جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-01@19:33:38 GMT

بين زيارة الكويت و"قمة البحرين"

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

بين زيارة الكويت و'قمة البحرين'

 

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

 

خلال الأسبوع المنصرم، قام حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بزيارة دولة إلى دولة الكويت الشقيقة، وهذه الزيارة هي استمرار وتعضيد للعلاقة الراسخة بين البلدين الشقيقين، اللذين تجمعهما علاقة تاريخية ممتدة عبر عقود من الزمان، هذه العلاقة هي نتاج تاريخ مشترك ومصير واحد وروابط نسب ودين وعروبة.

العلاقة الخاصة بين سلطنة عمان ودولة الكويت مجسدة عبر التاريخ وتشهد عليها صحاري سلطنة عمان وأبراج الكويت المعانقة للسماء، فما بين قيام نهضتنا المباركة عام 1970 وبين حرب تحرير أرض الكويت الطاهرة 1991، قصة تروى للأجيال عن معنى الأخوة والفزعة والهبة والبذل والعطاء والشجاعة والعروبة الأصيلة بأسمى معانيها، هذه القصة كتبت من قديم الزمان وما زالت فصولها تتوالى غير منقطعة وبدون نهاية، حيث تكتب نهاية فصولها بعنوان فصل جديد.

زيارة جلالة السلطان المعظم -أعزه الله- لدولة الكويت، تتويجٌ لمرحلة جديدة من العلاقات التاريخية بين البلدين تنطلق منّ رؤية اقتصادية شاملة لمرحلة مهمة في تاريخ الخليج والمنطقة العربية بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص؛ حيث تمر المنطقة بمرحلة إعادة تشكيل للعلاقات والتكتلات بناءً على نظرة جيوسياسية واقتصادية ذات أولوية تقوم على أساسها العلاقات، ولاشك أن قيادة البلدين تدرك جيداً معنى قيام مشاريع اقتصادية عملاقة والاستفادة من الموقع الجغرافي للبلدين وتسخير جميع الإمكانيات المتاحة من أجل خلق اقتصاد قوي مستدام من أجل شعوب البلدين الشقيقين.

إن ما يجمع شعب البلدين لا يمكن تأطيره في سياق مقال واحد؛ فالقرب الذي يشعر به أبناؤهما نادر وعميق جداً ولا يدركه إلا من اقترب كثيراً منهما، فمع ما مرّت به المنطقة الخليجية من أحداث ظلت الشعوب مترابطة ووشائج القربي بقيت منتصرة وما زادتهم هذه الاحداث إلا قرباً وترابطاً ومحبة، فما ينبت في تراب الخليج تتغلغل جذوره في اعماق أعماق ارضه المباركة.

وفي أرض مملكة البحرين قصة عُمانية أخرى تُروى؛ حيث استضافت المملكة العزيزة القمة العربية، هذه القمة التي عُقِدَت في توقيت مهم وظروف استثنائية تمر بها الأمة العربية والإسلامية من شرقها إلى غربها، توقيت اختلطت فيه المعايير الإنسانية وشكّلت قيم المجتمعات وفق معايير مختلفة وفضحت الديمقراطية العالمية الزائفة من خلال مواقفها من القضية الفلسطينية.

مملكة البحرين ليس غريبا عليها أن تحتضن الأشقاء، فلطالما كانت بوابة التسامح وحضارة اللقاء والسكينة للمبحرين عبر عباب الخليج العربي، وكيف لا تكون كذلك وهي الخير في برها وبحرها، والي شواطئها يفد المبحرون بعد أن يظنون أن لا منجى ولا ملجأ لهم، وعبر تاريخها كانت بوابة صد الغزاة وصمام الأمان الذي تكسرت عليه مطامع الطامعين.

لقد جاءت القمة العربية برسالة واضحة حول موقف الأمة من قضية العرب والمسلمين المهمة؛ وهي فلسطين الأرض والإنسان، هذه الرسالة التي اتفق عليها جميع القادة وممثلوهم حول ضرورة توقف جرائم آلة الحرب الصهيونية وأهمية رضوخ هذه الدويلة المارقة للقانون الدولي وتطبيق قرارات الأمم المتحدة والامتثال للنداء العالمي لحقوق الإنسان، وتجنيب العالم صراعا يلوح في الأفق بين الحين والآخر إذا ما استمرت في عنجهيتها وغطرستها السياسية والانسانية.

ولعل كلمة الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو جوتيريش القوية في القمة العربية قد بعثت وبوضوح تام مدى امتعاض العالم الحر والشريف من الممارسات الصهيونية والدول الداعمة لها، حيث لم يسبق وأن شهد العالم منذ قيام هيئة الأمم المتحدة في العام 1945 هذا الوضوح من قمة هرمها حول قضية فلسطين المحتلة، وهذا ما زاد من محصلة أهداف قمة البحرين التي حققت العديد من المكاسب.

ولأن سلطنة عُمان ومواقفها المشهودة من القضية الفلسطينية والتصعيد الصهيوني الأخير كان لا بُد من بصمة تضعها في هذا المحفل العربي؛ إذ جاءت كلمة صاحب السمو السيد أسعد بن طارق في نفس السياق المتناغم مع المبادئ السياسية لسلطنة عمان، وشدد سموه على أهمية بناء موقف عربي موحد حول قضية كل العرب، مع التأكيد على دعم جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- للموقف العربي المتكامل وحقوق الشعب الفلسطيني في الحصول على دولته المستقلة وعاصمتها الأبدية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خبير استراتيجي: ملف إعمار غزة ومستقبل الصراع على رأس مناقشات القمة العربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال اللواء سمير عباهرة، الخبير العسكري والاستراتيجي، إنّ ملف إعمار غزة ومستقبل الصراع سيكونان على رأس مناقشات القمة العربية، مشددًا على أهمية استكمال إعادة إعمار غزة.

وأضاف عباهرة، في مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»: «آن الأوان لحماس كي تتخذ موقفا عقلانيا وتأخذ المصالح الوطنية الفلسطينية بعين الاعتبار وأن تضع الكرة في ملعب القمة العربية، وأن تلتزم بما تتخذه من قرارات للإجماع العربي».

وتابع، «في تقديري، أن حماس ستوافق على الخروج من حكم غزة، ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار تصريحات نتنياهو، إذ قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بأنه لن تكون هناك تسوية إلا بإخراج حركة حماس من غزة وتفكيك الخلايا المسلحة، وهناك الموقف الأمريكي الذي يطالب بإبعاد حماس عن حكم غزة، وهذه المواقف يجب أن تدرسها حماس جيدا، وإعمار غزة بات ضرورة ملحة، والإسرائيليون يقولون لن يكون هناك إعمار طالما بقيت حماس».

مقالات مشابهة

  • رسالة من حماس إلى القمة العربية وقادة الدول العربية
  • حماس توجّه رسالة إلى القمة العربية
  • حماس تبعث رسالة إلى القمة العربية
  • برلماني: ملف إعمار غزة على رأس مناقشات القمة العربية الطارئة
  • غوتيريش يشارك في القمة العربية ويحدد أولويات غزة
  • جوتيريش يعلن مشاركته في القمة العربية الطارئة
  • حدود وإمكانيات القمة العربية تجاه عربدة إسرائيل
  • لقاء فلسطيني سعودي بحث آخر تطورات غزة وتحضيرات القمة العربية
  • هذا موعد زيارة رئيس الجمهورية للمملكة العربية السعوديّة
  • خبير استراتيجي: ملف إعمار غزة ومستقبل الصراع على رأس مناقشات القمة العربية