تقرير: الهجرة محور أساسي في الخطاب الإنتخابي الأمريكي وركيزة اقتصادية
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
يرى خبراء أن الهجرة التي تشكّل محورًا أساسيًا في النقاش المرتبط بالانتخابات الرئاسية لهذا العام، هي "عمود فقري" أتاح للولايات المتحدة أن تصبح أكبر قوة اقتصادية في العالم.
وفي عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر، برزت مسألة الهجرة كموضوع أساسي في الخطاب الانتخابي خصوصًا مع استخدام المرشح الجمهوري لخطاب أكثر عنفًا ضد المهاجرين وتعهده بأن ينفذ عمليات طرد جماعية في حال عودته إلى البيت الأبيض.
ويُشكّل العمال المهاجرون في الولايات المتحدة حيث المجتمع يزيد شيخًا، "العمود الفقري" للاقتصاد، حسبما يرى جاستن جيست الخبير في قضايا الهجرة في جامعة جورج ميسون.
ويعتبر جيست أن العديد من القطاعات مثل الغذاء والخدمات والزراعة والصحة والبناء "تعتمد هيكليًا على اليد العاملة المهاجرة" لأنها تُعدّ واحدة من القوى العاملة "الأكثر مرونة وتحركًا وتنوعًا في البلد".
وترى كبيرة الخبراء الاقتصاديين سابقًا في وزارة العمل الأميركية هايدي شيرهولز أن حرمان الشركات من العمّال المهاجرين سيكون "كارثيًا بالنسبة لبعض القطاعات" وسيكون له "آثار متتالية على الاقتصاد برمّته".
ويفسّر جيست ذلك بأن "تكلفة العمالة ستزيد" وبالتالي "ستؤدي إلى ضغوط تضخمية تنعكس ارتفاعًا بالتكاليف على كل الأميركيين".
- "فائض من الوظائف" -
ومن شأن زيادة الهجرة أن تفيد الاقتصاد الأميركي، بحسب توقعات مكتب الميزانية بالكونغرس الأميركي.
وقدّرت هذه الهيئة في فبراير أن تسمح زيادة عدد المهاجرين الوافدين للاقتصاد الأميركي بكسب 7000 مليار دولار على مدى العقد المقبل ويعود ذلك جزئيًا إلى القوة العاملة لهؤلاء الأشخاص.
وفي أبريل، قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا إن "الولايات المتحدة تستفيد من وفرة القوى العاملة التي تعبر الحدود" والتي تمنح البلاد "ميزة نسبية تتمثل بأن الأجور لا تزيد لأن نقص العمالة لا يمارس ضغطًا قويًا على زيادة الأجور".
ويأتي الوافدون الجدد لشغل وظائف تتطلب مهارات متدنية ويصعب أن يشغلها عمال آخرون.
ويقول أوسكار تشاكون مدير تجمّع "أليانزا أميريكاس" الذي يضمّ 58 منظمة تُعنى بالدفاع عن حقوق المهاجرين في البلد "إن الولايات المتحدة لديها ما لا تمتلكه بلدان أخرى في الأميركيتين وهو فائض من الوظائف".
وفي الولايات المتحدة أكثر من ثمانية ملايين وظيفة شاغرة بحسب وزارة العمل.
غير أن توافد المهاجرين "يخلق مشكلة في السياسة الداخلية"، بحسب غورغييفا.
وتثير هذه المسألة انقسامًا شديدًا بين الأميركيين، بحيث يتهم الجمهوريون الرئيس الديموقراطي جو بايدن بترك المهاجرين "يجتاحون" البلد.
ومنذ بداية ولايته، أوقف أكثر من سبعة ملايين شخص بعد عبورهم بشكل غير نظامي الحدود مع المكسيك، بحسب أرقام رسمية.
وبتحدث دونالد ترامب بانتظام عن جرائم قتل مروعة يرتكبها أشخاص دخلوا الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية، ليقول إن هناك موجة من الجرائم سببها المهاجرون غير الشرعيين دون أن تدعم أي دراسات أو إحصائيات ما يقوله.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
تقرير حديث: أكثر من مليون مهاجر أفريقي عبروا إلى اليمن على الرغم من الحروب والصراعات
كشف تقرير حديث عن عبور أكثر من مليون مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال العشر سنوات الماضية، على الرغم من استمرار الصراع في البلاد ووجود ممرات وصول خطرة.
