طبيعتنا البشرية لا يُغضبها الجفاء ولا قلة الوصل، ولا حتى شئ من التجاهل، وأكثر ما بالأمر غرابة هو الوجه البشري عندما تنقلب ملامحه عند رؤيتك، لأنه سمع ورأى ما يجعل الغيرة تثور بداخله.
وتجاهل ذاك أن ما مر به من سنين عُجاف قضاها حتى يصل به قدره لهذا العلو والرفعة، لأنه على يقين بأنه لابد للغيث من النزول ليروى ظمأ تلك السنين المُنهكة، والتى عانى منها وهو يرى ويسمع تملق بالحديث بين هذا وذاك، وتزيف للواقع حتى يُبعد عنه الأنظار ويُسدل ستار المواقف وهو أهلا لها، لكن العين تلبستها الغشاوة.
وأسفاه على زمن تناسى فيه هذا المخلوق أننا أرواح عابرة تسير في متاهات القدر، فالنوايا لا تُعرف لكن نشعر بها، فليس كل هادئ خالي البال وليس الصمت دليلا على اللامبالاة، ففي الهدوء والصمت ألف رواية تُحكى وتُروى، فكثير من القصص تُسمع وتُرى ونتأثر بها، فبعضها يُدون والأغلب مصيرها النسيان، إلا تلك التي لامست نبضة مضطربة، ثم هدأت وعانقت دمعة فحجرتها ومنعتها من السقوط، والله لم أر أسوأ غدراً للإنسان أكبر من ذاكرته عندما تخونه !
حذاري من مستنقع الفوضى الذي يعيشه البعض، قال وقيل، وعندما تخرج منه كأنك ولدت من جديد، وخروجك منه لا يُقدر بثمن، إنتصار على ذاتك أولا، وعلى سوء نياتهم ثانيا، فهناك كلمات تبلغ بنا حدها تريد الإنفجار بالخروج، فتميل للصمت لأنها لا تجد أفضل منه بديلا .
أرواحنا فرغت من مشاعر الود وبقيت نياتنا الصافية، فهي التي تُرتب أجمل اللحظات لنا ولمن يقترب منا، فكم من شخص رزق بنيته الصافية أكثر مما يتوقع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأنظار
إقرأ أيضاً:
رحلة البحث عن السلام الداخلي
في عالمٍ تتسارع فيه الأحداث وتزداد فيه الضغوطات يوماً بعد يوم، يصبح البحث عن السلام الداخلي أشبه برحلة مقدسة، يسعى فيها الإنسان للهروب من ضجيج الخارج ليجد صوته الحقيقي في الداخل. إن السلام الداخلي ليس حالة مؤقتة من الهدوء، بل هو توازن عميق ينبع من فهم الذات والتصالح مع الحياة كما هي، لا كما نرغب أن تكون.
ما هو السلام الداخلي؟السلام الداخلي هو حالة من الرضا والسكينة، لا ترتبط بظروف خارجية بل تنبع من داخل النفس. هو القبول الكامل للنفس، بضعفها وقوتها، بأخطائها وإنجازاتها. إنه أن تكون في وئام مع ذاتك، حتى عندما لا يكون كل شيء على ما يرام.
لماذا نحتاج إلى السلام الداخلي؟عندما يفقد الإنسان سلامه الداخلي، يصبح أسير القلق، والتوتر، والغضب. يفقد تركيزه، ويضعف إيمانه، ويتآكل شغفه بالحياة. أما من يمتلك السلام الداخلي، فإنه يرى التحديات فرصاً، ويتعامل مع الأزمات بحكمة، ويمنح من حوله طاقة إيجابية تنبع من عمق تجربته.
خطوات في رحلة السلام الداخلي1. معرفة الذات
لا يمكن للإنسان أن يجد السلام ما لم يتعرّف على ذاته بصدق. معرفة نقاط القوة والضعف، فهم الدوافع والمخاوف، ومواجهة الحقائق دون إنكار، هي بداية الطريق نحو الطمأنينة.
2. التصالح مع الماضي
الألم، الندم، والذكريات المؤلمة، كلها أثقال تثقل كاهل النفس. المسامحة - للذات وللآخرين - هي المفتاح لتحرير النفس من القيود التي تعيق سلامها.
3. العيش في الحاضر
أغلب معاناتنا تأتي من اجترار الماضي أو القلق بشأن المستقبل. أن تعيش اللحظة، أن تقدر ما لديك الآن، هو سر من أسرار الطمأنينة.
4. ممارسة التأمل والامتنان
التأمل يساعد على تهدئة العقل والعودة إلى اللحظة. والامتنان يعيد توجيه البوصلة نحو الجوانب الإيجابية في الحياة مهما كانت بسيطة.
5. الإيمان والثقة بالله
مهما تغيرت الظروف، فإن من يؤمن أن هناك حكمة وراء كل ما يحدث، وأن الله لا يضيع عباده، سيشعر بطمأنينة لا يفهمها إلا من ذاق حلاوة التوكل.
وفي النهاية
رحلة البحث عن السلام الداخلي ليست قصيرة، وليست سهلة. لكنها من أنبل الرحلات التي يخوضها الإنسان. إنها ليست هروبًا من الواقع، بل مواجهة له بروح هادئة ونفس مطمئنة. وعندما يجد الإنسان هذا السلام، فإنه لا يعود كما كان، يصبح أكثر رحمة، أكثر اتزانًا، وأكثر قدرة على الحب والعطاء.
الآن هل أنت مستعد لتبدأ رحلتك للبحث عن السلام؟
اقرأ أيضاًفي مقال بإصدارة «آفاق الطاقة».. وزيرة البيئة توضح التكنولوجيا الحديثة لتدوير المخلفات الصلبة البلدية
في أسيوط.. زراعة الأشجار وغلق مقالب المخلفات الصلبة بحي غرب