الإنسان منا لا يدرى هل الثقافة والمعلومة الطبية علم «صرف» لا بد أن نتعلمه فنصبح به أئمة أن فرطنا فيه أصابتنا فاقة وحلت بنا غمة أم أنّ الثقافة هى المدخل إلى المعرفة يرتفع به بالإنسان عن عموم المخلوقات وثانى هذه الحقائق عن الثقافة أنها هى حياة العقل وهى الرقى والتقدم وقد يكون من أسباب انبهارنا بالغرب هى تنوع الثقافة عندهم ما أن عندنا «والله» ثقافة فى ديننا أكبر وأعظم من ثقافة الشرق والغرب ولكننا لا ندرى.
وكما قيل فى الأثر «أن أوجاع السجان لا تقل عن أوجاع السجين» فالطبيب مسئولٌ أيضًا عن عدم معرفة المريض بالثقافة الطبية وهو يتألم مثله، لأن بعض الهفوات الطبية كان من الممكن إدراكها فى أول الأمر قدر المستطاع وهى بلا شك مسئولية الدولة والحكومة.
وثالث هذه الحقائق أن الدولة والحكومة لا بد أن تعلّم الناس وترشدهم إلى ما ينفعهم والأفضل أن يكون هذا التعليم تدريجيًا ويبدأ من الصفر إلى الكمال ومن اللا شيء إلى الشيء وهذا مسئولية الأجيال أيضًا وليس الحكومات ومسئولة الفرد أن يتعلم وينوع مصادر ثقافته أما رابعها فهى أن الثقافة الطبية أيضًا هى حق لأى إنسان الذى لم يدخل كلية الطب أو لم يستطع أن يدخلها وأن حرم من معلومات أساسية تنفعه يستطع أن يحصّل المعلومة الطبية فيحفظها لكى يستفيد منها يومًا ما.
والسؤال الأهم: كيف نحافظ على هذه الثقافة الطبية؟ فعلاج ذلك أنه لا بد أن نجعل للناس صفحة طبية خاصة بالمرضى فى جميع الجرائد والمجلات أو وسائل التواصل الاجتماعى نتواصل معهم بمعلومة بسيطة فأجيال كثيرة لو نشأت على الثقافة الطبية لكفت واكتفت ولو عاد بنا الزمان فتربى الناس على الثقافة الطبية لما وجدنا هذا التخبط فى حياتنا الطبية والمريض أيضًا لا بد أن يثق بالطبيب ويعطى مساحة من الوقت للطبيب أن يشرح له المرض إن أراد أن يفهم وإن أراد أن يعرف ولا بد أن يكون صبورًا فأنواع المرض كثيرة ومتشابهة ولا بد للمريض أن يصدق ما يقوله الطبيب خاصة إذا كان يتكلم فى مسألة عملية أو غير ذلك والغريب والأغرب إذا كان مريضًا مصريًا لا يثق فى شركة الأدوية المصرية وقد رأينا المرضى الهنود عندما كنا نعمل بالسعودية يصرفون الدواء الهندى ويصرون على استخدامه.
وبعض الأمثلة الغريبة من نقص الثقافة والتى نراها كل يوم عندما لا يثق المريض فى كلمة «دواء بديل» وهى أمر موجود فى كل بلاد العالم ومثال آخر عندما يقوم المريض بصرف الروشتة مرة واحدة ولا يكرر الدواء، لأنه تعافى أو يظن أن العلاج المكتوب هو النهائى فيكرره ولا يقوم بمراجعة الطبيب وآخر عندما لا يقبل المريض الأعراض الجانبية للدواء ولا يقبل أن يكون الدواء ثلاث مرات يوميًا ويكتفى بمرة واحدة.
هذا بعض مما نراه اليوم من المرضى، أما أهل المريض فشيءٌ آخر عندما يعقّدون الأمور البسيطة للمريض مع أنها قد تكون سهلة ولا يسمحون له بفهم مع عنده بالذات فإذا كان طاعنًا فى السن ويريد أن يعرف حالته الصحية، لأنه أولى بذلك ولم يهرم بعد فيقوم الأهل بمنع ذلك، فيرفض الدواء والطبيب والطب كله وهذا من سوء التقدير من الأهل.
ويقول العارفون بالثقافة الطبية أنها مُرضية عن النقاش غنية تؤخذ بالروية وهى على الدوام حية لترضى الرعية فلا تكون خفية وهى الأمل فى أجيال أبية ولا ترضى بالدنية ولا الأمية عندها تصبح الحياة سوية بإرادة قوية تدفع بأمر الله البلية.
د. طارق الخولى
استشارى القلب–معهد القلب
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د طارق الخولي معهد القلب والله الثقافة الطبیة لا بد أن
إقرأ أيضاً:
وزير الخدمة المدنية يبحث مع مؤسسة سند دعم جهود علاج مرضى السرطان
استقبل وزير الخدمة المدنية بالحكومة الليبية الدكتور ” محمود أبوبكر أبو نعامة ” بمكتبه صباح اليوم الإثنين، “خليل عمران ” رئيس مؤسسة سند لمعالجة مرضى السرطان ، بحضور “علي رجب” مدير مكتب العلاقات بالوزارة.
تناول اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون بين وزارة الخدمة المدنية ومؤسسة سند لرعاية مرضى الأورام ، بما يساهم في دعم الجهود الإنسانية والخدمات المقدمة للمرضى.
كما جرى استعراض المبادرات التي تقودها المؤسسة ، وآليات تنسيق العمل المشترك بين الطرفين لتحسين مستوى الرعاية الصحية وتوفير الدعم اللازم للكوادر العاملة في هذا المجال.
وأكد الوزير خلال اللقاء على أهمية دور المؤسسات المجتمعية في خدمة القضايا الإنسانية ، و مشيراً إلى التزام الوزارة بتسهيل كافة الإجراءات اللازمة لتعزيز الشراكات الفاعلة بما يخدم الصالح العام.
من جهته، أعرب “خليل عمران” عن شكره وتقديره لمعالي الوزير على دعمه واهتمامه بمبادرات المؤسسة، مؤكداً حرص المؤسسة على توسيع نطاق عملها بالتعاون مع الجهات الحكومية لتحقيق أهدافها الإنسانية.