دعت مجموعة تضم مفكرين وشخصيات فرنسية بارزة من عالم الثقافة منهم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والمجتمع الدولى برمته للاعتراف بدولة فلسطين، من دون مزيد من التأخير، جاء ذلك فى مقال نشرته صحيفة (لوموند) الفرنسية الجمعة الماضية.
وكتب الموقعون ومن بينهم المغنية الإسرائيلية نوا، والكاتب المسرحى اللبنانى الكندى وجدى معوض، والمؤرخ الفرنسى بنجامان ستورا، وعالمة الاجتماع الفرنسية الإسرائيلية (إيفا اللوز)، وأضافت المجموعة أن الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، المستمر منذ أكثر من قرن، وصل إلى ذروة غير مسبوقة وغير مقبولة منذ 7 أكتوبر وما تلاه، داعية المجتمع الدولى، وخصوصًا فرنسا، إلى الرد بقوة وتصميم.
ودعا الموقعون على المقال الذين ناهز عددهم الـ500، إلى الاعتراف بدولة فلسطين وإعطاء ضمانات أمنية لإسرائيل أولًا، ثم التفاوض، ويشدد النص على أن ( فرنسا، التى يُعترف بتفردها بين الأمم مجتمعة، يجب أن تكون قدوة لأولئك الذين لا يجرؤون بعد على المضى فى هذه الخطوة) .
وتؤكد باريس التى طالما دعت إلى حل الدولتين، الإسرائيلية والفلسطينية، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس (من المحرمات)، وأن هذا القرار يجب أن يُتخذ فى (الوقت المناسب)، وأن يكون «مفيدًا فى إطار استراتيجية شاملة للحل السياسي.
وتستعد دول أوروبية، بينها إسبانيا وإيرلندا وبلجيكا وسلوفينيا، لاتخاذ هذا القرار الرمزى الأسبوع القادم. إلا أن هذا الموقف لا يسرى حتى الآن على باريس وبرلين، وهما قوتا الدفع الرئيسيتان للاتحاد الأوروبي.
ومن المؤكد أن موقف المفكرين الفرنسيين الجرىء، جاء بعد طوفان الاحتجاجات الطلابية فى أنحاء العالم وخاصة فى الجامعات الأمريكية والأوروبية، التى هزت الضمير العالمى جراء حرب الإبادة التى مارستها القوات الاسرائيلية فى قطاع غزة بكامله.
وحتى الآن، اعترفت 137 دولة من الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة البالغ عددها 193 بالدولة الفلسطينية.
قمة البحرين العربية
دعا القادة العرب، فى قمة البحرين إلى نشر قوات دولية بإشراف الأمم المتحدة (فى الأرض الفلسطينية المحتلة) إلى حين تنفيذ حل الدولتين، وعلى الفور: جاء رد الأمم المتحدة سريعًا على لسان نائب المتحدث باسم المنظمة الدولية (فرحان حق)، الذى ربط الأمر بـ(موافقة مجلس الأمن الدولي).
وقال: فى نهاية المطاف، يعتمد تشكيل بعثات حفظ السلام على أمور عدة، إحدها تفويض من مجلس الأمن؛ وبطبيعة الحال، سيتعين على المجلس أن يوافق على ذلك، وأن تكون هناك شروط على الأرض، بما فى ذلك قبول الأطراف لوجود (قوات) الأمم المتحدة.
سقطة أبومازن فى القمة
لم يكن أبومازن موفقًا عندما اتهم المقاومة الفلسطينية بتوفير (ذرائع) لإسرائيل لتهاجم قطاع غزة.
والسؤال الذى يطرحه الرأى العام العربى والدولى: منذ متى تنتظر إسرائيل ذرائع لتمعن فى إزلال الشعب الفلسطينى؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية اليوم بدولة فلسطين المجتمع الدولي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
السلطات الجزائرية تمنع التظاهر من أجل فلسطين.. بلحاج: مُنعت من مغادرة منزلي
منعت السلطات الجزائرية نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ علي بلحاج من التظاهر أمام السفارة الأمريكية في الجزائر، احتجاجًا على دعم الولايات المتحدة لاستئناف إسرائيل حربها ضد غزة.
وفي تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أكد بلحاج أنه تعرض لمنع أمني من مغادرة منزله، رغم محاولته ممارسة حقه في التظاهر السلمي.
