين الاقتصادين الأمريكي والصيني وهما الأكبر في العالم يدفع المستثمرين لاتخاذ إجراءات تحوط تصب في مجملها تجاه الذهب باعتباره الملاذ الآمن في أوقات الأزمات.
وأشار "عبد الهادي في تصريحات تليفزيونية إلى أن هناك علاقته عكسية بين الذهب والدولار وبالتالي أسعار الذهب بدأت في الارتفاع تدريجيا وكما نعلم هناك توترات جيوسياسية مازالت قائمة وكل ذلك يساعد في زيادة أسعار الذهب فوق الـ 3400 دولار للأونصة هناك مؤسسات عالمية تتوقع أن يزيد إلى 3700 دولار".