صحيفة صدى:
2025-07-12@07:34:35 GMT

أعطني مصحفاً

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

أعطني مصحفاً

في أحد عصريات رمضان كنت قد صليت العصر بجامع الراجحي بالرياض وبعد الصلاة إذ بطفلين يقول أحدهما للآخر أحضر لي مصحفاً معك ، أخذت بي تلك الكلمات إلى بحر واسع عن أثر القرآن في تربية النشء، ذلك الطفل الذي هو أظنه في الصفوف الأول من المرحلة الابتدائية يطلب مصحفاً يتعلم منه الأحكام ويقرأ منه قصص الأنبياء ويأتمر بأوامره ويزدجر بنواهيه ، ذلك الطفل قد لايعي مايقرأ ولكن عندما يكبر سوف يعي كل ماقرأه .

عندما يرتبط ذلك الطفل بالقرآن سوف يكون له أنيسا في وحشته ودليلاً إلى الهدى وسائقاً له إلى فعل الخيرات وترك المنكرات ، سوف يربطه برب السموات وتكون تربيته تربية قرآنية وما أجملها من تربية ، ذلك الطفل عندما طلب المصحف لم يكن إلا بتربية من أبوين يعظمون القرآن وجعلوه في حياتهم وأخلاقهم وانعكس على أبنائهم .

والآيات الواردة والأحاديث عن فضل القرآن وتلاوته كثيرة فهو من أعظم الذكر ، عندما تقرأ القرآن تنزل عليك السكينة وتشعر بالاطمئنان ، إن من رحمة الله بعباده أن أنزل عليهم ذلك الكتاب العظيم القرآن الكريم وارتبطت به البشرية لمافيه من المعاني والدلالات والآيات العظيمة .

فيبدأ تعليمه للطفل منذ الصغر بقراءة أم الكتاب الفاتحة التي هي ركن من أركان الصلاة ثم يتنقل بين السور ، وإنك لتعجب ممن بلغ الحلم وهو يخطئ في قراءة الفاتحة وهو من العرب فيكسر مافتح ويضم ماسكن وعندما تعود إلى زمنه الماضي تجده لم يكن يعطي القرآن حقه ، بل إن بعض الناس أصبح يتقن لغات الأعاجم على لغة العرب .

إن اللغة العربية هي من مقومات البقاء ومن أسمى اللغات ، فناسب أن ينزل القرآن بها ، والنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أنزَل عليه القرآن بلسان عربيّ، والله تعالى يقول: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ ﴾ ، عندما تتأمل النشء الذين تربوا على القرآن وتعالميه تجده انعكس على أخلاقهم وتعاملاتهم بل هم أقل الناس شراً وجرماً فلديهم دوافع إيمانية قرآنية تقودهم إلى كل فضيلة وتحجمهم عن كل رذيلة ، إن هؤلاء النشء تجدهم متميزين في تعليمهم وذكائهم وهذا ليس بمستغرب فهي بركة القرآن المعنوية إذ حفظوا الله في الصغر فحفظهم وأعانهم في الكبر.

عندما يتربى ذلك الطفل على التعلق بالقرآن ويرى القدوات أمامه والديه والبيئة المحيطة به وإمام المسجد والحلقات القرآنية المنتشرة فيعيش تلك البيئة الآمنة ثم تكبر تلك البذرة؛ فاعلم بإذن الله أنها سوف تكون شجرة مثمرة قوامها الذكر وثمارها الأعمال الصالحة وظلها الأخلاق الحسنة ، سوف يكون منبع خير ونهر جار متدفق من الفضائل وأنيس كل جليس ، يترفع عن سفاسف الأمور ويسمو بنفسه ويعلقها بمعالي الأعمال الصالحة والأخلاق السامقة.

قل أن تجد من ارتبط بكتاب الله سافكاً للدماء أو مرتكباً للرذائل و مندفعاً للمحرمات من هتك الأعراض وأكل الربا ومال اليتيم وشرب ماحرم الله والسبب في ذلك تلك الآيات القرآنية التي كانت له شمعة مضيئة في حياته فإذا هم بأمر سوء تذكر المواعظ والآيات الناهية فانتهى .

نسأل الله أن يحفظنا بالقرآن قائمين وأن يحفظنا بالقرآن راقدين وأن يحفظنا بالقرآن قاعدين وأن لايشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: ذلک الطفل

إقرأ أيضاً:

مدير شؤون القرآن بالأزهر: آية لا تحزن إن الله معنا ليست مواساة بل ثقة مطلقة بالله

اختتمت اللجنة العُليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، مساء اليوم الخميس، فعاليات الأسبوع الدعوي الثامن بندوة، تحت عنوان: " دروس الهجرة في واقعنا المعاصر"، تحدّث فيها الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، والدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا لشؤون الدعوة، والدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام شؤون القرآن بالأزهر الشريف، وأدار الندوة الشيخ يوسف المنسي، عضو الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة.

