في ذكرى ميلاده.. كيف عكست رباعيات عمر الخيام فلسفته الوجودية؟
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تمر اليوم ذكرى ميلاد العالم والفيلسوف الفارسي الشهير صاحب الرباعيات «عمر الخيام»، حيث ولد فى مثل هذا اليوم 18 من مايو 1048، وتناقضت الآراء حوله فمنهم من اعتبره عالم جليل، ومنهم من اعتبره سكيرًا ملحدًا.
وُلِدَ غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام (عمر الخيام)، في مدينة نيسابور، خراسان، بإيران، فهو عالم وفيلسوف وشاعر فارسي مسلم، ويعتقد البعض أن له أصول عربية، والخيام هو لقب والده حيث كان يعمل في صنع الخيام.
كان "الخيام" عالمًا كبيرا تخصَّص في الرياضيات، والفلك، واللغة، والفقه، والتاريخ. وهو أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط.
إنتاجه الأدبى
و للخيام إنتاج أدبى بخلاف الرباعيات، حيث أصدر مجموعة من الكتب، التي ترجم منها إلى العربية مثل« شرح ما أشكل من مصادرات كتاب أقليدس، الاحتيال لمعرفة مقداري الذهب والفضة في جسم مركب منهما، وفيه طريقة قياس الكثافة النوعية، رسالة في الموسيقى».
لم تجمع رباعيات الخيام في حياته وإنما ظهرت للمرة الأولى مجمعة بعد رحيله بثلاثين عاما سنة 865 هـجريا، حيث خرجت ترجمة الرباعيات الإنجليزية الأولى للنور سنة 1859، على يد الكاتب البريطاني إدوارد فيتسجيرالد، بينما ظهرت ترجمات عربية عدة، فهناك من ترجمها نثرًا مثل أحمد حافظ عوض ومصطفى وصفي التل ومحمد المنجوري وجميل صدقي الزهاوي، وممن ترجمها شعرًا إسكندر معلوف ووديع بستاني وعبد الرحمن شكري وعبد اللطيف النشار ومحمد السباعي وأحمد رامي وعبد الحق فاضل وأحمد الصافي النجفي.
رباعيات الخيام تعكس فلسفته الوجودية
كتب "الخيام "رباعيات عرفت باسمه وهى عبارة عن مقطوعة شعرية بالفارسية مكونة من أربعة أبيات، والتي اعتبرها البعض دعوة للفسق والمجون، حيث تسببت في شهرته حتى الآن، لكن آخرين وعلى رأسهم المستشرق الروسي زوكوفسكي يرون أنها نسبت إليه خطأ.
كان الخيام وجوديًا، فكان معتل بقلق وجودي، حيث كان يطرح اسئلة من خلال رباعياته مثل لماذا وجدنا ولماذا نرحل وما معني الومضة السريعة بين الوجود والرحيل، وهذه الأسئلة يصادفها كل من يتعرض لعالم الخيام في كل زاوية وركن وكل صفحة من رباعياته لكن لا إجابات عليها، وعدم وجود الإجابة هو أكثر ما أرق الخيام.
يقول الخيام في رباعياته: “لبست ثوب العيش لم استشـر وحـرت فيه بين شتى الفكر.. وسوف أنـضو الثوب عني ولم أدرك لماذا جئت وأين المقر، ليخلص الخيام إلى أن الحياة والموت سراب وأن حياة الإنسان وموته سران يعجز الإنسان عن فهمهما”.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الشاعر عمر الخيام
إقرأ أيضاً:
"الكهف"
عيسى الغساني
قصة أو رمزية الكهف لأفلاطون ظهرت في القرن الرابع قبل الميلاد، تعد من أهم الأعمال التي لها دلالات رمزية، حيث تتعاطى مع واحد من أهم العناصر أو القضايا بشأن تعريف المعرفة وحقيقتها وهل المعرفة تأتي من الذات أم هي عنصر خارجي تشكله الحواس البشرية.
في الكهف، يحكي عدد من الأشخاص يعيشون بداخل الكهف ويرون العالم الخارجي من خلال الظلال التي تنعكس بداخل الكهف على الجدران نتيجة انعكاس أشعة الشمس، وبالتالي تصورهم وفهمهم للعالم الخارجي لا يتعدى الصور التي تنعكس من الخارج إلى داخل الكهف. وعلى هذه الصور تدور كل حياتهم ونقاشهم وتصورهم للواقع، وهكذا استمرت بهم الحياة لوهلة غير يسيرة من الزمن. لكن ذات صباح قرر فرد من المجموعة أن يخرج وبعد صراع مع أفكاره، اندفع خارج الكهف ليتفاجأ بأشعة الشمس التي تسقط على عينيه، ويعجز في البداية عن الرؤية. وبعد برهة يتكيف بصرة مع أشعة الشمس وينظر حوله، فيرى عالمًا مختلفًا. نعم كل شيء مختلف السماء، الأرض، الأشجار، الحيوانات، البشر، وهنا يدرك أن كل ما يشاهده في الكهف ليس سوى صور مُشوَّهة للواقع!
وبين الظلام والنور تتجلى الحقيقة، وهنا يشعر من خرج من الكهف بواجب أخلاقي لإخبار الآخرين عن العالم الحقيقي الذي ظهر له، ولكنه يُوَاجه بالسخرية والرفض؛ ذلك أن من بداخل الكهف لا يستطيع أن يتصور حقيقة تختلف عن الظل الذي تعودوا عليه، وبدافع الخوف والانكار يرفضون الخروج من الكهف، بحجة ما يعتقدون بأن المعروف خيرٌ من المجهول؛ فالإنسان عدو ما يجهل.
أسطورة الكهف تُمثِّل زوايا وأبعادا عميقة، إنها دعوة للتفكير النقدي في طبيعة المعرفة، وكيف للإنسان أن ينأى بنفسه ويتحرر من أغلال وقيود الجهل، الكهف يمثل تجليات العالم المادي مقابل عالم الأفكار والمُثُل، حسب ما يراه أفلاطون.
ويرى أفلاطون أن الأشياء تأتي وتذهب، تبرد وتسخن، لذلك هو عالم الأخطاء الكثيرة. لكنه يرى أيضًا أن هناك عالمًا حقيقيًا توجد فيه كل الأشياء الحقيقية التي تتصف بالكمال، ولها مثيلاتها المشابهة لها أو المُستنسَخة منها في عالمنا المحسوس. واعتبر أفلاطون هذا العالم عالم الحقيقية أو المثل. وهذا العالم مستقل عن كل شيء، وغير متأثر بالتغيُّرات التي تحصل للعالم الذي نختبره عن طريق الحواس.
رابط مختصر