وحسب الدراسة التي أجرتها شبكة "إم إم سي" الدولية فإنه على مدار العقد الماضي، دخل نحو 100,000 مهاجر سنوياً إلى اليمن عبر المسار الشرقي، الذي يمتد من القرن الإفريقي مروراً بالبحر الأحمر، في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى دول الخليج العربي، أبرزها المملكة العربية السعودية.
وكشفت الدراسة عن التحديات التي يواجهها المهاجرون في هذا المسار، بما في ذلك دور المهربين الذين يسيطرون على رحلة الهجرة، مستغلين ظروف المهاجرين الصعبة، ومواجهتهم العديد من الأخطار، أبرزها العنف الجسدي، الاستغلال، والموت.
واستند التقرير إلى 346 استبياناً مع مهاجرين في محافظة لحج اليمنية و16 استبياناً مع مهربين في إثيوبيا، حيث ركز على تفاصيل وأبعاد التهريب البشري عبر هذا المسار، ويعكس الديناميكيات المعقدة التي تشمل دور المهربين، الخدمات التي يقدمونها، والمخاطر التي يتعرض لها المهاجرون.
ومن أبرز النتائج التي توصل إليها التقرير هي أن المهربين لم يكونوا في الغالب وراء اتخاذ قرارات الهجرة، بل استعان المهاجرون بهم لتسهيل وتوفير تكلفة الرحلة. أكثر من نصف المهاجرين أفادوا بأنهم لم يتعرضوا لضغط من المهربين في قرارهم بالهجرة.
وحسب تقرير الشبكة المختصة جمع البيانات والبحث والتحليل وتطوير السياسات والبرامج المتعلقة بالهجرة فإن تلك البيانات تعد مهمة بشكل خاص في ظل انخفاض أعداد المهاجرين المسجلين في اليمن، والذي يعزى إلى الحملة العسكرية المشتركة ضد التهريب في البحر الأحمر، وكذلك تقليل الوصول إلى مواقع العبور الرئيسية منذ أغسطس 2023.
التقرير كشف عن حجم تجارة التهريب عبر المسار الشرقي، الذي يقدر بحوالي 30 مليون دولار أمريكي سنوياً، ما يجعل المهربين مصدر دخل ضخم.
وفيما يتعلق بالظروف التي يمر بها المهاجرون، أفاد 72% منهم بأن المهربين يُعتبرون معتدين في المواقع الخطرة على طول المسار، أما المخاطر التي يواجهها المهاجرون فتشمل العنف الجسدي، السرقات، والوفيات، وهو ما يتفاقم بزيادة صعوبة ظروف الرحلة.
وأظهرت البيانات أن 97% من المهاجرين دفعوا نحو 300 دولار أمريكي للمهربين مقابل خدماتهم، في حين أن 60% منهم دفعوا المبلغ كاملًا قبل بدء الرحلة.
المعروف عن المسار الشرقي أنه لا يعبر فقط من إثيوبيا عبر البحر الأحمر إلى اليمن، بل إنه يتصل بشبكات تهريب بشرية مسيطرة تهيمن على أجزاء كبيرة من الرحلة، مما يخلق بيئة ملائمة لزيادة المخاطر على المهاجرين، وفق التقرير
ولفت التقرير إلى أن هذا المسار يشهد ارتفاعاً مستمراً في أعداد المهاجرين، حيث يُقدر أن حوالي 97,000 مهاجر قد وصلوا إلى اليمن عبر هذا المسار في عام 2023.
وفقًا لمشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة، فقد توفي أكثر من 1,300 مهاجر بسبب الغرق على طول المسار الشرقي خلال العقد الماضي، مع تسجيل حوالي 400 حالة وفاة في عام 2024، مما يجعلها السنة الأكثر دموية على الإطلاق.
ويعد المسار الشرقي من القرن الإفريقي إلى اليمن عبر البحر الأحمر هو الأكثر استخدامًا من قبل المهاجرين الساعين للعمل في السعودية ودول الخليج.
وينطلق المهاجرون من مدينتي أوبوك في جيبوتي وبوساسو في الصومال، ويتوجهون نحو ساحل لحج في اليمن، حيث يعتبر الطريق عبر جيبوتي هو الأقصر، ويتسم هذا المسار بجذور تاريخية قوية بين المجتمعات المسلمة في إثيوبيا والخليج، والتي تطورت من خلال التجارة والتعليم والرحلات الدينية.