بإجمالي 1239محفظًا.. اعتماد نتيجة اختبارات معلمي القرآن الكريم بالجامع الأزهرندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة

افتتح الدكتور حسن يحيى الندوة بالتأكيد على الأهمية القصوى للاستفادة من السيرة النبوية المطهرة ودروسها في كل جوانب حياتنا المعاصرة، لأن الهدف الأساسي من استقراء السيرة النبوية المطهرة هو استلهام المعاني الراقية المناسبة لحياتنا منها، تلك المعاني التي تقوَم مجتمعنا وتحافظ على استقراره وتماسكه، وتجعل منه مجتمعًا متحضرًا ومتقدمًا، كما أن استقراء السيرة النبوية المطهرة يقربنا من الهدي النبوي الشريف، سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات، كما أن استقراء أحداث السيرة النبوية المطهرة، بفهم ووعي، يمكننا من معايشة حياة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمق، والاستفادة منها، ويساعدنا في تطبيق سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمليًا في كل شيء في حياتنا.

من جانبه أوضح الدكتور أبو اليزيد سلامة أن آية "ثاني اثنين إذ هما في الغار" هي دليل على لحظة فارقة عاشها سيدنا أبو بكر الصديق بكل وجدانه، في تلك اللحظات العصيبة داخل الغار، حيث كاد القلب ينخلع والفؤاد يضطرب من شدة الخوف والقلق، جاء صوت النبي صلى الله عليه وسلم مطمئنًا له: "لا تحزن إن الله معنا"، هذه الكلمات النبوية العظيمة لم تكن مجرد مواساة، بل كانت تجسيدًا للثقة المطلقة بالله، والتي بثت الطمأنينة والسكينة في قلب أبي بكر، لقد تحولت لحظة الضعف البشري إلى قوة إيمانية لا تتزعزع، هذا المعنى العميق هو ما نحتاج أن نبثه في الأمة بأكملها في مواجهة التحديات الراهنة، فمهما اشتدت الصعاب، يجب أن نتمسك بالثقة بأن الله معنا، ولكن مع ذلك، علينا أن نؤدي ما علينا تجاه الله سبحانه وتعالى من سعي وعمل.

وبين الدكتور أبو اليزيد سلامة أن الهجرة النبوية تقدم لنا درسًا عظيمًا في كيفية الموازنة بين القلب والعقل، فعلى الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب مكة بكل وجدانه كونها أحب بلاد الله إليه، إلا أن عقله أشار إلى أن هذه الأرض في تلك اللحظة لم تكن مناسبة للدعوة، في المقابل، كانت هناك أرض أنسب لنشر رسالة الإسلام، هذه المرحلة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم تعلمنا كيف ينتقل الإنسان من التردد إلى حسم القرار، مهما كان ذلك صعبًا على النفس، مشيرًا إلى أن قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: "لو هلكت أنت يا رسول الله لهلكت الأمة" هو دليل على إعلاء المصلحة العامة وتقديمها على المصلحة الشخصية، وهو مبدأ أساسي ينبغي أن نسترشد به في حياتنا.

وأكد الدكتور أبو اليزيد سلامة أن رحلة الهجرة تقدم دروسًا عميقة في الثقة بشبابنا وتمكينهم لأخذ زمام المبادرة، وأهمية غرس القدرة فيهم على التمسك بأخلاقهم وقيمهم مهما كانت الظروف، ومهما تعرضوا لتحديات، وقد تجلى ذلك بوضوح في شباب الهجرة النبوية، أبرز مثال على ذلك هو سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، الذي بقي بشجاعة في مكان الرسول صلى الله عليه وسلم ليرد الأمانات إلى أصحابها، فقد فعل ذلك على الرغم مما لقيه من نكران وتعذيب من أولئك الناس أنفسهم،  ويؤكد هذا الفعل النبيل من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المبدأ الخالد بأن الأخلاق باقية وهي أساس الحياة السعيدة.

وقد شكل هذا الدرس على وجه الخصوص شخصية سيدنا علي كرم الله وجهة بشكل عميق، مما جعله نموذجًا فريدًا في السلوك الأخلاقي، وعلاوة على ذلك، فإن الشجاعة التي تحلا بها عندما بقي  في مكان سيدنا رسول الله ظلت أحد مناقبه طيلة حياته.

وخلال كلمته، شدد الدكتور ربيع الغفير على أهمية استلهام معاني الهجرة النبوية لمواجهة تحديات العصر، موضحًا أن الهجرة ليست مجرد حدث تاريخي عابر، بل هي مدرسة متكاملة لبناء مجتمع قوي ومتماسك، فهي تعلي من قيم التعاضد والتكافل بين أفراد المجتمع، وترسخ مبادئ التخطيط السليم واتخاذ القرارات الرشيدة في أوقات الشدائد والأزمات، وتلهم الأمة بالقدرة على التكيف مع المتغيرات التي تطرأ عليها في أي وقت.