وقال بلحاج: "حاولت النزول إلى الشارع والتوجه إلى السفارة الأمريكية للاحتجاج على دعمها لقرار إسرائيل استئناف حرب الإبادة ضد غزة، لكن الجهات الأمنية التي تحاصرني باستمرار منعتني من الخروج من بيتي". وأضاف أنه سعى لإقناع السلطات بأنه لا يخالف القانون، وإنما يمارس دوره في التعبير السلمي عن رفضه للعدوان الإسرائيلي.
وأشار بلحاج إلى أن مواقفه تتماشى مع التصريحات السياسية لمسؤولي النظام الجزائري في المحافل الدولية، مستشهدًا بتصريحات ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك عمار بن جامع، الذي أكد أن الجزائر تدرك مخاطر الاحتلال بحكم تجربتها الطويلة في مواجهة الاستعمار الفرنسي. وأوضح بلحاج أن التضامن العربي والإسلامي كان له دور أساسي في طرد الاستعمار من الجزائر، وهو ما يعزز أهمية دعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
ودعا بلحاج الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى إسناد الفلسطينيين في غزة بكل الوسائل الممكنة، مؤكدًا أن الموقف الشعبي يشكل عنصر ضغط مهم على الحكومات والمجتمع الدولي.
من جانبه، شدد الدكتور عبد الرزاق مقري، الأمين العام لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة والأمين العام السابق لحركة مجتمع السلم، على أهمية التحرك الشعبي لدعم غزة. وقال مقري: "أمر واحد يمكن لقادة المنظمات والهيئات والأحزاب فعله، له تأثير كبير ولا يكلف شيئًا مقارنةً بما يعانيه أهلنا في غزة، وهو دعوة الناس وقيادتهم للزحف نحو سفارات الكيان وسفارات الولايات المتحدة الأمريكية في كل البلدان".
وأضاف مقري في تصريحات نشرها على صفحته على منصة "فيسبوك": "بيانات الشجب جيدة والوقفات والتجمعات مطلوبة، لكن محاصرة السفارات أكثر تأثيرًا وفعالية. يجب أن يفهم هؤلاء المجرمون أنهم يواجهون الأمة بأكملها".
وتأتي هذه الدعوات في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وسط مطالبات دولية بوقف الحرب وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
هذا وأدانت الجزائر "بأشد العبارات" استئناف الاحتلال الصهيوني لعدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في انتهاك "فاضح" لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه شهر يناير الماضي.
وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أمس الثلاثاء: "تدين الجزائر بأشد العبارات استئناف الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة في انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه شهر يناير الماضي ودون أدنى اعتبار للمواثيق والأعراف الدولية".
وأضاف البيان أنه "في الوقت الذي كانت تتفاءل فيه المجموعة الدولية بتثبيت وقف إطلاق النار في غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وإطلاق جهود إعادة الإعمار في هذه الأرض الفلسطينية فإن استئناف العدوان هذا يعصف بكل هذه الآمال ويعيد إدخال المنطقة في دوامة التقتيل والتجويع والحرمان من أبسط سبل العيش والبقاء".
وأمام هذه التطورات الخطيرة دعت الجزائر مجلس الأمن "إلى تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقه بموجب أحكام ميثاق الأمم المتحدة بغرض ضمان احترام القوة القائمة بالاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في مختلف مضامينه وعبر جميع مراحله".
كما أكدت الجزائر مجددا "تضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني ووقوفها الدائم إلى جانبه إلى غاية استكمال مشروعه الوطني وإقامة دولته المستقلة والسيدة وعاصمتها القدس الشريف"، حسب ما جاء في البيان.
من جهته جدّد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك عمار بن جامع أمس الثلاثاء، دعوة بلاده إلى مساءلة الاحتلال الصهيوني على جرائمه ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال بن جامع في كلمة له خلال جلسة عقدها مجلس الأمن أمس الثلاثاء حول الوضع في القطاع بطلب من الجزائر إن "الجزائر طلبت عقد هذه الجلسة لمعالجة الحصار المفروض على القطاع. ولكن التطوّرات الأخيرة جعلتها ملحّة وضرورية أكثر من أي وقت مضى".
وأضاف بن جامع أن العالم "يشهد فصلا جديدا من العقاب الجماعي الذي يفرض على شعب غزة". داعيا إلى "مساءلة الاحتلال على استخدامه التجويع كأداة للحرب".
وفجر الثلاثاء، استأنفت إسرائيل بشكل مفاجئ حرب الإبادة على قطاع غزة، من خلال تصعيد عسكري كبير شمل معظم مناطق القطاع، ما أسفر عن "404 شهداء وأكثر من 562 إصابة"، حتى الساعة العاشرة صباحا (ت.غ)، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
ويعد هذا الهجوم أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.