كما أن أحداث الهجرة النبوية تلهمنا تحويل التحديات إلى فرص للنمو والازدهار، لهذا تشكلت دولة الإسلام بعد الهجرة في قوة وتحضر لما كنتاج لما صنعته هذه الرحلة العظيمة، فقد علمت المسلمين الثبات والعزيمة والمثابرة، مشيرًا إلى إشادة الغرب بالعظمة التي صنعها رسولنا الكريم صلى الله علهي وسلم، مستشهدًا بمقولة المفكر الإنجليزي الشهير جورج برنارد شو: "ما أحوج العالم اليوم إلى رجل مثل النبي محمد ليحل مشاكل العالم".

وأشار الدكتور الغفير إلى أن الجيل الأول من المسلمين خضع لاختبارات إلهية متعددة، ليصبحوا مؤهلين لحمل رسالة الإسلام إلى شتى بقاع الأرض، فكان أول هذه الاختبارات رحلة الإسراء والمعراج، بما حملته من معجزة عظيمة وثبات عميق على التصديق، ثم جاء الاختبار الثاني وهو الهجرة المباركة، التي تطلبت تضحية كبرى بترك الوطن والأهل، وما في ذلك من ألم على النفس لفراق المكان الذي نشأ فيه الإنسان. تلا ذلك الاختبار الثالث بتحويل القبلة، الذي دل على مدى الثبات وعدم التزعزع عن أمر الله تعالى، وأخيرًا، جاء الاختبار الرابع متمثلًا في غزوة بدر بالعام الثاني للهجرة، حيث بذل المسلمون النفس والمال دليلًا على صدق إيمانهم.

وأوضح الدكتور ربيع الغفير أن قيادة النبي صلى الله عليه وسلم للأمة خلال رحلة الهجرة المباركة تُعد نموذجًا يحتذى في حسن الإدارة وتدبير الأمور، هذه القيادة الحكيمة هي ما دفع الصحابة رضوان الله عليهم إلى التضحية بأنفسهم قبل أموالهم في سبيل نصرة الدين الإسلامي، مستشهدًا بموقف سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وتضحيته بنفسه في سبيل حماية النبي، معتبرًا هذه العلاقة بينهما نموذجًا يحتذى في الصداقة الحقيقية والحب في الله، فقد تجلت فيها قيمة الإيثار، التي تُعد من أعظم الفضائل في الإسلام، موضحًا أن الأزمات المتلاحقة التي يشهدها عالمنا المعاصر إنما تؤكد الحاجة الماسة إلى استلهام منهج النبوة في القيادة والإصلاح، كسبيل وحيد لتحقيق الاستقرار ومعالجة التحديات الراهنة.

من جانبه قال الشيخ يوسف المنسي، إن القرآن الكريم حينما تناول قضية الهجرة النبوية، لم يقتصر تأثيرها على الفرد فحسب، بل امتد ليشمل المجتمع بأسره، وهو ما يجعلنا نفهم أهمية إشراك النبي صلى الله عليه وسلم للأفراد معه في هذه الرحلة المباركة، فالأفراد الذين خاضوا رحلة الهجرة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أصبحوا بفضل هذه الرحلة مؤهلين ليصبحوا أمناء على المجتمع المسلم، هذا التأهيل العميق لهؤلاء الرجال الأجلاء هو الذي كان له الفضل الكبير في الحفاظ على استقرار الأمة وثباتها بعد وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

طباعة شارك الجامع الأزهر الأزهر الشريف الهجرة الثقة بالله القرآن الكريم

مقالات مشابهة

  • هل السحر يمكن أن يؤدي إلى تعطيل الزواج؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
  • شكراً
  • مدير شؤون القرآن بالأزهر: آية لا تحزن إن الله معنا ليست مواساة بل ثقة مطلقة بالله
  • حلم «الوظيفة» يطرق أبواب الأمل!
  • احذر| فعل يقع فيه كثيرون عند قراءة القرآن.. الشعراوي يكشف عنه
  • ما المقصود بـمكر الله في القرآن؟.. دار الإفتاء تجيب
  • من هم المغضوب عليهم ولا الضالين في سورة الفاتحة.. اعتقاد خاطئ لدى الكثير عنهم
  • 5 فضائل لقراءة سورة الملك ليلا.. لا تفوت فضلها
  • البحوث الإسلامية: هجرات الأنبياء دروس إيمانية في الالتجاء إلى الله
  • كيفية حفظ القرآن الكريم ؟ طريقة سهلة مش هتنساه تاني